سيناريو الحل الأمثل في السودان

د. عبدالوهاب الأفندي
رغم ضرورة الترحيب بعودة المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان في أديس أبابا خلال الأيام القليلة الماضية، وما بدا أنها أحرزته من تقدم، إلا أنه لا يسعنا كذلك إلا أن نعبر عن الضجر بهذا المسلسل الذي أخذ ينافس دراما أميريكا اللاتينية (وربما الدراما التركية) في طوله وإملاله، حتى أصبحت المفاوضات بين شمال السودان وجنوبه مثل صخرة سيزيف التي تتدحرج إلى السفح بصورة لا نهائية، كلما فرغ البائس الموكل بها من دحرجتها إلى القمة. ولعل هذا هو شعور الوسطاء أيضاً، وهم يناقشون نفس القضايا التي أشبعوها تناولاً خلال سنوات، وبعضهم على مدى عقود من الزمان.
ولكن دعونا على الأقل نبدأ بالأخبار المبشرة: فالمفاوضات تم استئنافها، هذه المرة تحت سيف مجلس الأمن المسلط. تم كذلك الاتفاق على جدول أعمال، وهو أمر من البدهيات، ولكنه في حال مفاوضات السلا م السودانية يعتبر فتحاً مبيناً. فقد استغرق التوافق على جدول أعمال في مفاوضات الإيغاد التي افتتحت في نيروبي عام 1994 أكثر من أربعة أعوام، بينما احتاج الأمر إلى عقد من الزمان بين افتتاح مفاوضات أبوجا عام 1992 وابرام اتفاق مشاكوس عام 2002. من الإشارات المبشرة أيضاً وصول وفد من الحركة الشعبية قطاع الشمال إلى أديس أبابا للمشاركة في المفاوضات، وهي علامة طيبة، لأن الحرب الدائرة بين امتداد الحركة الشعبية الشمالي وحكومة السودان هي جوهر الصراع المحتدم بين دولتي السودان وجنوب السودان. فهي ليست حرباً بالوكالة بين السودان ودولة الجنوب، بل حرب مباشرة بينهما. وعليه فإن أي حديث عن القضايا الأخرى بمعزل عن معالجة هذه الحرب وذيولها لن يكون له أثر أو مردود.
وباعتباري ممن ساهم في مفاوضات السلام بين الشمال والجنوب بصورة مباشرة أو غير مباشرة، حتى قبل أن تبدأ رسمياً في صيف عام 1992، فإنني أشعر بالإحباط حين أرى القضايا التي كانت تطرح منذ تلك الأيام تعاد مناقشتها من جديد، وكأننا لا رحنا ولا جينا. فلا يمكن أن تكون النخب السياسية السودانية عالقة في هذه المحطة لعقود متلاحقة، كما في فيلم “يوم الجرذون” الذي يواجه فيه بطله كوابيسه نفسها من جديد كل صباح. الفرق هنا هو أن الكوابيس هي من صنع هذه النخب نفسها.
ورغم أن القسط الأكبر من اللوم يقع على عاتق الأنظمة والحكومات التي فشلت في حسم القضايا وتركتها تتفاقم، إلا أن للآخرين كذلك نصيبهم الوافي من الإثم. على سبييل المثال فإن تحويل مناطق الهامش إلى ساحات للحرب بدعوى الانتصار لها ضد التهميش ساهم بأكبر قدر في تدمير مقومات الحياة في تلك المناطق، وزاد من أزماتها عبر تدمير البنية التحتية وتعطيل التنمية وتعويق الخدمات، خاصة في مجال التعليم الذي لا غنى عنه لتطوير تلك المناطق. وقد تجلى هذا خاصة في الجنوب، حيث استمرت الحرب لأكثر من خمسة عقود، دمرت خلالها معظم المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية، وقطعت الطرق ودمرت المشاريع الزراعية القليلة التي كانت قائمة. نفس الأمر وقع في دارفور التي ضاعفت الحرب من آلامها ومآسيها، حيث شردت الملايين من سكانها.
وكنتيجة لهذا فإن جهداً كبيراً يستغرق سنوات عدة سيكون ضرورياً لمعالجة آثار الحرب في تلك المناطق، وإرجاعها إلى النقطة التي كانت فيها قبل عقود، حتى يتسنى بعد ذلك العمل على تطويرها ودفعها إلى الأمام. هذا إذا تم غض الطرف عن الأرواح التي أزهقت، والمجتمعات التي مزقت واندثر بعضها، وحياة الملايين التي دمرت عبر التشريد وتمزيق الأسر وفقدان الفرص.
وقد كان المأمول أنه، وبعد أن توصلت الأطراف إلى اتفاق سلام عام 2005، وعايش من ذاق مرارة الحرب طعم السلام وبعض منافعه، أن تكون في هذا عظة وعبرة لأجيال قادمة. ولكن للأسف يبدو أن العقول غابت وغيبت. وهكذا شهدنا خلال العام الماضي ارتداداً إلى قاع سحيق من الشقاق والتقاتل، كان من أدنى وباله إزهاق آلاف الأرواح، وتشريد مئات الآلاف، وقطع أرزاق كثيرين غيرهم، وفقدان عوائد النفط للبلدين، وخسارة الرعاة ومواشيهم للمراعي الخصبة في زمن الجفاف، وقطع الصلات والأواصر بين المجتمعات، وتعطل التجارة وتغريب الناس عن مواطنهم. كل هذا بقرارات فوقية اتخذتها القيادات السياسية، ظناً منها أن ذلك يكون نكاية بخصوم وجهات منافسة.
وبالمقابل فإنه من الممكن، وبقرارات بسيطة وفورية يتخذها القادة، أن تتحول كل هذه المصائب إلى ضدها: فتفتح الحدود ليتنقل الناس بحرية وتتدفق البضائع وتنساب، وتجد المواشي مراتعها، وتعود الوشائج الاجتماعية وتنمو. بقرار أيضاً يمكن أن يتدفق النفط بكبسة زر لفائدة ورفاهية شعبي البلدين، بما يرفع عن الناس ما حل بهم من ضوائق، ويتيح فرص العمل لملايين ضاقت بهم الأرض وتقطعت بهم السبل. بقرار أيضا يمكن أن تعود المناطق الحدودية مثل أبيي إلى مناطق تواصل وتعايش وتجارة وتعاون على البر والمعروف، يسعد بها كل سكانها ومن جاورهم، بدلاً من أن تتحول إلى بؤر صراع تتوارثه الأجيال بعد أن يشقى به الجيل الحاضر كما شقيت به أجيال من قبل.
الوضع إذن أشبه بالوقوف على مفترق طرق: انطلق باتجاه اليمين، فستجد التعاون والأمن والرفاه والازدهار، أو انحرف يساراً حيث الاحتراب والدمار والشقاق والإقصاء المتبادل. في معظم منعطفات السياسة السودانية، كانت هناك هرولة باتجاه طريق الدمار والخراب. وقد رأينا هذا في الأزمة الأخيرة التي أعقبت انفصال الجنوب، ولم تكن هي المرة الأولى. ويعود هذا من جهة إلى إفلاس السياسة السودانية وفشل الدولة والأحزاب معاً في إدارة الصراع السياسي بصورة سلمية بناءة. ولكنه يعود من جهة أخرى إلى أن طريق الخراب للبلد هو طريق مربح للنخب المعنية. فالقفز إلى السلطة عبر الانقلاب العسكري بدلاً من طريق العمل السياسي الشاق طويل الأمد، أو دخول الساحة السياسية عبر تشكيل فصيل مسلح بدلاً من تشكيل حزب سياسي أو مؤسسة مدنية، أصبح الطريق الأقصر لإحراز نصيب من السلطة والثروة، و “القفز بالزانة” من هامش الساحة السياسية إلى قلبها.
فالبداية إذن تكون بتغيير قواعد اللعبة السياسية الداخلية في كلا البلدين، بحيث تكون المساهمة الإيجابية البناءة، لا إشعال الحروب والابتزاز المسلح، هي المدخل والمسار إلى كواليس السلطة. وهذا ليس بالأمر اليسير، خاصة وأن الجهات المتحكمة في رسم قواعد اللعبة وصلت إلى مواقعها الحالية عبر الأسلوب الثاني. وقد تكون هذه المهمة أصعب في الجنوب منها في الشمال، حيث رأينا في أحوال مماثلة (في الجزائر مثلاً وليبيا والعراق)، أن القيادات العسكرية وميليشيات “حرب التحرير” ظلت متشبثة بالسلطة، أحياناً لعقود. ولكن لا بديل للتحرك في الاتجاه الصحيح، وإن طال المسير.
وللأسف عودتنا القيادات السودانية أنها لا تعود للمسار الصحيح إلا بعد أن تجرب كل البدائل الخاطئة. وهذا لا يرفع ثمن النزاع فقط عبر استمرار نزيف الدم والموارد، بل يرفع كذلك ثمن الحل. على سبيل المثال، فإن بعض الحلول المطروحة لأزمة الجنوب كانت متاحة على المائدة منذ نهاية الثمانينات، ولكنها لم تبرم إلا في مطلع الألفية الثالثة. وبينما كانت الحلول المطروحة أولاً أقرب إلى الحفاظ على وحدة البلاد، فإن الانفصال أصبح أدنى الشروط المطلوبة من أجل السلام. وما نشاهده حالياً كذلك ارتفاع مستمر في كلفة الحرب والسلام معاً.
كل هذه الدروس والعبر تشير إلى أن الكل يستفيد، على المدى القصير والطويل معاً، من انتهاج نهج التعاون والتقارب ومراعاة مصالح الآخرين، من اتباع النهج المقابل، وهو محاولة إخضاع الآخرين بالقوة، وانتزاع ما يعتبره المرء أو الدولة حقاً عبر استخدام السلاح أو التهديد به. وكما عهدنا فإن طريق الاحتراب المتعرج يعيد سالكه، عبر مسار دائري طويل، إلى طريق المفاوضات القصير الذي تنكبه، وذلك بعد مسيرة شاقة وخسائر هائلة. هذا إذا كان محظوظاً بالطبع، لأن السائر قد يتوه إلى الأبد في مهامه الصراع. ويكفي أن نتذكر على سبيل المثال مصائر بلدان مثل الصومال وليبيريا وسيراليون، وهو نفس المصير الذي يبدو أن سوريا تسلكه بهمة اليوم.
ولكن لعل المثال الأكثر تراجيدية هو مثال العراق، الذي هاجم الكويت عقب نزاع على حقل نفط صغير، وخلاف على ديون لم تبلغ سوى بضع مليارات، وانتهى الأمر بالبلدين إلى خسائر لا تعوض في الأرواح والاستقرار، وأنفق كلاهما عشرات أضعاف المبالغ موضع النزاع، وأورثا شعوبهما والأمة بكاملها أضغاناً قد تدوم أجيالاً. فثمن الخطأ الصغير قد يكون فادحاً حقاً، مثل ما أن عائدات اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب قد تكون أيضاً بلا حدود. فليس هناك أسوأ من تأخير القرار اتخاذ القرار الصائب حتى يفوت أوانه، والتوبة بعد إغلاق بابها. فالتوقيت كذلك هو كل شيء.
[email][email protected][/email] القدس العربي
لا أدري لماذا وفي كل مرة تأتي بسخف أكثر وضحالة بائنة تكشف عن مأساة بلدنا إذا كان فعلا أنت ومــن
حمل في جوفه أفكاركم السسقيمة هو من يؤسس لمستقبلنا وأجيالنا ….. إن إدعاءكم الفارغ بالمعرفــة
والثقافة والحداثة و(الجوكية كما قال فرندقس ) و..و… هذا لن يوهمنا ويجعلنا نرى البوم عصفورا..
إن مأساتنا هو أنكم بيننا وحولناوداخل منازلنا .. أنتم كالطاعون إذا نزل بدار فلا علاج إلا النار…
نظرتك فاحصة يا دكتور وعلاجك ناجع نسأل الله الهداية والستر لشعب السودانين الشمالى والجنوبى وان يوفقوا للعمل على رفاهية الشعبين
شكرا دكتور الافندي، و لكن…. لقد اسمعت اذ ناديت حيا… السلطة في الشمال هي سلطة عسكرية قمعية و قد ارتكبيت من المفاسد ما يجعلها تتشبث بالسلطة حتى الموت خوفا من المحاسبة، و ترتكب في سبيل ذلك كل منكر، بما في ذلك اشعال الحروب للهروب من مشاكلها .. اذ الحرب بالنسبة لها فرصة للتعبئة و الاستنفار و الطوارئ و التخوين و تكميم الافواه حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة… و لا يهمها في ذلك الثمن الفادح في الانفس و الثمرات… السلطة الجنوبية كذلك سلطة جاءت بالبندقية و ترى لنفسها حق البقاء ثمنا لخوضها الحرب الطويلة ضد الشمال، و هي كسلطة الشمال تهرب الى الحرب لنفس الاسباب…. البقاء في السلطة… المشكلة ليست في الحدود و لا القضايا الاخرى، المشكلة الحقيقية في العقلية العصبجية التي تدير البلدين، و لا اتوقع اي تقدم في الملفات موضع التفاوض و لا ديمومة لاي اتفاق قد يتم تحت تهديد المجتمع الدولي ما لم تتغير الانظمة القمعية الفاسدة في البلدين
يا دكتور خير الكلام ما قل ودل – نظام الانقاذ الذي جاء بها عقلاء الحركة الاسلامية فاسد وهو ميؤوس من اصلاحه? لانه قائم على فكرة خاطئة وافكار مشوشة وهو وصمة عار في جبين حركات الاسلام السياسي – المشكلة اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا أنهم هم الفاسدون ولكن لا يشعرون ،
الانقاذ يا افندي اصلا لم تكن في يوم مناصرة للسلام ولا الاسلام الذي تضرر منها أكثر مما تضرر من اعدائه – لانها قدمت نموذجا سيئا تسبب في عزوف الناس عنه
الانقاذ يا افندي اسوا نظام استبدادي مر على السودان وهي سبب المصائب لانه اعتمدت على قوة السلاح وقطع الارزاق في ترويض المخالفين وتخويفهم والانقاذ باختصار نظام الكيزان ? مالم يرحل فان السودان سيصبح صومال تو
الشكر موصول للدكتور الافندى فى اسهاماته فى حل المشكل السودانى0 هذا وقد طرحت اليوم اقتراحا فى الراكوبة فى مكان غير هذا المكان0
يقول الاقتراح ان سبب المشاكل بين الشمال والجنوب هو الاساس الذى بنيت عليه اتفاقية نيفاشا حيث بنيت على اساس التقسيم العرقى بين الشمال والجنوب0 والحل المقترح؟ان تبنى الاتفاقية على التداخل العرقى بين الشمال والجنوب وذلك بمنح الشمال الجنسية لمليون جنوبى من شتى القبائل ومختلف الديانات فى حين يمنح الجنوب الجنسية لربع مليون شمالى0 فاذا تم ذلك يكون وجود اى جنوبى فى الشمال امرا طبيعيا وكذلك وجود الشمالى فى الجنوب يكون امرا طبيعيا0 بعد ذلك لايهم ان كانت ابيى شمالية او جنوبية0 ويتم هذا الحل مع بقاء الدولتين كلا على حدة مع خصوصيتها وثقافتها والتى فيها الكثير من الالتقاء0
ارجو ان اسمع تعليق الدكتور الافندى على هذا الاقتراح وكل اخواننا فى الراكوبة الذين يريدون اطفاء المشاكل بين الدولتين وشكرا0
تنوية،، استغرب من يقول حكومة عسكرية ،وليست حكومة كيزان -الكيزان هم صادق عبدالماجد وناس الحبر تلاميذ حسن البنا -أما هذة الحكومة هي عبارة عن حزب الجبهة الاسلامية بقيادة الترابي مدبر الانقلاب -هل الترابي عسكري ام علي طة عسكري -عصابة تحكم امامكم منذ ٢٢ عام وتقولون عساكر ؟؟ اية جهل هذا،المحفل الخماسي كلهم ليسوا بعساكر إذا كان ابو زيطة حامل المِنخس هو العسكري الوحيد في الواجهة ،لايعني ان الحكومة عسكرية -إذ لايعقل انسان مدني مثل الترابي يتحكم في ضابط مثل البشيرويلبسو خاتم في اصبعو الشمال ،،،هذة عصابة حزب الجبهة الاسلامية -إلى كل المعلقين ،وانوة ايضاً هذا ليس انقلاب عسكري -إن الذي حصل في العام ٨٩ هو إنقلاب عصابة وصعاليك حزب الجبهة الاسلامية وهم كانوا يمارسون السلطة انزاك
So called INGAZ has to be defeated, destroyed and vanish….then the country will be fine, any thing else is just passing time, the above article is the best example
نظام الأنقاذ بني علي باطل وكل مابني علي باطل فهو باطل الحل الوحيد وهو طريق اتجاه واحد وهو تفكيك وهدم وازاله نظام المؤتمر الوطني وبعدها يمكن أن يبدأ الحل
مافي حل امثال هؤلاء… يادكتور
( الحل في الحل ),,,, زي ماقال الزعيم اسماعيل الازهري في ذاك الوقت عندما عجز البرلمان عن حل المشاكل في البلاد وكثر الجدال ,,, قل لهم هذا فقط …. وذهب مباشره الى بيته ,, بدون ان يرد على اسئلتهم ومعنى كلامه!.. وجاء باليوم التالي واصدر قرار حل البرلمان الفاشل في نظرة في ذلك الوقت ….. ياحليل الرجال!!
مع الفارق ان مشاكلهم لم تكن تزيد عن ( 1 على 1000 )… من مشاكل الجماعة ديل اليوم !
ولم يحكموا 23سنه … بل سنتين فقط!!
,,, فبالله عليك,,, يادكتور شوف ليل شغله تانيه املى بيها وقت فراغك ,,,, و سيبك من توزيع الرشتات العلاجيه الوهميه دي .. لواحد مريض بمرض خبيث وراجي الموت ,,, وخلينا من تنظير وفلسفات الاسلامويين دي,, الماعندها اي نكهه والمستهلكه ,,, اصلوا ماضيع البلد الا هؤلاء ,,, وانت واحد منهم ,, فبالله عليك,, حل عننا انت اخوانك ديل ,,,, وخلونا نعيش,, ويجوا رجال بمعنى الكلمه يحكموا البلد ,,,,,,,,
والطيور على اشكالها تقع ,, يادكتور
السؤال ما جدوى ان تخاطب السلطة مباشرة؟
انت تدرك مع الجميع ان الحل لا ياتي الا بضغط من الشارع.
تخيل ان اقسام الحركة الاسلامية التى ينتمى اليها الافندى وزين العابدين حشدت قوة شارعها لمحاصرة
او لمؤازرة وفد التفاوض كي لا ينتكس ولا يرضى فى ايابه الا بالسلام-بسلام مستدام.
وان يحشد مفكروا التيار مقترحاتهم التى تجعل السلام ممكننا.
ارى ان اقتراح التعويل على الشارع افضل من القول المرسل فى الفضاء لحكومات قد تستجيب وغالبا لا تستجيب.
اقتراحي مبني على عناصر حقيقية:
وجود تيار حركة اسلامية.
وجود منظرين فى التيار.
وجودالانقاذ فى طاولة التفاوض كما حالها الان تكون اقل تطرفا ضد خصومها فى الشمال.
والاقتراح مقدم ايضا للشفيع وابو عيسى.نذكر الرايات الحمراء وغيرهم فى تشييع نقد.
لن يستطيع قائد معارض ان يقنعنا بخلو الشارع من قوة متفاعلة.
لعلك أنت أكثر من يعلم إنو ناسك ديل ما بيتفاهمو ولن يتفهّموا أو يستوعبوا أحقية طرف آخر حتى في الحياة والأكسجين؛ ناهيك عن حقوق أخرى. هكذا هم الكيزان الذين نعرفهم أكثر من أنفسهم. ما عندهم أدنى إستعداد لمجرد سماع الطرف الآخر؛ فهم خلفاء الله في الأرض وورثة الأنبياء؛ ولولا (حاجات تانية حامياني) لادعوا العصمة ولألصقوا بأسمائهم كلمة المعصوم عمر ونافع والزبير أحمد الحسن وسيد الخطيب. أعوذ بالله. ديل يا باشمهندس من قولة تيت دمجوا ميزانية الحزب في ميزانية الدولة وأنت أدرى بذلك. العايزنوا منك تكون يدك معانا عشان نلقى مخرج منهم؛ لكن وصف سلبيات الحرب وإيجابيات السلام هم ما عايزين يسمعوها وما عايزين إقتراحات تقود لحياة كريمة للجمهور؛ لأنّ الحياة الكريمة ومفردات الديمقراطية والحرية وغيرها تصب في غير مصلحتهم. مبدأ الحوار عندهم مرفوض وكيف إنت تحاور زول ينظر للناس خارج تنظيمه كحشرات قذرة يجب إبادتها.
تتذكر ياباشمهندس مقولة الأستاذ دالي عنهم: قال (تزرعهم في أرض الحوار الموضوعي بيموتوا موت طبيعي)
كَتب الأفندى متحذلقًاً(وباعتباري ممن ساهم في مفاوضات السلام بين الشمال والجنوب بصورة مباشرة وغير مباشرة حتى فبل أن تبدأ رسمياً في صيف 1992)..لقد قامت الجبهة القومية بإنقلابها المشؤوم للحيلولة دون قيام مفاوضات السلام حول المشكلة من قبل القوى المفوضة والمنتخبة والممثلة لكافة أطياف المجتمع السودانى من داخل وخارج البرلمان وكان هناك إلتفاف داخلى وترحيب إقليمى ودولى كانا كافيين لبناء أمل وتطلع للوصول لحلول معقولة ومقبولة لكافة أطراف النزاع في الجهتين..لكن مشروع (الأفندى) المركب أيديولوجيا وعنصرياقادنا وبعناد وغباء في (درب آلام )له أول وماله آخر!!لقد خطف إنقلاب الجبهة القومية الإسلاميةفي الثلاثين من يونيو(نفاج) الامل الذى كان مرتقباحال جلوس الفرقاء وهم أصحاب شرعية ومنتجى مشروعية..لم يكونوا مراهقي سياسة في يفاعة (أفندينا) ولا في صبا (الخطيب)..أو تفاهة (محمد الأمين خليفة) أو نذالة(العتبانى)أو(جهالة..ترابينا)الذى كان يحسب أنه من الكياسة وعلو الفهم بحيث يجلب للبلاد (إنقاذا مشفوعا بالدين والأسلمة يكلله بالمجد والفخار)..ما لدنيا قد عملنا..فلترق منا دماء..ولترق منهم دماء..فلترق كل الدماء..من جهز غازيا فقد غزا..ألم يكن هذا يا أفندينا هو المنهج والنهج وكان (السبعينى والمتوج شيخا ودكتورا وبروفوسيرا وإماما وكاتبا ألمعيا ومفوها حسب تخاريفكم بألسنة ورطانات العالم الراقي الإنجليزية والألمانية والفرنسيةوكافة لهجات العربية من قريش وتميم وأزدوشام وما ترك أهل ثمود وعاد..وكان فوق ماكان قاضى النكاح(للصناديد السود عرسانا لحور الجنان) ويا للفرحة التى لم تتم إذ أفاق (ترابينا)ذات جولة فتنحى عن مهمته ك(قاضى نكاح سماوى أرضى) ليقرر أن (صناديده السابقين من أمثال علي عبد الفتاح وشريف وعبيد ختم..إلخ ليسوا سوى فطايس في حديث مشهود ومبذول!!!)
هل أفندينا وترابينا وأصدقائهم الذين يملأون قنواتهم(المكرية بأموال الشعب السودانى الذى فضل)ليقدموا لنا (الآن)حججا إعتذارية من نوع (لو إستقبلت من أمري ما أستدبرت..إلخ الإسطوانة إياها)يحق لهم الجلوس في مواقع النصح..حقا إنهم لا يستحون ..ألا تستحى أيها الأفندى، لكأنك تمد لسانك لتقول لى وللشعب السودانى (أعلى مافى خيلكم إركبوه)..نعم علينا أن نلحس (أكواعنا)..ومن قبل (أوعزتم إلى المقبور )نميرى أن ينهى قلادة مجده(أتفاقيةإديس أبابا)واالتى كان من الممكن أن يراكم عليها لتزدهى وتزدهر وتعمل على تخليق سودان متنوع متآخى وجميل تحادث فيه ميرى عائشةويحتضن فيه منقو ولادو ودينق إخوته آدم وأساغة وأوهاج ومحمد أحمد ..لكن قصر النظر (الإسلاموى العروبي الأعرج) والمسنود بالغباء المتذاكى مايزال يدفع (أفندينا ومحازيبه) مدافع النصح وهم أصحاب الهوجة واللوعة والفراغة التى نشهد معالمهاونتجرع من هول وعفن (صديدها).
ويختم (أفندينا)بغزوة العراق الكويت ويا لها من غزوة مشهودة وموثق تآريخها(وللفهيم الفاهم الطفل المعجزة مصطفى اسماعيل في حضرة أميرهاالقول الباذخ والتبرير الألمعي كما تشهد بذلك قوقول وتويتر وكافة عشائر الفيسات)ألم تكونوا من قبائل الأربعة الكبار(على صالح قات اليمن والحسين بن طلال(سيدنا نقيب الهاشميين!!)وعرفات الأقصى كبير شعب الجبارين..هؤلاء العوارب (الدار دارهم والبلد بلدهم وزيتهم في بيتهم..أيش الدخلكم بينهم يامفطوسي الانوف وموسومى الخدود..لقد نفختم وقتها في يوم ذى ريح ،وهززتم فيي يوم ذى مهز، لكنها ليست بريحكم ولا مهزكم)!
ملأتم سوح الخرطوم بهتافاتكم الخرقاء (إضرب أضرب ياصدام..آل صباح وآل سعود)لم تكن سوح الخرطوم..لقد كانت حلاقيم الأفندى والترابي وعلى عثمان وخليل أبراهيم ومتأسلمى النواصى والأزقة والأوكار المشبوهةمن مراهقيهم وصبيتهم يهتفون هتافهم الرخيص وهم يسعون فوق شوارع رصفتها لهم دولة الكويت.. وكهرباء مولتها اريحية الكويت هم يزأرون بصوت إستمد عافيته من عون بلا من من الدولة السعودية..كنا وقتها ندرك أن آل الصباح وآل سعودسوف يميزون بين فحيح (أفندينا وأضرابه) وسماحة شعب السودان المغلوب على أمره..والذى أخذ على حين غرة!!
نسأل (أفندينا)لماذا التلغيز واللولوة..بالأمس القريب وقف (المكجول) عمر البشير مرتديا البزة العسكرية برتبة المشير يخطب الحاضرين(كنا نقاتل في أرض غريبة ..!! الجنوب ليست أرضنا ليست بلدنا وهم ليسوا أهالينا..نحن الآن نقاتل في أرضنا وندافع عن ناسنا!!)هذا هو مشروعكم أن تقاتلوا عن أرضكم وعن ناسكم بفهمكم الأخرق والقاصر والخائن..وهذه العبارة الخطيرة في فقهكم يمكن أن يعاد فهمها وشرحهامن (هزيمة إلى هزيمة)ولنا أن نتسائل هل ستقف سياسة النسخ واللزق عند دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان..ثم ماذا ترى يكون حينها موقف المتربصون من دول الجوار أثيوبيا ،أريتيريا ،مصر ،تشاد ،أفريقيا الوسطى..يا أفندينا نباهتكم وذكائكم وألمعيتكم أنت وجماعتك الإسلاموية في طريقها لتحويلنا إلى شعوب وجماعات من (البدون)
أفندينا..يكتب(إن للآخرين نصيبهم الوافي من الإثم!!) أي تبجح..وأي جراءة..بل وأي سفالة يتأبطها هذا (الأفندى) يريد من الآخرين أن يستسلموا لمشروعه الإنقلابى وهم ذات زمان (غزوا ) الخرطوم وأعملوا فيها الهدم والتقتيل والغدر(1976فيما سمى وقتها هجوم المرتزقة أبان حلفهم مع المقبور القذافي بن زنقة زنقة)وكل ذلك في سبيل الوصول للسلطة وهاهم القتلة من أمثال هؤلاء الغزاة غازى صلاح الدين ومهدى إبراهيم واحمد عبد الرحمن ..وقتها يا (شاهد المأساة..يا أفندينا أين تراهم وقتهاعبأوا أسلحتهم بالذخيرة التى يتمت ابناء جاري الشرطى الشاويش الماحى على خلف الله لان سيارته (النجدة)كانت تقف قبالة مبنى الهاتف..(أنت لا تشتم رائحة نتانة ما تكتب يا أفندينا!)
نعم غريبة جدا هذه العبارة(القسط الأكبر يقع على عاتق الأنظمة والحكومات..يارجل الحكومات السابقة سلمتك وطناسيدا يمتد من حلفا إلى نمولى يزدهى بالتلون والتنوع يخوض حربا ولكنه علمك..يخوض حربا ولكنه أطعمك ..يخوض حرباولكنه كساك ورعاك وثقفك..يخوض حربا وكان مسالما مع جواره وممتدا مع اقليمه ومتصالحا مع محيطه الدولى..لم يدع أمريكا وروسيا للنزال و(الضراط)..لم يدع بأنه سوف يأكل من ما يزرع..ثم تتلاشى الزراعةويختفي مشروع الجزيرة..لم يكابر قائلا أنه سوف يلبس من ما يصنع..ثم يغلق مصانع النسيج بالضبة والمفتاح..
والآن فقط..فقط سوف يهبط مستوى عبارتى غير آسف..(يا أفندينا أنت تمارس اللواط الفكرى أو قل الدعار ة الفكرية وهى منهج مطروق ومتبع عند الجماعة..وطبعا أنت ومن لف لفكم معذورون في إتباع مناهج المثليين وبجدارة لا تحسدون عليها)
يكتب أفندينا..ماذا يكتب!!
وللأسف عودتنا القيادات السودانية أنها لا تعود للمسار الصحيح إلا بعد أن تجرب كل البدائل الخاطئة..وعلى سبيل المثال فإن بعض الحلول المطروحة لأزمة الجنوب كانت متاحة على المائدة منذنهاية الثمانينات وكلها لم تبرم إلا في مطلع الألفية الثالثة(يقصد إتفاقية نيفاشا المشؤومة والتى وافق عليها ومهرها بتوقيعه تنظيمه الإسلاموى والتى قادت ألى أن تفلقد البلاد ثلث مساحتها من الأرض الغنية بالبشر و بالمياه والمراعى والغابات والنفط والمعادن والجيرة الحدودية والإستراتيجية بما تمثله من علائق وتجارة ومصالح..وفيما كانت الحلول المطروحة أولا أقرب إلى الحفاظ على وحدة البلاد!!!
والآن أليس(ما يقوله أفندينا) هوعينه اللواط الفكرى والدعارةالفكرية..يمارس تدعير الكتابةو(ملوطتها) بامتياز!!
نعم ..نعم..العكس تماما..كانت القيادات السياسية تختلف وبالصوت العالي وفي الهواء الطلق وليس في الغرف المظلمة أو المشبوهة،ولكنها كانت تعود إلى جادة الحوار والصواب.. وكمثال على ذلك أتفاقية (الميرغنى قرنق) وما رافقها ممن عصف فكري خلاق بين كافة القوى والتيارات السياسية الغالبة تحت قبة البرلمان وعلى صفحات الصحف المختلفة وبين كافة النقابات والمنظمات وفي الليالى السياسية حينها مما جعلها تنال رضى وتأييد الغالبية الغالبة من جماهير الشعب السودانى الذى التف حول قياداته السياسية من أجل البدء في خوض غمارها والبدء في ابتدار محادثاته(المؤتمر الدستورى) والذى حدد له الاول من سبتمبر1989م والذى غدر به أنقلاب الجبهة القومية الإسلامية في الثلاثين من يونيو1989..يا أفندينا!!
الإلتفاف على الوقائع ومصادرة التاريخ وتلوينها كيفما اتفق..هو تدعير للفكر وإهانة لا تصدر من أمين!!
لا نشفق عليكم ولا نسأل الله لكم راحة ضمير!
القسط الأوفر والأكبر والجرم الفادح هو صنع أياديكم يا (افندينا)..صنع المشروع الحضاري ..صنع الجبهة القومية الإسلاميةوالإسلام السياسي (بألعابه وألوانه الحربائية المختلفة)..ولا سلمت أياديكم!!
في فيلم Witnes بطولة ريتشارد هاريسون يدخل الأب المتزمت دينيا(جماعة الياميش اليهودية)وهو غضبان لأنه يسمع صوت الموسيقى ويرى مسدسا ما على مقربة..حيث يدور الحوار التالى بين الأب المتزمت وإبنته
Father :music music in my house
Daughter:I committed no sin no sin
Father : may be not yet
Daughter:I committed no sin!
Father:You bring fear to this house!you bring pistol and devil!IF YOU SHAME ME..!
Daughter: YOU SHAME YOURSELF DAD !!
وهكذا (أفندينا )ومحازيبه من الإسلامويين لا يشمون تلك الروائح النتنة والتى تصدر منهم طيلة العقود الثلاثة والتى ظلوا يتحكمون فيها بالبلاد والعباد والتى تجلب العار والشنار!
وتمر في خواتيم هذا الشهر ذكرى إنقلابهم التعيس ويا لها من ذكرى يا (أفندى)
وشكرا للشاعر أحمد عبد المعطى حجازى :
لو أنها الذكرى ،لخف الوزر ، وارتاح الضمير
لكننى لا أستطيع أن اظل شاهدا على القبور!!
كل واحد بفتى على كيفه بعد وجبة فول مظبط..وما عارفين انو عقول اصحابين ريش الدجاج مقفل وهم زى ساعة المنبه لو ما ملوهم ما بمشوا وطالما الغرب والمنظمات اليهودية والمسيحية يدهم فى الزمبرك فقولوا سلام على الدنيا
الى كمال الدين ابوالقاسم:
لافض فوك ..الله ينصر دينك.. ياريت كل الناس بتفهم زيك!!!!!!!!
سلام يا استاذ هذه التساؤلات مقبولة اذا جاء بها ظالب فى الروضة.
شكراً دكتور الأفندي على هذا المقال الرائع ، ولي تعليق بسيط الملاحظ أن حكومة السودان لا تجلس للتفاوض إلا إذا سلطت عليها ضغوط وسياط المجتمع الدولي ، اتفاق نيفاشا جاء بضغط دولي بقيادة الولايات المتحدة وبعد أن أصدر بوش قانون سلام السودان والآن تجلس الحكومة مرغمة وكارهة لأن الضغط جاء من مجلس الأمن الدولي وايضاً بقيادة الولايات المتحدة حتى اصبحت كالتلميذ المهمل عن أداء واجباته لا ينفع معه الا الضرب ، فلماذا لا توفر الوقت والجهد بالبناء بلاً عن اضاعته في مفاوضات وحروب بلا نهاية ….
الأفندي يساوي في المسئولية ليس بين الأحزاب و (قياداتها) و بين النقاذ فحسب، بل يفهم من كلامه حتى المساواة بين الإنقاذ و عموم الشعب السوداني. هو يعلم بالطبع أن نظام الانقاذ ليس له شبيه في العالم. و مع كل البؤس الذي يعيش فيه السودانيون، لا تفكر النقاذ في حل أي من مشاكل هذا الشعب، بل تتشيطن و “تتفهلو” و تتفنن و “تتحرفن” في كيفية البقاء في السلطة. إن الأفندي و أمثاله جزء من هذه المنظومة الجهنمية عديمة الدين و الأخلاق مهما قال و مهما فعل.
[MAHMOUDJADEED] 06-06-2012 11:45 AM
( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ألا إنهم هم **(المفسدون )**ولكن لا يشعرون ( 12 )
الرجاء التدقيق في منطوق الآية ولا داعي للاستعجال .
المشكلة اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا أنهم هم **الفاسدون**ولكن لا يشعرون ،
الاخ عووووضه استعار الاية في جملة تعليقة وانت ليس بسيد القران خليك في حالك
الواحد فيكم بدون عقل تعتبرون اي شئ هجمة علي الاسلام بالله كان من الافضل تكفييرة