زيادة أسعار أخر مسمار النعش

زيادة الإسعار آخر مسمار النعش
عمر موسي ـ المحامي

يبدوا أن ماتبقي من قادة الإنقاذ وحزبهم الحاكم لا يتعظون من التاريخ وأصبحت سياستهم كما يقول المثل العربي (( خبط عشواء )) والبلاد تخطو آخر خطوات التشتت والتشرذم إلي دويلات وقوميات .. ولو قرأوا لما فهموا لأن قراءة الواقع تستعصي علي عقولهم المتبلدة والتي هي مؤهلة لدخول موسوعة ((جينس)) للبلادة بإعتبارها أكثر الأنظمة ترنحاً وخطلاً في تاريخ الإنسانية جمعاء بسياستها الخرقاء والعرجاء والمشلولة والكسيحة والمخلقنة وعجزها الدائم عن رفاهية شعبها الذي صادرت حرياته وقوت أولاده وشردتهم في البلاد عقولاً مهاجرة ومفكرين هاربين حتي أصبحت أكثر الدول تصديراً للعقول النيرة وتركت أمور الحكم في البلاد للمتسلقين والنفعيين والذين لايخافون الله الذي خلقهم من نضفة ويستحيون من قول كلمة الحق لكبيرهم الذي علمهم طريقتهم المثلي للإستيلاء علي المال العام ونهب بيت مال المسلمين بلا خجل أو وازع من ضمير.

ويبدوا أن آخر ما تفتق عن ذهنهم المريض من أفكار هو زيادة الأسعار بدءاً من زيادة الجمارك إلي زيادة أسعار المحروقات بعد عجزهم لأكثر من عشرين عاماً عن الخروج بالبلاد من نفق الفقر المدقع وقائمة الدول الأكثر فقراً في العالم .. ويبدوا كذلك أنهم شغلوا بنهب خزينة الدولة وزيادة المخصصات والإمتيازات لهم ولمحاسيبهم ولأسرهم بدلاً من التخطيط السليم والمدروس لزيادة الإنتاج وتحقيق الوفرة في السوق . ويعلم الشعب إن القرارات المصاحبة لقراراتهم الإقتصادية المشار إليها من تخفيض تمثيل البعثات الدبلوماسية وتخفيض الإنفاق الحكومي هي لذر الرماد علي العيون وسيتم إلغاؤها قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به.
ويبدوا أن زيادة الأسعار هو بداية العهد الأسود الذي ستشهده شمال البلاد وسيعمل سدنة النظام والمتنفذين في الحزب الحاكم علي زيادة الضغط بأحذيتهم المستوردة علي رقاب الشعب السوداني الهزيلة حتي تنكسر وتتهشم ولن يراعوا إلاً ولا ذمة … لن يرحموا مريضاً ولا طفلاً ولا شيخاً حتي يستنفذوا أخر قطرات ما تبقي من دماء هذا الشعب المستكين الخانع ومضغ ما تبقي من جلده وسيزدادون رفاهية وغنيً وسيزداد الشعب فقراً ..لن يقرأوا التاريخ الإسلامي ليأخذوا منه الدروس والعبر ولن يخافوا يوم الحساب ..لن يعيروا أدني إهتمام لبغلة تعثر في الضعين .. أو إمرأة عجوز في جبال البحر الأحمر لاتجد من يشعل لها النار ولن يطفئوا نوراً إذا قدم من يسامرهم في غير أحوال الرعية.

سيظنون ظن الجاهلين أن تمسكهم بالسلطة والصولجان والتشبث بكراسيهم سيكفيهم شر المحكمة الجنائية وأوامر القبض وسيظلوا يخضعون للدولة الأمريكية وسيهادنوا اليهود والنصاري ويسعون بأرجلهم وبأيديهم زحفاً لكسب ودهم ونيل رضاهم لن يدور في خلدهم أنهم إذا نصروا الله فسينصرهم ولن يتطرق لألبابهم التائهة أن اليهود والنصاري لن يرضوا عنهم حتي يتبعوا ملتهم وسيظنون أن الدهر لن يهلكهم وأنهم سيظلون في الحكم والضغط علي الرقاب حتي تطلع الشمس من مغربها ويطل علي العالم المسيخ الدجال فيتبعونه ظناً منهم أنه الرب ونسوا في غمرة تيههم وضلالهم أن الحياة قصيرة وشجرة في فلاة وظنوا أنهم ليس عليهم أن يستظلوا بها ثم يمضوا بل عليهم أن يناموا فيها نوماً عميقاً … سيظلوا يتخذون دينهم مطية لأحلام دنياهم وسيتخذون الدين لهواً ولعباً وهزؤاً بأيات الله حتي يأتيهم أمر الله بياتاً وهم نائمون.

لم يقرأ الذين غرتهم الحياة الدنيا وغراهم بالله الغرور أن إرادة الشعوب لاتقهر وشوكتهم لا تنكسر ولكنهم لو قرأوا لن يفهموا فليس بينهم رجلاً رشيداً ..ولو كان بينهم رجلاً رشيداً لأعلمهم أن قراراتهم الإقتصادية الآخيرة هي آخر مسمار في نعش نظامهم المتهالك الذي يتآكله الصدا وينخر في عظمه الفساد الإداري وحب السلطة وإستباحة المال العام كفاحاً .فمن يصبر علي الجوع والمرض لن يصبر علي معاناة أبنائه وأهله وفلذات أكباده .
لا تظلموا الحركة الشعبية التي كرست لإنفصال البلاد وسينجحون بل لوموا قادة هذا النظام وحزبه الحاكم الذي كرس خمس سنوات هي عمر الفترة مابين إتفاقية السلام والتاريخ المحدد لإجراء الإستفتاء لتنفير القادة والنخبة من أبناء الجنوب من حتي التفكير في الوحدة عبر سياسات الغطرسة والتعالي علي العباد ويبدوا أن ذلك كان لشيء في نفوسهم أو أجندة خفية هم يعلمونها وسيعلمها الشعب يوماً لأن التاريخ لاينسي . ونسوا أنهم بذلك قد تخلوا عن الملة المسلمة في الجنوب نساءاً ورجالاً .. ورحم الله الخليفة المعتصم الذي أوفي ذمته وإنتصر لدينه وما كانت عمورية كجوبا أو ملكال بل كانت أرضاً أجنبية سمعت فيها صرخةُ تهادت في ليل : وامعتصماه.

الآن ..الآن وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبا أدعوا المخلصين لدينهم والصادقين في تقواهم وكل أغبش ذي طمرين من الذين إذا أقسموا علي الله لأبرهم .. الذين مطعمهم من حلال وملبسهم من حلال من أبناء هذا الشعب أن يرفعوا الأكف بالدعاء لإزالة هذا البلاء ..وأذكر المظلومين من أفعال هذا النظام وسياساته بالدعاء في جوف الليل لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله من حجاب وما بين غمضة عين وإنتباهتها سيذهب هذا النظام إلي عالم النسيان .. وعندها تحين ساعة الحساب.

تعليق واحد

  1. القصاص القصاص .رأس البشير مطلب شعبى .تافه تافه يا نافع .الخزى والعار لمقسمى

    السودان .لا شمال بلا جنوب ولاجنوب بلا شمال .الوحده الوحده اساس الأمه.ابنوا بلدكم

    يا فرسان وجيبوا معاكم السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..