دلالات سقوط الحزب وفوز الأفراد

بسم الله الرحمن الرحيم
بعيداً عن توصيف الانتخابات التي جرت من حيث شرعيتها ونزاهتها ومواقف مختلف الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية.. تبدو نتائجها المعلنة ذات دلالات بالغة الأهمية..من حيث وضع حزب النظام وما صار عليه..فمنسوبو الحزب الحاكم ..ظلوا يستندون في كل عنجهيتهم في التعامل مع بقية المكونات السياسية ..ولاحقاً مع المتمردين داخل حزبهم..على التنظيم المتبع داخل الحزب..وربط الطاعة للحزب بالدين.. وسطوة الحزب على الفرد بالكامل..ويذكر الناس قبيل الانتخابات عن رأس العشرة ورأس الميه في الوثيقة المسربة من لندن..وكان زميل عمل ينتمي إلى الحزب يفاخر بأنهم بهذا الأسلوب يعرفون كل عضويتهم عكس بقية الأحزاب وبالتالي يمكن لكل رأس عشرة أن يضمن تصويتهم ويلزمهم بإحضار عدد مماثل لهم..لكن الانتخابات أظهرت واقعاً جديداً تتمثل بعض ملامحه قيما يلي:
1/ فقدان الحزب لبعض الدوائر لصالح المستقلين الذين رفضوا الانصياع لتوجهاته وتهديداته كحالة المرشحين المستقلين مبارك عباس وبرطم والتي اعتمدت على سطوة قرار الحزب والثقة في إسقاط أي متمرد عليه
2/ استمرار الفوز في الكثير من المناطق استناداً على تحالف القبيلة أو مشايخ الطرق مع النظام
3/فوز بعض المرشحين المفروضين على الحزب من مناطقهم كحالة صلاح قوش على سبيل المثال.
4/ فوز الرموز الكبيرة للنظام في مناطقهم وليس في العاصمة التي استقروا فيها وأصبحوا من مكوناتها كحالة نافع مصطفى عثمان التي تأتي حسابات مناطقهم في عدم خسارة رمز
ذو تأثير بالمركز في ظل الاحساس بحتمية فوز المؤتمر الوطني.
5/ سقوط مرشحين من أحزاب موالية للنظام مما يعرضه للحرج ..ومن الخطأ اعتبار سقوط أي متنازَل لحزبه مؤامرة من المؤتمر الوطني وإلا نكون من المتعاملين بأكثر من معيار
وبالعودة إلى سؤال العنوان..تبقى الدلالة الأولى والأهم هي تمرد المناطق والقبائل على النظام وحزبه وعلو أصواتها عليهما ما يجعل من واجب أي عمل معارض منظم ..أن يبني على هذه الحقيقة..وتوسيع الشقة بينها في سبيل تحييدها أولاً ثم إعادة إصطفافها ضد النظام
والدلالة الثانية هي بروز الصورة الحقيقية للحزب كجسم مركزي متحكم رغم دعاوى فدرالية الحزب بفدرالية النظام..فكل ترشيحات الولايات خضعت لمبضع المركز..ورغم عدم جدة الأمر.. إلا أن تماسك الحزب وإذعان الأطراف كان يقلل من آثاره السلبية.. والنتيجة الأهم هي بداية رفض تحكم المركز داخل الحزب..ما سيسهم في تفككه نسبة للطبيعة المركزية للدولة الأمنية العميقة وليس اتاحة الفرصة للأصوات الأخرى كما يمكن توهمه .
والدلالة المستندة إلى ما سبق مقروءاً مع عجز الحزب عن رفع نسبة التصويت تبقى هي الأهم ..وهي حقيقة وهن الحزب وقابليته للتفكك السريع والتلاشي كأي حزب آخر مثل ما حدث في مصر وتونس وليبيا..وتبقى بعدها طريقة التعامل مع التيار الاسلامويين كتيار سياسي بعد محاكمة ومحاسبة المفسدين الكُثر فيهم في حالة حدوث الانهيار المتوقع لدولته.والمرجح أن يظل عالي الضجيج دون أن يغير في قناعات السودانيين شيئاً كونهم قد جربوهم..ووقفوا على حقيقتهم
[email][email protected][/email]