مقالات سياسية

الله .. القرد .. اليمن!

منعم سليمان

لا أستطيع منع نفسي من الضحك عندما استمع لخطبة من خطب عمر البشير .. ويقتلني ضحكاً عندما يرتدي عمامة الدين فيمتعني بجهله وإبداعاته .. وأذكر أنه قال ذات مخاطبة في مدينة القضارف : (سنكون عند حسن ظن الناس ، وظن الله أولاً ) .. لم يقل أحد للرئيس الجاهل ان الله الذي يعلم ما بين السموات والأرض (لا يظن) .. أيظن وهو اليقين أيها الأفاك ؟

ولعل أكثر المرات التي أضحكني فيها كانت أول أمس ، أثناء مخاطبته لشيوخ الطرق الصوفيه .. وذلك في إطار حملته الشكلية للإنتخابات التي ينافس فيها ذاته .. حيث قال بأن مشاركته في الحرب على اليمن (أمر من الله) – أي والله هكذا قال – مضيفاً : عندما حدث العدوان على أرض الحرمين لم نتردد لأنه أمر من الله .. ولم ينسى الممثل البارع تلاوة آية البغي عليهم : (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) .. وفجر قنبلة أخرى ، قائلاً : لنا مبادرة لحل الأزمة في سوريا وليبيا ! وبالطبع لم يوضح عن ماهية مبادرته .. وهل هي أيضاً من الله ؟!

لا أعرف كيف ينحدر كذاب محترف كعمر البشير إلى هذا الحد الواطيئ من الكذب .. المُثير للقرف والشفقة في آن .. فالرجل تعودنا على شكل ولون ورائحة كذباته لأكثر من عقدين من الزمان .. طاف فيها وحلق بنا في عوالم خياله وتوهماته شرقاً وغرباً .. ولكنه – والحق يُقال – لم يسبق له ان آنسنا وحدثنا قبل هذه المرة عن علاقته الوطيدة بـ (جبريل) الذي يقوم مشكوراً بحمل الوحي ونقل الأوامر الربانية له ! ويبدو ان هذه العلاقة السماوية بدأت مع بزوغ (عاصفة الحزم ) .. فالرجل ما كان له ان يخذلنا ويصمت لو ان جبريل قد تنزّل عليه قبلها..

المؤسف حقاً ان عمر البشير كمرتزق وأجير (يقبض فيقتل) .. وبدلاً من أن يطأطئ راسه ويشارك بإستحياء في هذه الحرب التي لا ناقة له فيها أو جمل .. صار يكد كداً لتبريرها.. فيُدخل نفسه في أعذار ومبررات تافهة وواهية تجلب له السخرية كما الإحتقار .. ويردد الأكاذيب الواحدة تلو الأخرى .. كلما أطلق كذبة احتاج لأخرى كي يبرر بها سابقتها .. حتى أصبحت كذباته ككرة الثلج تزداد ضخامة كلما إنحدرت إلى أسفل .. وهاهي تصل إلى مرحلتها الأخيرة والأسيفة قبل التلاشي .. مرحلة مخاطبة الغيب والأساطير والظواهر الخارقة .. وقد أصاب الرجل من حيث لا يحتسب ..فمشاركة بلادنا في الحرب لا يمكن تبريرها بالحساب والمنطق والعقل .. ولا يبررها إلا كل أفاك أثيم .

والتبرير الفكه يأخذنا مرة أخرى إلى كتاب العلامة الأبشيهي : (المستطرف في كل فن مستظرف) .. ويورد فيه انه عندما كان الشاعر المتنبئ يتجول في بساتين (حلب) إذ به يرى شاباً أسود .. فسأله : ما اسمك ؟ رد الشاب : زيتون .. فقال له المتنبي ساخراً من لونه : سموك زيتون فما أنصفوا / لو أنصفوا سموك زعرورا .. لأن في الزيتون زيت يضاء به / وأنت لا زيت ولا نورا .. فسأله الشاب : وما اسمك .. رد : انا الشاعر المتنبئ .. فقال الشاب : أيا لعنة الله صُبي / على لحية المتنبئ .. لو كنت أنت نبي / لكان القرد ربي .
وبدوري وبعد ان عشت ورأيت عمر البشير يتلقى أوامر الحرب من الله سبحانه وتعالى مباشرة .. أقول له : لو كنت أنت نبي / لكان القرد ربي .

[email protected]

تعليق واحد

  1. اسمها حسن الظن بالله، مثلاً عندما تدعو الله عز وجل لامر سوى كان دنيوي او من امور الاخرة لا نقول مثلاً هل ربنا سوف يستجيب لدعائي.
    مع مودتي

  2. ما ترك لنفسه مجال لاي شي دايما تصريحاته سابقاه وكلامه مافي محله وما موزون حتى انه لا يجيد مسك العصا من المنتصف . هب ان الحوثيين عصروا عليه وحان وقت الانتقام فعليا ترى ما ستكون تصريحاته وقتها ؟ هل سينقلب على “امر الله” ! غايتو ما بيدنا حيلة الا ايكال الامر كله لله ونعم بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل على الظالمين .
    المهم بس يجلوا لينا اخوانا الفي اليمن وربنا يتولاهم برحمته حين عودتهم للسودان ويا ريت من جملة الهبر الاخدا يعرف يوفر ليهم مأوى وعمل واستيعاب اولادهم في المدارس والجامعات والله المستعان .

  3. انت جاهل وفاشل واقحمت اسم الجلالة في استدلالك من اجل ماذا ؟ احترام وتوقير الذات الالهية واسم الجلالة لا يزج به في مثل هذه المهاترات .

  4. في مسألة انضمام السودان للحرب على الحوثيين يجب ان نقلب الهرم حتى نفهم مغزى اشتراك السودان وحيث ان هناك دول قد بادرت للإشتراك إلا ان السودان ممثلا في البشير كان لابد من اشراكه في العملية حتى ولو لم يبادر والسبب ان البشير معروف انه حليف لايران وايران تمارس نشاطا واسعا في السودان وبدون مبالغة ان السودان فعلا قد اصبح ارضا ايرانية تمارس فيها ايران كل الانشطة من التبشير ونشر التشيع وما يتبعه من انشاء الحسينيات واغداق المنح والهدايا والتبرعات والاغاثات وفي طيات ذلك تقوم بكل ما هو على شاكلة اكرم البطون تستحي العيون……..

    اما الحدث الاهم والضمير المستتر في العملية كلها هي اتخاذ البوارج الايرانية موانئ السودان كنقطة متقدمة لمراقبة المنطقة في عمل تجسسي كبير على دول الخليج كلها ومن هناك اذا امكن مد الذراع لتشمل اسرائيل ومد يد العون والمساعدة لحماس وحزب الله عن طريق البحر الاحمر اذا كان ذلك ممكنا. عند اشتعال الحرب على الحوثيين فمن المتوقع بل لا محالة لإيران من استغلال منافذ السودان لمساعدة حليفها في اليمن وهذا هو السيناريو الذي جعل دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ان تسارع لضم البشير للعملية وبذلك تسد ظهرها بحرمان ايران من حليف تقليدي لا يخفي علاقته بها في كل الاحوال والظروف وفعلا نجحت دول الخليج نجاح منقطع النظير في اقتلاع البشير من ايران والاحتفاظ بها الى جانبها لاحتواء اي ضرر قد يأتي من الخلف………

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..