فاصل إعلاني..!

أغسطس 2014م وقع حزب الأمة القومي والجبهة الثورية اتفاقا في العاصمة الفرنسية عُرف بإعلان باريس، وقد سعى الحزب في تسويقه داخلياً وخارجياً وربما بدأت ثمرات نجاح تتحقق، رغم أنه لم يشمل كل القوى المعارضة، ورغم أن المسافة شاسعة جداً بين حزب الأمة الذي يعتمد انتهاج العمل السلمي والجبهة الثورية التي تنتهج العمل المسلح. قبل أن يُنبت إعلان باريس شيئا وقع حزب الأمة القومي وقوى الإجماع الوطني وحزب الأمة والجبهة الثورية نداء السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في ديسمبر من نفس العام، وقد اتسعت عباءته لتشمل قوى معارضة أخرى في اتجاه وإعلان صريح لتطوير إعلان باريس ليصبح برنامجاً موحداً لكل المعارضة السودانية وقبل أن يُنبت نداء السودان شيئاً، وقعت بعض القوى المعارضة والجبهة الثورية إعلان برلين من ألمانيا فبراير 2015م. ثلاثة إعلانات خلال سبعة أشهر، بمعدل اتفاقية كل شهرين وقبل كل هذه الإعلانات كانت وثيقة الفجر الجديد من العاصمة اليوغندية كمبالا مطلع 2013م، والتي روّجت لها المعارضة وكأنها فتحاً مبيناً سوف تُزيح النظام قبل أن يرتد إليه طرفه، وقبل الفجر الجديد كان إعلان المباديء بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. لماذا لا تُكمل المعارضة محاولات الحل الخارجي وترفد مكتبة الوطن بالمزيد من الإعلانات، لتوقع إعلانا في نواكشوط ثم إعلانا من كابول أو نداء آخر من سيدني، عسى أن يكون الحل هناك.

إلى أين ستقودنا المعارضة السودانية، لماذا تترك الحل وراءها وتقفز إلى الاستيراد، حسناً لطالما أنها أدمنت الإعلانات لماذا لا توطّن صناعتها، لماذا لا يكون إعلان الفاشر أو كسلا أو سنار. هل يعتقد المعارضون الذين يوقعون على هذه الإعلانات أنها سوف تسقط نظام، أو على أقل تقدير ستوحد المعارضة، إن كانت الأحزاب التي تتصدر توحيد المعارضة ذات نفسها تحتاج أن تتوحد. أمر مطلوب بسرعة أن تتوحد المعارضة جميعها وتتفق في ما هي أصلاً تبدو أنها متفقة عليه في كل هذه الإعلانات التي تُعيد وتُكرر نفسها، كم هي السنوات التي مضت والمعارضة توقع وتسافر وتعود لتسافر لتوقع، هذا النهج ? إن صح تسميته نهجا- يُكسب النظام أطول عمر يُمكن أن يمنحه خصم، أن لا أفهم سوى المزيد من تبديد الزمن وتراكم الأزمات، ليس معقولاً أن يُنتظر حلا أو حتى مجرد بث أمل من إعلانات لا تتوقف بينما الواقع لا شيء. إن كانت المعارضة غير قادرة على الإقدام على خطوة فعلية تدفع فيها ذات الثمن الذي يدفعه الشعب يومياً فلتكف عن الإحباط.
=
التيار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأخت شمائل طالما قبلت المعارضة والجبهة الثورية دخول الصادق المهدى بين تكويناتها فالرماد كال حماد،، ولا ننسى أنه هو أول من وصم الجبهة الثورية بالعنصرية عقب صدور وثيقة الفجر الجديد حتى قبل النظام نفسه،، هذا الرجل ليس لديه شيئ سوى كتابة الوثائق والمذكرات ثم المتاجرة بها ولم تذكرى في مقالك وثيقته الأخيرة بشأن مستقبل الحكم في السودان،، والنتيجة تتمثل في إصابة المعارضة بالدوار والدوران في حلقة مفرغة بفعل خزعبلاته وهو يصر على تسنم موقع القيادة في أى مبادرة لإسقاط النظام ثم يقوم بتفريغ حماس المعارضة إلى لا شيئ،، وما على الآخرين سوى إتباعه،، ونحن الآن نشهد إعادة مسلسل تخريبه للتجمع الوطنى الديمقراطى وعودته للسودان للإتفاق مع البشير،، وسيعود قريبا تحت لافتة ترجعون.

  2. قال عن الصادق المهدي امس في الراكوبة المفكر والخبير البروف حسن مكي : تكتيك سياسي وبعد إنتهاء الإنتخابات سيعود الصادق المهدي معززاً مكرماً، ويقبض هداياه من الدولة وإبنه الآن لم يبارح موقعه من رئاسة الجمهورية .

  3. قيل زمان اذا اردت ان تقتل موضوعا فكَون له لجنة .. واللجنة هنا الصادق المهدى .. فتأكدى ان جنين
    الثورة سوف يولد ميتا.ز ما دامت المعارضه تدور فى فلكة وهذا ماتريدة الانقاذ .. وكفى .

  4. صحيح أن المعارضة أدمنت الفشل وأصبح كل انتاجها هو الإعلانات والاتفاقات ، ولكن مسألة توطين المعارضة فهذه تلزمها استراتيجيات وتكتيكات أخرى إذ أن أجهزة أمن النظام لا هم لها سوى مطاردة المعارضين ، وليس ما جرى للأساتذة أبو عيسى وأمين مكي مدني وعقار ببعيد …

  5. صحيح أن المعارضة أدمنت الفشل وأصبح كل انتاجها هو الإعلانات والاتفاقات ، ولكن مسألة توطين المعارضة فهذه تلزمها استراتيجيات وتكتيكات أخرى إذ أن أجهزة أمن النظام لا هم لها سوى مطاردة المعارضين ، وليس ما جرى للأساتذة أبو عيسى وأمين مكي مدني وعقار ببعيد …

  6. يتا استاذة شمائل المعارضة التى لاتملك شعبية فى الداخل تسمى معارضة كرتونة وهم لا يدرون بأن الشعب السوداني أذكى مما يتصورون ولذلك يتسكعون فى شوارع الحيارى كالكلاب الضالة ويتجموعون فى فنادق الحيارى لاعلان اعلاناتهم الفاشلة والغريب فى الأمر هؤلاء لا يبالون بتوجهات الشعب السودانى ومنسلخون تماما عنه ويهتمون فقط بكوادرهم فى الزوايا الضيقة ولا يعلمون بأن الحكومات المستبدة لا تنهار الا بمشيئة الله ثم بمشيئة الشعوب

  7. اليس فيكم رحلا رشيد ؟ يا شمائل النور
    انا والله لا انتمي الي حزب الامة لكن السيد الصادق المهدي الرقم الصعب الاول في السودان ولا يوجد مثيل له في الدول العربية والافريقية فوالله ما فيش معارضة لها قيمة الا بوجود الصادق رضيتم ام ابيتم ويا اخت شمايل اتمني ان تكتبي لنا عن الصادق المهدي السياسي المعارض في احدي مقالاتك ولك التحية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..