لن يحترق تاريخ . أبوعيسى ورفاقه ..!

في رمضان قبل الأخير وأثناء حفل إفطار أقامه بمنزله لتكريم قادة السلطة الإنتقالية في دارفور الذين باعو ا
القضية ومدوا اياديهم لموائد النظام .. قال الرئيس البشير إن أكفهم ملطخة بدماء الالاف من أهل السودان .. ثم صلى جماعة مع ضيوفه وتبادل معهم الدعوات بأن يتقبل الله صيامهم وقيامهم .. ولكنه تناسى أن يستغفر الله ولو في سره عما إعترف به ولم يشاْ ان يتنازل ولو لمرة يتيمه في حقبه حكمه المتكلس بأن يعتذر للوطن أو للشعب أو حتى لأهل ضحايا نظامه الذين أقر بهم بعظمة لسان الرائد الذي لا يكذب أهله كما يذكرنا في خطبه دائماً!
الأساتذة فاروق أبوعيسى و أمين مكي مدني وفرح عقار .. هم معتقلو راي بالدرجة الأولى كونهم ساسة لم يحملوا سلاحاً ولا إرتكبوا فعلا جنائيا يستوجب حبسهم .. ومع ذلك قبلوا الإحالة الى القضاء إن كانت العدالة لا زالت واقفة على إستقامة سوقها في عهد الإنقاذ !
الرئيس البشير إحتراماً للقضاء على الأقل حينما سئل بالأمس وهو يحلق قريبا من السماء التي تصعد اليها الأرواح في اية لحظة .. لو أنه إتبع الحكمة .. لخرج من ذلك الموقف الضيق والمحرج.. بقول مختصر وهو أن الرجال أمرهم الآن بيد المحكمة ولا أريد أن أستبق حكمها في شأنهم .. لكفى نفسه مأزق المطالبة بإعتذارهم ومقارنته بإعتذار الإمام الذي لم يقدم للمحاكمة من الأساس !
ولكن بدلاً عن ذلك يجنح الرئيس الى إجترارالتاريخ في مقاربة ساذجة حيال إعتذار الأستاذ ابوعيسى عن مشاركته في نظام نميري .. حينما اراد العودة الى صفوف الحزب الشيوعي وهو ما يسمى في أدبيات الحزب بنقد الذات .. كقيمة مبدئة عالية .. لم نسمع بأحد من إنقلابيي وقتلة وسارقي ومنظري ومفسدي الإنقاذ الذين تابوا عن السلطة وأبتعدوا عن الجماعة أو الذين لا زالوا في غيهم المخجل .. أن إتبعوها ولو من قبيل النفاق الذ ي هو ديدنهم في كل شيء لا بغرض تطهير االنفس واليد..!
جماعة الإسلام السياسي في السودان سرقوا الكثير من الجوانب التنظيمية للشيوعيين ولا نقول إستفادوا منها كثيراً .. وليتهم سرقوا نظافة الكف وعفة اللسان و الزهد في العيش والشعور بالآخرين و حب التراب ممن يعتبرونهم ملحدين من منطلق إحتكارهم الحصري للنطق بإسم الله و رسوله وكونهم حراس دينه الحنيف دون غيرهم !
الأستاذ محمود محمد طه .. فضّل الموت بكرامته كاملة الدسم ثابتاًعلى موقفه بغض النظر عن صحته من عدمها .. على أن يعيش ذليلاً بتوبة أو إعتذار سيجعله وإن إمتدت حياته فسيموت أكثر ذلةً دون أن يتذكره أحد وعلى غير ما تركه من خلود السيرة بعد رحيله في سموٍ وبسالة!
فاروق وأمين وعقار .. ليس أمامهم إلا الذهاب الى آخر خطوات الصمود ولو إدينوا وحكم عليهم بالإعدام أو اقله المؤبد .. ولن يحرقوا تاريخهم لإرضاء غرور سجانهم الذي كان سيكبر هو في نظر العالم الذي يحتقره بالملاحقة .. لو أنه بادر باطلاق سراحهم وأتبع سنة الإعتذار مرة في حياته لما لحق بهم من أذىً وفيهم الشيخ الذي حض الرسول على عدم قتله أو أسره أو تحقيره في حروب الفتوحات الإسلامية ولو كان مشركاً !
ولكن هيهات أن يفعلها من يعتقد أن العناية الربانية هي من أوجدته حاكما للسودان ليحيله الى جنة في الدنيا .. إبتغاءاً لجنة الآخرة و التي هو متأكد أنه ضمنها بأقواله وأفعاله التي يريدنا أن نشهد له بها حتى في يوم الموقف العظيم !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ((جماعة الإسلام السياسي في السودان سرقوا الكثير من الجوانب التنظيمية للشيوعيين ولا نقول إستفادوا منها كثيراً .. وليتهم سرقوا نظافة الكف وعفة اللسان و الزهد في العيش والشعور بالآخرين و حب التراب ممن يعتبرونهم ملحدين من منطلق إحتكارهم الحصري للنطق بإسم الله و رسوله وكونهم حراس دينه الحنيف دون غيرهم !
    )) .

    well done

  2. عندي سؤال اذا مواطن مصري او سعودي سافر ووقع ميثاف مع داحش هل يمكن ان يرجع واذا رجع ماذا ينتظره ؟ حدي يجاوب ؟؟

  3. مليكنا العريان عن الاخلاق و الدين و الزوق و كل الفضائل التي يتحلى بها الانسان السوى. هذا الرجل مرضان مرضان و مأبون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..