ثم ماذا بعد الأنتخابات

إنتهت الانتخابات وقد عرف كل حجمه الحقيقي بعيدا عن التضليل , المؤتمر الوطني والأحزاب المتوالية والحركات المسلحة التي تحولت إلي أحزاب قبيل الانتخابات والمحصلة النهائية هي أن الشعب هو الذي انتصر في هذه الانتخابات بسبب أحجامه عن التصويت لعدة أسباب أولها أن نتيجة الانتخابات كانت محسومة حتى قبل إجرائها فالمؤتمر الوطني من فرط ثقته في النتيجة وزع الكعكعة بل الفتات لحلفائه وبالتالي فمن العبث أن يشارك الشعب في هذه المسرحية الذي دأب المؤتمر الوطني علي تكرارها كل خمس سنوات …. وثانيها ان الشعب سئم من طول مكوث المؤتمر الوطني في سدة الحكم ربع قرن من الزمان فهذه الفترة الطويلة كفيلة باختبار وتجربة المؤتمر الوطني الذي عجز تماماً عن أحداث أي تحول ايجابي في مسار العمل في البلاد بل أصبح التدهور هو السمة البارزة في البلاد و الاستقرار أصبح بعيد المنال فبالرغم من الاتفاقيات الكثيرة التي وقعتها الحكومة مع حاملي السلاح فما زال الاقتتال يتسع دائرته مع ازدياد عدد اللاجئين والنازحين…. وتبعاً لهذا تدهور الاقتصاد وتوقفت التنمية اما الخدمات الضرورية فحدث ولا حرج وبالتالي فلا حافز يدفع الشعب إلي التصويت في انتخابات السباق فيها للحصان الواحد الذي ألفه الناس فهو الفائز في كل الحالات… اما السبب الثالث فهو الاستفزاز الذي ظل المؤتمر الوطني يمارسه عبر تصريحات قادته وشقشقة ألسنتهم بمثل ان كل الشعب مع المؤتمر الوطني وان عضويته فاق عشرة مليون شخص. وان المؤتمر الوطني هو خيار الشعب وإلاّ فأن البلاد سوف تتدحرج نحو الهاوية،كثيرة هي المقولات والألفاظ والتي أصبحت ماركة مسجلة باسم المؤتمر الوطني حتى طفح كيل الشعب فأراد بمقاطعة هذه الانتخابات رد الصاع صاعين ورد المؤتمر الوطني إلي حجمه الحقيقي (الضئيل جدا) هذه الرسائل الواضحة تبين بوضوح وعي هذا الشعب وإدراكه لما يجري في البلاد والأعجب ان المؤتمر الوطني لم يستوعب بعد هذه الرسائل!! فمازال في غيه وضلاله فقد عاد إلي عادته القديمة التي أصبحت طبعه فبدلاً من الاعتذار للشعب والتذلل له ذهب المؤتمر الوطني في ممارسة الأعيبه البائسة , تضليل الشعب وتسفيهه والكذب عليه وهو لا يدري ان عاقبة الكذب وخيمة ونتائجه كارثية وتجربة الانتخابات هذه ماثلة … بعد صمت قادة المؤتمر الوطني الذين صعقوا من المقاطعة عادوا فألتقطوا أنفاسهم ونطقوا بهتانا محاولين تبرير المقاطعة بمبررات هي أوهي من خيوط العنكبوت , ذهب مصطفي عثمان إلي القول بان ضالة نسبة التصويت مردها السجل الانتخابي متهماً المفوضية بعدم تنقيح السجل الذي يحوي حوالي 25% من مواطني دولة الجنوب …يا لبراعة الأكتشاف والتي جاءت بعد فوات الآوان هذا السجل الانتخابي تم فتحه قبل فترة بغرض تنقيحه بتسجيل من لم يسبق لهم التسجيل في انتخابات 2010م خاصة الذين تاهلوا بعد ذلك وان المفوضية مدت فترة التسجيل حتى بلغ عدد المسجلين اكثر من مليون شخص وهذا السجل ظل في كنف المؤتمر الوطني منذ الانتخابات الماضية يدرسه وينقب فيه بصورة دقيقة وكما سبق ان صرح والي الخرطوم فان المؤتمر الوطني شكل لجانه لهذه الانتخابات منذ نهاية الانتخابات السابقة وبالتالي فمن غير المتصور أن يفوت عليهم ان بالسجل حوالي 25% من مواطني دولة الجنوب!! اما الرد الصاعق علي إدعاءات مصطفي فقد جاء من المفوضية نفسها فقد أفاد الفريق الهادي محمد أحمد مسئول السجل الانتخابي بالمفوضية بان الجنوبين الموجودين بالسجل الانتخابي هم من قبيلة دينكا نقوك الذين يتبعون عموديات دينكا نقوك بمنطقة أبيي وبالتالي فهم سودانيون يحملون الرقم الوطني …. ماذا يقول مصطفي عثمان هل يعتذر ام تأخذه العزة بالأثم ؟ فحجته داحضة ولا يصدقها أحد ولكنه التطبع الذي غلب الطبع , والرائد لا يكذب اهله.
اما الحديث عن نسبة التصويت فقد حاول اباطرة المؤتمر الوطني التقليل من شانها بأن النسبة معقولة وهي تعادل بل تتفوق علي مثيلاتها في أوربا وأمريكا (حتة واحدة) وحاول البعض الارتقاء بالنسبة إلي حد معقول 40% أو يزيد مع ان الشعب كله يدرك حقيقة النسبة والتي لا تتجاوز في أحسن الحالات نسبة 20% وعلي أي حال ماعاد الناس يهتمون بما تقوله أجهزة الإعلام الرسمية والصحف الصفراء فالحقيقة معروفة ومهما حاول المؤتمر الوطني تجميل الانتخابات بمساحيق مضروبة فقد فات الأوان ووقع الفأس علي الرأس…… أما صاحبنا نافع علي نافع وبعد صمت مريب تحدث بحديث لا يسمن ولا يغني من جوع ، تمايزت الصفوف , سقوط أجندة الجبهة الثورية لأسقاط النظام , هذا ليس غريباً علي نافع صاحب قاموس الالفاظ غير اللائقة ولكن الأغرب وفي ظل الظروف المحيطة بالحكومة وحزبها فات عليه ان يتحدث عن الحوار الموقوف علي ذمة الانتخابات والذي كان ينوي المؤتمر الوطني لو جرت الأمور كمايشتهيها لركله والقضاء عليه تماماً فهذا الحوار هو القشة التي يتمسك بها المؤتمر الوطني لانقاذ نفسه من هبة الشعب القادمة ? فالرجل نسى حتى هذا مع أن بقية أصحابه من قيادات المؤتمر الوطني ظل لسانهم يلهث بذكر الحوار وضرورة استمراره وذلك منذ ظهور النتائج الأولية للتصويت … وبعيداً عن الشماتة فان المؤتمر الوطني يجب ان يدرك ان الشعب لم يترك له خياراً إلاّ العودة إليه ذليلا منكسرا عبر الحوار الحقيقي الجاد المفضي إلي تكوين حكومة انتقالية تتولي مهام انتقالية محددة حسب اولويات المرحلة ? هذا هو الخيار المتاح للمؤتمر الوطني والمعارضة أيضا بشقيها المدني والمسلح فهل يهتبل الجميع هذه الفرصة لإخراج البلاد من مأزقها أم ينتظرون الطوفان والعاقل من أتعظ بغيره؛!!

بارود صندل رجب
المحامي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..