هل يحق للمعارضة رفض الحوار والتفاوض مع النظام؟

حبنا للوطن ولإنسانه العظيم معلم الشعوب لما لا وهو صاحب أقدم حضارة عرفتها البشرية على وجه الأرض يجعلنا نتمنى أن يعود الرشد لقادة النظام ? وذلك أمر صعب – وأن تتحرك فيهم (الجينات) السودانوية الأصيلة في لحظة من اللحظات ? وذلك من المستحيلات السبع – وأن يتخلوا عن (اسلامويتهم) ومنهجها غير الصالح للعصر والذى يحرضهم على كراهية الآخر وعلى منعهم من قبوله والتعامل معه بمساواة وعدل ? وذلك دونه قطع الرقاب وخرط القتات – فهم الأعلون كما يرون أنفسهم ومن أجل ذلك (فطز) في الديمقراطية وفى التبادل السلمى للسلطة وفى جميع القيم والأعراف التى تأسست عليها الدول في العصر الحديث، ومن بينها فصل السلطات وعدم هيمنة (حزب) واحد على كآفة مؤسسات الدولة، سياسية واجتماعيه وعسكرية وثقافية ورياضية، والمثل السودانى يقول (كان أكلت براك بتخنق).
عشقنا لهذا الوطن الذى يستحق وجعلنا نضحى بالغالى والنفيس وبما لا يضحى به بشر، يجعلنا نتمنى الا نراه يقصف من السماء وأن تهدم بنيته التحتية وأن يقتل الأبرياء الى جانب الأشرار كما يحدث في (اليمن) اليوم بسبب تعنت فئة وإصرارها على الاستحواذ على كل شئ في ذلك البلد ثم يخرجون مكذبين ومغالطين ونافين بأنهم قد طغوا وتجبروا وتكبروا مرددين في دواخلهم سرا أو جهرا قولة (فرعون) التى تقصم ظهر من يرددها (أنا ربكم الأعلى) .. الا يفعل الإنقاذيون ورئيسهم عمر البشير منذ 25 سنة أسوأ مما كان يفعله فرعون وما ظل يمارسه الرئيس اليمنى المخلوع (على عبد الله صالح) من مراوغة وخداع ولف ودوران منذ قبوله بالاتفاقية (الخليجية) التى وقع عليها باصابع يده في الرياض .. الم يكن على عبد الله صالح مرضى عنه من قبل الأمريكان، مثل (البشير) تماما، نظير ما يقدمه من معلومات أستخباراتيه وبادعاء لمحاربة التنظيمات الإسلاموية التى لا يختلف عنها دموية وتطرفا، الا فى اداء فروض السمع والطاعة للأمريكان وعدم التعرض لمواطنيهم، ومن أجل ذلك يسمح له بتوجيه النقد اللاذع في حقهم الذى يصل حد الأساءة احيانا كما رددت (مليشيات) الدفاع الشعبى قبل انتخابات (النوم) المضروبة بأيام قلائل من أجل أن يظهر رجولته وفحولته أمام البسطاء من أفراد الشعب السودانى وأمام مؤيديه من بنى (أبو جهل) الذين لا زالوا يظنون أن (القوى الأمين) هو الرئيس اللئيم الرقاص صاحب العضلات المفتولة والكلام (المسيخ).
الشاهد في الأمر أن نظام القتل والإبادة الجماعية المطلوب للمحكمة الجنائيه الدوليه ظل مهيمنا على السلطة في السودان بالحديد والنار وبمسوغ يقال عليه في عالم السياسة (سلطة الأمر الواقع)، ذلك المسوغ الواهى مدعوم أحيانا بتأمر من الجامعة العربيه وأحيانا من الاتحاد الأفريقى وأحيانا أخرى بالأثنين معا.
الاتحاد الأفريقي … وصلت غفلته درجة قد يراها بعض المعارضين والمقاومين هينة، وهى ذات أثر بالغ بل خطير، كأن يتبوأ إرهابي مثل (نافع على نافع) وهو المتهم الرئيس في محاولة اغتيال (حسنى مبارك) في اثيوبيا، مقعدا هاما في الاتحاد الأفريقي، قبل وبعد أن سلبت منه مواقعه في النظام وهو منصب (أمين عام الأحزاب الأفريقية) بالاتحاد الأفريقي (منتهى الغفلة) .. وأن تؤسس منظمة حقوق انسان تابعة ( للاتحاد الإفريقي) بأديس ابابا يتراسها (كوز) سودانى، معروف يحمل الجواز الأمريكى ويتراس الجاليه السودانية في اثيوبيا، الا تؤثر تلك المناصب ولو قليلا في قرارات منظمة الوحدة الأفريقية، الا يكون لذلك المنصب الذى يلتقى فيه (نافع) بأعضاء في الأحزاب الأفريقية الحاكمه، اثر فيما يتردد همسا عن تغير ما، تجاه المعارضين السودانيين في احدى الدول الأفريقية التى ظلت في عداوة مع النظام منذ أمد بعيد؟
اما بخصوص السيدة المدللة (جامعة الدول العربية) وضعفها المعلومة اسبابه منذ تأسيسها، فقد كان من اسباب انحيازها للنظام قاتل شعبه اضافة الى ذلك الضعف، دور خطير لعبه بعض رموز (المعارضة) السودانية التقليدية في زمن (التيه) أدى الى تخويفها والى ذلك الانحياز المستمر للنظام الذى يقتل السودانيين ويدمر وطنهم وتاريخه، بمقولات كان يرددها أولئك المعارضون مثل (اذا رحل البشير فسوف يظهر في السودان صومال جديد، وأن القوى المقاومة خاصة الحاملة للسلاح، كارهة للعروبة والإسلام)، مع أن القوى الحاملة للسلاح فيها مكونات تتهم أحيانا من قبل المعارضين بأنها (أسلاموية) بل من بين كوادر حركاتها (الليبراليه) والعلمانية (مسلمين) لا (اسلامويين) ملتزمين بتعاليم دينهم وبعباداتهم بصورة أفضل من المنتسبين للنظام ولبعض المنتمين للقوى المعارضة المؤمنه بالتغيير السلمى.
على كل حال هذه الانتخابات غير (المبرئة للذمة) ومهما حدث فيها من تزوير، كشفت حقيقة النظام وأفقدته (شرعية) سلطة الواقع المدعاة، وأصبح من حق الحركة الشعبيه (قطاع الشمال) مسنودة بحلفائها في (الجبهة الثورية) اضافة الى باقى الأحزاب المعارضة (الجادة) في الداخل والخارج أن ترفض الحوار والتفاوض مع النظام وأن تجبره على الانصياع لإرادة الشعب الذى قال كلمته في النظام، وذلك كله مسنود بالقوى الدوليه غير القابله لتقبل رشاوى مقابل مواقفها، والتى أعلنت عدم شرعية الانتخابات التى جرت أخيرا وعدم تمثيلها للشعب السودانى، وعلى تلك الدول (القادرة) اذا رفض النظام الانصياع لرغبة ذلك الشعب في تفكيك مؤسسات الحزب الواحد وأن ترضى كوادره غير الملوثة اياديها بالدماء والفساد أن تقبل بحجمها الحقيقى وسط الشعب السودانى الذى لا يزيد عن ال 10 % بعد أن تدنت نسبتهم التى حصلوا عليها بعد انتفاضة ابريل 1985 والتى وصلت الى 30%، وبخلاف ذلك، وبدلا من التدمير والخراب والقصف الذى لا يستثنى الأبرياء، أن يتحمل العالم الحر كله مسؤولياته وأن يطالب النظام بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائيه، وتوقيفهم في أى بلد يحلون فيه حتى لو كانت حليفتهم (قطر)، والدولة التى لا تستجيب تعامل كدولة لا تلتزم بالقوانين والمواثيق الدوليه .. وبتلك الطريقة يبدأ تفكيك النظام المجرم دون تكلفة باهظة تضاف الى ما عانه الشعب السودانى في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والمناصير وغيرها من مناطق .. وبخلاف ذلك فانتظروا الطوفان لأن مخرجات هذه الانتخابات اذا لم يتعامل معها النظام بمسؤولية وببعد نظر وبالطريقة التى أشرنا اليها اعلاه ، فأن الحلول قد تتطور وتتجه الى حلول فردية والى اسلوب لم يعهده السودان من قبل.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    فانتظروا الطوفان
    grap your stick
    pick up your stone
    time to take the trash out

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..