مقالات سياسية

هل هى الجولة الاخيرة؟

استطاعت المعارضة ان تحرز العديد من الاصابات فى الفترة الاخيرة . فقد اثمر تمسك الاجماع الوطنى بشروطه ان تم فرز الكيمان بماهو طبيعى ومطلوب . الذين كانوا يرمون من وراء ( حوار الوثبة ) كسب الوقت ولملمة اطراف حركات الاسلام السياسى من جديد ، وجدوا انفسهم مدفوعين الى تحقيق ذلك ولو بطرقة ( النظام الخالف ) . وابتعد عنهم الاسلاميون الذين ظنوا لفترة ان الدعوة الى الشريعة الاسلامية هى دعوة الى العدل والحق كما تحقق فى عهد العمرين ، ثم اكتشفوا ان عمر الثالث يسير فى طرق خالف. أما الذين ظنوا ان الحزب الحاكم كان يعنى حوارا حقيقيا ، ثم اكتشفوا انه يريد منهم المشاركة فى الحوار بفم مغلق . فعندما تحدث الصادق المهدى عن شئ تحدث عنه ايضا وبنفس الكلمات ، أحدقادة الحزب الداعى للحوار ( الساكت )، سيق الى السجن بدلا عن قاعة الصداقة ،فقد عادوا الى مكانهم الصحيح . ثم توالت الاصابات بما حدث فى اديس فباريس فبرلين ثم اديس مرة أخرى . فعفارم على كل مكونات المعارضة السودانية . وان كان هناك مايرجى منها لتكتمل الصورة ،فشيئان :
– مزيد من التنسيق بين اجنحتها ، حتى لايحدث ما حدث من تضارب فى التصريحات ، بين قائل ان الهجمات الاخيرة للجبهة الثورية ، انما هى لدعم حملة أرحل ، وقائل آخر بانه لاعلاقة بين الامرين . قد تبدو مسألة بسيطة ، ولكنها تعنى الكثير .
– شئ آخر فى غاية الاهمية ولا ادرى كيف تأخر حتى الآن ولم ينتبه له قادة المعارضة على اميته التى لايختلف عليها اثنان . فاذا كان شريط الكاسيت فى السبعينات يكاد يكون السلاح الاساسى فى نجاح الثورة الايرانية ، ونرى اليوم ماتقوم به الراكوبة وراديو دبنقا ، فكيف يفوت علينا اهمية قناة فضائية . لاتقل لى الامكانيات !
اكتفى بهذا تجاه المعارضة التى مسكت الدرب وتبقى فقط ان تعرف الناس وتجيب على تساؤلات :البديل : نظاما وبرنامجا وشكلا …الخ
وحقيقةً ( اوكما يقول الجماعة ) : اقصد من هذا المقال حديثا موجها الى الرئيس شخصيا ، حيث انه الآن يمثل الجميع فى الطرف الآخر ، وذلك على سبيل المناصحة ( الاخيرة ) والامر بالمعروف وبس !
ياسيدى الرئيس انا لااشك ابدا فى انكم تقراون ، بل وربما تحفظون القرآن . وقد لااشك فى النوايا الحسنة ، على الاقل فى البداية ، لخدمة الناس الغلابة ، الذين لاأطن انكم تستنكفون الانتماء اليهم ، على الاقل عندئذ ، ولا فى رغبتكم عندما دخلتم القصر وارسلتم صاحبكم الى كوبر، فى انكم كنتم تنوون اعادة ايام العمرين رضى الله عنهما ، ولكن ، بالله عليك،الا ترى ان ماحدث ويشهد عليه العالم كله ، لايمكن ان يكون قد فعل للوصول لمثل هذه النتائج ؟
– فصل الجنوب والحروب الساعية الى فصل اجزاء اخرى من السودان
– تدمير اعظم انجازات الشعب السودانى فى الاقتصاد والتعليم والصحة ..الخ
– الغنى الفاحش لمن حولك مباشرة والقريبين وكانوا كماتعلم ( اباطم والنجم )
– تدمير الحياة السياسية بالكامل : نقابات كانت تهز الارض فى السودان وخارجه اصبحت بدون معنى واحزاب دجن قادتها واصبحوا مقولى انفار
– فساد يغطى عليه بقانون التحلل
– فقهاء محللون ، يتحدثون بلسانين ? فى الفتاوى والمقاربات
قليل من كثير تعلمه سيادتك اكثر منى . ولكن اين النفس اللوامة ؟ ولكنى اعود فاتذكر قصة من قصص القراءة فى الطفولة ، ربما تذكرها : الطفل الذى لاحظ والده انه يسرق، فأعطاه والده خاتما يقرصه عندما ينوى السرقة فيتركها . وبعد ايام اصبح الطفل يعاند الخاتم واصبحت القرصة تتضاءل الى ان انتهت !.
واخيرا ارجو ان تدعو اصحابك للنظر فى المرآة يوميا وسيجدون اشكالا لن يعرفوها . فنضارة القلب السليم تختفى عند كثرة الاخطاء ولاينفع الوضوء قى مثل هذه الاحوال .فهل ننتظر منك ياريس ان : ترقد على حد قفاك فى عنقريب بدون مرتبة ، فى الحوش وانت بتعاين للسما ،وتراجع الامور قبل ماتسافر لاديس ، اويسافرو مندوبيك للجولة الاخيرة التى سيعقبها الطوفان؟!

عبدالمنعم عثمان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..