دورة جديدة من الأنتخابات

انطلقت الحملة الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني والمجالس التشريعية الولائية والملاحظ أن هذه الانتخابات وعلي أهميتها لم تجد اهتماماً شعبيا يذكر ليس لأن المعارضة المقاطعة استطاعت إقناع الناس بعدم جدوى هذه الانتخابات ولكن السبب الأساسي لأحجام الناس عن الخوض في هذه الانتخابات هي تجربة الانتخابات نفسها في ظل حكومة الإنقاذ!! صحيح أن الإنقاذ تحولت من شرعية ثورية (أسم دلع للانقلاب) إلي شرعية دستورية منذ 1998م ولكن الواقع يشير إلي أن الانتخابات ومنذ 1998م وحتى انتخابات 2015م قد أفتقرت إلي معايير الانتخابات النزيهة والشفافة والثابت أنه لم يكن في مضمار السابق إلاّ حزب الحكومة المهيمن علي مفاصل البلاد وفي عالمنا المسمي بالثالث فان الحاكم لا يترك كرسي الحكم الا الي القبر وما ادعاء الديمقراطية والحريات الا لتجميل وجه النظام ، أصحبت الانتخابات مثلها مثل الاستفتاءات التي كانت السمة السائدة في أغلب دول العالم الثالث خاصة العربية منها، لذلك فأن نتائج الانتخابات لا تحمل في طياتها أي تغيير حقيقي لا لأشخاص الحكم ولا للبرامج المطروحة وعطفا علي هذا فقد سادت روح اللامبالاة من المرشحين والناخبين علي حد سواء وكون أن الانتخابات هي الوسيلة المثلي للحكم الراشد فأنها أفرغت عندنا من معانيها السامية فأصبحت ألعوبة في أيدي الحاكم يلعبون بها كما يعلب الأطفال بالكورة ، وبنظرة عابرة لانتخابات هذا العام فإننا نلاحظ غياب المنافسة الحقيقية فكفة الحكومة هي الراجحة والأحزاب التي دخلت الانتخابات كلها تدور وتبصبص حول الحزب الحاكم والذي لم يبخل عليهم فقد تنازل عن دوائر محدودة لتنحصر المنافسة بين هذه الأحزاب القديمة منها والجديدة.
أما المرشحون لرئاسة الجمهورية وعلي كثرة عددهم فهم مجرد تمومة جرتق، فبعضهم ربما دفع بهم الحزب الحاكم كمحللين لهذه الانتخابات والبعض الآخر حسب انه سينال مقابلاً محترماً لخوضه الانتخابات والبعض الآخر يستهويهم الظهور الاعلامي وهكذا خلت الساحة من منافسة حقيقية فقد أحجمت الأحزاب الكبيرة المعارضة عن الخوض في هذه الانتخابات لأسباب موضوعية منها غياب الحد الأدنى من الضمانات التي تجعل هذه الانتخابات نزيهة وشفافة !! وحتى الشخصيات المستقلة ذات الوزن أثرت الابتعاد عن هذه الانتخابات !! ورغماً عن ذلك فأن العيوب والتجاوزات بدأت تظهر تباعاً بصورة تؤكد ما ذهبت إليها أحزاب المعارضة . المؤتمر الوطني وحكومته استغلت كل موارد الدولة في الدعاية لنفسها بصورة صارخة , حقا إذا لم تستح فافعل ما شئت!! ، كان يمكن المؤتمر الوطني وهو يدرك علم اليقين بفوزه الكاسح في الانتخابات أن يظهر شئ من الحيادية والعدالة في الحملة الانتخابية وذلك من باب سد الثغرات التي تأتي منها عدم نزاهة الانتخابات ولكن طول البقاء في الحكم أورث أهل المؤتمر الوطني غشاوة في الإبصار والقلوب بحيث لا يكادون يميزون بين العام والخاص وهلمجرا…….
حتى السنتهم وهم حماة المشروع الحضاري الإسلامي لا تنطق إلاّ بسفه القول الذي يستفز العامة !! إلا ترون وزرائهم وصبيانهم يسبون الناس حتى بدون مبرر أصبح قاموسهم يحتوي علي ألفاظ وكلمات سوقية سار بها الركبان وأصبحت علامة وماركة خاصة لأهل المؤتمر الوطني !! وقد فات علي هؤلاء ان هذا الشعب الذي يبدو في ظاهره مستكينا يحتفظ بسجل يستنسخ ما يقولون ليوم الحساب وهو آت لا محالة!!
سوف تمضي هذه الانتخابات باهته بلا طعم لتنضاف إلي مثيلاتها السابقات لتحكي عن فشلنا المتكرر في أستزراع ديمقراطية حقيقية في هذه الأرض الطيبة….. والتي بدونها لا تنمية ولا تطور ولا يحزنون.

بارود صندل رجب
المحامي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..