استغلال المعاقين في الإنتخابات..!!

* شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة مهمة جداً في اي مجتمع وهي معيار لقياس تحضر المجتمعات من عدمها، واحترام الانسان لأخيه الانسان الذي تعرض لظروف معينه جعلته عاجزاً حركيا او بصريا او سمعيا..الخ.. هو في تقديرنا قمة التحضر والانسانية.
* بالصدفة شاهدت برنامجاً تلفزيونا في احدى القنوات الفضائية السودانية يقدم منظمو البرنامج هدية لاحد المواطنين لانه قام بمساعدة معاق في تجاوز الشارع العام امام السيارات، والحكاية كانت مجرد تمثيل، وهنا حقيقة ورد في خاطري استفاهم يقول: هل وصل بالمجتمع السوداني الحال لدرجة ان يستحق من ساعد معاقا في الشارع العام لهدية؟ .. هذه القيم سادتي كانت ما يميز هذا الشعب ولكن يبدو انها كادت ان تندثر وانحصرت في تلك الاسر التي تصر على المحافظة على القيم الاصيلة وترسيخها وتوريثها للأجيال..
* ولكن ربما اذا عرف السبب بطل العجب، لم يمر على السلوك المشين الذي بدر من وزارة العدل باستبعاده معاقين من الوظائف حتى بعد ان تجاوزو ا المعاينات، ولم يتوقف هذا السلوك فقط عند وزارة العدل بل اتضح انه سلوك عام لكل مؤسسات الدولة الحالية وﻻ التزام بالنسبة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكثير منهم لسان حاله يقول (نحن السليم عندنا فيهو راي نوظف معاق)..
* وهاهو حزب المؤتمر الوطني يتم الناقصة ، ويقوم بتفويج اعداد كبيرة من ذوي الاحياجات الخاصة ويحشرهم في قاعة الزبير، لغرض الدعاية الاعﻻمية لحملة البشير الانتخابية، والمؤسف تهميش صاحب الحملة لهذه الشريحة ولم يكلف نفسه الحضور لمخاطبتهم، وهذا يؤكد انهم اتوا بهم فقط للتصوير والزج بهم في خطابهم الاعﻻمي، وانا على يقين ان معظم هؤﻻء المعاقون من شريحة الفقراء ومعظمهم يحتاج لمساعدة ورعاية وهذا ما ﻻ تقدمه لهم الدولة، واستغﻻلهم في الدعاية الانتخابية هو سلوك في قمة الﻻاخﻻق، حتى ان البشير ﻻ يحتاج لمثل هذه الدعايات ليفوز بهذه الانتخابات فهي أساساً معروف انها انتخابات المرشح الواحد والحزب الواحد، وغداً سنرى ماذا سيقدم المؤتمر الوطني لفئة لمعاقين سوى التجاهل والنكران والتهميش والاستبعاد من الوظائف العامة، ويكفى هذا السلوك فعﻻ ليحفز البرامج التلفزيونية على انتاج برامج تقدم هدايا لمن يعبر بمعاق الطريق، والله المستعان..
مع الود
صحيفة الجريدة