حصار الحلم في كراسة طفلة – قصيدة

(1)
هل جاءكَ الخبرُ اليقينْ؟
الليلُ عاتبَ نجمةً ..
فَـضَـحَـتْ بطلعتها الظلام
عَـبَـرَتْ تخومَ الكونِ ..
شاهدةً على فجرٍ
يحنُ إلى الطلوع
فاضممْ لقلبك
بذرةَ الأملِ الطريِ
خريدةً بيْن الضلوعْ !
وكُنْ تميمةَ مَنْ توسّـلَ ..
فيكَ عافيةَ الحروفِ
وحرّضوكَ على الغناءْ !
واهتفْ بوجهِ الرّيح :
إنَّ الخوفَ يزحفُ في الشوارعِ ،
حيّةً رقطاءَ تُمعِنُ في الأذى !
فاحملْ يقينك ? زادَ عمرِك ? لا تخفْ
عبثاً تناطح ظلَها الأشجارُ
والساعاتُ تهربُ للوراءْ !
وانشد إذا هبط المساءْ :
ياأيها الوطنُ المخبّأ في دمي
خذنى إليك ..
فتىً يعافُ موائدَ اللُّؤماءِ
والساعين باسمكَ ينهبون
ويقتلونْ!
(2)
بالأمسِ أمطرتِ القنابلُ
فجْر قريتنا ..
هُرِعنا !
كان رهطٌ من تلاميذِ المدارسِ
يرسُمونَ على دفاترهم ..
مزارعَ أو حدائقَ
كانت البنتُ الصغيرة والجميلةُ
ترسمُ الحُلُمَ الجديدَ
لعالمٍ حلوٍ تـفـتّـق في الخيالْ
فكان في كراسة التلوينِ،
أجملَ من فراديسِ الجمالْ !
حلماً بعالمها السعيدْ
حلماً بعالمِنا الجديدْ
فإذا الرّعاعُ الجنجويدْ..
يحاصرون حدائقَ الوردِ النضيرِ
ويشعلون النار باسمِ اللهِ..
في فجرٍ يحنُّ إلى الطلوعْ !
(3)
هل جاءك الخبر اليقين ؟
مرت خيول الغزو..
فوق جماجم الأطفالِ
كان الفاتحونَ بلا حياءٍ
يرتقون رداءَ محنتهم
بضوضاءِ الطبول..
وضجَة التكبير!
لا تحزنْ،
فهذا العصرُ
أكبر من خلافتهم!
وأجمل منه ..
أنَّ براعمَ النُّوّارِ تُزهِرُ ..
كلما داستْ خيولُ الجنْجويدِ
عظامَ قـتلانا!

فضيلي جماع
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا الشاعر الرائع فضيلى جماع
    نشاركك الوعد الصادق بان هذا الظلام سينقشع
    ويعود السودان اجمل وازهى وتزهر البراعم

    لك خالص تحياتى

  2. شكرا الشاعر الرائع فضيلى جماع
    نشاركك الوعد الصادق بان هذا الظلام سينقشع
    ويعود السودان اجمل وازهى وتزهر البراعم

    لك خالص تحياتى

  3. الصديق الغالى فضيلى

    ما احلى هذا المقطع :
    الوطن المخبى فى دمائنا :
    كل حروفك عزيزة عندنا ومخبأة هى الاخرى فى دمائنا
    اكيد انك فرحان مثلى من لكمة ام دلدوم التى صفع بها شعبنا المعلم وجه الجنرال وزمرته . تعال نصرخ جميعا فى وجه المستحيل ونؤسس لحركة العصيان المدنى بعد ان كسر شعبنا حاجز عجزه ولا اقول خوفه وبعد ان عرف القاصى والدانى ان هذتا النظام هو جمل طين اجوف
    تحياتى ومودتى التى تعرف

    على حمد ابراهيم

  4. سبق لي ان هتفت لك ما اروعك، الآن اهتف ما اجملك و ما اصدقك في نصحك بالقول:
    واهتفْ بوجهِ الرّيح :
    إنَّ الخوفَ يزحفُ في الشوارعِ ،
    حيّةً رقطاءَ تُمعِنُ في الأذى !
    فاحملْ يقينك ? زادَ عمرِك ? لا تخفْ
    عبثاً تناطح ظلَها الأشجارُ…
    نصيحة كنجم قطبي يهدي سفينتنا نحو المرفأ و الفجر و الحضن الأمان.

  5. رغم جمال القصيدة وروعتها ألا أنى أرى أن حرص الأستاذ فضيلى جماع على متابعة تعليقات وتفاعل القراء والرد عليهم بأدب جم وأحترام وفير لهو الأروع.لك التحية أستاذنا وشاعرنا المبدع فضيلى ونعتذر بأسم السودان ونبرأ من كل من أساء الى مبدعيه وضيق عليهم بلادهم الرحبة ودفع بهم الى المنافى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..