عاصفة الحزم ستطيل بقاء البشير في السلطة

على الرغم مما يقال بأن عمر البشير قد أجبر على الدخول في تحالف عاصفة الحزم .. أو ما يقوله البعض بأنها عزومة … فإن الشاهد هو أن السودان يشارك اليوم بأربع أو ثلاث طائرات سوخوي .. ويتوافد على أرض السعودية مشاة من الجيش السوداني ؛ كانت هي الأسرع من غيرها بالحشد والتنفيذ .. وبما يدل على جهوزية وقدرات حشد ملفتة .

إذن ومن بين سطور المشار إليه أعلاه يتضح لنا الآتي:
1) ربما كان في مقولة أن عمر البشير قد أجبر على المشاركة في التحالف قولان كلاهما مبرر ومنطقي… ولكن الذي أراه هو أن عمر البشير قد وجد في العرض السعودي بالإنضمام إلى تحالف عاصفة الحزم الفرصة المواتية للعودة إلى الصف العربي مرة أخرى . والدفع بحراك جلب الإستثمارات الخليجية المغدقة نحو السودان حثيثا.

2) لا يوافق عاقل مدرك على أن مشاركة السودان في عاصفة الحزم جاءت “عزومة” …. وأبلغ دليل على ذلك هو مشاركة السودان بقوة مشاة قدرت مبدئيا بـأربعة آلاف مرشحة للتزايد .. وجميعنا يدرك أن المشاركة في الحروب البرية هي أكثر ما تخشاه الجيوش العربية والغربية اليوم ؛ بوصفها الأخطر والأكثر كلفة بشرية…. وأنها تحتاج إلى تعبئة خاصة لجهة الجاهزية وإذكاء العقيدة القتالية .. وربما لو كان العراق أو سوريا أو بعض العرب تتمتع جيوشهم بعقيدة قتالية محفزة .. لما كان بمقدور داعش والنصرة والقاعدة وغيرها لتجد لنفسها مكاناً تحت الشمس . وتحقق هذه الإنتصارات الإستثنائية السرعة في تلك الأصقاع المكشوفة.

إذن نذهب إلى الزعم هنا بأن عمر البشير اليوم قد تعلم من أخطاء الأمس فيما يتعلق بإستراتيجية العلاقة مع مصر ودول الخليج العربي الثرية ؛ لجهة مساهمتها الفاعلة في الإبقاء على الكيان العربي الأفريقي المزدوج المكون للهوية السودانية … ولكونها الأقدر (مالياً) على تزويد نظامه السياسي بأوراق التوت حين يحتاجها .. ومداراة عورته المغلظة عند اللزوم… ورفده بالإستثمارات التي تلبي طموحات الأغلبية الصامتة من المواطنين. ورغبتهم في عيش كريم والحصول على خدمات الدولة المشروعة من مسكن وصحة وتعليم وأمن.

لقد اختار عمر البشير هذه المرة الخندق الصحيح عوضا عن الخطأ .. فكان قراره الأصوب على مدى حياته السياسية في الحكم ؛ حين لم ينجر وراء بروبجاندا إرهاصات الهيمنة الفارسية المتوقعة المزعومة ؛ مثل إنجراره في السابق وراء أوهام كيماوي العراق المزدوج. وإندفاعه في تأييده غير المبرر لصدام حسين لحظة غزوه الأرعن للكويت. مؤملاً آنذاك أن يناله من الحب جانب.

جاءت عاصفة الحزم إذن هدية من السماء إلى عمر البشير ونظامه الذي تكالبت عليه المعارضة السياسية والعسكرية من كل جانب …. جاءت عاصفة الحزم إذن لتشد من أزره وتطيل بلا أدنى شك من عمر بقائه على كرسي الحكم .. وتؤكد هذه المرة أن نتائج فوزه (المضمون سلفاً) بفترة أخرى من الرئاسة لن يعقبها إحتجاجات مستهجنة رافضة ؛ قد تؤدي إلى إشتعال ثورة أو إنتفاضة شعبية عارمة.

لقد كان المتوقع أن تدفع المعارضة بجناحيها العسكري والسياسي بالكثير من أوراقها في الساحة السودانية عقب إعلان فوز عمر اللبشير بولاية جديدة مشكوك في أمر دستوريتها ومصداقيتها …… وبالفعل فقد بدأت الحركات والمليشيات المعارضة المسلحة في تنفيذ الأدوار المنوطة بها . وكان أولها إحتلال عدة مناطق في أراضي العمليات ؛ ومنها على سبيل المثال هبيلة ….. وبدأ ياسر عرمان ينشط إعلاميا من جديد .. وتزايد حراك الصادق المهدي في الخارج …. وبدأ واضحاً أن التعبئة قد إمتدت لتشمل حتى الإعلام البديل المتمثل في المواقع الألكترونية ، ومنافذ ووسائل التواصل الإجتماعي .

أما الآن وقد جاءت الرياح لعمر البشير بما كان يشتهي . ورمت إليه بما كان يحلم به على طبق من ذهب . فإن الأرجح أن تمر إنتخاباته ونتائجها بسلام . وأن لا يلبي الشارع أية محاولات للمعارضة بالثورة والإنتفاضة …..
ستذهب الرياح بإنتصارات المعارضة في ميادين القتال سُـدَى … وستضيع أصوات الصادق المهدي ويسر عرمان وغيرهم وسط ضجيج الفرحة بحراك إستثماري خليجي متوقع زاهر يعم بنفعه البلاد والعباد على نحو تأمل به الأغلبية الصامتة ….
وفي الختام سيؤدي الرئيس البشير القسم لولاية جديدة وفي بطنه بطيخة صيفي.

أما كيف جاء ذلك ؟ فألمسألة برمتها تصاريف أقدار وحظوظ … ورمية من غير رامي … فعجبي أن يتحول عمر البشير ما بين عشية وضحاها من “مكروه” في شريعة المولى السعودي إلى “ركن سابع” من أركان تحالف عاصفة الحزم العشرة.
وعجبي أن يتحول عمر البشير من “حرام قاطع” في شريعة السيسي المصري ؛ إلى “مندوب” يسعى للتوافق والتوفيق بينه وبين أثيوبيا … ويفلح في الجمع بين الإثنين على فراش وثيقة سد النهضة ….. وبدون أن يخسر كَـــوْزَ ماء.

مصعب المشرّف
30 مارس 2015م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم سيطول عمربقائه في السلطة وستزيد قصوره وقصور اشياعه .. بينما سيدفع ثمن ذلك جنود سيرمي بهم الي المجهول في اتون حرب غير معروف مداها وحتما ستجر هذه الحرب اطرافا اخري اقليمية ودولية .. وسيدفع ثمنها ايضا سودانيون يشكلون جالية ضخمة في اليمن ..اما الريالات والدراهم فقد تم توزيعها من الآن .. وهي لله .. هي لله

  2. في تحليل تاني داير بين الناس بقولو التغير المفاجئ دا كان تحت الترهيب المباشر بتسليمه لمجلس الامن بعد المحكمة حولت للمجلس عملية الاعتقال ويكون مقابل تسليمو تأييد مجلس الامن لغزو المملكة لليمن الريس اشترى سلامتو بس بالمشاركة وترك محور ايران واعلن ذلك وهو تحت قبضتم الكلام دا كان تحليل كا ن تسريبات امره ببين بعد رجوع الريس للبلاد والاجراءات البقوم بيها والايام كفيلة باظهار الحقايق

  3. كلام عين العقل وتحليل منطقي
    هذا أول قرار صحيح للبشير بعد 25 سنه من التخبط

    ثم ماذا بعد ؟؟؟

  4. نشطت المخابرات السعودية في رصد الأسباب الخفية التي أدت لأن يقوم السودان بمساندة عاصفة الحزم، و الوقوف مع قيادة المملكة العربية
    السعودية ضد حوثيي اليمن.
    و كان السودان لفترات طويلة حلفياً قوياً لإيران في المنطقة، و مهدداً لأمن المملكة العربية السعودية و للمنطقة العربية بأثرها بهذا التحالف المشبوه، و قد تم رصد مساعدات عسكرية كبيرة للحوثيين، قدمت لهم من قبل ايران، وقامت حكومة البشير بايصالها عبر جيبوتي في 5/7/2013، تم رصدها من قبل افراد المخابرات السعودية. و لم يكن هذا التعاون ما بين السودان و الحوثيين هو الأول، فلقد قدمنا تقارير سابقة تبين هذا الأمر.
    تم استدعاء الرئيس البشير الى المملكة العربية السعودية قبل ايام من عاصفة الحزم، لتوضيح موقفه بشكل قاطع في الأنضمام لهذا التحالف و تحجيم علاقته يأيران. و أجتمع وقتها مع خادم الحرمين الشريفين و صاحب السمو الملكي وزير الدفاع محمد بن سلمان. و قد أعلن البشير بشكل مفاجئ، لم يكن متوقعاً وقتها، الأنضمام للتحالف العربي ضد الحوثيين و علي عبدالله صالح. و قد عكفت لجنة عليا من المخابرات السعودية لدراسة هذا التحول المفاجئ في موقف البشير، و تركه التحالف مع أيران، و دعم الحوثيين باليمن، الى دعم مواقف المملكة العربية السعودية ضمن خططها التي اعلنت عنها لتوجيه ضربة صاعقة للحوثيين و مساندة الشرعية اليمنية.
    كانت تشير بعض الدراسات التي اجرتها المخابرات في هذا المضمار، أن البشير يسعي من خلال هذا الموقف الى فك العزلة الدولية التي ازدادت عليه في السنوات الاخيرة، و قيام المملكة العربية السعودية بأتخاذ اجراءات عملية في تنفيذ الحصار الاقتصادي المفروض عليه من الولايات المتحدة الامريكية. و أتضح بعد مراجعة الكثير من التقارير الأستخباراتية، أن البشير شخصية لا يمكن الأعتماد عليها، و انه يود الامساك بكل اوراق اللعبة في يديه، من إعلان تحالفه مع الممكلة العربية السعودية على الملأ و الأحتفاظ بعلاقات سرية مع أيران من جهة أخرى. وقد رصدت المخابرات السعودية في الخرطوم، تحركات قيادات سياسية و أمنية سافرت الى طهران مباشرة بعد أعلان البشير موافقته للانضمام لعاصفة الحزم، مما يشير الى الدور المشبوه الذي يمكن ان يلعبه السودان ضمن التحالف العربي الذي يساند عاصفة الحزم. و أستطاعت المخابرات السعودية الحصول على مراسلات سرية ما بين الخرطوم و طهران تكشف بعض ابعاد هذا المخطط، قمنا بارفاقها مع هذا الخطاب.
    توصي اللجنة العليا المكلفة بمتابعة ملف السودان ودوره في عاصفة الحزم، بتوخي الحذر البالغ في كشف اي اسرار حربية تتعلق بمخططات المملكة لمحاربة الحوثيين للجانب السوداني، كما توصي بمسايرة السودان واتخاذ سياسة النفس الطويل معه، و مراقبة قياداتهم العسكرية بالمملكة العربية السعودية مراقبة لصيقة، و ابداء الترحاب الشديد من قبل القيادات السياسية بالمملكة بمواقف البشير الأخيرة، الى أن تتضح الصورة العامة عن أهداف السودان في هذه المشاركة، واهداف حليفه أيران.
    الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان
    رئيس الاستخبارات السعودية

  5. نشطت المخابرات السعودية في رصد الأسباب الخفية التي أدت لأن يقوم السودان بمساندة عاصفة الحزم، و الوقوف مع قيادة المملكة العربية
    السعودية ضد حوثيي اليمن.
    و كان السودان لفترات طويلة حلفياً قوياً لإيران في المنطقة، و مهدداً لأمن المملكة العربية السعودية و للمنطقة العربية بأثرها بهذا التحالف المشبوه، و قد تم رصد مساعدات عسكرية كبيرة للحوثيين، قدمت لهم من قبل ايران، وقامت حكومة البشير بايصالها عبر جيبوتي في 5/7/2013، تم رصدها من قبل افراد المخابرات السعودية. و لم يكن هذا التعاون ما بين السودان و الحوثيين هو الأول، فلقد قدمنا تقارير سابقة تبين هذا الأمر.
    تم استدعاء الرئيس البشير الى المملكة العربية السعودية قبل ايام من عاصفة الحزم، لتوضيح موقفه بشكل قاطع في الأنضمام لهذا التحالف و تحجيم علاقته يأيران. و أجتمع وقتها مع خادم الحرمين الشريفين و صاحب السمو الملكي وزير الدفاع محمد بن سلمان. و قد أعلن البشير بشكل مفاجئ، لم يكن متوقعاً وقتها، الأنضمام للتحالف العربي ضد الحوثيين و علي عبدالله صالح. و قد عكفت لجنة عليا من المخابرات السعودية لدراسة هذا التحول المفاجئ في موقف البشير، و تركه التحالف مع أيران، و دعم الحوثيين باليمن، الى دعم مواقف المملكة العربية السعودية ضمن خططها التي اعلنت عنها لتوجيه ضربة صاعقة للحوثيين و مساندة الشرعية اليمنية.
    كانت تشير بعض الدراسات التي اجرتها المخابرات في هذا المضمار، أن البشير يسعي من خلال هذا الموقف الى فك العزلة الدولية التي ازدادت عليه في السنوات الاخيرة، و قيام المملكة العربية السعودية بأتخاذ اجراءات عملية في تنفيذ الحصار الاقتصادي المفروض عليه من الولايات المتحدة الامريكية. و أتضح بعد مراجعة الكثير من التقارير الأستخباراتية، أن البشير شخصية لا يمكن الأعتماد عليها، و انه يود الامساك بكل اوراق اللعبة في يديه، من إعلان تحالفه مع الممكلة العربية السعودية على الملأ و الأحتفاظ بعلاقات سرية مع أيران من جهة أخرى. وقد رصدت المخابرات السعودية في الخرطوم، تحركات قيادات سياسية و أمنية سافرت الى طهران مباشرة بعد أعلان البشير موافقته للانضمام لعاصفة الحزم، مما يشير الى الدور المشبوه الذي يمكن ان يلعبه السودان ضمن التحالف العربي الذي يساند عاصفة الحزم. و أستطاعت المخابرات السعودية الحصول على مراسلات سرية ما بين الخرطوم و طهران تكشف بعض ابعاد هذا المخطط، قمنا بارفاقها مع هذا الخطاب.
    توصي اللجنة العليا المكلفة بمتابعة ملف السودان ودوره في عاصفة الحزم، بتوخي الحذر البالغ في كشف اي اسرار حربية تتعلق بمخططات المملكة لمحاربة الحوثيين للجانب السوداني، كما توصي بمسايرة السودان واتخاذ سياسة النفس الطويل معه، و مراقبة قياداتهم العسكرية بالمملكة العربية السعودية مراقبة لصيقة، و ابداء الترحاب الشديد من قبل القيادات السياسية بالمملكة بمواقف البشير الأخيرة، الى أن تتضح الصورة العامة عن أهداف السودان في هذه المشاركة، واهداف حليفه أيران.
    الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان
    رئيس الاستخبارات السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..