الإنقلابيون الكذبة يمتنعون!

إستفهامات للنظر و التأمل فقط !!
الإنقلابيون الكذبة يمتنعون!

في آخر إنتخابات عامة، شرعية وديمقراطية ونزيهة وشفافة، أجريت في السودان، في العام 1986م، لم يتجاوز عدد، كل الناخبين السودانيين، الذين صوتوا الست (6) مليون ناخب. و ذلك بحسب دراسة إحصائية أعدها طالبان من طلاب الدراسات العليا بجامعة الخرطوم، نشرتها بُعَيْدِّ تلك الإنتخابات مباشرة، “طيبة الذكر” مجلة الثقافة السودانية في أحد أعداد العام 1986م. و أوردت الدراسة المذكورة، فيما أوردت، أن حصيلة أصوات الجبهة الإسلامية، في تلك الإنتخابات، حسب رصدها وإحصائها الدقيق، لم تتجاوز الثمانمائة ألف صوت إلا قليلاً.
و علم القاصي والداني وقتها، أن حصيلة الجبهة الإسلاموية، من الأصوات في تلك المنافسة، لم تكن تعبِّر عن وزنها الجماهيري و نفوذها و سندها الشعبي الحقيقي، بل كانت نتيجة مباشرة، لدعم ومساندة و تواطؤ كل من المجلس العسكري و مجلس الوزراء الإنتقاليين، و تآمرهما مع الجبهة بتفصيل قانون الإنتخابات، و توزيع الدوائر قانون الإنتخابات، على مقاس قامة جبهة سدنة النظام المخلوع. أما من حيث إدارة العملية الإنتخابية والإقتراع، فقد لعبت فيالق الإسلاموييين المتحركة، بالإضافة إلي والتزوير والتزييف، في دوائر الخريجين، دورا رئيسياً في رفع حصة الجبهة من الأصوات، و ضاعفت مقاعدها في الجمعية التأسيسية. و معلوم أن أفراد تلك الفيالق قد صوتوا لأكثر من مرشح من مرشحيهم في العاصمة والأقاليم، كما تمثل تزويرهم لإرادة الناخبين، في دوائر الخريجين، في شراء أصوات غير الخريجين من العوام، في بعض دول الخليج العربي، لصالح مرشحي الجبهة، مقابل أجر معلوم. و من أمثلة توزيع الدوائر، وفق هوى و إشتهاء السدنة، فوز بعض مرشحي الجبهة، في بعض هذه الدوائر، بأصوات لا تتجاوز مضاعفات العشرة (10)، بينما لم يفز من نالوا مضاعفات الالآف والمئات، من ممثلي الأحزاب المنافسة لهم في الدوائر الآخرى. و من المعلوم أيضاً، أن منافسي مرشحي الجبهة، في العاصمة مثلاً، كانوا متفوقين عليهم بفارق كبير، حتى بدء فرز صناديق دول الخليج.
الأدلة الدامغة، على تزوير الجبهة الإسلاموية، نتائج دوائر الخريجين، في تلك الإنتخابات، بتواطؤ بعض عناصر الحكومة الإنتقالية، عسكريين و مدنيين، معها لتمكينها من نيل ما لا تستحق من أصوات، لا تحصى و لا تعد، و منها نتائج إنتخابات نقابات المهنيين والموظفين، التي تلت الإنتخابات العامة مباشرة، حيث إكتسحها – دون إستثناء – خصوم الجبهة الإسلامية. كما و فشلت قوائمهم، دون إستثاء أيضاًز علق أحد الساخرين قائلاً، أن مرشحهم لمنصب نقيب المحامين قد إشتهر من فرط سقوطه في إنتخابات تلك النقابة.ّ!!
و اليوم يعلن قادة دولة المؤتمر الوطني، بمناسبة وبغيرها، أن عضوية حزبهم تجاوزت الثمانية مليون عضواً. وهذا يعني أن العضوية المنظمة في حزبهم قد فاقت عدد كل الناخبين الذين إقترعوا في الإنتخابات العامة لسنة 1986م بمليونين مواطن. و تجاريهم في هذا الزعم المخادع للنفس، مرشحة بقايا نظام مايو المقبور، و إتحاده الإشتراكي للرئاسة. فتصرح بدورها بأن عضوية حزبها لا تقل عن ست مليون فرد، من أنصار تحالف قوى الشعب العامل. و ربما تكون المجاراة تحت شعار:” مافيش شمولي أحسن من شمولي”. و في كل الأحوال، فإن الواقع يؤكد، أن عضوية سيئ الذكر الإتحاد الإشتراكي”، حين كان يحكم السفاح المخلوع بإسمه، كان ? كالمؤتمر الوطني – حزباً لفرد يتصرف فيه، كيف يشاء و متى شاء، و من ثم يفتقر إلي الجماهيرية والشعبية، التي يعتد بها كماً وكيفاً. فلا يفخر بالإنتماء إلي مثل هذه الأحزاب، ثمة من يحترم نفسه، أو يحترمه الناس. أما شعار “تحالف قوى الشعب العامل”، المنقول بالكربون من التجربة الناصرية، فقد أشبعه الشاعر أحمد فؤاد نجم ( رحمه الله) سخريةً بقوله: “يعيش أهل بلدي، يعيش يعيش، وبينهم مافيش تعارف يخلي التحالف يعيش”. و ذلك رغم أن لا أحد ينكر، أن نظام عبد الناصر، قد غيَّر كثيراً في حياة كادحي مصر، إلي الأفضل.
و يدرك راعي الضأن في الخلاء، دع عنك من يعرف الفباء السياسة، أن مرشحي الحزب لأي إنتخابات، سواء كانت رئاسية أم برلمانية، لا يفوزون بأصوات عضوية الحزب المنظمة فحسب، بل بأصوات الأنصار و الحلفاء و حتى المتعاطفين من غير المنظمين. و يؤكد الواقع المعاش، أن أصوات الناخبين من غير المنتظمين في الحزب، تكون أضعاف أضعاف أصوات الأعضاء.
وعليه إذا إفترضنا أن كل عضويين ملتزمين في المؤتمر الوطني يمكنهما إقناع أحد المتعطفين/ات أو التابعين/ات أو المؤلفة قلوبهم/هن، و ناهبي/ات المال العام، والفاسدين/ات والآكلين/ات على موائد كل الحكومات، للتصويت لمرشحي حزبهما، فإن حصيلة الحزب من الأصوات، ستكون على أقل تقدير، حوالي عشرة مليون صوت.
حسناً!! إذا ألغينا عقولنا ونفينا وعينا تماماً، وصرنا محض بلهاء لا يفقهون شيئاً، وإفترضنا صحة إدعاء المؤتمر الوطني، بشأن عددية عضويته، ثم أفرطنا في حسن النية فيه، و صدقنا أنه هذه المرة لم يكذب علينا أو يغشنا، كما فعل في حادثة (القصر رئيساً والسجن حبيسا)، ربما لإكتشافه مؤخراً بأن الكذب حرام و منهي عنه بنصوص القرآن والسنة. فإن المؤتمر الوطني، يمكنه أن يكتسح الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية، بأصوات عضويته المنتظمة فحسب، و ذلك حتى ولو ترشح ضده بقية الأحزاب متحدة ومتحالفة. إذ يكاد يبلغ عدد عضويته “المتوهمة و المزعومة” نسبة الثلث من تعداد السكان السودان الحالي، بعد إنفصال شعب الجنوب عن شعب الدولة الأم. وتتجاوز هذه النسبة، ما أحرزتها كل الأحزاب، من أصوات في إنتخابات 1986م. إذن الحكم القائم الآن وبحسب ظن أو وهم – لا فرق – قادة المؤتمر الوطني، يعتقد أنه يرتكز على قاعدة إجتماعية كبيرة. وبفرض صحة تصديقهم “كذبتهم”، فإن قاعدتهم “المتوهمة” تفتقر إليها إحزاب حاكمة في النظم الديمقراطية العتيقة. وقد لا يعلم قادة المؤتمر الوطني، أن أصوات حليفهم المخلوع الدكتور محمد مرسي، في إنتخابات الرئاسة المصرية، لم تتجاوز العشرة ملايين صوت إلا بقليل. كما لا يعلمون أيضاً أن الأصوات التي حصل عليها السادات بعد رحيل عبد الناصر لم تتجاوز الست ملايين صوت. و ذلك مع فارق أن تعداد المصريين، يقارب التسعين مليون نسمة، أي يساوي ثلاث أضعاف تعداد الشعب السوداني تقريباً.
هنا تتقافز في الذهن، عشرات الإستفهامات لكي تفرض نفسها فرضاً، وهي تساؤلات لن يجد لها المسئولين من مسئولي الدولة و “الحزب الوهمي”، أية إجابات مقنعة لسائليها. ولذلك سأكتفي منها بثلاث أسئلة فقط هي:
أولا: إذا كنتم لا تكذبون، بشأن عدد العضوية التي تدعون، فلماذا ترتعبون وترتعدون خوفاً، من أية مظاهرة إحتجاجات شعبية تخرج إلي الشارع، بالغاً ما بلغت من السلمية، وبالغاً ما بلغ قوام عددها من المحدودية، فترسلون لها المليشيات المدججة بالأسلحة لتطلق عليها النار الحي بغرض واحد هو القتل؟؟. المجد والخلود لشهداء إنتفاضة سبتمبر 2013م. نذكر الآن الآن جميع الشهداء. كل من خطّ على التاريخ سطراً بالدماء. كل من صاح في وجه الظلم لا لا.
ثانياً: إذا كنتم لا تكذبون، بزعمكم أن لديكم كل هذه الغلبة، من الأعضاء و الأنصار، ففيما إذن الدعوة إلي حوار ? الوثبة؟؟. ففي أعتى قلاع الديمقراطيات، في كلِ أرجاء العالم، دون إستثناء، يندر أن تجد نسبة مشاركة قاعدية أوسع مما إدعيتم!!
ثالثاً: و أخيراً إذا كانت عضوية حزبكم و مناصريه تترواح ما بين (8) إلي (10) مليون سوداني فلماذا تزورون أية إنتخابات خاصة أو عامة؟؟.
أنظر أدناه آخر ما قاله، بعض أهم القادة و المفكرين و المؤرِّخين لحركة الإخوان المسلمين في السودان:
“ولذلك فإن الدول الإسلامية الدستور فيها لعبة سياسية وشكليات، لذلك تأتي الانقلابات ويعتقدون أن تزوير الانتخابات عبادة وقرب من الله.” الدكتور حسن مكي ? صحيفة السوداني (23/2/2015م).
و في حوار صحفي نشر في المواقع الإلكترونية (يناير 2015م) سأل الصحفي عبد الوهاب همت د. بشير آدم رحمة القيادي بالمؤتمر الشعبي السؤال التالي: هل تعني أنكم لن تخوضوا الانتخابات لانكم ستخسرونها؟ فأجابه قائلاً : لن ندخل انتخابات في ظل حكومة المؤتمر الوطني. فسأله: ماهي اسبابكم ودوافعكم في ذلك؟. فأجاب: في العام 2010 تم تبديل صناديق الانتخابات والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين, نحن نعرف طريقة المؤتمر الوطني فهم قاموا باستبدال, الصناديق في الليل بأخذ الصناديق الموجودة وبدلوها بصناديق اخرى جاهزة ومعبأة وألبسوا عناصر من جهاز الامن زي الشرطة وقاموا بالاصوات في صالحهم.

أمين محمد إبراهيم.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعنى مافيش فائده
    انا شخصيا لا انتظر الا الفتره التجديديه
    السادسه لنفس عمر البشير
    تبقى 6 فترات و الفوره ميهزى ما بيقوقلوا المعتفلين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..