نتائج التامر علي الربيع العربي

ما نشهده اليوم من ماسي علي الساحة العربية من حروبات وأقتتال داخلي وتفكك دول مرده التامر علي الربيع العربي , هذا الربيع الذي هب علي المنطقة بعد أن ضاقت الجماهير من الانظمة الحاكمة التي أذاقتها سوط عذاب وأنتهكت حرياتها وسحقت كرامتها وغيبتها تماما من المشاركة في أدارة الشأن العام وبالمقابل فشلت هذه الأنظمة في أحداث أي تطور في حياة هذه الشعوب بل عجزت تماما عن تقديم أدني الخدمات الاساسية والادهي والامر من هذا كله وقوع هذه الانظمة في أحضان الاستكبار العالمي ورهنت أرادتها لهذه القوي العالمية فاصبحت عميلة تتامر علي قضايا الأمة المصيرية وفوق هذا أستبدت هذه الانظمة وطغت وفسدت وتناست ان الشعوب ما زالت حية وقادرة علي الحراك وبالفعل أنفجرت القوة الكامنة في هذه الامة بصورة صدمت الطغاة وأزهلت العالم وأجبرتهم علي الانسحاب والتخلي عن كراسي الحكم التي ظنوها دائمة لهم يتوارثونها , أنسحب الحكام مجبرين وفي بالهم أمكانية العودة فأوحوا الي أذنابهم أن يستجمعوا قواهم ويجمعوا خيلهم ورجلهم للعودة كرة أخري …….
تحررت الشعوب من قبضة الانظمة الطاغية وحررت أرادتها السياسية ومارست حقها الشرعي في أنتخاب الحكام ومحاسبتهم بصورة ديمقراطية لا تدليس فيهاولا تزوير وأستردت بذلك حقها الطبيعي في الحرية والكرامة ولاول مرة منذ اكثر من نصف قرن تملك هذه الشعوب أرادتها وتمارس الحكم بأرادة حرة لا تشوبها التدخلات الأجنبية ولا الاملاءات … هذا الانقلاب أخاف الكثيرين من القوي العالمية المستفيدة من الاوضاع السابقة وكذلك العناصر القديمة الفلول التي فقدت امتيازاتها ووجدت نفسها في قارعة الطريق بل مطاردة بالمحاكمات وفقدان الثروة التي جمعوها بالحرام وبالسحت , تلاقت مصالح هذه القوي جميعها علي صعيد واحد فدبرت المؤامرات للانقضاض علي الديمقراطية الوليدة التي لم تقوي بعد ولم تستقر و أستغلت في ذلك الأعلام الكذوب والمال السائب المتدفق عليها من الانظمة التي لم تطالها الربيع العربي وفي ظل هشاشة الثوار وعدم أنتظامهم تمكنت الفلول من أجهاض التجربة في أكثر من دولة , ففي مصر عاد العسكر الي سدة الحكم بمساندة الفلول وعادت معه السياسات القديمة بوجهها الكالح القمع والتنكيل والكبت والتضييق علي الحريات ونهب وسرقة مقدرات الشعب بصورة أشد من السابق وعادت أيضا الهيمنة الاجنبية علي القرار والارادة السياسية, لا وجه للمقارنة بين النظام الذي ولد من رحم المعاناة عبر الربيع العربي وبطريقة ديمقراطية وبين نظام الانقلاب ففي عهد الرئيس مرسي والذي لم يتجاوز العام الواحد وعاني خلاله من المؤامرات والدسائس التي تحيكها العناصر القديمة التي ما زالت تعيث في مؤسسات الدولة فساداورغما عن ذلك كله تحررت الارادة السياسية للبلاد وبدا التخطيط الاستراتيجي المحكم لتجاوز المعضلات والمشكلات المستعصية والمتراكمة التي تواجها المجتمع المصري منذ عقود , قارن كيف تصرف نظام مرسي عندما تعرضت غزة الي العدوان الاسرائيلي الغاشم وكيف تصرف السيسي عند معاودة العدوان كان نظام السيسي هو الاقرب الي الموقف الاسرائيلي في ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ فمصر التي تمثل قلب العالم العربي تنحاز الي العدو الاسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية ليست مصر وحدها بل بعض الانظمة المهترئة طربت فرحا لقرب القضاء علي المقاومة ولكن أتت الرياح بما لا تشتهيها و هذا النظام الانقلابي في مصر اقدم علي أفعال ما كانت تجرؤ الانظمة السابقة علي أتيانها …القتل بالجملة سحلا وعبر محاكمات جائرة ..أثارة الفتنة في المجتمع بتقسيمه الي مؤيدين للنظام الانقلابي يصنفون في خانة الملائكة والي أرهابين وشياطين يجب أستئصالهم هذا النظام تدفق عليه الاموال وفتح له المغاليق والخزائن .. اربعون مليارا من الدولارات خلال عاميين فقط أستلمه النظام ولم يظهر اثره في المجتمع .وما زال النظام يطلب المزيد لمشاريع وهمية ولا تمثل أولوية للمجتمع المصري , عاصمة جديدة بمائة وخمسين مليار دولارو قناة جديدة موازية لقناة السويس, مليون وحدة سكنية وهلمجرا…
وذات التامر أنسحب علي تونس أم الانتفاضات فعادت الفلول الي الحكم ولكن حيوية الاحزاب والمجتمع المدني في تونس كبلت النظام الجديد ومنعته من الانجرار نحو الماضي وذلك بكوابح الدستور والحريات المحروسة من الشعب… ثم دارت الدورة علي ليبيا الثورة فعمدت القوي المضادة الي أستنساخ المدعوا حفتر ليكون خليفة للنظام القذافي بثوب جديد مدعوما من الانظمة التي وقفت ضد الربيع العربي ونظام السيسي ظهيرا له ولولا عزيمة الثوار لحصل في ليبيا ما حصل في مصر.. وذات العدوي أنتقل الي اليمن السعيد فنظام علي عبدااله صالح والذي اطيح به يلملم أطرافه ويتحالف مع الحوثيين للعودة الي الحكم واعادة العجلة الي الوراء و وذات الانظمة التي كانت متعاطفة مع نظام صالح بل ساعدت علي خروجه الأمن انقلب عليهم الأن وقلب لهم ظهر المجن أما سوريا والعراق فحدث ولا حرج قد دمرتا تماما واصبحتا أثرا بعد عين .. يحدث كل هذا والانظمة الحاكمة في غيها تتردد لا تعرف كيف تخطط ولا تعرف كيف تتصرف أذا وقعت الكارثة تتخبط خبط عشواء .. ما ذا جنت الأنظمة من محاربتها الربيع العربي ومناصبتها العداء للاسلاميين المعتدليين , جنت عدم الاستقرار في المنطقة ,جنت ظهور التيار المتشدد داعش والقاعدة , جنت تمكين الاقليات الدينية والعرقية في العالم العربي ألم تدرك هذه الانظمة أن العلمانيين والقوميين والليبراليين الذين حكموا البلاد العربية منذ الاستقلال قد فشلت في حماية مصالح المنطقة , ولن تستطيع بطبيعة الحال الأن أن تواجه ما يراد لهذه المنطقة فالخارطة الجديدة للمنطقة بدات تظهر معالمها تمكين الاقليات في الدول العربية هذه الاقليات الدينية والعرقية اطلت برأسها في طول البلاد العربية وعرضها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وهلمجرا.. هذ التحول لا يستطيع أن يقف في وجههه غير الاسلامين المعتدلين ,هذا التيار الاسلامي ا لذي يتخوف منه البعض بدون مبرر بل يسعي الي استئصاله في الوقت الذي نجد أن هذا التيار هو القادر في الوقوف في وجه التيار الشيعي الذي يتمدد في المنطقة ويكاد يحيط بها أحاطة السوار بالمعصم , وأن أقصاء التيار الاسلامي المعتدل سوف يفتح المجال علي مصراعيه للعناصر المتشددة مثل داعش والقاعدة والتي لا يقل خطرها عن التيار الشيعي .
أن ما جري في اليمن مؤخرا كشف عن جزء من المخطط مما يتطلب مواجهته باستراتيجية واضحة مبنية علي أسس سليمة بعيدا عن الشطط والتعجل الامر يحتاج الي مشاركة الجماهير وتفهمها للمسألة علي أصولها والا فالدمار يشمل المنطقة كلها ويومها ولات حين مناص .

بارود صندل رجب -المحامي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هل فعلا كانت هناك ثورات شعبيه كما يتوهم المتوهمين .ما حدث فى مايسمى بدول الربيع العربى لايخرج من كونها فوضى كبيره بتخطيط امريكى وتمويل قطرى ولن تنجح اى ثوره كانت البندقيه هى وسيلة التغير فالثائر الحقيفى لايمكن ان يقتل او يظلم . فيجب ان لا نخضع انفسنا والاخرين بنظرية التامرـ مايحدث الان هوبالظبط ماخطط له وسيستمر كثيرآ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..