وماذا ينقصكم يا أهل السودان غير …… !

لسوء حظي التعيس لم ألحق من حلقة نقطة حوار البي بي سي العربية الليلة البارحة إلا الخمس دقائق الأخيرة من الجزء التلفزيوني حيث كان أحد المدافعين عن الإنقاذ الى درجة الإنشراط من الفرحة بالفوز الساحق للرئيس البشير .. فلم أتعرف على إسم المتحدث ولا حظيتب بمعرفة صفته الإنقاذية إن كان ممثلاً للسفارة بلندن أو مندوباً للمؤتمر الوطني لآن المذيع محمد عبد الحميد لم يعيد تعريفه في نهاية الحلقة لمن فاتهم ذلك الشرف مثلي .. فانصرف الى زميله أحمد عبد الرازق ليقرأ له الرسائل الواردة من المتداخلين دون أن يودع ضيفه الذي .. قال بالفم المليان كلاماً لا يدخل إلا في عقول المجانين إن كانت لهم عقول !
قال إن الشعب السوداني بهذه النتيجة الخارقة قد أجمع على شخصية البشيركزعيم ٍ مُخلّص للسودان من كل ضوائقه ومشاكله .. ويضيف اليس هو من قاد ثورة التعليم وأرتقى بها و ووفر الصحة وهو من أخرج البترول و طور الإتصالات و بسط الرخاء والتنمية ويقود البلاد نحو السلام بل وجعل من السودان دولة إقليمية محورية يتودد لها العالم الحر تقرباً .. وإن المحكمة الجنائية مرفوضة من الشعب السوداني كله بدليل أن اهل دارفور قد عبروا عن ذلك الرفض لتسليم البشير بأن كان عدد المصوتين له في هذه الإنتخابات من منهم كانوا النسبة الأعلى وهذا إقرار منهم بانه ليس مجرم حرب وأضاف إن الرئيس حرٌ طليق يذهب حيثما شاء وضرب مثلاً بتحركاته الى بعض البلدان الصديقة كالصين وغيرها ولكنه إستحى عداه العيب أن يقول وهو على استعداد للذهاب الى أمريكا ذات نفسها !ّ
أياً كانت صفة الرجل ودرجة إنتفاعه من البشير ونظامه فإنه إن كان يتحدث من منطلق مهني فهو معذور .. لكن إذا كان كلامه على قناعة من قبيل عين الرضاء ترى المحاسن دون غيرها..فعقول من كانوا يسمعونه ليس كلها تنظر للإنقاذ من زاوية عين السخط تبدي المساويء بإعتبار أن هنالك خمسة ملايين صوتوا للبشير لأنهم يرون حُسناً في وجه الإنقاذ ماضٍ ومستقبلاً وهذه قناعات لا أحد ينازعهم فيها كونها من الوجهة المثالية ينبغي شئنا أم أبينا أن ننظر لها كحرية رأي !
لكن بالمقابل هل ينظر أهل النظام ومشايعوه للثمانية ملايين الذين قاطعوا تلك الإنتخابات باعتبارهم أغلبية هزمت ذلك الفوز الهزيل بالصمت الناطق .. رفضاً لرئيس حقق كل تلك الإنجازات المزعومة ممن يرون في حكم البشير كل محاسن الصورة التي لا تقبل مغالطة أولئك الرافضين للذين ظلوا ينعمون بخيرات النظام على مدى عمره الخرافي و يتلمظمون للمزيد من حلاوة مستقبله وقد أشرق مُطللاً بذلك الفوزالذي يرونه مدهشاً للعالم كله ..!
فماذا ينقصكم يا أهل السودان بعد كل ذلك الهناء المنصرم والقادم غير الموت فرحاً بديمومة نعمة حكم الإنقاذ وعدالة رئيسها الخليفة عمر التي لا تشبه عدالة كفار الجنائية .. فالف مليون مبروك .. وعين الحسود فيها عود القذافي ..!
أما نحن مواطنى السودان إن كنا نستحق هذه الصفة وإن كانت لنا غلبة العدد الهلاميةوالذين رفضنا ذلك الرئيس العظيم بإعتبارنا أقلية أغبياء هامشية لا يعتد بها أولياء الله الحاكمون ولا يهتمون بسفاهة رأيها المشاتر. فيكفينا عود العُشر وبقية المثل معروفة ..الذي سنجلس عليه خمسة أعوام أخرى قابلة للزيادة والبركة في أمثال الخياطة بدرية و شهادة المتحدث غير المجروحة في نقطة حوار الأمس !
احمد ربك انو شغلك ولو لبعض الوقت
عما يجرى
والله انها لشهادة مجروحة وعوارها يسيل دماً وصديد من فم ناطقها … ولكن ماذا يقول من باع زمته بالدولار والوظيفة ؟؟!!