ديل منو؟

في بعض الأحيان تقودنا العجلة في الصحافة للحديث عن أناس بانتقاد أفعالهم أو تصريحاتهم أو حتى مجرد ظهورهم، ثم نكتشف لاحقاً أنهم “رحمة” مقارنة مع آخرين..
كتبت قبل نحو شهرين عن المرشح محمد الحسن الصوفي من حزب الإصلاح الوطني، حينما بدأت العملية الانتخابية تنشر الكشوفات والسجلات.. جاء الرجل مع أسرته وأقاربه في قاعة الصداقة وعقد مؤتمراً صحفياً دعا من خلاله الناس للتصويت إليه، تساءلت حينها أين كان هذا الرجل ليعرف الناس به وببرنامجه قبل الانتخابات بفترة، بدلاً من أن يفاجئهم في مؤتمر صحفي برغبته في حكمهم..!
ومع ذلك نشط الصوفي في الحديث لوسائل الإعلام عن سعيه بأن يجعل الخرطوم عاصمة خالية من الأتربة، ومحاولته التي قد تكون مثمرة، في رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان لأن زوجته الأمريكية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون “حبوبتهم واحدة”.!
لكن ها هم مرشحو الرئاسة يتحفوننا واحداً تلو الآخر بالأقوال العجيبة والأفعال الغريبة لدرجة أن الصوفي بينهم “رحمة شديدة”.
مرشح مستقل اسمه حمدي حسن أحمد، أطلق على نفسه لقب “الطفل المعجزة” باعتباره أصغر المرشحين سناً، دشن برنامجه الانتخابي في منبر سونا، واعداً بحل مشكلة الخطة الاسكانية، وتوطين كل سكان السودان بالخرطوم وبحري وأمدرمان وإلغاء كل الولايات واستبدالها بمربعات سكنية.!!
توصلت إلى قناعة تامة، أن بعض المرشحين دخلوا إلى الانتخابات بغرض إضافة فكاهة ونكتة فيها، أو لإدخال تحسينات في سيرتهم الذاتية..
خيري بخيت، مرشح رئاسي مستقل جاء من لندن قبل أيام ليصبح رئيساً للسودان، راهن الرجل على قدرته في تحسين اقتصاد البلد خلال فترة وجيزة جداً وذلك بحكم علاقاته الواسعة والقوية مع الدول الأوروبية..! “بالله”؟!!
إن كان أولائك المرشحون يتمتعون بعلاقات واسعة مع الدول العظمى كما يدعون، ما المانع أن يجتهدوا في تحسين وضع السودان واقتصاده وعلاقاته الخارجية وأوضاعه الداخلية حتى إن لم يفوزوا؟ أليست هذه بلادهم التي يرغبون في حكمها؟!
أم أن تحسين وضع البلاد مرهون فقط بامتلاك كرسي السلطة؟ ألا يدرون أننا سمعنا هذا الكلام لعشرات السنوات والمرات وأن المثل القائل “كلام الليل يمحوه النهار” ينطبق عليه تماماً.
دعونا من هؤلاء المرشحين، حتى الأحزاب السياسية التي قررت دخول الانتخابات سمعت بعضها يشتكي من أن المفوضية القومية لم تقم بتمويلهم مالياً، ولكن هل يوجد نص في المفوضية يشير إلى أنها ستمول الأحزاب مالياً؟ ألا تعلم تلك الأحزاب إلى أين تتجه لتطلب تمويلاً مالياً؟!
ياسر يحي صالح، عصام الغالي تاج الدين، أحمد الرضي جاد سليم، عادل دفع الله جابر، علم الهدى أحمد، عمر عوض الكريم، محمد أحمد عبد القادر، خيري بخيت.. جميعهم ترحوا للرئاسة، ستشاهدون صورهم أعزائي القراء أيام الاقتراع في “بوسترات” متفرقة من أرجاء العاصمة.. لم أعرف منهم واحداً أو أسمع به من قبل، إلا لكتابة هذا العمود.!

السوداني

تعليق واحد

  1. حلوة “حبوبتهم واحدة”. بعدين بصراحة كل المرشحين اللي شخصيا شفتهم شكلهم كدا زي كأنه الجماعة جايبينهم نقاوة وكدا. ديل ولا واحد فيهم ينفع يترأس جمعية بتاعة صندوق بين عشرة أشخاص كل واحد يصرفه شهر بالدور وبنظام بدون ما يختلفوا. بلد مهزلة.

  2. توصلت إلى قناعة تامة، أن بعض المرشحين دخلوا إلى الانتخابات بغرض إضافة فكاهة ونكتة فيها. اشاركك الرأي في ذلك وحرصت على الحضور والاستماع اليهم عبر القنوات الفضائية حتى نستمتع بما يقولون ونشكر لهم ذلك فقد ادخلوا الابتسامة والضحكة المن القلب في زمن اصبحت فيه تلك الضحكة نادرة الوجود .

  3. ولماذا لم تترشحي انت ؟ والله انا مشاكل السودان دي ما شايف ليها حل الا بولاية امره لامراءة فقط امراءة بدون اي زيادة ان شاء الله بتعليم اوسط لان في من حكمونا منذ الاستقلال الى الان من الرجال لم نر خيرا فيهم. السودان بلا ايدولوجيات بسارية ويمينية يناسب كرسي الرئاسة فيه المراءة خاصة من جيل اواسط العقد الرابع والخامس .. وهناك ميزه ايجابية لولاية المراءة وهي مغادرة محطات الاحزاب الى غير رجعة والمراءة معروف بضعف ارتباطها بالحزبية التي اورثتنا التخلف والمهانة والجوع والتشرد ..

  4. يا ام الوليد سلام

    انت عارفة انو الازمنة الديكتاتورية تفرخ امثال هؤلاء ولا يستطيع اي شخص ان يقف امامهم ليغضبهم لانهم جاؤا كديكور برضا و توجيهات السلطة.

    ليس مهما لديهم ان يعرفهم الناس ليصوتوا لهم بل المهم كم سيكسبوا من المال السايب.

    كتاباتك تمتع قدامى قراءك فلا تغيبي كثيرا

  5. بعد التحيه الاخت لينا يعقوب
    الانتخابات وما ادراك ما الانتخابات .هو هم يشغل السودانيين بالخارج أكثر من الموجودين داخل البلد لقد جئت للسودان في زياره قصيرة لم تتعدا الاسبوع ولم اجد زخما ولا ضجيجا ولا ذكر لها في الشارع العام وسألت بعض اقاربي مالكم ما شغالين بالانتخابات دي فأجاب والله الناس ملهيه بي لقمة عيشا ومش فاضيه عشان تفكر في منو البجي يحكما لو حكم البشير ولا غيرو حا نسمعو يكورك ويرفع في الشعارات وبعداك يقبل لي ملي الكروش
    فلذلك اختي الكريمه ليست الانتخابات حكرا علي حزب قديم او حديث او شخصيه معروفه او غير معروفه المهم انو يكون ود البلد ويكون عندو برنامج واضح يعتز به كل السودانيين وان يجمع اشلاء ما تبقى من الوطن والبيب بالاشارة يفهم
    الشعب السوداني شعب واعي جدا ولو تكاتفو على شئ لفعلوه ولكن تظل المحسوبيه هي من تقود البلد منذ عهد بعيد وليست وليده في عصر الانقاذ انما استفعلت في عهدهم لذا اود بدل تكسير المقاديف والسخريه من المرشحين للتعاسه وليست الرئاسه .وان تختارو من هو افضل وبرنامجه يقود البلد لي بر الامان وأن تشدو من ازره وتبصرو اهالينا الذين يجهلون حقوقهم في الانتخاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..