أقفلوا “بلف الموت”

بالله عليكم خبرونى ما ذنب الإمرأتين اللتين قضيتا نحبهن أمس الأول في كادوقلي بالقذائف التي أطلقتها الحركة الشعبية، وما هي المكاسب التي جنتها الحركة الشعبية من الهجوم على المدنيين الآمنين، وهل تعطيل الإنتخابات وتشريد الناس مكسبا يمكن أن يعادل خسارة روح إمرأتين وإصابة طفلتين؟؟!!!!
معركة الحركة الشعبية معركة سياسية، تسعي من خلالها لكراسي الحكم والوصول الى السلطة، مما يعني انها معركة مع المؤتمر الوطني، الذي يتشبث بكراسي الحكم لاكثر من ربع قرن، ولكن للأسف فقد أصبحت الحرب هذه تقتات المواطن لتعيش، الأمر الذي يؤكد أن كلا الجانبين لا يهتمون كثيراَ لمواطن تطحنة الرحى وتمزقه أشلاء.
خبرونى إلى متى ستستمر هذه الحرب التي تقعد البلاد وتقودها إلى هاوية التمزق دون أن ينبرى لها حكيم ليوقفها، وإلى متى يكون “الموت سمبلا” ظاهرة تؤرق مضجع المواطن الآمن، الذي لا يطلب أكثر من أن يعيش عمره هانئا ويقضي أيامه مستقراً وأمناً.
الحل الأمثل لهذه الحرب، لا يمكن باى حال من الاحوال، أن يخرج عن طاولة المفاوضات، والتى يجب أن لا تكون بهذه العبثية التى تديرها الآن لتستمر جولة بعد جوله، لأن تطاول أمد الحرب يحرق الأرض والنسل والعرض.
اذاء تعنت الحكومة والمعارضة، سواء كانت مسلحة ام سلمية، فإن الحرب ستكون مستمرة، والواقع يقول أن ما يعادل ثلث البلاد الآن يرزح تحت مسمى المناطق الملتهبة إذ أن الحرب تشتعل في سبع ولايات على الأقل، من جملة ثمانية عشر ولاية.
وصلت جولات التفاوض بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الى تسع جولات دون أن تتحرك قيد أنملة، نحو بوابة الحل، فيما إنتقلت مفاوضات دارفور، في عدد من دول المحيط الأفريقي والعربي، ووقِّعت خلالها عدد من الاتفاقيات تفوق تعداداً أصابع اليد الواحدة ولا تزال الحرب دائرة هناك.
بالفعل فإن الأوضاع الداخلية التي تعانى منها البلاد لا يمكن فصلها عن علاقاتنا في محيط دول الجوار، والواقع يقول ان ليبيا وتشاد كانتا داعمتين لتمرد دارفور، فيما كانت أريتريا وأثيوبيا حاضنتين لتمرد الشرق، وإن تحسن العلاقات مع هذه الدول قد أسهم بشكل واسع في إنهاء أو تقليل الحروب هناك، ولذا فإن كان تحسين العلاقات مع جنوب السودان يمكن أن يؤثر بشكل واسع في إنهاء الحرب في كردفان والنيل الازرق، فما الذي يمنع الحكومة منه؟؟!! وما الذي يمنع الحكومة من أن تسعى لقفل “بلف الموت” بدلاً عن “اغلاق بلف النفط”
نعلم يقينا أن الحركة الشعبية تأتي للتفاوض بمواقف عالية السقف، كواحدة من تكتيكات التفاوض، خاصة وأنها تأتي بوفد يشرف عليه خبراء وإستشاريون عالميون، وبالتالي فإن على الحكومة أن تذهب أيضاً للتفاوض وهدفها الأساسي انهاء تطاول الحرب، فتقدم مطالب تجبر الحركة الشعبية على الإنصياع لها، إن كان في الجانبان حرصا على المواطن.
[email][email protected][/email]