كمان جابت ليها إثم وتطفيف

بسم الله الرحمن الرحيم
كمان جابت ليها إثم وتطفيف
يبدو أن الصعود على منابر الجمعة يجعل الخطيب ملقياً الكلم على عواهنه ظن أن الناس لا يعون..وإلا كيف يمكن تفسير حديث الدكتور عصام أحمد البشير عن الإثم والتطفيف في التصويت وهو يدعو إلى عدم استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات..فالدعوة نفسها منطلقة من موقف ديني نحو الانتخابات..فكيف يؤتى بفعل وينهى عنه في نفس الجملة..
وإذا كان النظام أصلاً قد انقلب على وضع ديمقراطي تحت دعاوى دينية ..وأدخل الوطن في نفق مظلم طوال ربع قرن من الزمان ..ورئيسه يتفنن في قول كل ما يثير السخرية في سبيل اثبات علاقة نظامه بالدين من سوق للناس إلى الجنة عبر برنامجه الإنتخابي في أغرب البرامج الانتخابية..والدكتور يخطب في المسجد الذي ابتناه هذا الرئيس ..فمن الأولى بالتذكير؟ ..الرئيس أم المرشحون الذين هم على دين رئيسهم؟
وكيف يُنهى عن الشعار الديني ويُدعى إلى القيم الأخلاقية عبر الحملة الانتخابية ..في ظل نظام يدّعي انه الباعث لدين يتمم مكارم الأخلاق؟..فهل ستتم الدعوة لأخلاق غير ما يحث عليها الدين؟
وإذا تركنا كل هذا جانباّ..فكيف نفهم وصم من كتم صوته الانتخابي كما ذكر بالآثم المطفف؟ والمعطي صوته لغير مستحق بنفس الصفة ..ونكون نائين بالدين من الاستغلال في الانتخابات؟
والسؤال الجوهري..هل هنالك مستحق أصلاً للتصويت لصالحه من قمة الرئاسة إلى أدنى عضو في المجالس التشريعية؟.عزيزنا الدكتور..لو كانت الصفات الشخصية..هي المعيار الذي يجعل ناخباً يصوت لمرشح يرضي الله تعالى..لما كتب السائحون في صفحتهم عن الذين قصفوا ودمروا وسرقوا واغتنوا وأتوا بكل ما يخالف الدين .. هم من كانوا عمار المساجد وحفاظ القرآن الذين عكفوا سني عمرهم في الدعوة الى الدين ..والإثم والتطفيف..من عميق ما يتحدث الداعون إليه..فابدأ أنت بالابتعاد عن ذلك ..لأنه ما من أحد يستحق أن يمنح صوتاً ..ولا توجد انتخابات يمكن أن تشكك معارضاً في دينه..وأقولها بملء الاطمئنان على ديني..وسيقول غيري من المقاطعين الشرفاء ..نحن كاتمون لأصواتنا..فدعوا الخلق لخالقهم.

[email][email protected][/email]