الإنجليز غفروا وحيرانهم كفروا

(صدرت في السودان عن دار الخرطوم للصحافة والنشر الطبعة الثانية من كتابي “الشريعة والحداثة: جدل الأصل والعصر”. وهو موجز وافي تقريباً لصورته الأخرى في الإنجليزية وعنوانها “هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية الثنائية والإحياء الإسلامي في السودان، 1898-1985” (بريل 2008). ويحاول الكتاب الخوض في شأن “أسلمة الدولة” المستقلة عندنا بعد 1956 على ضوء مدرسة ما بعد الاستعمار( وهي منصة أكاديمية يسارية) بما يتجاوز التأجيج العلماني الذي اكتنف هذه المسألة منذ بروزها على السطح. وسيجد القاريء إنني رددت زحف الإسلام الموصوف بالسياسي إلى أصل في جغرافيا الدولة الاستعمارية أحسن وصفها المفكر الفرنسي (من أصول مارتينكية سوداء) فرانز فانون وسماها بالجغرافيا المانوية تنقسم بها المستعمرة إلى فضاء حديث وفضاء تقليدي متشاكسين ضربة لازب. ولم ننجح بعد الاستقلال في تفكيك هذه الحغرافيا بإرادة وطنية غراء واعية. وأضطرب أمرنا وظللنا نتخبط في إسار هذه الجغرافيا بدلاً من تجاوزها إلى بناء الوطن المعافى من عقابيل الاستعمار.

وحرصاً على أن يقرأ الكتاب من في الاغتراب ولاسبيل لهم في الخرطوم إليه أنشر هنا فصله الأول منجماً. ويبدأ الفصل بسؤال قديم رن في كتاب زكي مصطفي عن قانون السودان القائم على القانون العام الإنجليزي (1971) وهو: ألم تكن الشريعة أولى بأن تكون هي قانون السودان على عهد الإنجليز حتى بشروط العدالة والوجدان السليم التي جعلوها مبدأ سامياً للقسط. وأردت باستعادة السؤال المحير تفكيك عقائد صفوية استقرت عن بؤس الشريعة كنظام حقوقي. وهي عقائد لم تقع لنا اجتهاداً منا وكدحاً بالفكر بل بالتابعية نطأطأ لها جبراً ونتبناها اعتباطاً بما عرف ب ” الاستشراق الداخلي”.

لن تلتزم عناوين المنشور من الفصل منجماً بعناوينها الأصلية).

وصل ما يبق:

جاء الإنجليز إلى السودان من بعد استعمار طويل للهند. واتفق لهم في الهند أن الشريعة، التي سادت في دولة المغول، نظام حقوقي متخلف. وانتصرت وجهة النظر هذه عن الشريعة في وجه مدرسة قانونية استعمارية أخرى حبذت البناء من فوقها لحكم الهند. وهكذا قدم الإنجليز للسودان بعقيدة مؤداها أن السودان بلد بلا قانون أو أخلاق أو إنسانية بعد تحطيمهم لدولة المهدية التي حكمها “مستبد شرقي”، في قولهم، حكّم “الشريعة المتوحشة” على الرقاب. فاستجلبوا معهم القوانين التي اتفقت لهم في الهند بل وأشد وبيلا. ورأينا كيف أباح الإنجليز، في ظنهم أن السودان بلد خلو من الشرائع والدماثة، ممارسات ومعاملات جافت خلق المسلمين ودينهم بما في ذلك ما لم يسمح به الإنجليز في بلدهم ذاتها.

وعدنا في سياق هذه المراجعة لنشأة القانون الوضعي المفارق للشريعة إلى سؤال أثاره الدكتور زكي مصطفي في كتابه “قانون السودن العام” (رسالة دكتوراة) هو: ألم يكن بوسع الشريعة أن تكون قانوناً للسودان في عهد الاستعمار نفسه إذا ما طبقوا صيغتهم المعروفة في تصريف العدالة في البلد: وهي أن يطبق القاضي أي قانون بغير فرز ما دام لم يعارض العدل والقسط وإملاءات الوجدان السليم. ورأينا في مواضع مضت كيف أن الشريعة لبت داعي القسط والعدل ومقتضى الوجدان السليم متى طلبها القضاة المدنيون مثل بابكر عوض الله لتفادي ظلم القانون الإنجليزي وظلماته.

وسنواصل في الحلقة الأخيرة من فصل الكتاب عرض المساعي التي بذلها قانونيون بريطانيون قبيل استقلال البلاد للتنبيه للمفارقة بين القانون البريطاني المطبق في السودان وأخلاقيات السودانيين المسلمين مما أحتاج إلى همة مهنية قانونية وطنية لرتق هذا الفتق. واستكبر القانونيون السودانيون من سدنة القانون العام البريطاني وتمسكوا بحرف ما ورثوه. وتجسد ذلك في مقالة نشرها القاضي جلال على لطفي في مجلة الأحكام القضائية عام 1967 استمات فيها على حصائل الإنجليز الشرعية كما سنرى.

ونبدأ:

ففي هذه المقالة المانفستو لشيعة القانون الوضعي الإنجليزي رأى مولانا جلال أن الإصلاح القانوني سيكون بمثابة عملية تطورية لا ثورية . وغير خاف أن العملية الثورية هذه هي التي كان يدعو لها آنذاك دعاة العروبة ، ممن طالبوا بتطبيق القانون المصري في السودان ، ودعاة الإسلامية ، الذين طالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية . وأوضح أن كلا الدعوتين تريد أن ترمي بالقانون السوداني المستمد من القانون الإنجليزي إلى سلة المهملات . ولم تكن غالب صفوة القانون الإنجليزي العام من خريجي جامعة الخرطوم من ذوي المزاج الثوري الذي يحل تقليدًا قانونيًا بتقليد قانوني آخر مختلف عنه أشد الاختلاف . فلم تكن هذه الصفوة ترى في القانون السوداني ذي الأصل الإنجليزي تقليدًا أجنبيًا . فقد اعتقدوا حقًا أن ما كانوا يطبقونه في محاكمهم هو بالحق قانوناً سودانياً أنبنى على المبادئ القانونية الإنجليزية ولم يصادم عادات السودان ولا تقاليده .

وكانت عقيدة هذه الصفوة من جامعة الخرطوم شديدة وصارمة واستعلت على الناصح والمراجع . فقد تكرر نصحهم بعد بواسطة الدكتور ألوت في مقال له في سنة 1960م ، وكذلك كليف تومسون في كلمة له عام 1965 ، بوجوب إعادة النظر في مواءمة القانون السوداني الموروث للبلد الذي نال استقلاله وأصبح أهله مواطنين لا رعايا . ومع ذلك أصرت هذه الصفوة أن القانون الذي درسوه وطبقوه في المحاكمة ، سيبقى لا محالة . وأنه سيتطور في طريق الإصلاح لا طريق الثورة . وقد وصف مولانا جلال دعوات القوميين العرب والإسلاميين لاستبدال القانون السوداني الموروث ببدائل اتفقت لهم بأنها « رغائب سياسية » لجماعات من الأقليات الشواذ التي تحركها العاطفة بدلاً من العقل والضرورة .

بالطبع لم تنس هذه الصفوة القانونية المهنية القائدة أن تُضَعِّف وتُجَرِّح الدعوة إلى تطبيق الشريعة بالإشارة إلى وجود أقليات غير مسلمة في السودان . غير أن أكثر اعتراضات هذه الصفوة ، كما تجسدت في مقالة مولانا جلال ، هي إعادة تعبئة لمآخذ استشراقية على الشريعة . ومن ذلك قوله أن القوانين الإسلامية لا تناسب الدولة الحديثة لأنها قد نشأت لحاجة مجتمع بدائي في القرون الأولى . ووصف عقوبات مثل قطع اليد والرجم بأنها من بقايا البربرية . وأضاف بأن الشريعة لم تُقنَّن في تشريع جامع بين دفتي كتاب مما يفضي إلى انبهام دروب القضاة فيها بالنظر إلى تعدد المذاهب والاجتهادات والأحكام . واختتم بقوله أن الشريعة ، كقانون سماوي مقدس ، لا تأذن بالتغيير .

ومن أشد ما يأسف له المرء أن هذا الاستشراق الداخلي ، الذي تمكن من صفوة القانونيين ، ممن هم على مذهب القانون الإنجليزي العام ، ترسب كصدفة سميكة حجبت عن القانونيين هؤلاء أفضل النظرات المهنية والمعرفية القانونية التي تبرع بها أساتذتهم وزملاؤهم من الإنجليز سواء في القضائية أو كلية القانون ممن انتهت عقود عملهم في السودان نتيجة لحصول البلد على استقلاله . فقد نصح هؤلاء القانونيون الإنجليز ، في مغيب شمس الاستعمار ، تلامذتهم وزملاءهم السودانيين أن يراجعوا بجذرية إدارة العدالة في البلد من منظور أن مواطنيه قد أصبحوا مواطني أمة مولودة بعد أن كانوا رعايا في مستعمرة . وشتان بين الوضعين . ولم تستبن الصفوة القائدة النصح إلا ضحى الغد . فهؤلاء القانونيون الذين استناموا لفكرة أن الإصلاح القانوني سيكون تطوريًا لا ثوريًا ، فقد فوجؤوا بالمطالب الثورية السياسية لتغيير القانون تطرق بابهم وتأخذهم على حين غرة .

من أولئك الإنجليز الناصحين الدكتور توايننق الذي كان محاضرًا بكلية القانون بجامعة الخرطوم في خمسينات القرن الماضي وستيناته. فقد كتب في 1957 م ، والاستقلال ما يزال طفلاً ، ينبه زملاءه وتلاميذه السودانيين إلى أن مقتضيات السياسة ربما أملت عليهم تغييرات وإصلاحات قانونية قد يرونها فطيرة وعشوائية وما هي كذلك في نظر أهل السياسة . فالقانون لا يتطور فقط بالخطوة المدروسة البطيئة بل قد يتطور بالخطوات القافزة الثورية . وضرب توايننق مثلاً على ذلك بتركيا . فلم تأخذ تركيا أكثر من ثمانية أشهر لتغير شرائعها الموروثة بالقانون المدني المعمول به حاليًا والذي استعارته من سويسرا بعد ترجمة عجلى جدًا في 1926م. ولم يكن المهنيون القانونيون الأتراك سعداء بهذا الانقلاب التشريعي بالطبع . إلا أنه لم تكن بأيديهم حيلة . واتجه توايننق بنصحه إلى جهة أخرى . فقد جاءهم بخبر القوميين الأمريكيين غداة نصرهم على الإنجليز وحصولهم على استقلال بلدهم . فقد غالى هؤلاء القوميون جدًا في كراهية الموروث الإنجليزي في قانونهم . وقد بلغت بهم نشوة القومية حد الإضراب عن التمثل بأي أحكام إنجليزية ونادوا إما بتبني القانون الفرنسي أو القانون الروماني القديم . وخلص توايننق إلى أن للقومية وسكرتها أحكامًا نبه إليها بقوة صفوة القانونيين السودانية القائدة . فقد قال إنه شخصيًا لن يمانع في هجر القانون الإنجليزي وتبني القانون المصري لكي يسكن إلى المشاعر القومية ، ويؤمنها ، ويأمن لها . وأضاف أنه سيقبل بالقانون المصري حتى وهو يعلم أن القانون المصري نفسه هو إعادة إنتاج للقانون الفرنسي القاري . فمثل هذا القبول ، على علاته ، في قول توايننق ، مما يقتضيه العقل والزمن طالما أرضى السودانيين الذين سيحسون بأن تغييرًا ملموسًا قد وقع في حياتهم الثقافية وهوياتهم العربية ، التي كانت في عنفوانها آنذاك ، وأنه قد وقع في الاتجاه الصحيح . وتجدر الإشارة هنا إلى أن القانون المدني المصري قد جرى فرضه في السودان بواسطة نميري بعد (15) عامًا من كلمة توايننق هذه . وقد كرهت الصفوة هذا الفرض كراهية شديدة ، ولم يكد يمضي عامان على فرضه حتى قتلته وهو ما يزال في المهد .

كان إهمال الشريعة في تنشئة القانون الحديث في السودان المستعمر والمستقل طعنة نجلاء لهذا التقليد القانوني ظلت تحقنه بالمرارة . وقد أفسد علينا هذا الاحتقان مساعينا لبناء أمة مستقلة حقًا . فلم تتعود الشريعة على عهد إذلالها أن تكون مصدرًا معترفًا به يأخذ منها المشرعون بقدر وباحترام في استنباط القوانين . ولما أفرغنا الشريعة من هذه العادة تحولت إلى تقليد معتكر المزاج ، شجاري ، شقاقي فرقنا في الأمة إلى مؤيد أعمى له وإلى معارض أعمى له . ومهما كان اعتراض البعض منا على القانون الموضوعي للشريعة فلابد من الاعتراف أن الشريعة واحدة من الثقافات القليلة التي تعطي السودان الشمالي معناه ومبناه الرمزي والروحي . ولم يفعل الاستعمار وورثته في الصفوة القانونية -بدقهم الإسفين المعروف بين الشريعة والقانون الحديث – إلا إضعاف الشريعة وتحجيمها حتى في اختصاصها المفتعل كقانون لأحوال المسلمين الشخصية

لقد جعلنا من الشريعة ، التي هي ثقافة وطنية وقانونية لشمال السودان ، تقليدًا منقرضًا فولكلوريًا وحرمناها من التفتح والنمو في إطار اختصاصاتها ومرجعيتها . فنصوص الشريعة ، في قول إدوارد سعيد في مضمار آخر ، قد فُرِض عليها أن تعيش في فضاء استؤصلت منه الشوكة والقدرة على التطور . وقد دفع السودان الثمن باهظًا ومكلفًا للمحنة التي تعرضت لها الشريعة على عهد الاستعمار وما بعده كما رأينا .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. و الله القانونين السودانيين غلطانين … ليه ما يخلوا الشريعة تحكم و يستعينوا بأدبيات الفونج و المهدية كتراث سوداني … الفونج كانت مصطلحاتهم : العبد و الخادم … المهدية كان لها سوق كبير للنخاسة في البقعة … غلطانين المثقفين لأنهم لم ينادوا بفقه العبد بالعبد و الحر بالحر و لم يتعاملوا بالنص (لا يقتل مؤمن بكافر) و كانوا سيوحدوا البلد إذ سيرضى الوثنيين بدخول الإسلام خوفا من السيف و سيرضى الجنوبيين و المسيحيين بدفع الجزية عن يد و هم صاغرون حتى يرضى عنهم عبد الله علي ابراهيم العربي القرشي (اب تلاليش) … و كانوا سيجعلون بلدنا بلد سلام كما يحدث الآن بعد تطبيق الشريعة و كمان متوحدة لن يحدث فيها انفصال لأن الشريعة توحد المسلمين و الكفار … الناس داقسة لأنهم لا يسمعون كلام المثقف الأريب العالم وحيد زمانه العربي القرشي اب تلاليش …

  2. وهل تغيرت الخارطة الاثنية الثقافية بالسودان عما كانت عليه قبل خروج الاستعمار حتى يُنصَح السودانيون بتغيير نظامهم القانوني وبإرادة سياسية كمان لصالح أنظمة قانونية أخرى ولو كانت الشريعة الإسلامية، مع تحفظنا على مسألة اختلافها مع الشريعة العامة الانجليزية حيث يقوم الاثنان على مبادئ وقيم الحرية والعدل والمساواة والأخلاق والفطرة والوجدان السليم وهي قيم حضارية عالمية. فهذه القيم والمبادئ التي تقوم عليها كل من الشريعتين هي فقط تمثل الجانب المقدس منها أما التفاصيل في كليهما فهي اجتهادات فقهية إنسانية ولا قداسة عليها بل أن السوابق القضائية هي إجتهادات فقهية على وقائع وحوادث في إطار وسياق التطور والمستجدات الحياتية والحضارية قال فيها القضاء الانجليزي كلمته وطبق أحكامه ولا غضاضة من الاسترشاد بها وتطبيقها من دون إعادة اختراع العجلة ما لم تصادم هذه القيم المقدسة كالأحكام التي تتعلق بالربا والزنا على وجه التحديد.
    وكما أن المستعمر البريطاني لم يشأ أن يطبق القانون الانجليزي بقرار سياسي في كافة مستعمراته لحكمة واضحة لم تكن تحتاج إلى رسائل دكتوراة لبحثها (مع إحترامي الشديد لأستاذي زكي) فإنه من الحكمة والأوفق ألا يكون هناك إعلان سياسي من أي من الحكومات الوطنية بتبني نظام قانوني معين موسوم بمذهب أو دين محدد وخاصة الشريعة الاسلامية السمحاء حتى لا تكون محلاً للمتجارة بالدين وإقصاء للخصوم السياسيين وتفرقة بين المواطنين على أساس الدين ومن ثم انتهاك المقدسات التي لا يختلف عليها العام مثل حرية العقيدة والكرامة الانسانية لغير المسلمين لأن السودان مازل كما كان إبان الاستعمار ولم يتغير بمكوناته المختلفة والتي لا تجمعها رابطة الدين أي دين بقدر ما تفعل ذلك رابطة المواطنة المتساوية والأخوية في الوطن. ولا أظننا نحتاج إلى دليل أكبر مما فعله هؤلاء الكيزان الخُرُق الذين تلبوا بليل وأتوا بما كان يحذره جميع الساسة الحكماء في الحكومات الوطنية السابقة عسكرية كانت ومدنية، اشتراكية كانت وطائفية، شمولية وديمقراطية، والذين لم يعطوا قيمة لنصائح د. ألوت ولا كليف تومسون ولا توايننق وخلافهم وتحريضاتهم وحتى الأمريكان ما زالوا وإلى اليوم يطبقون القانون الإنجليزي بعد أن قاموا بتطويره من واقعهم المحلي بحسب مقتضيات العصر بالاجتهاد القضائي وبالتشريعات أو التقنين (codification). فكلنا الآن عرف مغبة دمغ النظام القانوني في بلد كالسودان باسم ديانة معينة وخاصة وإن قصد من هذا الفعل خلاف تطبيق المبادئ المقدسة عالمياً المشار إليها، وإنما لدنيا يصيبونها ولو على دماء وأرواح وكرامة السودانيين مسلمين وغير مسلمين كما يفعل هؤلاء العصبة من اللصوص الشرفانين.

  3. لقد جعلنا من الشريعة ، التي هي ثقافة وطنية وقانونية لشمال السودان ، تقليدًا منقرضًا فولكلوريًا وحرمناها من التفتح والنمو في إطار اختصاصاتها ومرجعيتها . فنصوص الشريعة ، في قول إدوارد سعيد في مضمار آخر ، قد فُرِض عليها أن تعيش في فضاء استؤصلت منه الشوكة والقدرة على التطور . وقد دفع السودان الثمن باهظًا ومكلفًا للمحنة التي تعرضت لها الشريعة على عهد الاستعمار وما بعده كما رأينا .

    عبدالل على ابراهيم يقول الكلام الفوق ده استهزاء بنا ام بنفسه
    ماهى الشريعة مطبقة فى السعودية وفى ايران وفى السودان
    هذه اسوأ الدول فى مجال الحقوق
    وانت لوبتحب الشريعة المقعدك فى بلد القوانين الوطعية شنو
    انت الان تتمتع بكل الحقوق فى امريكا وبعد ده كلو تقول الانجليز نصحونا انو نلجأ الى الشريعة
    ياخى انت كذاب ضليلثم
    عاوزنا كنا نمصر حياتنا القانونية مع نميرى ونخضع للقانون المدنى المصرى باعتباره تطور ثورى
    طيب وانت كنت اصلا واقف مع عبد الخالق ضد العروبية وتمصير الحياة السودانية بعد انقلاب مايو وقد دفع حياته فداء لهذا الرفض
    واذا كنت مؤيد لثورية القوانين بدلا من تطورها الطبيعى فهل نفهم انك كنت مويدا لقوانين سيتمبرالتى فاجأ النميرى بها الناس
    عبدالله على ابراهيم امتداد للمرتدين المصرين عادل حسين وطارق البشرى ومحمد عمارة الذين تكوزو

  4. قال ” ومهما كان اعتراض البعض منا على القانون الموضوعي للشريعة فلابد من الاعتراف أن الشريعة واحدة من الثقافات القليلة التي تعطي السودان الشمالي معناه ومبناه الرمزي والروحي ” انه حقا لكلام غريب يصدر من شخص يطرح نفسه مثقفا تارة ومفكرا تارة اخرى . وبالبلدى كدا يا عبدالله على ابراهيم , انت ما رميت سنك للشمس ومعاها فحم وشوية ملح وعيش حب ؟ لمن عرسو امك لابيك ما ساقوها للنيل لاخذ البركة وقطعو رحطها ؟ تبيعتك بعد ولادتك دفنوها وين ؟ لكن يبدو انها دفنت فى حوش ود بانقا , ههههههههه.
    هذا هو السودان , الهمبتة والقلع والنهب واخذ حقوق الاخرين جزء اصيل واساسى من شخصية رجله الفحل وانسانه بشكل عام و فى جزء كبير من مساحته وبالاخص الجزءالشمالى منه , تم توثيق ذلك فى جزء كبير من ثقافتنا , والقانون الانجليزى الذى تم تطبيقه فى ” فترةالسودان الجميل ” هو الذى حدّ من تواصل تلك الثقافة واوقف ممارستها , ولكن لعدم تطويره وتحديثه ليواكب التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى طرأت والاهم من ذلك مقاومة ” السليقة ” والمزاج العام للمجموعات السكانية التى تخصها وتتحدث عنها ادت الى يعودالفساد بقوة وعنف مما جعل الناس فى دهشة حتى الان و جعلهم يتسائلون ” من اين اتى هؤلاء ” سؤلا اصبح اشهر من اسمه وعلمه الذى يرفرف فى فضائه . فسادا يقوده قمم مجتمعه دون ادنى حياء او خجل . اذن اين المعنى والمبنى الرمزى والروحى التى تتحدث عنه ؟ ام هى احلام زلوط التى ما اوردتنا الا هلاك ودمار . وبالرغم من انه لم يحسم حتى الان السبب الذى حدا بالعرب للمجئ للسودان الا الذين اتونا من ناحية الشمال ولكننا نلاحظ ان جميع كتّابهم وانت ابلغ مثال لهم , يحاولون الغاء كل ما كان قبل ذلك واسقاطه من اى حسابات تتعلق بهويته والقانون الذى يجب ان يسود فيه , فعلى الاقل يجب ان نتذكر اجارتهم وكرمهم ونطرح جانبا انانيتنا واستعلائنا الاجوف الذى لا معنى له . ونرد لهم شيئا من جميلهم القديم , الا تلاحظ انهم اكثر المتضررين من ” العجن والطحن ” الذى ادمناه بسبب معرفتنا بكلمة او كلمتين ؟ .
    ثم ثانيا , ماهى هذه الشريعة التى تطالب بها وتعتقد ان عدم تطبيقها هو الذى اعاق تطور السودان ؟ حتى الان لم يتفق اثان على الدين نفسه دعك من الشريعة , هل تستطيع جمع الامة الاسلامية على امر واحد انت او غيرك ؟ وادعاء ان الاختلاف رحمة كلام غير صحيح لان ما نراه الان من فساد وسفك دماء ما نتج الا بسبب هذا الاختلاف . والبلاد التى تم تطبيق الشريعة فيها سواء كان قديما او حديثا تم بالقوة ودون رغبة الناس دعك من الاخطاء التى صاحبتها وادت الى اعاقة مستديمة للذين طالتهم , لا تنظر لاى دولة اخرى انظر فقط لسودانك هذا هل لك ان تحدثنا عن تجربة تطبيق الشريعة فيه فقط من لدن التعايشى وحتى نميرى ؟ اذن شريعة من التى تريد تطبيقها علينا ؟
    وخصوصا اصبح لديك الان سنة وشيعة , ام ستفرض الامر بالقوة ايضا ؟ والان ما هو الفرق بينك وبين ذلك الطالب الذى لم يستذكر دروسه وعندما جاء يوم الامتحان صلى ركعتين وسئل الله التوفيق ؟

  5. اقتباس : (ومن أشد ما يأسف له المرء أن هذا الاستشراق الداخلي ، الذي تمكن من صفوة القانونيين ، ممن هم على مذهب القانون الإنجليزي العام ، ترسب كصدفة سميكة حجبت عن القانونيين هؤلاء أفضل النظرات المهنية والمعرفية القانونية)

    تعليق : هذا كلام صحيح , حيث ان الباحث في فترة ما بعد الاستقلال يرى أن أس البلاء هو من سوء تعامل النخبة المتعلمة مع المسؤولية الكبيرة التي ءالت اليهم .
    نلاحظ أن النخبة في ذلك الوقت كانت تتحدث دوما عن أنهم ورثوا عن الانجليز أفضل ادارة و افضل قانون و أفضل جامعة و أفضل و أفضل ….. و لم تكلف هذه النخبة نفسها اجراء مقارنة بين الاوضاع في السودان و المستعمرات البريطانية السابقة لكي يكون اعتقادهم مبني على أسس منظورة و ليس مجرد احلام و تخيلات

    و النتيجة ما يعرفه الجميع من انحدار اوضاع البلاد منذ الاستقلال الى الان

  6. (فقد غالى هؤلاء القوميون جدًا في كراهية الموروث الإنجليزي في قانونهم . وقد بلغت بهم نشوة القومية حد الإضراب عن التمثل بأي أحكام إنجليزية ونادوا إما بتبني القانون الفرنسي أو القانون الروماني القديم)..

    وهل تتوقع من غير المسلمين فى السودان اقل من هذا الكره لشريعة قوم جعلوهم فى الدرجة العاشرة من سلم المواطنة…

    لو طبق الانجليز الشريعة كما يريدها الدكتور لقتل محمود محمد طه يوم خرج من السجن سنة ١٩٥١..

    و لحلوا حزبه الشيوعى السودانى واستتابوا قادته يوم تاسيسه عام ١٩٤٦..

  7. هذا القنوط الذي أخذ يعلمكم ما يسميه بالشريعة في آخر عمره لا يتورع عن لحس أحذية الأنقاذيين الأسلامويين و فوق هذا كله لا يغرنكم محاولة ظهوره كعالم متمسك بالصرامة العلمية, فما هو إلا لاعق لصرمة الأسلامويين. بل وصل به الحد أن هدد أحدا كان يراسله بالإيميل بأنه سيلمه لجهاز الأمن. فهل لنا أن نستغرب لماذا كان أكثر رواد بيوت الأشباح من زملائه السابقين في الحزب الشيوعي؟؟ من يا ترى غدر بهم لدى الأسلامويين بينما كان هو ظاهريا معتقل لفترة بسيطة خرج بعدها يدبج المدح و الثناء في حسن الترابي و حكم العسكر و لما لم يتخل عن صفة ال “SNITCH” حتى يومنا هذا محبطا لشباب يافع مات المئات منه في سبتمبر 2013 بينما كان هو كاتبا راتبا في صحف النظام يكتب عن لوعته لمأساة ميدان رابعة العدوية بمصر!!! حكى لي شخص أن هذا “القنوط” تشابه عليه شخصه مع شخصية سودانية أخرى تعمل في صحيفة عالمية و أخذ يرسل له الأيميلات على أنه الصحفي “المسكين” مهددا إياه بقطع عيشه في العمل بتلك الصحيفة الرائجة. تخيل مدى الظنون و الوسواس الخناس لدى هذا “القنوط” العجوز. هذا قليل من كثير عن شخص يدعى أنه يشكل و يخلق و يوجه الرأي العام, في صحف الأنقاذ للأسف, و لكن ما نقول فيه و كميه من جيله إحتكروا السودان و كل قضاياه لأنفسهم يظنون أنهم هبة الله لإنتشالنا من عيوبنا و الخيبة التي نحن فيها؟؟ ما ذا نقول فيهم؟؟ حسبنا الله فيهم و لنا يوم و لهم يوم قريب تسقط فيه أوراق توت لا تكاد تستر عوراتهم أو بالأحرى عواراتهم.

  8. ( قد فُرِض عليها-على الشريعة- أن تعيش في فضاء استؤصلت منه الشوكة والقدرة على التطور .)
    هذه هي النقطة وهذا ما يجدر بنا النواح عليه: الفضاء الذى يسمح بالتطور, سواء للشريعة او حتى لقوانين مغايرة.
    يبدو من هذه العبارة انك تاخذ بالشريعة كاي جهد علماني يتطور بالممارسة.
    لكن الشريعة تقع عند طرف اخر غالب كعقيدة لا يطالها التبديل, هي لكل زمان ومكان.
    اذن الخسارة هي ضياع البيئة الحرة التى تتطور فيها كل جوانب الحياة.
    ومن المهم ان نري ان مناهضة الشريعة لا تاتي من قبل العلمانيين . فهي عميقة وعميقة جدا فى تاريخ الاسلام وفى قناعات الشعوب الاسلامية ومن بينها شعب السودان. عند الطرق الصوفية.
    التجانية والقادرية وغيرهما التى يتبعها الملاييين لا تكترث كثيرا للشريعة. ومعلوم الكراهية العميقة بينهم والسلفيين.
    من جهة اخرى اسهل مايكون رد الشريعة لمجتمعات سابقة للاسلام.

  9. قصور في تطور الشريعة ام تحيز لحكام حكموا في ما يسمئ ايام الخلافة الامر بين وواضح المال والسلطة هما من يحكمان مثال الدية المغلظة 400 من الابل كم الدية الان من سيقتل اذا صارت الدية ما يعادل 400 من الابل ومن لن يقتل كم ديتي انا مثلا وتقسيم البشر لدرجات والامر يطول الافضل ان نترك المال والسلطة للحكم والاوربين وجدوا ان الافضل قوانين تشاوي الجميع ومع ذلك فالامر لم يستقم العدل لا يقدر عليه الا الله سددوا وقاربوا وفقط

  10. ياعجوز ياقنوط بقيت زى اهل الكهف تتقلب شمال ويمين بس ناقصك كلبك الوفى البطل
    50 سنة بتتمرجح مابين اليسار واليمن من اجل سلطة او مركز وفى سبيل ذلك بعت اقرب الاقربين من الاصدقاء والمعارف ولازلت فى غيك يارخيص والدليل ارسالك للتهديدات للذين ينتقدونك بانك تعرف ناس فى جهاز كلاب الامن باشارة منك مستعدين يغطسوا حجر اى واحد
    اختشى ياقنوط وقارن كلامك الهبوب المرصوص رص بما قاله دكتور حيدر ابراهيم :

    http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-189758.htm

  11. هذا القنوط الذي أخذ يعلمكم ما يسميه بالشريعة في آخر عمره لا يتورع عن لحس أحذية الأنقاذيين الأسلامويين و فوق هذا كله لا يغرنكم محاولة ظهوره كعالم متمسك بالصرامة العلمية, فما هو إلا لاعق لصرمة الأسلامويين. بل وصل به الحد أن هدد أحدا كان يراسله بالإيميل بأنه سيلمه لجهاز الأمن. فهل لنا أن نستغرب لماذا كان أكثر رواد بيوت الأشباح من زملائه السابقين في الحزب الشيوعي؟؟ من يا ترى غدر بهم لدى الأسلامويين بينما كان هو ظاهريا معتقل لفترة بسيطة خرج بعدها يدبج المدح و الثناء في حسن الترابي و حكم العسكر و لما لم يتخل عن صفة ال “SNITCH” حتى يومنا هذا محبطا لشباب يافع مات المئات منه في سبتمبر 2013 بينما كان هو كاتبا راتبا في صحف النظام يكتب عن لوعته لمأساة ميدان رابعة العدوية بمصر!!! حكى لي شخص أن هذا “القنوط” تشابه عليه شخصه مع شخصية سودانية أخرى تعمل في صحيفة عالمية و أخذ يرسل له الأيميلات على أنه الصحفي “المسكين” مهددا إياه بقطع عيشه في العمل بتلك الصحيفة الرائجة. تخيل مدى الظنون و الوسواس الخناس لدى هذا “القنوط” العجوز. هذا قليل من كثير عن شخص يدعى أنه يشكل و يخلق و يوجه الرأي العام, في صحف الأنقاذ للأسف, و لكن ما نقول فيه و كميه من جيله إحتكروا السودان و كل قضاياه لأنفسهم يظنون أنهم هبة الله لإنتشالنا من عيوبنا و الخيبة التي نحن فيها؟؟ ما ذا نقول فيهم؟؟ حسبنا الله فيهم و لنا يوم و لهم يوم قريب تسقط فيه أوراق توت لا تكاد تستر عوراتهم أو بالأحرى عواراتهم.

  12. ( قد فُرِض عليها-على الشريعة- أن تعيش في فضاء استؤصلت منه الشوكة والقدرة على التطور .)
    هذه هي النقطة وهذا ما يجدر بنا النواح عليه: الفضاء الذى يسمح بالتطور, سواء للشريعة او حتى لقوانين مغايرة.
    يبدو من هذه العبارة انك تاخذ بالشريعة كاي جهد علماني يتطور بالممارسة.
    لكن الشريعة تقع عند طرف اخر غالب كعقيدة لا يطالها التبديل, هي لكل زمان ومكان.
    اذن الخسارة هي ضياع البيئة الحرة التى تتطور فيها كل جوانب الحياة.
    ومن المهم ان نري ان مناهضة الشريعة لا تاتي من قبل العلمانيين . فهي عميقة وعميقة جدا فى تاريخ الاسلام وفى قناعات الشعوب الاسلامية ومن بينها شعب السودان. عند الطرق الصوفية.
    التجانية والقادرية وغيرهما التى يتبعها الملاييين لا تكترث كثيرا للشريعة. ومعلوم الكراهية العميقة بينهم والسلفيين.
    من جهة اخرى اسهل مايكون رد الشريعة لمجتمعات سابقة للاسلام.

  13. قصور في تطور الشريعة ام تحيز لحكام حكموا في ما يسمئ ايام الخلافة الامر بين وواضح المال والسلطة هما من يحكمان مثال الدية المغلظة 400 من الابل كم الدية الان من سيقتل اذا صارت الدية ما يعادل 400 من الابل ومن لن يقتل كم ديتي انا مثلا وتقسيم البشر لدرجات والامر يطول الافضل ان نترك المال والسلطة للحكم والاوربين وجدوا ان الافضل قوانين تشاوي الجميع ومع ذلك فالامر لم يستقم العدل لا يقدر عليه الا الله سددوا وقاربوا وفقط

  14. ياعجوز ياقنوط بقيت زى اهل الكهف تتقلب شمال ويمين بس ناقصك كلبك الوفى البطل
    50 سنة بتتمرجح مابين اليسار واليمن من اجل سلطة او مركز وفى سبيل ذلك بعت اقرب الاقربين من الاصدقاء والمعارف ولازلت فى غيك يارخيص والدليل ارسالك للتهديدات للذين ينتقدونك بانك تعرف ناس فى جهاز كلاب الامن باشارة منك مستعدين يغطسوا حجر اى واحد
    اختشى ياقنوط وقارن كلامك الهبوب المرصوص رص بما قاله دكتور حيدر ابراهيم :

    http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-189758.htm

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..