إنما جري كان إستفتاءاً جماهيريا على شعبية الحزب الحاكم…!!!

في السابع والعشرون من الشهر الجاري سيتعلن نتيجة إنتخابات2015 وسيسدل الستار عن هذه المسرحية سيئة الإخراج والإعداد والتي هي بطبيعة الحال إستحقاق دستوري مثلما كانت إنتخابات 2010 كذلك إستحقاقا دستوريا لا بدّ من إنجازه ليمهد الطريق للإستفتاء علي تقرير المصير لجنوب البلاد لكن كما هو معلوم كان هنالك رفضا سياسيا لها من قبل قوي المعارضة وكل الشرفاء الحادبين علي مصلحة البلاد وأمنها وإستقرارها والذين كانوا يرون أن الوصول لتسوية سياسية اولي من إجراء الإنتخابات وقد كان بإمكان النظام أن يتوصل لتسوية سياسية ثم يقبل علي تعديلات دستورية تمكنه من تأجيل الإنتخابات .
وكما تعودنا من سادة الحكم الإعتداد بالراي الذي يتكئ علي الإستعلاء بالذات وفق منظومة من التقارير والمعلومات الكاذبة والمضللة والتي قللت من شأن المعارضة في مؤسساتها الحزبية المتوالية والغير متوالية ونسيت أو تناست أن هنالك موجة شعبية عارمة معارضة لإستمرار النظام لانه لا يستجيب لتطلعاتها ولا يحقق طموحها في الإمن والإستقرار والحياة الكريمة ولم يتجرأ أحد أن من داخل النظام الحاكم أن يصرخ بالحقيقة المرة عن فشل تجربة الإسلاميين في الحكم لا أنهم ضيعوا الجنوب أو عجزوا عن إيقاف الحروب لان هنالك ثمة أعزار قد توجد لكل ذلك ولكن لانهم عجزوا حتي في توفير الخبز الحاف للجائعين.
عندما أطلق النظام حوار الوثبة دعونا قوى المعارضة لإستغلالها وقلنا يومها إنها الفرصة الأخيرة لإحداث تسوية سياسية ولكن تشبثهم بالسلطة وعدم تقديمهم لتنازلات معقولة بل عدم تمهيدهم للأجواء بإطلاق الحريات العامة وخصوصا حركة الاحزاب نحو جماهيرها وحرية الصحافة كل هذا أفرغ الحوار من مضمونه وعلا سقف المواجهة مع الدولة في كافة الميادين حربا وسلما وهكذا دخل المؤتمر الوطني الإنتخابات دون ظهير جماهيري وكلنا يعلم أن الهبة الجماهيرية في سبتمبر كانت عفوية لكنها عبرت عن حالة اليأس والإحباط والضيق الذي وصلت اليه الجماهير الكادحة والتي لم تعد تنخدع بالشعارت البراقة والهتافات الرنانة والخطب الحماسية وبقيت مشغولة بالمعاش الذي وصل إلي أسوأ حالاته لا في الحقب السابقة ولكن حتي من الأيام الأولي من عهد الإنقاذ…!!!
كل هذا شكل عاملا مهما في العزوف الكبير من قبل جماهير الشعب السوداني عن الذهاب للتسجيل في السجل الإنتخابي أولا تم المقاطعة الغير معلنة للتصويت ثانيا رغم المجهودات الجبارة المبذولة من قبل النظام واجهزته الحزبية والحكومية ومؤسساته الرسمية ترغيبا وترهيبا لانجاح الموسم الإنتخابي لإضفاء الشرعية على البقاء في السلطة.
نعم نجح الحزب الحاكم بما توفرت لديه من قوة وهيمنة علي السلطة من إقناع عدد مقدر من الأحزاب لتشاركه في هذا الموسم النتخابي ولكن عجز الجميع من إقناع الجماهير بالتصويت ومهما تكن النتائج التي ستعلن من قبل المفوضية القومية للإنتخابات فإن الشعب قال كلمته في صمت أن أوقفوا هذه المهزلة وليست ثمة مؤشر أبلغ من هذا العزوف الجبار ولو كنت من صناع القرار لأوجدت مخرجا مرضيا وسليما غير الذي إختاروه والذي فتح شهية المعارضين ليشمتوا على ضعف حول وقوة النظام على غير ما كان يبدو ليس حبا فيه ولكن لان إجراء الإنتخابات بهذا الشكل في ظل هذه الحالة المأزوبة بمثابة غرس خنجر مسموم في خاصرة الوطن تقتل الأمل في العبور من زمان المأسي الي بر الأمان وتكرس لحالة من الإحباط وإمكانية التغيير السلمي.
كل ما جري كان إستفتاءاً جماهيريا على شعبية الحزب الحاكم والأحزاب المتوالية معه وقد كان أمرا متوقعا ولكنهم قوم يجهلون وإذا لم يعوا الدرس ولم تتغيير هذه الذهنية والعقلية التي يفكرون بها والكيفية التي يتخذون بها القرارت فإن البلاد ستدخل في مستقبل مجهول تظل فيه كل الإحتمالات موارد والله المستعان
أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..