فتش عن «الأيدي الخفية» في الأزمة «غير الاقتصادية»

خالد التيجاني النور
«لن يتطور العالم متجاوزاً أزمته الحالية مستخدماً نمط التفكير ذاته الذي تسبب في خلق الأزمة» بتصرف من عبارة شهيرة لألبرت إنشتاين العالم الأكثر تأثيراً في القرن العشرين
«إذا فقدت طريقك عد إلى نقطة البداية» مثل ماليزي
هل حقاً لا توجد بدائل لحل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد غير وصفة الحزب الحاكم لتحميل المواطن دفع ثمن فشله في إدارة الاقتصاد الوطني؟. نُقل عن صديقنا وابن دفعتنا، وأخونا في الله عندما كانت أحلامنا تعانق السماء، وللتعبير معنى قبل ثلاثة عقود بجامعة الخرطوم، الأستاذ علي محمود وزير المالية والاقتصاد الوطني أنه تحدى من يأتي ببدائل، ومثل ذلك قاله آخرون من قادة المؤتمر الوطني، لما تعتزم الحكومة الإقدام عليه من إجراءات قاسية تضع المزيد من المعاناة على مواطنين أضناهم ضنك العيش.
حسنا اتفق مع السيد الوزير إن كان لا يتحدث عن بدائل اقتصادية، لأنه يعلم جيداً كما يعلم العامة أن الاقتصاد ليس سوى علم بدائل وفن في إحسان المفاضلة بينها وحسن إدارة، وأن أزمة الاقتصاد السوداني ليست أزمة موارد، ولكن سببها هذا الفشل الذريع في إدارة غير اقتصادية وباعتبارات حسابات سياسية ذاتية لموارد وفرص لا حدود لها لم تتوفر مثلها إلا لبلدان قليلة من دول العالم، بل وشهد العالم دولاً ليس لها من الموارد حظوظ البتة ومع ذلك نجحت في أن تتبوأ مكانة رفيعة في مقدمة الدول في قدراتها الاقتصادية، ببساطة لأنها حظيت بقادة ذوي بصيرة ورؤية وإرادة وقدرة على القيادة والفعل المنتج وخلق الفرص واصطناعها، وليست من نمط تلك القيادات التي تفننت في تبديد قدرات وموارد لا نظير لها.
لا ألوم صديقي الوزير علي محمود في ما ذهب إليه، لأن حظه العاثر لم ينصفه وقد تولى منصبه وخزائن البلاد لم تعد عامرة بعائدات النفط التي ظلت تخفي على مدى أكثر من عقد عورات تدهور الاقتصاد السوداني وجعلت من سبقوه في عصر النفط القصير يبدون وكأنهم عباقرة.
والوزير صادق في تحديه لأن المسألة لا تتعلق ببدائل اقتصادية، بل بعدم وجود بدائل سياسية ابتداءً في عقلية الحكم غير الخيار صفر، بمعنى أن الطبقة الحاكمة ليست مستعدة لتحمل أعباء أية إصلاحات اقتصادية حقيقية وجذرية تأتي على حساب أمتيازاتها ومكاسبها التي كرستها على مدى أكثر من عقدين، كما أنها ليست مستعدة لدفع ثمن إخفاقها في إدارة الاقتصاد الوطني حتى لغرض الحفاظ على احتكارها للسلطة والثروة، والبديل في هذه الحالة في رأي دهاقنة الحكم أن من يجب عليه دفع الثمن هو الشعب لأنه استقر في حساباتهم أنه سيواصل الصمت كما ظل يفعل طوال ثلاثة وعشرين عاماً فلماذا لا يفعلها هذه المرة؟.
وقد بلغ من قلة حس الحزب الحاكم بهموم شعبه ومعاناته أن خطابه السياسي هذه الأيام بدلاً من التركيز على محاولة تسويق مبررات موضوعية للأزمة الاقتصادية وسبل الخروج منها وضرورة مشاركة الجميع في تحمل أعبائها، ومحاولة تخفيف الضغوط النفسية على الأقل على المواطنين ومدهم بشئ من الأمل، انصرف خطاب قادة الحزب إلى إظهار هم واحد لا غير يثير مخاوفه هو كيفية ضمان ألا تؤدي تداعيات إجراءاته القاسية إلى سقوطه من السلطة، وليس من شواغله شئ من الجزع على مصير غمار الناس، ولا تحزبه غير الخشية من «استخدام» المعارضة للأزمة لتحريك الشارع، وكأن الشعب مجرد قطعة شطرنج باردة لا قيمة لها ولا حياة لها لا تحركها إلا أهواء السياسيين وصراعاتهم البائسة على السلطة، وعدم تورعهم عن سلوك ممن يقدم على حلب «بقرة تحتضر».
والحقيقة أن الأزمة الاقتصادية الخانقة ليست وليدة اليوم، وهي في الواقع ليست أزمة اقتصادية بالمعنى الفني ولكنها نتاج لأزمة سياسية أعمق تتعلق بإدارة الحكم في عهد الحكم الحالي منذ وصوله إلى السلطة قفزاً بإنقلاب عسكري بلا رصيد من وعي عميق ومعرفة دقيقة وبرامج مدروسة لإدارة شؤون الحكم في بلد لا تنقصه التعقيدات مثل السودان، كانت مغامرة ومقامرة بامتياز بمستقبل البلاد والحركة الإسلامية نفسها صاحبة التدبير، وكان الظن أن مجرد حسن النية وبضعة شعارات هلامية تكفي.
في سنوات الحكم الأولى، في العام 1993 تحديداً، انتبهت ثلة من شباب الإسلاميين إلى انحراف المسيرة وأعربوا عن خشية مبكرة نوعاً ما من إنزلاق الأمور في طريق اللاعودة، وعبروا عن ذلك في أول مذكرة احتجاجية، وفي لقاء جمعهم مع زعيم الحركة وعراب النظام الشيخ حسن الترابي أقر بأن الحركة قفزت إلى السلطة مستسهلة الحكم بلا إعداد كاف وبرامج واضحة للحكم، وضرب لهم مثلاً أنه كلف طائفة ممن ظن فيهم القدرة على اقتراح برنامج اقتصادي بمرجعية إسلامية، وعلق بسخريته المعروفة «لقد جاءوا لي ببرنامج لا فيه دين ولا فيه اقتصاد». وكانت تلك هي بداية الطامة المؤسسة لإدارة الحكم بالتجريب «خبط لزق» وأسلوب «تعلم الحلاقة على رؤوس اليتامي»، بلا «هدى ولا كتاب منير».
وجاء إطلاق «سياسة التحرير الاقتصادي» معزولة منتزعة من سياقها الموضوعي وبلا مرجعية معلومة، لقد كانت ضرباً من التعسف كيف يحدث تحرير اقتصادي في غياب حرية سياسية توفر مؤسسات حكم راشد ديمقراطية تراقب وتحاسب، ثم إن الليبرالية الاقتصادية هي منتوج أصيل لليبرالية السياسية، وأين هي مرجعية الاقتصاد الإسلامي المدعاة من ذلك؟. في الواقع أن ما تم تطبيقه من «تحرير اقتصادي» لم يكن سوى استلاف ملتبس، اللهم أعلم إن كان قصداً أم مصادفة، لنهج مدرسة شيكاغو بقيادة البروفسور الراحل ميلتون فريدمان الموغلة في الرأسمالية المتوحشة المتحللة من أية قيود، التي عجزت أن تجد لها أرضية حتى في الولايات المتحدة أم الرأسمالية، ويستهجنها من له أدنى اعتبار للمسؤولية الاجتماعية للحكومة تجاه شعبها، لأن فريدمان يعتبر ذلك ضرباً من الاشتراكية التي لا تليق ببلد ليبرالي. ومفهوم فريدمان للدولة أن مهمتها الوحيدة «هي حماية حريتنا من أعداء الخارج والأعداء من بني جلدتنا، حفظ النظام والقانون وفرض قانون السوق»، بمعنى أن الحكومة مهمتها «توفير الشرطة والجنود فقط وترك كل شئ آخر لحرية السوق».
في كتابها «مذهب الصدمة» تقول ناوومي كلين إن فريدمان وشيعته ذات البأس ظلوا على مدار ثلاثة عقود يروجون لهذه الاستراتيجية يتصيدون الأزمات الكبرى، يبيعون حطام الدول المأزومة إلى لاعبي القطاع الخاص ذوي الحظوة، وفي حين يظل المواطنون يلعقون جراحهم جراء الصدمة، يمرر الفريدمانيون «إصلاحاتهم» بسرعة لتصبح واقعاً دائماً. وفي واحد من آخر مقالاته قبل وفاته، كشف فريدمان عن العقار السري لجوهر تكتيكات رأسماليته المعاصرة بقوله « إن الأزمات فقط، سواء كانت حقيقية أو مفتعلة، هي التي تحدث التغيير الحقيقي. عندما تحدث الأزمة الأفعال التي تتخذ تعتمد على الأفكار الدائرة في المحيط، أعتقد تلك هي مهمتنا الأساسية أن نطور بدائل للسياسات القائمة، وأن نحافظ عليها حية ومتاحة حتى يصبح المستحيل حدوثه لدواع سياسية، هو الأمر نفسه الذي لا يمكن تفاديه سياسياً». وتعلق المؤلفة قائلة إن الناس يخزنون المعلبات والماء تحسباً للكوارث الكبرى، ولكن فريدمان يخزن أفكار السوق الحر لأوقات الأزمات. وقد جرب فريدمان خلطته السحرية بداية من شيلي عندما كان مستشاراً للجنرال أوغستو بينشويه عقب انقلابه العسكري الدموي أوساط السبعينيات من القرن الماضي، وحتى كارثة فيضانات نيوأورليانز الأمريكية التي اعتبرها عضو الكونغرس البارز ريتشارد بيكر من أتباع فريدمان هبة سماوية قائلاً»أخيراً نظفنا المدينة من المساكن العامة والمؤسسات العامة، لم نستطع فعل ذلك، لكن الله فعلها»، لقد تحولت محنة المواطنون البؤساء إلى منحة للأثرياء.
ما حدث للاقتصاد السوداني في تسعينيات القرن الماضي وما بعده ليس بعيداً عن تعاليم مدرسة شيكاغو وإن اختلفت بعض التفاصيل، فالنظام الجديد الساعي لتمكين أركانه بكل قوة استخدم كل تلك الأحابيل من أسرار تركيبة عقار فريدمان في لتنظيف الملعب الاقتصادي من الرأسمالية الوطنية المعروفة ومن اللاعبين الموجودين فيه أصلاً لإفساح المجال لتمكين طبقة أثرياء جدد من ذوي الحظوة من لاعبي الحكم الجديد من الإسلاميين من ذوي الدراية بقواعد اللعبة الجديدة، ومن المستعدين لخوض غمارها والانخراط فيها بصمت دون فلق دماغ أصحاب الشأن بموقع «المشروع الإسلامي وقيمه» في هذه اللعبة الخطرة التي داست تحت أقدامها كل مرتكزات المشروعية الاخلاقية للحركة الإسلامية، والتي بدت مستعدة أيضاً لا ستيعاب بعض اللاعبين القدامي وإفساح مجال لهم شرط أن يكونوا جزءًا من اللعبة لا خارجها.
ومشكلة الاقتصاد السوداني، كما هي كل مشاكل البلاد العويصة الاخرى التي اختلقت اختلاقاً وأدت إلى تمزيق البلاد وشرذمتها وإغراقها في أزمات لم تكن محتومة ولا قدراً مقدوراً، أن الحكومة السودانية أصبحت تدار في عهد الحكم الحالي من خارج مؤسسات الدولة، نعم توجد كل المؤسسات السياسية والدستورية والتنفيذية المعروفة بالاسم، ولكنها ليست سوى ظل باهت لأطراف شبحية خفية تدير شؤون الحكم من وراء ستار دون أن تخضع لمحاسبة أو مساءلة أو حتى مراجعة لما تفعل، وبقيت المؤسسات الرسمية مجرد هياكل لتمرير قرارات «الأيدي الخفية» التي لا يعرف لها أحد صرفاً ولا عدلاً.
ظلت وزارة المالية والاقتصاد الوطني، كما يشير اسمها الرسمي، وتقول صلاحياتها إنها صاحبة الولاية على المال العام، والمرجعية في إدارة الاقتصاد الوطني، لا تملك ولاية ولا تحكم شيئاً وليس لها سوى رسمها شكلاً، إذ تحولت إلى مجرد صندوق خزانة لصرف جل الأموال العامة التي تفلح في الوصول إليها على مصارف ذات إتجاه واحد، فالمال العام تفرق دمه بين الوزارات ذات الشوكة، وبين المؤسسات والشركات الحكومية وشبه الحكومية، و»الخاصحكومية». تشكو وزارة المالية لطوب الأرض ضيق ذات اليد وهي المأمومنة على مال عام لا تعرف حتى كم يبلغ، بينما ترفل في النعيم وزارات ومؤسسات حكومية أخرى تجبي الاموال كما تشاء دون ضابط ولا رابط، ولا أحد يعرف أين تصرف تلك الأموال.
ولم تعد الوزارة تذكر حتى أنها مسؤولة عن إدارة الاقتصاد الوطني، الذي تحول بقدرة الأيدي الخفية إلى اقتصاد خواص على الطريقة الفريدمانية، اغتنى الأفراد وظهرت طبقة الأثرياء الجدد، ولتولد ظاهرة الموظفين الأكثر ثراءً من رجال الأعمال، بينما تشكو الحكومة الإفلاس ويعاني الشعب من الإملاق. وجاءت عشرات المليارات من الدولارات من أموال النفط وذهبت لا يدري أحد إلى أين ذهبت. وكل المشروعات التنموية الكبرى التي تسنى لها أن ترى النور لم تكن من خير الأموال النفطية، وليست سوى أعباء على المواطن والأجيال القادمة لأنها شيدت بقروض جديدة قفزت بحجم الديون السودانية إلى ما يفوق الخمسة وأربعين مليار دولار.
وما الأزمة الحالية إلا نتاج طبيعي لإفساد نظام إدارة الدولة، ولتجاوز المعايير والتقاليد المركوزة في شأن إدارة الحكم، وما الفساد المؤسسي المستفحل والمحمي سوى مجرد عرض للمرض الأخطر، افتقار الدولة للنظم المرعية المحققة للشفافية والمساءلة والمحاسبة، ولذلك تحولت تعهدات قيادات الحكم بمحاربة الفساد إلى مجرد تصريحات غير قابلة للتطبيق في نظام بطبيعته لا يتحمل إصلاحا حقيقيا دون أن يؤدي بأسس بنائه وبقائه، لأنه من يحاسب من، وعلى ماذا، في ظل استحالة الوصول إلى مكامن الفساد الحقيقية.
ليس صحيحاً أن وزارة المالية أو البنك المركزي، أو الفريق الاقتصادي للحزب الحاكم لا يعرف ما هي البدائل الحقيقية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المأزقية الحالية، يدركون بالطبع ما المطلوب ومن بينهم اقتصاديون مرموقون يعرفون أن البدائل الاقتصادية أكثر من أن تحصى، ولكن من قال إن الأزمة هي اقتصادية بالأساس، ومتى كان يدار الاقتصاد أصلاً بمعايير واعتبارات اقتصادية؟، ومنذ متى كانوا هم من يديرون الاقتصاد حقاً؟. هي بالقطع ليست كذلك، بل هي في جوهرها أزمة سياسية بامتياز، وأزمة حكم أرهقته مطاردة الأزمات تجلت في إفلاس خزائن الدولة من أموال قادرة على مقابلة احتياجات غول «النظام خارج النظام» الذي لا يشبع، ولذلك يحاول أن يجعل الشعب المرهق أصلاً من يدفع من جيوبه الخاوية لملء خزائنها.
عبثاً يرهق أنفسهم أؤلئك الذين يظنون أن الحكومة تنقصها البدائل لمعالجة الأوضاع الآخذة في التدهور بشدة، فيجتهدون في تقديم المقترحات والحلول بلا طائل، يعرف قادة الحكم جيداً ما هو المطلوب لحل الأزمة، ولكن من يجرؤ على الدخول في عش الدبابير، ومن يستطيع تعليق الجرس على رقبة القطط السمان في طبقة الأثرياء الجدد؟، ببساطة، من يستطيع أن يأخذ السلطة من الأيدي الخفية ويعيد الحكم والقرار إلى الشعب، وإلى دولاب الدولة؟.
الصحافة
اعتقدانه كلام عميق ولكن اظن ان الخاسر الاكبر فى كل البحصل فى السودان هو الاسلام وعندما يزول النظام سوف نحتاج الى فتح اسلامي جديد بعدالتخلص من احفاد عبدالله بن ابى السرح هؤلا
الان كلنا يد واحدة…
من اجل بناء مستقبل افضل للجميع …
مواطن مثقف , واعي ومتعلم ..
ايجابي , ضد السلبية والتعطيل ..
نسعي لتغيير الوضع المائل بالطرق السلمية
وقريبا جدا سنكون في الشوارع وسنتحد مع كل ساع للتغيير
الان انضم لنا لنوقد الشموع وكفاية لعن للظلام
https://www.facebook.com/uneplyedunion
أن الاقتصاد ليس سوى علم بدائل وفن في إحسان المفاضلة بينها وحسن إدارة، وأن أزمة الاقتصاد السوداني ليست أزمة موارد، ولكن سببها هذا الفشل الذريع في إدارة غير اقتصادية وباعتبارات حسابات سياسية ذاتية لموارد وفرص لا حدود لها لم تتوفر مثلها إلا لبلدان قليلة من دول العالم، بل وشهد العالم دولاً ليس لها من الموارد حظوظ البتة ومع ذلك نجحت في أن تتبوأ مكانة رفيعة في مقدمة الدول في قدراتها الاقتصادية، ببساطة لأنها حظيت بقادة ذوي بصيرة ورؤية وإرادة وقدرة على القيادة والفعل المنتج وخلق الفرص واصطناعها، وليست من نمط تلك القيادات التي تفننت في تبديد قدرات وموارد لا نظير لها.
****
مثالا للدول سويسرا تصدر الزهور لكل دول العالم شوف مدي الابتكار الاقتصادي وايضا وكثير من الدول ليست لها موارد مثل الفي السودان. لكن هذه المافيا تعمل عن قصد. والله يمهل ولا يهمل.
شكرا ليك يا بطل خالد التيجاني
هل يحل الدناقله محل النوبه واولاد الغرب في الجيش السوداني لينعم ابناء العم = جعل وشايق = بالسلطه
مسالة الإيدى الخفية هذة ، سمعنا بها من قيادات كيزانية مرموقة ، فى جلسات ونسات ، اثناء شرب الشاى ،. عندما تصيب الشخص ( الفونقة ) ، و( يهدرب ) بخفايا الحزب من غير شعور بالمكان والزمان ، او المستمع. … من ضمنها ان الحكومة تسيرها. ايادى خفية مخلصة ، مستعدة للموت فى سبيل مبادئ الحزب .. ولا هم لهم فى دنيا ، وهم رهن الاشارة ،. فى كل المواضيع .. السياسية ، الاقتصادية والدينية ،، وان قولهم الفصل ،، ولا يمكن الحياد عنه قيد أنملة
.. كما انه هناك الدبابين ، والدفاع الشعبى. ، المتعصبين ،،. هناك أيضاً ايادى خفية متعصبة لعبقريتها ..
ولا ندري ما هى تلك الإيدى الخفية، لكنها حقيقة، وذلك واصحا فى كل القرارات المتناقضة، والآراء المتباينة، والأقوال المتضاربة ،، للطغمة الحاكمة ،، أهى الماسونية؟؟ ام الصهيونية ؟
لست ادري ؟؟ اا ( موج البحر) ؟
الشعب
مقال جميل وعميق ولكني أخشي ألا يقرأه ولاة “ذلنا” وإن قرأوه أخشي ألا يفهموه فهؤلاء لا يفهمون ولا يريدوا ان يفهموا مثل هذا الكلام حتي العالم الرأسمالي الأمريكي هذا أنا واثق أنهم لم يسمعوا به من قبل … إنهم يطبقون سياسات إقتصادية حاربها ويحاربها الإسلام فإن كان هذا عن علم ودراية منهم فهل الإسلام إصدار فتاوي الفكة وجلد المتبرجات فقط؟ وإن كان عن غير علم ودراية فهل الإسلام ألوان وماكياج وأحمر شفاه وروج تفعله الأنثي جذبا للرجال؟ كل الأنظمة التي زالت أزالها الله من الوجود رغم أنها لم تكن تتاجر بالدين والمتاجرة بالدين هاوية عميقة برغم شعور المتاجرين بأنهم علي قمة ثابتة لأن الدين لم ينزله الله تعالي ألوانا جذابة تغطي قبح المتدينين ولكنه عقيدة داخلية متعمقة في النفس تظهر جمال المنظر الخارجي وإعتداله دون الحاجة لقشور خارجية مصطنعة هذا علي مستوي الأفراد وأيضا علي مستوي المجتمعات والدول بصورة أخري … المؤمن الحق إذا كثرت عليه الرزايا والهموم راجع نفسه وعلاقته بالله وقس علي ذلك …الدولة المؤمنة!
هذا نعي معتبر للحركة الإسلامية و سفاحها الإنقاذ
لاحظ : يتكلم فيلسوف الكارثة ومتنطعهم الاول امين عمر يفضح سلطته. ويكشف ان الضرائب لا تجبى من الاثرياء.
هذا العجز فى التحصيل وهو جريمة بذاته. يبرر به رفض الدعم وهو الجريمة الاخرى.
يقال أن شخصاً ممن عاصروا الشيخ “أبو سن” اتاه يسأله عن بعض الأمثلة السودانية لأن هذا السائل يريد أن يجمع الأمثلة السودانية في كتاب فلم يتردد ابوسن في إسعافه سريعاً بأول مثل سوداني ” الفايق يهمِّز أمو” وهناك مثل آخر قد يناسب الأمثلة الثي إبتدأت بها المقال – أخي خالد – هو: إنك لا تستطيع تغيير إتجاه الريح ولكنك تستطيع تعديل وضع الشراع
هل تحققت نبوءة الشيخ فرح ودتكتوك القائلة(الخرطوم لمن تصل سوبا تتعدم الطوبة)
احصوا معي كم من المؤسسات الانتاجية والمشاريع الزراعية التي تمت خصخصتها وتدميرها وتشريد عمالها وبيعها لحسابات ذات منافع شخصية
بالتاكيد القائمة طويلة ولن تتوقف نتيجة لسياسة المؤتمر الوطني الخرقاء التي افقرت الشعب حتى طوب الارض الذي اصبح يباع لمستثمرين اجانب واخيرا وليس اخرا بيع مصفاة الجيلي لدولة قطر ومشاريع ومصنع سكر كنانة في الطريق كما ورد في صحف سودانيز اون لاين وحريات
ناهيكم من الغلاء المتصاعدوالحالة المعيشية التي تسوء من يوم لاخر و الغموض الرهيب والمخيف والحيرة التي تسود الشارع السوداني لمستقبل الايام والله يستر من قادم الايام
ياجماعة الخير البيحصل ده من الاعمال الغير صالحه واكل الريا ؟ الناس لازم ترجع بالتوبه والاستغفار . فنسال الله تعالى ان يخفف على الامه السودانيه وأن برفع عنها البلا
زى ماقالوا الكيزان دخلوا الناس الجوامع وهم دخلوا السوق.. وعندما افاق الناس وجدوا طبقة جديدة من الاثرياء الجدد كونوا طبقة طفيلية وجدت كل التسهيلات من القابضين على مفاصل السلطة ..ولو تمعنت فى ماضىهم لما وجدت اى اثار لنعمة قديمة عليهم بل بالعكس معظمهم كانوا بالامس فقراء ومن اسر تعانى فى ماكلها ومشربها.. واما الراسمالية الوطنية الحقيقية فقد خيروا بين الانضمام للركب كما فعل آل البرير وابرسى حفاظا على مصالحهم او السير عكس التيار لينتحروا كما فعل المرحوم عمر البدوى.. وهذا ما كان وتحقق لهم ماكانوا يقولون فى بداية عهدهم بانهم يريدون ان الراسمالية الوطنية ان تكون اسلامية .. وعملوا بكل قواهم لتحقيق فقه التمكين الذى عولوا عليه سواء فى السوق او فى الخدمة المدنية …وهذا ما اعترف به كبيرهم البشير قبل حوالى شهرين بانهم قد اخطاوا بالتمكين .. حيث اصبحت هذه الطبقة التى كونوها غولا يهدد مصالحهم وذلك بعدم التمكن من السيطرة عليهم فانطلقوا يلغون فى دماء الابرياء .. حسبنا الله ونعم الوكيل…
كتر خير كاتبنا النحرير …طبعا هو واحد من “الجماعة” زمان ..مدير مكتب إبليس الأكبر “الترابي” أيام عنفوان جبروته وبطشه..والذي يتلوى الآن بين مطرقة وسندان أنجاله من الأبالسة الكثر.. السودان بلد النسيان..أولا نطالبك يا خالد بالاعتذار لقرائك عن ماضيك “الشريك” في مجزرة الشعب السوداني وبعدها تصير لكلماتك نكهة التفاح اللبناني! كلام خالد جميل لأنه منشور ولصاحبه القدرة على نشره وليس تبخيسا لجهده أن يقال أن كل سوداني يعرف عن “جماعة السوء” أكثر مما صرح به خالد ههنابكثير ..هذا جانب صغير من الفساد المالي وهم عيني باردة أهل ألف نوع من الفساد! بيننا وبين كلماتك يا خالد غشاوة حتى تعتذر! يا خالد “هذا أثر فأسك” فكيف نصدقك؟
الوضع الاقتصادي المنهار هو نتاج لعدم وجود الحل السياسي الشامل للقضايا المصيرية مثل (أزمة الحكم ، قضايا دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والعلاقة مع دولة الجنوب) ، يضاف إلى ذلك الفساد ـ سوء التخطيط والتخبط في السياسات الاقتصادية.
بالنسبة للجانب السياسي فإن الاقتصاد لا ينفصل عن السياسة فالحروب المشتعلة كلفت الخزينة العامة مبالغ باهظة جداً وكذلك الصرف الكبير على الأجهزة الأمنية وبامتيازات عالية وعلى الشرطة وذلك بتوفير كل آليات البطش والتنكيل لتأمين السلطة خوفا من الجماهير هذا أيضا كلف الاقتصاد مبالغ باهظة جدا. وكذلك الصرف السياسي في شكل الرشاوي السياسية لشق صف الاحزاب الوطنية لتكوين احزاب صورية لا تحل ولا تربط فقط هي واجهة للنظام.
بالنسبة للفساد فقد تمكن بكافة أنواعه في كل مفاصل الدولة فضاعت المليارات سواء عن طريق الاختلاس المباشر والفساد في المشاريع الحكومية التي تم تنفيذها دون المواصفات فكلفت المليارات مثل آخر هذه المشاريع كما تناولت الأجهزة الاعلامية مستشفى امبدة ، وكذلك مشروع سكر النيل الابيض الذي كلف المليارات ولم ينتج حتى الآن ولا جوال واحد من السكر، وكذلك نجد الفساد الإداري المتمثل في الرواتب العالية للدستوريين ومخصصاتهم والكثير الكثير من أوجه الفساد.
أما السياسات الاقتصادية فقد اتسمت بالتخبط وسوء التخطيط وقد كان آخرها ميزانية عام 2012 التي انهارت في الربع الأول من السنة والآن يحاولون انقاذها عن طريق رفع الدعم عن المحروقات ، أكبر مثال على سوء التخطيط فقد كان يتمثل في إيرادات الموازنة قدرت على أساس عائدات رسوم عبور نفط الجنوب وصادرات السلع لدولة الجنوب ، والسؤال البديهي كيف تبني تقديرات على دولة تعتبر عدائية لك ؟؟؟
البرنامج الثلاثي الاسعافي أول من افشله النظام نفسه وذلك باعلانه حكومة مترهلة وزيادة عدد الولايات في دارفور وسلطة موازية في دارفور وعدم ضبط الصرف الحكومي … الخ.
رغم كل هذه القضايا المصيرية فإن النظام يختزل حلها فقط في رفع الدعم عن المحروقات وتعويم سعر الصرف ومحاولة خداع الناس بتقليل الانفاق الحكومي الذي يتحدثون عنه لمدة سنوات وهم في الأساس يخدعون ويكذبون على الناس.
إذن استمرار هذا النظام سوف يودي بنا إلى هاوية سحيقة ، ولإنقاذ ما يمكن انقاذه يجب التحرك وذلك عبر
– أن تنسى الاحزاب المعارضة خلافاتها ، ويكون التركيز على وضع برنامج الحد الأدنى الذي يجد القبول من كل الشعب السوداني.
– بعد ذلك يجب أن تتحرك الاحزاب لتكوين نقابات تكون موازية للنقابات الصورية التي كونها النظام لتنفيذ أجندته ، فيتم تكوين مثلا نقابة (الأطباء ، المزارعين ، الطلاب ، أساتذة الجامعات ، المعلمين ، المهندسين ، العمال ، الصيادلة ، التجار ، أصحاب الحرف ، النقل والمواصلات ….. الخ).
– بعد تكوين النقابات الموازية بعد ذلك يجب أن يتحرك مجلس كل نقابة في جمع العضوية.
– تأتي بعد ذلك مرحلة جمع التوقيعات لتنفيذ اضراب عام يحدد يومه بعد احكام التنسيق.
لو تم ذلك سوف ينهار النظام لا محالة إن شاء الله.
توجد بدائل ،،تم بيع مصفاة الجيلي لقطر -ثم بعد ذلك بيع مصنع كنانة ثم بعد ذلك تصدير اطفال المايقومة لدولة إسرائيل ،كما فعل الجميعابي من قبل عندما باع ٣٠٠ طفل لفرنسا بتمن بخس دراهم محدودة —ما هو الهدف من الانقلاب في ٨٩م ؟؟؟؟؟لماذا قام الترابي بتدبير الانقلاب ضد نسيبة الصادق ؟؟ -خاصة ان الترابي كان يمارس السلطة -وكيف لرجل يمارس السلطة ويقوم بانقلاب ؟؟ لماذا تم حل ثورة الانقاذ وإقصاء ضباط الثورة في العام الاول ؟؟؟إن الجيش السوداني لا علاقة لة بهذا الانقلاب على الاطلاق –إنقلاب مدني من داخل الحكومة نفسها بقيادة الترابي وهو كان متواجد في السلطة انذاك —
تحليل مركز وجيد أستاذ التيجاني رغم الآهات التي تطلقها على
فشل “مشروعكم” الإسلامي . وبالرغم من كلامك على لسان الترابي بأنكم
جيتو وما عارفين حاجة في الإقتصاد ولا في الدين ودي النقطة المركزية.
صحيح أن الليبرالية اللإقتصادية تحتاج الى جو حريات بالمعنى النظري
كما جاء في تنظير فريدمان لكن التطبيق العملي لمدرسة شيكاغو وجد الفرصة
في شيلي مركز الديكتاتورية العنيف آنذاك في امريكا الجنوبية. ثم نجح لحد كبير
في الصين حيث هي النقيض الفعلي لليبرالية السياسية. ونجح كذلك في ماليزيا التي
لا تلتزم ابدا بالليبرالية وكذلك نوعا ما في كوريا الجنوبية لكن المفارقة بأن
بداية الليبرالية كانت ايام الحكم الديكتاتوري . حتى في بريطانيا وأمريكا صاحبت
تحقيقهما عنف شديد في كبت حركة عمال المناجم وإضراب موظفي الطيران المدني الأمريكي .
مما يجعل علامة إستفهام كبيرة أمام الخصخصة = الحرية الإقتصادية والسياسية.
والسؤال المهم إذا كانت الخصخصة تنجح أو تكون بداية نجاحاتها مع النظم الديكتاتورية
لماذا لم تنجح في السودان؟ فعلا كان أمام الكيزان فرصة كبيرة لإحداث طفرة إقتصادية .
فهم على عكس الحكومة الديمقراطية أيام الصادق عملوا على تكميم الأفواه “النقابية”
والإعلامية فكان الطريق سهل أمامهم لتطبيق أقسى ما لدى الليبرالية الإقتصادية من عنف .
ووجدوا في الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للصبر وتحمل الشدائد سند أيديلوجي لإسكات
الجماهير المغبونة ثم كانت الحرب العقائدية في الجنوب كذلك بردا وبوقا إعلاميا قويا
إستخدمته السلطة لتنفيذ الخصخصة وبيع اراضي الدولة وتخفيض العمالة والعملة دون خوف . وكلها
تصب في إفقار المواطن وتوفير نصيب للدولة من هذا الإفقار. لكن بدلا من أن تعمل الدولة
على تشجيع الإنتاج والمنتجين أقامت شركات موازية بل وأكثر لتلك التي خصخصتها. والشركات
الجديدة كانت كلها لإرضاء رجالات الأمن والحزب الحاكم والمؤلفة قلوبهم من المسلمين و”الكفار”.
أي “فتجنا ليكم مورد للرزق والفساد فأرتعوا وبحبحو فيها بس احرسونا كويس كان بالسلاح أو
بالكتائب الدبابة أو بالفتاوي “. من ديك وعيك “جماعتك” ما كضبواسرحوا فيها.
دا بقى ديدن الدولة والحزب الحاكم . دي حكومة إنطبعت على كده.
وصدقا كما قلت أنت لا على محمود لا غيرو يمكن أن يغير
الحال طالما أن التركيبة السياسية “عصابة آل كيزوني” معشعشا فيها.
مقال رائع يشخص حال الوطن لاكن إذا لم تتغير العقلية التي تتحكم في حكومة الجبهة الاسلامية فالسودان يزحف بسرعة نحو الهاوية … وشكلوا قربنا نصلا