من حيث انتهى الآخرون..

العصب السابع

من حيث انتهى الآخرون..

شمائل النور

تقريبا كاد ينعدم ذلك المشهد الإخباري الذي يُظهر لنا الأجانب وهم يحملون اغراضهم ويغادرون ليبيا لأن كل الدول تقريبا أكملت واجبها تجاه رعاياها لكن نحن في السودان رفعنا شعار نبدأ من حيث انتهى الآخرون. السودان بلد قدر الله له أن يكون موطنا للأزمات وتتنوع فيه الأزمات بقدر التنوع الذي فيه، وكثرة الازمات التي تعرض لها السودان وما زالت كفيلة بأن تجلعنا أهلاً لإدارة الأزمات والكوارث، لكن ما نراه هو العكس تماماً فكلما تعرضنا لأزمة كلما اختلت مقاديرنا لإدارة الازمة التي تليها وترانا نتخبط في مواجهة أكثر الازمات بساطة،والمثال الحي الآن الذي تدهشنا مستجداته كل مرة هو أزمة إجلاء السودانيين من الجماهيرية الليبية. حتى يُخال إليك أن ازمة إجلاء السودانيين لا تقل تعقيداً عن أزمة دارفور، وللذي لا يعلم أن هناك لجنة عليا كُونت لهذا الأمر ووفق ثقافة اللجان والجان المنبثقة عليك أن تقس على ذلك، فحتى يتم التصديق على نثريات هذه اللجنة ويحضر رئيسها وتجتمع وتُقرر وترفع توصيتها سوف لن يحتاج ما تبقى من سودانيين هناك إلى عملية الإجلاء. لأن سبب التأخير الذي فيه نحن ما هو إلا من اللجان، حتى أصبحت هناك حكمة مفادها إن أردت أن(تلجن)شيئاً فكون له لجنة. ما زلنا في محطة أزمة إجلاء السودانيين من ليبيا التي لم تنجلي بعد، بالفعل حُظيت بعض الأفواج بالخروج من الأزمة ولم تكتمل عملية الإجلاء ونقول حُظيت لأن الواقع يبدو انه لا يعتمد على شيء غير الحظ. حسب صحيفة الرأي العام فقد اشتكى كرار التهامي امين جهاز المغتربين من الميزانية المتواضعة الموضوعة للعملية التي لا تساوي 1% من الحاجة، هذا الرقم إن صح فينبغي أن تكون ساحراً حتى توظفه لإجلاء 20 ألف سوداني من ليبيا فتكلفة استئجار طائرة واحدة إلى مطار طرابلس تكلف الدولة مليار جنيه، وما لم أدركه هل يا ترى أن المليار جنيه كثير على سلامة السودانيين بليبيا، أم الدولة في الوقت الحالي لا تملك حتى المليار ذاته.؟ وفي الحالتين الكارثة يصعب تخطيها، الآن حكومة السودان تستنهض كل الدول وتستغيث لإكمال العملية وكأنها لا تقل عسراً عن عملية السلام في الشرق الأوسط، عملية إجلاء الرعايا لم تكلف الدول وقتا ولا مالاً كثيراً فحتى تلك الدول التي تقع معنا في نفس خط الفقر وسوء الأوضاع السياسية بل هي الآن أسوأ منّا سياسياً وأمنياً، هذه الدول أجلت رعاياها بكل هدوء ولم تحتاج إلى نداءات الإستغاثة التي تفعلها الآن حكومة السودان. 20 ألف سوداني يرغبون في العودة من جملة 500 ألف سوداني مقيم بليبيا وحسب إفادة التهامي لـ (الرأي العام) فقد بلغ عدد العائدين من ليبيا 3 ألآف من جملة 20 ألف، وفي ظل ميزانية لا تساوي 1% من الحاجة، أنا لا أتفاءل بأفضل من هذا الواقع.

التيار

تعليق واحد

  1. يابنت الناس الحكومة الرسالية مافاضية عشان تشغل نفسها بمواطنين سودانيين عالقين في ليبيا أوالواق واق عندها مؤتمر نصرة القدس والقروش الفي انصرفت على هذا المؤتمر من تجهيز ودعوة شخصيات مهمة ذي القرة بولي والقرضاوي ومشعل

  2. انهم ينفذون شعار (نقضي على ثلثين لنحكم الثلث) مع اختلاف الوسائل وبهذه الوتيره لن يتبقى حتى هذا الثلث:mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..