أخبار السودان

محمد الفيتوري يتوق لزيارة الخرطوم ..والأمور تراوح مكانها

طلحة جبريل

زرت محمد الفيتوري امس رفقة الصديق “الدكتور تاج السر حمزة الريح” المقيم في واشنطن.

كان الدكتور تاج السر ابلغني قبل وصوله الى الرباط في طريقه الى تونس ومنها الى الخرطوم، برغبته في لقاء الفيتوري. الواقع أنني سعدت بهذه الرغبة، لأن الفيتوري يكون فرحاً جداً بزيارة الناس له ، بعد أن عاش عزلة طوال سنوات منذ أن تعرض للجلطة الأولى في عام 2005 .

ذهبنا الى ضاحية ” سيدي العابد” جنوب الرباط على المحيط الأطلسي. وجدنا الفيتوري جالساً في صالون منزله، يشاهد التلفزيون .

كنت قبل ذلك اتصلت بزوجته السيدة” رجات أرماز” هاتفياً وأبلغتها باننا في الطريق اليهم. هذه الإنسانة الرائعة التي صمدت الى جانب محمد الفيتوري في السنوات الصعبة، ما أن تسمع بان شخصاً سيزوره حتى تغمرها السعادة.

أسعدني كثيراً أن الفيتوري تعرف علي هذه المرة منذ الوهلة الأولى. ناداني بلقب آخر دأب على استعماله خلال الأزمنة الجميلة: “أهلاً يا ديناصور”.

قدمت له الصديق الدكتور تاج السر، وقلت له إنه كان حريصاً على زيارته وهو بعد في واشنطن.

أبلغتنا “رجات” بان ابنتهما ” اشرقت” حققت نتيجة لافتة في اللغة العربية الى حد أنهم في مدرسة ” ديكارت” وهي مدرسة تابعة للبعثة الفرنسية، قدموا لها مجموعة كتب هدية بسبب تفوقها في اللغة العربية من بينها مؤلفات للكاتب المصري علاء الاسواني ، والكاتبة الجزائرية أحلام مستغانم. قال لها الدكتور تاج السر، إنه استاذ لغة عربية لذلك راقه كثيراً تفوقها في هذه اللغة وقرر بدوره أن يقدم لها هدية.

لعل من مفارقات هذه الصبية الخجولة، انها تكتب الشعر مثل ابيها. شعر باللغة الفرنسية، فيها مسحة حزينة وسوداوية. وتعتني باللغة العربية، على الرغم من أنها تدرس في مدرسة فرنسية، لأن والدها “شاعر كبير” كما تقول.

أعتدت أن أطرح السؤال التقليدي على “رجات” ؟

ما الجديد؟

قالت إن على شمو زار الفيتوري . هما عملا سوياً عندما كان شمو مديراً لإذاعة امدرمان، وكان الفيتوري رئيس تحرير مجلة “هنا امدرمان”. قالت إن الفيتوري غمرته الفرحة بالزيارة، وقال لأسرته ” هذا الرجل يعرفني كثيراً، وسيحدثكم عني”.

أبلفتني أن هناك ترتيبات لتكريم الفيتوري في السودان، وكان من رأيي الاستجابة الفورية لهذه الدعوة.

طرحت على الفيتوري سؤالاً مباشراً، خاصة أنه كان في حالة تركيز وذاكرته حاضرة، ليس بالكامل لكن في مستوى معقول ” هل انت موافق على مسألة السفر الى السودان” وأجاب بلهجة واضحة ” أكيد”.

كان من رأيي ان ترافقه زوجته وأبنته، وان يكون السفر بعد منتصف يوليو بعد أن تكون “أشرقت” قد أنهت سنتها الدراسية وبعض الأنشطة المرتبطة بالمدرسة.

طلبت مني زوجته إقناع ” أشرقت” بفكرة زيارة السودان.

لم يستغرق الأمر طويلاً قلت لها” عندما تذهبين الى هناك ستدركين انك تنتمي الى شعب عظيم”. وقلت ايضاً ” ستعرفين أن والدك هو أحد الرموز التي نفتخر بها، وستبقى هذه الزيارة في ذاكرتك للابد”.

بدا لي أنها أقتنعت بالفكرة.

قلت لها ” هل أعتبر هذا وعداً”.

ردت بالإيجاب.

سألت رجات: وماذا عن الأمور الأخرى.

قالت لا شيء حتى الآن.

ما يزال محمد الفيتوري بدون جواز سفر، او موارد، ويتعالج دون اية تغطية صحية.

كان عبدالعظيم عوض نائب مدير الإذاعة السودانية، تكبد المشاق وجاء من الخرطوم لزيارة الفيتوري وتسليمه بعض الجوائز والشهادات التكريمية، إضافة الى مستحقات. وعاد ومعه الوثائق الخاصة بجواز السفر. لكن يبدو أن الأمور تراوح مكانها.

إنها الطرائق السودانية.

لا أزيد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية والتجلة أيها الرجل الهمام دكتور تاج السر وأنت تمثل حقا أخا الأسلام حينما زرت الأب والمعلم والمربى والشاعر وأحد الرموز الوطنية شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتورى نسأل المولى عزوجل أن ينعم عليه بالصحة والعافية , وأود أن أغتنم هذه السانحة لأحيى كرمه السيدة الفضلى “رجات أرماز” على الصبر وحسن البلاء وطيب المعشر ,
    ولكن ما يزيدنى حيرة هو أن الدولة تعير إهتماماً خاصا بالأجانب ممن يلعبون فقط كرة الكرة لصالح أنديةفى السودان!! فتجنسهم أى تعطيهم الجنسية السودانية بالرغم من كونه لا يعدو لاعب فحسب؟؟ فما بال هذا الرجل الزى أعطى وأكدى ووضع بصمات على خارطة الأدب فى السودان وأحد الرموز الوطنية التى يحب أن نوثق لهاحتى تضيع معالم السودان الأدبية كما ضاع تاريخه من قبل وبدأت تتفكك أشلاؤه الآن.
    (رب الناس أذهب البأس أشفى أنت الشافى لا شفاء إلا شفاءك شفاءاً لايغادر سقما)

  2. مابال هذه الحكومة تمنح الجواز السودانى لكل هب و دب دون ان يقدموا للسودان شيئا يذكر و تتلكأ فى منح الفيتورى الجواز هذا الفيتورى يجب ان يمنح كل التسهيلات و ليس الجواز فقط و انما يمنح بيتا مبنيا و سيارة و الجواز و العلاج المجانى و يطلب منه العودة و الحياة فى السودان بأعتبار انه سودانيا و شاعرا قدم الكثير و اكثر مما قدم هؤلاء الذين يستبيحون ممتلكات الدولة و تسخيرها لمصالحهم الخاصة ندعو الله ان يعافيه سريعا و ان تهتم الحكومة بأمر التكريم سريعا و ان يكون تكريمت لائقا.

  3. الفيتوري اديب وشاعر وكاتب ذو احساس رصين يحلق بك في بحور اللغة العربية الفصحي الاصيل نسال الله ان يمده بالصحة و العافية . هذا العملاق الاديب الذي يحمل الادب و التراث السوداني كان عليي دولة السودان ليس ان يقوم بتكريمه بل ان يقوم بعلاجه و ان يضمن له حق الحياة الكريمة مدي الحياة واسرته؟ لكن ماذا نقول الان هنالك حبشي للداخلية و هنالك خجري تكري يشتمون السودانيين و نحن نري باعيننا و نتفرج ؟ هكذا حال السودان في زمن الانقاذ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. استاذي طلحة لك الود والشكر اجزلة
    انني اعرفك اكثر من محمد مفتاح وكذلك كل السودانين ؟
    منذ تفتح وعينا سمعنا بالشاعر الكبير الفيتوري وهو في ليبيا فلم نسمع بة زار السودان حتي ظننا انة ليبي وحتي عبر الاثير ولا الاسفير قلماذا الي الان لم يكن عندة جواز سوداني ولاحتي ليبي؟

  5. أمس جئت غريباً

    وأمس مضيت غريباً

    وها أنْتَ ذا حيثما أنت

    تأتي غريباً

    وتمضي غريباً

    تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ

    وتدنو قليلاً

    وتنأى قليلا

    وتهوى البروق عليك

    وتجمد في فجوات القناع يداك

    وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك

    كأنك لم تكُ يوماً هناك

    كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك

    ***

    وَسِّد الآن راسك

    في البدء كان السُكُونُ الجليل

    وفي الغد كان اشتعالُك

    وسد الآن رأسك

    كان احتجابُك

    كان غيابُك

    كان اكتمالك

  6. هكذا نحن لانشعر بالمصيبه الا بعد ان تقع ولا تتفجر ينابيع الوفاء الا بعد ان يرحل العظماء. ياشعب السودان هذا احد عظماءكم وربما اخرهم في مداره الكبير رجاءاً اكسروا روتينكم واحتفوا بهذه القامه السامقه .

  7. كانت ابنته سولارا تدرس معي في نفس المدرسة بالخرطوم بحري وله ابن يدعى تاج الدين كما سماه ابوه او ايهاب كما تناديه امه الاستاذة اسيا عبد الماجد الممثلة واعتقد انهم يعيشون بضاحية الشعبية ببحري كما اعتقد ايضا ان له جواز سوداني والا فكيف غادر السودان الى ليبيا ومنها الى مصر حيث عمل دبلوماسيا بسفارة ليبيا ومنها الى المغرب ؟ اعتقد ان الامر غريب بعض الشيء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..