إلى جناة الخلد الصحفي المناضل حيدر

خبر مفجع ومفاجئ حمله الأخ بدرالدين حسن على اطلعت عليه في صحيفة أخبار المدينة ينعى فيه رحيل الصحفي المناضل والقامة الكبيرة ورئيس اتحاد الصحفيين في أخر اتحاد في الديمقراطية الثالثة حيدر طه فتقاطرت دموعي حذتا عليه ولكم هو مؤسف إلا تولى الأوساط الصحفية هذا الخبر أي اهتمام والسودان يفقد واحد من ا علام الصحافة ورمزا من رموزها المناضلين صاحب سجل حافل بالتضحيات والمواقف التي تبقى فخرا لاتحاد الصحفيين وللصحافة بصفة خاصة

حقيقة ربما أجد العذر لغالبية الصحف التي تصدر اليوم وللقائمين عليها من ملاك وكتاب ورؤساء تحرير وصحفيين لأنهم من الطبيعي أن يجهلوا صحفي مناضل في قامة حيدر لأنه عندما كان رئيسا لاتحاد الصحفيين فان أكثريتهم لم تكن لهم صلة بالصحافة لأنهم وفدوا إليها في عهد جديد غير طاقم الصحافة تغييرا جذريا ولكن ماذا عن القلة من بقايا العهود الماضية في الصحافة بل والذين عملوا مع الفقيد الراحل أو عمل معهم في دنيا الصحافة والاتحاد

شكرا لك الأخ بدرالدين ولكل من كتب عن الراحل المقيم حيدر في مواقع النت وفى هذه الصحيفة أخبار المدينة
لقد عاصرت هذا الرمز عن قرب فى فترة التسعينات خارج السودان وقد كنا عددا محدودا من الصحفيين في القاهرة الذين عملوا على تكوين فرع لاتحاد الصحفيين الشرعي الذي تم حله في عام 89على اثر الانقلاب الثالث في السودان ويومها لم يكن الفقيد قد نجح في مغادرة السودان فكان فرع اتحاد الصحفيين بالقاهرة هو الممثل الشرعي للاتحاد في الخارج وعلى صلة مباشرة بالاتحاد الدولي للصحفيين قبل أن ينجح رئيسه حيدر في الوصول للقاهرة وقد سافرت شخصيا عام 1990 لهرارى ممثلا للشرعية (المحلولة) في مؤتمر عام نظمه الاتحاد الدولي للصحفيين بالتضامن مع الأمم المتحدة ضم كل الاتحادات ونقابات الصحفيين الأفارقة في مؤتمر يهدف لترسيخ قيم السلام والديمقراطية في إفريقيا وقد كنا الممثل الشرعي للسودان إحقاقا لحق القامة حيدر ورفاقه الذين أعجزتهم الظروف يومها أن يشاركوا في ذلك المؤتمر

ويومها كان اللافت لي بشكل خاص إن أغلبية قادة الاتحاد الدولي والمشاركين في المؤتمر الاتحاد الإفريقي يلاحقونني بالأسئلة عن هذا القامة حيدر الذي رحل عنا تأكيدا لما كان يتمتع به من مكانة افريقية وعربية وعالمية
ثم كان إن واصلت حضورا وممثلا للشرعية في اجتماع هام لاتحاد الصحفيين الأفارقة انعقد بالقاهرة تحت إشراف الاتحاد الدولي وتشاء الصدف يومها بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية ومع بداية الجلسة الثانية إن رأيت الفقيد حيدر يدخل القاعة وهو يحمل حقيبته قادم من المطار مباشرة للحاق بالمؤتمر بعد أن تهيأ له الظرف فأخليت له مقعده إلا انه رفض وأصر على أن أواصل واخذ مكانه بجانبي إلا إنني اصريت في جلسات اليوم الثاني أن يتولى هو بصفته الشرعية القانونية والديمقراطية المشاركة فى المؤتمر وبالفعل اخذ مكانه وواصل المؤتمر ولكنه أصر أن أكون بجانبه جلوسا طوال جلسات المؤتمر وحتى نهايته وليتولى بعد ذلك مهام الاتحاد بصفته الرسمية.
هذا هو الرمز الذي اختاره الله سبحانه تعالى لجواره فكان رحيله فقد كبير لقامة لن يطوى مواقفها التاريخ ولكنه قضاء الله وقدره و لكن من في قامة حيدر وتاريخه جدير بان يقيم له الصحفيون تأبينا يليق بمقامه وتاريخه وتجرده ونكران ذاته وتضحياته من اجل السودان وقبيلة الصحفيين .

ولا نملك إلا إن ندعو لحيدر بالرحمة والغفران وان يتقبله سبحانه تعالى قبولا حسنا ويكرم مثواه بقدر ما قدم لوطنه والصحافة من تضحيات وان يسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..