مع اليمن لا ضد اليمن!..

بركات العراقي شاب تعرفت عليه خلال زيارتي العام الماضي إلى الولايات المتحدة.. بركات من أبناء العراق الذين أيدوا الغزو الأمريكي لبلده .. عدّ بركات ومن شايعه الحرب واجبة ومبررة لتحرير بلدهم من سلطان جائر.. انخرط بركات مترجماً مع الجيش الغازي.. بعد نهاية الحرب منح كغيره من معاوني الجيش الأمريكي حق الإقامة على التراب الأمريكي.. بركات سرد لي كيف رحب العراقيون بالجنود الأمريكان الذين كانوا يسيرون في الطرقات ويمشون في الأسواق.. التحول إلى المشاعر المعادية جاء بعد أن انغمس الأمريكان في نشاطات تميز بين العراقيين على أساس مذهبي وعرقي.. الكارثة الكبرى التي عبأت العراقيين خاصة السنة كانت الممارسة غير الأخلاقية في سجن أبو غريب.
أمس سرت في الأسافير شائعة عن إسقاط طائرة سودانية في اليمن.. مصدر الخبر كان من داخل صفوف حركة الحوثيين.. صحيح بعد زمن قصير صدر بيان يفند الشائعة، ويؤكد أن جنودنا الذين يؤدون واجبهم بخير.. كلمة أداء الواجب هنا من الأهمية بمكان.. قرار خوض الحرب سياسي بالدرجة الأولى يقبل الخلاف والاتفاق، لكن مناصرة من يقومون بالمهمة واجب وطني لا يقبل سوى التأييد .
السودان الآن في قلب المعركة.. لهذا من الواجب أن يكون الخطاب السياسي من الحكومة متزناً.. على حكومتنا أن تؤكد أنها في اليمن من أجل دعم الشرعية السياسية؛ حيث إن ولاية الرئيس عبد ربه هادي منصور جاءتِ عبر انتخابات توافقية.. هذا الخطاب العقلاني يجعل الوجود السوداني العسكري من أجل اليمن، ووحدة أراضيه.
لحظت أن الخطاب الرسمي حاول الإيحاء أن مشاركتنا في الحرب جاءت على أساس مذهبي.. وفي أحيان أخرى من أجل حماية مصالح دول أخرى ذات تأثير وخصوصية في الإقليم.. هذا الخطاب يجعل السودان جزءاً من الأزمة اليمنية.. مثل هذا الإحساس يرسخ مشاعر سالبة تتوارثها الأجيال.. من أمثلة ذلك ما حدث للمصريين في العراق بعد حرب تحرير الكويت.. حتى الآن بعض من الحساسية السودانية تجاه مصر نابعة من إحساس بالقوامة السياسية مارسته بعض النخب المصرية تجاه السودان، وأسفر عن تدخل حربي مصري.
محاولة الإيحاء بأن عاصفة الحزم ضد المذهب الشيعي غير دقيقة.. المذهب الزيدي في اليمن على خلاف كبير مع المذاهب الشيعية خاصة الاثني عشرية.. بل يعد أقرب المذاهب إلى أهل السنة؛ حيث لا يكفر الخلفاء الراشدين، وإن أبدى محبة لـ (آل البيت النبوي) كعادة الطرق الصوفية في السودان.. هذا المذهب لا ينتظر إماما غائبا ولا مهديا منتظرا بل يجوز أمامة المفضول ولا يقر زواج المتعة.. الأهم من ذلك أن له وجود راسخ في اليمن تمدد تأريخيا عبر دولة الإمامة التي استمرت حتى الثورة اليمنية في العام ١٩٦٢م .
في تقديري يجب النظرة للحرب في اليمن في إطارها السياسي باعتبار أن قوى عسكرية محدودة حاولت اختطاف الحكم بغير الوسائل الشرعية فتصدى لها الإقليم.. مثل هذا الأمر تكرر في عدد من الدول آخرها مالي وأفريقيا الوسطى.
لهذا على حكومتنا تبني هذا الخطاب الواقعي الذي يجوز لها الاستعانة بالأصدقاء وقت الضيق.
التيار
صدقت في وصفك للزيدية اليمنية فهم طائفة لوحدهم ووجودهم راسخ في اليمن
لكن لأننا لا نستطيع أن نحسن الظن – والله بنحاول كتير – بكل كوز حالي أو سايق إلى أن يشهر عدم كوزنته ويتوب علانية وبصريح العبارة … لهذا سنفهم أن كلامك هذا هو دعوة للحكومة لتلعب على الحبلين؛ السعودي والإيراني
كسرة: زواج المتعة أخير من الحاصل في البلد ده من يوم جيتو .. الناس تلد وتجدع … على الأقل في زواج المتعة كان جا مرض معروف النقلو للتاني منو، وكان جا ولد معروف أبوه وأمه منو
و هل يمكن للبشير الاستعانة بصديق لاثبات شرعيته كله في الهواء سوى مغتصب و راكب شعبه و كمان منافق كيف يستوى هذا و دعم الشرعية من فاقدها قنابر الفضل طالت
اخطأت الحكومة بالانجرار وراء السعودية وضرب الشعب اليمني الشقيق الذي له علاقات ضاربة في التاريخ وكله من اجل المال الخليجي. الخليجيون الذين يستحيل ان يطلقوا طلقة واحدة تجاه اسرائيل المعتدية.
هل سمعت قصة الاصمعى- الكوز-:
قال الأصعمي:
كان رجل اصابته فاقة- عطالة- ليس له عمل لرعيته…اشفق عليه بعض الجيران وقالوا له احصى لنا موتانا…وقتلانا ..جلس الرجل أمام باب المقبرة وبجانبه كوز، وكومة من الحصا الصغيرات، فكان كلما دخلوا بميت باب المقبرة رمى حصاة في الكوز.
فلما كان بعد ثلاثة أيام جئنا إلى المقبرة نريد أن ندفن صاحباً لنا هلك بالطاعون، فلم أجد ذلك الرجل بجانب الكوز، وإنما وجدت رجلاً آخر يقوم بعمله، فسألته:
– أين فلان الذي كان يعمل هنا؟
قال:
–
فى الكوز
ارحل.
المعلوم ان السودان هي الدولة الوحيدة من بين الدول المشاركة في عاصفة الحزم التي تم استدعاء رئيسها الى الرياض وطلب منه المشاركة في العاصفة ولا ندري عما دار في الاجتماع .. وهل كان سيشارك السودان في الحملة فيما اذا كانت المشاركة طوعية؟
لا اعتقد ان السودان كان سيشارك في الحملة اذا كانت المشاركة طوعية لجيران اليمن والسعودية.
على الحكومة ان يكون خطابها عقلاني متزن جدا وتوضح السبب الرئيسي كما تقول السعودية نفسها صاحبة القضية انها جاءت لدعم الشرعية ووقف تقدم الحوثيين من ابتلاع اليمن بأكمله والذي ياتي ضد المبادرة الخليجية التي تنحى بموجبها على عبد الله صالح ..
لا علاقة للحرمين الشريفين ولا خوف على الحرمين الشريفين بالحرب والحكومة ليست مضطرة لإختلاق اسباب من عندها ولا ادري لماذا تبرر الحكومة مشاركتها بأشياء من عندها مع العلم ان المعارضة بكل اطيافها تتفق مع الحكومة في هذه المشاركة وكذلك الشعب.
وفات على الحكومة ان تستدعي البرلمان بصفة عاجلة لتؤكد للشعب بأن الحكومية دستورية تحترم الدستور ولكن اثبتت المشاركة ان الحكومة لا تحترم البرلمان ولا الدستور..
الشئ الأخير كان على الحكومة ان تعمل على من الآن توحيد الخطاب الاعلامي وإيقاف منسوبيها من الحديث عن هذا الموضوع ان تكون التصريحات بشأن المشاركة وسيرها اما عن طريق الناطق الرسمي للجيش او وزارة الخارجية وان يعطى الشعب يومياً تنويراً مقتضباً عن استمرار عمليات المشاركة كما تقوم الرياض بذلك الامر الذي يفوت الشائعات التي يطلقها الحوثيين او غيرهم.