صراع … قصة قصيرة

حين دخل الرجلان الى ساحة الصراع وهما يخطوانبثبات وثقة, صاح الجمهور المتحمس وصفق واطلق اصوات المزامير وضرب بقوة على الطبول. وعندما رفعا اياديهمامرفرفة باتجاه الجمهور وصلت التحية مملوءة بالفخر والاعتزاز. وكان التصميم واضحا على وجهيهما وهما يمسكان بالظليمين ويمسحان على ظهريهما ويتاهبان لبدء الصراع. كان الوقت اول العصر والجمهور لم يكتمل شمله بعد. الرجل الاول كان ظليمه بدينا داكن الحمرة جاحظ العينين ويتحرك كثيراوهو مسكون بالقلق. اما غريمه فكان ظليمهجذابا جميل الطلعة هادئ الملامح رشيقا ناصع بياض ريشه مع سواد فى مؤخرة جناحية. وظهر الحماس واضحا على الرجل الثانى, فكان يشجع ظليمه باستمرار ويلفت انتباهه الى الجمهور الذى تمسك بالصياح والجلبة وتجاوب معه. والناس اكثرهم يعتبرون ان هذا الرجل اقل حظا بالفوز فى هذا اليوم حسب معطيات المباريات السابقة. وعندما رفع جناح الطائر الى اعلا زاد صياح الجمهور. وكان معظم الناس يجلسون على منطقة مرتفعة تقع بين القناة الرئيسية للمشروع الزراعى وغابة كثيفة بها اشجار سنط وطلح ونيم ومحاطة بالمراعى الخضراء. وهى تبعد عدة كيلومترات عن القرية. وفى اكثر الاماكن ارتفاعا كانت هنالك مقاعد مثبة جيدا ويجلس عليها نفر من زعماء القرية وكبار المغامرين والتجار واللجنة المنظمة. وقدوضعت على المقاعد وسائد وثيرة كسيت بجلود النمر وزينت بالخرزوالصدف وريش النعام الملون. وكانت هنالك خيمة واحدة سوداء منصوبة فى مكان قريب جدا من القناة. وعندما اقترب الطائران من بعضهما هم كل منهما على الفور بان يهاجم الاخر. وتمكن صاحبيهما بعد لاى من ابعادهما عن بعض. وامسك كل واحد بطائره وشد علية بقوة و رفع رجله اليسرى وقربها من الاخر حتى تشابكت الاصابع مع بعضها. وعندما استعصى فك التشابك علم الرجلان ان الطائرين مصممين بعناد كبيرعلى بدء الصراع.

كنت اجلس على مكان مرتفع وقد لاحظت ان بعض الناس يذهبون الى الخيمة السوداء, وعند المدخل يتلفتون حولهم ثم يدخلون ويغلقون الباب خلفهم ولا يعودون الى مكان الصراع. وبعد مشقة تمكن الرجلان من فك الاشتباك وابعدا المتصارعين عن بعضهما. وعندما احس الجمهور بلحظة الانطلاق زاد من علو اصوات المزامير والابواق واصبح ضرب الطبول يهز كل شئ. والمعروف ان الفائز يحصل على الجائزة الكبرى وهى مبلغ مالى ضخم يضع صاحبه فى قائمة اغنى اغنياء القرية. كذلك يحصل كل واحد من الرجلين على نسبة من مال المراهنات. ولم يقل حماس الجمهور وتصميمه على الاستمرار فى اطلاق اصوات المزامير والصياحوالتصفيق برغم احتدام الصراع والتوتر والتشنج. واصبح الطائران يقاتلان ببسالة نادرة وهما على يقين راسخ بان المبارزة لن تحسم الا اذا قتل احد الطائرين الطائر الاخر

كلا الرجلين كان قد جهز طائره جيدا للقتال عن طريق التدريب المتواصل والتغذيةالجيدة. وحين دخلا الى ساحة الصراع جعل كل منهما يشحذ اطراف الاظافر الصناعية الطويلة التى تشبه السكاكين, وكذلك المسامير ذات الوخز الاكثر مرارة من طعن الابر. وبعد الشحذ تم ربط الاجزاء الملحقة باحكام بواسطة جلود قوية. وكان الطائر الابيض هوالذى بدا بالهجوم بحماس محموم واتضح عليه قوة العزم والثقة الكبيرة بنفسه. وقبل الانطلاق كان كثير التلفت يمينا ويسارا. ومنذ الثوانى الاولى اصبح يهاجم باستمرار ثم تراكم فى صدره الحنق حين وجد ان معظم ضرباته يتم تفاديها او تخيب. وكان الاحمر يدرك تكتيك الانهاك والارباك فتراجع منذ البداية وركن الى الدفاع, وما كان يتحين الفرصة المواتية حتى يقوم بتنفيذ هجمة قوية مباغتة. لكن الابيض كان فى كل مرة يقفز بحركة رشيقة ويصد بجناحه ضربات كانت يمكن لها ان تصبح قاتلة. وعندما تاكد من قوة خصمه واستعداده الذهنى والنفسى الجيد,هدأ نفسه لكى لكى يتاهب لهجوم مضاد. والعامل الاخر الذى زاد من حماس المتصارعين هو تشجيع مجموعات النعام التى كانت تجلس على اغصان الاشجار. وكانت الطيور تحدث ضجة كبيرة باصواتها وبالضرب باجنحتها وهز الاغصان. وعندما استجمع قواه قام الابيض بهجمات قوية متتالية لكنه لم يحرز تقدما ذا قيمة. وتوقف عندما ايقن ان مواجهة خصمه ليست سهلة واستسلم من جديد للحظة توقف. وكان فى تلك اللحظات يتنفس بصعوبة كبيرة وهو ينظر الى الاحمر فى عينيه والغضب يكاد يفجره. ثم اصبح كل منهما يضرب برجليه على الارض ويخبط بجناحيه على جسمه بطريقة تشبه طريقة المصارعين اليابانيين. واصبحت الاجنحة تتحرك بصورة منتظمة ودؤوبة ومثيرة كأنها حركة مجاديف يجتهد محركوها بشدة لمقاومة التيار. ثم عاد الاشتباك لكن سرعان ما تأزم الوضع لان كل منهمااصبح يلف عنقه حول عنق الاخر. وزاد الالتفاف والتحم الطائران واصبحت الرقبتان كحبل واحد مجدول ببراعة وقوة. ولم يشكل الوضع اى خطر على الطائرين لان التدريب المستمر كان قد زود كل عنق بمرونة وقوة تضاهى قوة خراطيم عربات المطافئ. وحدث التدخل الذى اصبح لا مناص منه وتمكن الرجلين والحكام اجمعين من فض الاشتباك

قاوم الطائران بكل وسيلة وحاولا الافلات عن طريق تحريك الاجنحة والارجل المقبوض عليها بقوة. وعندما سمح لهما ببدء الجولة انطلقا بسرعة الى ساحة القتال. واحمرت العيون وعلا التنفس و زاد الغضب لدى كل من الخصمين ورفعت الاجنحة الى اعلى. واصبح ريش كل منهما منفوشا والصدر مرفوعا الى اعلا وكذلك ريش المؤخرة. وفى لحظة مميزة تغيرت هيئة كل طائر تغيرا كليا. فاصبح كل منهما يحرك جناحه كانه درقة محارب وريش مؤخرته اتخذ شكلا بيضاويا بديعا. واراد الطائر لهذه الدرقة ان تحميه من هجوم غادر ياتيه من خلفه. وطال ترقب الناس الذين هيأوا انفسهم للضربة الاولى من قتال عنيف سيدور فى هذه الجولة. وفى هذه الاثناء زادت افواج الناس الذين اصبحوا يدخلون الى الخيمة السوداء. وعندما بدا الهجوم تحمس الجمهور وصفق وصاح وعلا صخبه, لكن امله خاب فى رؤية الضربات الحاسمة. وكانت نتيجة الجولة هى التعادل

والكل يعلم ان مرور الوقت يؤدى الى اهدار المزيد من الطاقة والموارد ويورث الانهاك ويستنزف كل الحيل. كذلك اصبح تكتيك التفاف الاعناق لا يؤدى الى نتائج مثمرة. والتعادل غير مسموح به لان للمباراة لابد ان تنتهى بمنتصر. لذلك انشا كل من الرجلين يزود طائره بوسائل وتكتيكات جديدة. وكان كل رجل يضع فى الحسبان توقعات المغامرين والزعماء. وانهالت النصائح والاوامر على الرجلين فزادا من قوة تحريض الظليمين. وتذكر كل طائر اللحظات العسيرة فى المباريات السابقة التى كان فيها قاب قوسين او ادنى من الموت. واصبح يشم رائحة الموت القريب ويرى اهواله ويتبين طعمه جيدا, فقويت فيه ارادة تحقيق النصر. احيانا تساعد الحيلة والمكر فى انقاذ المصارع, لكن يجب الا يصاحبها اجهاد لانه يشكل عامل ارباك قوى يشتت الفكر ويصبح الحل هو محاولة ايقاف المعركة. وفى كل الاحوال فان الاتفاق على التعادل هو امر شبه مستحيل. واذا حدث الاتفاق والتزم به طرف فان غريمه قد يغدر به. والغدر فى مباراة كالتى تجرى اليوم يعنى الموت المحقق. وبفضل الهزات القوية من السيد كان كل طائر يقطع حبل افكاره ويعود الى الاستماع الى النصائح ويوافق على تغيير التكتيكات حسب مجريات الصراع. وانتظر الجمهور طويلا لبدء الصراع حتى كاد صبرهان ينفذ وعلت احتجاجاته. لكن الزعماء تدخلوا لاعادة الهدوء. ووجد تجارالمراهنات الفرصة سانحة لجمع المزيد من الاموال.واخرج الاغنياء نقودا اضافية واعطوها لمعاونيهم. وازداد صياح الجمهور عندما راى المتصارعان يدخلان الحلبة ويبتدران القتال على الفور. وتراجع الاحمر الى الوراء وتلفت حوله وراى ما ساهم فى زيادة غضبه وحماسه, فانتفض و هجم بسرعة وضرب الابيض ضربة قوية فى وركه. وراى الجميع الجرح الكبير والدم النازف منه بشدة. وقد ساهمت غفلة الابيض فى نجاح الضربة. وسقط الطائر الجريح على الارض وهو يتالم. وصفق الجمهور واطلق المزامير وانتشى طربا. لكن صاحب الطائر دخل الى مكان الصراع بدون اذن واخذ طائره وخرج به من الحلبة ولم يعبا باحتجاج الجمهور. وكان الدم المتدفق بغزارة يبلل ملابس الرجل وجسمه كله. ولم ينجح اى شخص فى منعه من الخروج. واشتد جدال الناس حول ما فعله الرجل بين مؤيد ومعارض. واستخدم البعض العنف اللفظى المفرط ورفعوا الايدى للتهديد والاهانة. وحدثت فوضى كبيرة واشتباك بالايدى والعصى. وتدخلت اللجنة المنظمة والزعماء ومسؤولى ضبط الامن واقنعوا الجمهور بفكرة اعطاء الابيض فرصة للعلاج

استغرق العلاج وقتا طويلا وكاد صبر الجمهور ان ينفذ.وبعد العلاج جعل الطائر ياكل بنهم ويشرب الكثير من الماء. ولم يقبل بابعاد الاكل والشرب منه, لكن صاحبه كان يخشى ان يزيد وزنه وتؤثر هذه الزيادة فى قدرته على الحركة. وكان لا يستطيع اخفاء مظاهر الالم الشديد الناتج عن احكام رباط رجله. وفى الوقت الذى بدا فيه الحركة شعر بوطأة الالم تزداد, لكن سيده لم يمهله فقبض عليه ورش رجله بمسكن الم ثم مسح على ظهره برفق قبل ان يطلق سراحه. وعندما دخل الى ارض المعركة لم يمهله الاحمر ثانية واحدة بعد سماعه لصفارة البداية, فهاجمه هجوماجنونيا غير معهود.وكانت جولة القتال ضارية سال فيها الدم والتهبت العضلات وارتفع الشرر بفعل ضرب الحديد على الارض. وكان كل طائر يرد على الهجوم بنفس القوة والعنف. وقد تحمس الجمهور فتدافع ليشترى تذاكر المراهنات. وتاكد للابيض ان اى غفلةفى هذه الجولة ستفضى الى الموت. فاصبحت شراسته تزداد كلما اشتم رائحة الموت تنبعث من بين انفاس الخصم.

ومن جديد التفت الاعناق, لكن الامر كان مختلفا هذه المرة ولم يتدخل اى طرف ثالث بل انسحب كل طائر من تلقاء نفسه. وعادا الى القتال بكامل ارادتيهما لكنه كان قتالا لا يشبه الاول فى اى شئ. وتكرر الوضع بنفس التفاصيل. فى البدء ساد الفرح الكبير وسط تجار المراهنات, فهم وغيرهم من المراهنين يريدون اطاله الصراع. وشعر الطائرانبان الخطة تسير فى الطريق الصحيح. واحيانا كثيرة يدرك المرء جيدا ان الصلح خير للمتخاصمينوان شابته الشوائب. وفى هذه الحالات يفكر كلفريق فى الذى سيجنيه اذا قتل الاخر. وهو يعلم جيدا انه فى المرة القادمة سينهى به الحال الى الموت المحتوم. واذا قتل فلن تنفعه جائزته الثمينة ولا تصفيق الجمهور واحتفاله. وعندما تحرك الطائران كانت حركتهما غريبا وكذلك طريقة مشيتهما. ولم ينتفش الريش ولم تنتفض الاجنحة كما كانت وصفت العيون وازداد جمالها. وظن البعض انهم بصدد عمل تمارين واختبار تكتيكات جديدة, او ان الامر مجرد هزل يسبق جولة اخرى من القتال. وساد الهدوء وتوجس كل مغامر خيفة وخشى على فلوسه. وفجاة توقف كل طائر فى مكانه. وتم دفعهما الى الامام . لكنهما لم يقوما باى هجوم بل ساد التمرد وتمكن. فعمد الرجلين الى دفعهما الى الامام بقوة كبيرة جدا وشاركهما الحكام والزعماء والتجار

تظاهر الطائران بالاستجابة للدفع لكن حركتهما كانت بطيئة. وفى الاثناء بدات تاتى الى المكان الذى اجلس عليه روائح نتنة هى خليط من رائحة السماد الطبيعى وانفاس الناس الموجودين فى الخيمة السوداء وشئ ما يحترق. وعندما اقترب الطائران من بعضهما ضربكل واحد بصدره على صدر الاخر ثم تعانقا. وهمسا لبعضهما بحديث ما. ثم تحركامبتعدين عن بعض. وبعد لحظات التفت كل واحد منهما ليراقب خطوات الاخر. وحين رجعا التفت الاحمر ليرى الابيض الذى كان يسير قريبا منه وعلى الجانب الايسر, ثم واصلاالسير لعدة امتار ثم توقفا. وصاح الجمهور واهتاج واحتج بقوة. ورفع الاحمر رجله اليسرى باتجاه الجمهور حتى راى كل واحد منهم بطن قدمه ناصعة البياض. ثم انزل قدمه وضرب بها على الارض. واصبحت ارجل الطائرين تضرب على الارض بحركات متزامنة ومتناسقة. وزاد الاستفزاز وزاد صياح الجمهور. لكنمها كانا ينظران الى الجمهور نظرات تحدى ثم يحولان البصر نحو السماء. وتشابكت اصابع الارجل من جديد. والتفت الى جارى لكى اسالهعن تفسيره لما حدث. كان ينظر الى نظرة ريبة واستهجان ولم يستطع ان ينطق بكلمة واحدة, ثم غادر فى اتجاه الخيمة السوداء. وزاد قلق الناس وتوترت اعصابهم. واقترب كل طائر من الاخر وتعانقا من جديد ثم تصافحا.وكانت الفرحة الكبيرة تبين عليهما وتعمهما مشاعر مشبعة بالحيوية وحلاوة الانتصار. واصبحا يرقصان رقصة فريدة ومثيرة. وفى نفس الوقت رقص النعام فى الاغصان وطار فى الهواء ثم عاد و تشابكت اصابعه وانتشر البشر بين جوانحه. وقفز الطائران قفزات طويلة متتالية واخيرا تمكنا من الطيران وانضما الى المجموعات الجالسة على الاغصان

اخيرا اجتمعت اللجنة المنظمة بالرجلين ثم انضمت اليهم كل الاطراف المؤثرة. وتحدثوا كثيرا عن خططهم لاقناع الطائرين بالرجوع الى حلبة الصراع. لكن لا التهديد ولا الترغيب استطاع ان يساهم فى تغيير المواقف. وكانت الطيور ترقص وتغنى على الاغصان ثم تطير وتحلق عاليا فى الفضاء. وارسلت الشمس اشعتها الدافئة لتلتحم باحتفال الطيور فى الاشجار وتنقل اليها التحايا. ونزلت زخات المطر الناعمة عليها وازدان المكان بلوحة بديعة رسمتها اشعة الشمس وزادت ثرائها الالوان النقية. وعلا صوت الغناء والزغاريد وضرب الارجل الراقصة على الاغصان. وفى كل مرة تفشل المفاوضات كانت الفرحة تحمل الطيور من جديد الى التحليق عاليا فى الفضاء. وفى الوقت الذى اصبح فيه الزمن المهدر كبيرا, اصبح أمل الجمهور يتبخر فى ايجاد حل للوضع. وذهب البعض الى القرية واستعد البعض الاخر للرحيل. وكان كل من يمر بالقرب من لاشجار يرفع يديه باتجاه الطيور ويتضرع اليها ويحاول بكل ما يملك ان يناشدها بانتترجل ولكن هيهات. وجاءت اسراب اخرى من الطيور من اماكن بعيدة وانضمت الى الاحتفال. وانتظر الناس لحظة الهبوط المرجوة وهم قلقين. وشاهدوا الاحتفال يكبر ويزداد جمالا والوانه يزداد بريقهاوموسيقاه تنشر البهجة بين المحتفلين. واصبحت الطيورتغنى غناء جماعيا وتعزف الموسيقى وترقص وتطير وتلوح فى الفضاء بالاعلام والبالونات زاهية الالوان. وزاد غضب الجمهور وهيجانه. ولم تهتم به فواصلت الاحتفال بيوم فرحها ورقصت وصاحت ولوحت باجنحتها. واصبح بعضها يضحك ويقهقه ويطلق اصوات المزامير كلما راى التبرم يستبين على وجوه الناس

عاد جارى من الخيمة السوداء يسحب رجليه خلسة وجلس بالقرب منى. كان ثملا جدا ويتحدث بسرعة كبيرة حيرتنى اكثر من حيرتى وانا اتتبع الغاز بعض عباراته. وقد فهمت منه انه غاضب جدا لذهاب امواله التى دفعها للمراهنات. وكان مثيرا للشفقة حين تحدث الى بنبرة حزينة واشتكى من الفشل الذى سيواجهه وثقل الالتزامات. وفى هذا الوقت اصبح الدخان يعلو من خلف الخيمة واصبح الناس يخرجون منها باعداد كبيرة ويجلبون معهم العفونة والخيبة. لكننى عدت لمراقبة المشهد الاحتفالى الرائع للطيور التى واصلت عرضها ولم ترضخ للضغوط. وحين مر الوقت اصبحت اتبين بعض معانى كلمات الاغانى واستمتع بوقعها وجرسها الحلو

ورغم ان الادلة كلها كانت تشير الى اتجاه الطيور نحو الخيار الذى تبنته, الا ان اليأس لم يكن قد تمكن من المستفيدين من الصراع, فغضوا الطرف عن المصير المحتوم, وهو حق, واستمروا فى محاولات الاستمالة والترهيب. ولاشك ان الطيور ستستطيع الوقوف فى وجه الكميات الهائلة من الضغوط. وهى قد تعلمت الطيران, فى البدء الى مسافات قصيرة, ثم حلقت عاليا فى الفضاء الواسع الرحيب. والشمس تتجه الان نحو المغيب وهى راضية عما فعلت. لكن مازال البعض ينتظر انقشاع ما يسميه بسحابة الازمة العابرة حتى يتمكن من اشعال الصراع من جديد. لكن اسراب النعام الجالسة على الاغصان الان لن تعود الى الحاله القديمة مهما حدث لها

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..