الحر، هو.. والعبيد أنتم.

بعد أن قال شعبنا المعلم كلمته، لا، وألف لا، مشيداً بذلك جدارنا عازلا، نفسيا وفكريا وأخلاقيا، بينه، وبين العصابة الحاكمة، الظالمة، الزاخرة بالغرباء.. أصلاً، وفكراً وإنتماء.. عصابة مصابة بكل عاهات وأمراض التاريخ اللعينة، عصابة مسكونة، بكل أحقاد التاريخ القديمة، عصابة مصابه بالإعاقة، فكراً، وأخلاقا، وسلوكا.. عصابة من الغرباء، عصابة من الحقراء، الذين أذلوا المساكين في الصحارى، والجبال، والمدن الكبيرة، والقرى البريئة، وأضطهدوا الناس، على أساس الدين والعرق والعشيرة، وقسموا أهل الهامش، الى عرب وأفارقة، حتى رأينا وسمعنا عبر اليوتيوب، هذه الأيام، مقطعا منشوراً، في كل من، سودانيزاولاين، والراكوبة، لمجموعة من الرعاع، الجهلاء، المهمشين، يصفون طفلا عمره لا يتجاوز، الستة عشر عاماً، بالعبد.. تلك الكلمة اللعينة المحطة لكرامة الإنسان، سمعتها كما سمعها كل من شاهد هذا المقطع المنحط،، تخرج من أفواه، أؤلئك الرعاع، الجهلاء، كم هززت، رأسي.. متسائلاً.. ما هي العبودية..؟ هل العبودية، شكلاً..؟ أم لونا..؟ وإن كانت هي كذلك. إذن، ما الفرق بين اؤلئك الجهلاء، وبين ذلك الطفل..؟ بل الأصح، أن نقول هو الحر، وهم العبيد، لإنه،برغم صغره سنه، يبحث عن الحرية، لذلك خرج يبحث عنها، مهما كلفه ذلك من ثمن، أما هم، فظلوا أوفياء للعبودية وشروطها، بل راحوا يدافعون عنها بدمائهم وأرواحهم، بل ومنتشين حد الثمالة.. يا عيب الشوم عليهم.. واكاد أن اجزم، أن أغلب اؤلئك الذين ظهروا في ذلك المقطع، هم مصابون بإعاقة القراءة والكتابة، لذا لا يعرفون مكان أسمائهم في شهادات ميلادهم، هذا إن كانت لهم شهادات ميلاد، من الأصل.. أتوجد عبودية أكثر هذه ..؟ العبودية، هي ظروف وشروط حياة، لذلك هم بهذه المقاييس البسيطة، عبيد وإن أبوا، لانهم مهمشون، نشأوا في بادية، عربنا في كردفان ودارفور المغلوب على امرهم، ما زلن نساءهم، يلدن بالحبل، والإنسان يشرب من ذات المورد الذي يشرب ويبول فيه الحيوان، بادية تفتقر لكل مقومات الحياة، من صحة، وتعليم، ومياه صالحة، لهم، ولمواشيهم، وطرق مسفلته تسهل حلهم وترحالهم، ومباني مؤسسة تحفظ لهم عزتهم وكرامتهم، وكهرباء تنير، له ظلمتهم، وفرص عمل شريفة، توفر له لقمة عيشهم.

فما الفرق بين الحرية والعبودية، إذن..؟ وما هي العبودية..؟ العبودية، ليست، شكلاً أو عرقاً، أو لوناً. وإلا، أصبح كل العرب، عبيداً، حتى عرب الخليج، لأن ألواناهم، سمراء مقارنة بالخواجات البيض. فالعبودية ليست شكلاً أوعرقاً أو لونا، وإنما هي ظروف وشروط حياة، وكل من يجد نفسه، رازحاً تحت تلك الظروف والشروط القاسية، فهو عبد، سواء كان، عاملاً أو موظفاً، أو طبيباً، أو مفكراً، أو عالماً، أو صحافياً أو كاتباً، أو غفيراً أو سفيراً، أسوداً أو أصفراً، أو أبيضاً. ما دام هو لا يعرف، للحرية قيمة، أومعنى، ولا يتوفر لديه الدافع والحافز لكي يضحي من اجلها إن سرقها الطغاة.. وقياسا على هذه المعايير، نستطيع أن نقول: وبلا، أدنى تردد، إن العبيد الحقيقيون، هم الذين يعبيون أنفسهم، بثمن بخس رخيص، لكل قاهر، لكل ظالم، لكل شيطان رجيم، يسحق إنسانيتهم وكرامتهم، نظاما ظالما، مثل النظام الإنقاذ، قائم على أكتاف الناس، بلا شرع، أو شرعية، لا يرحم، لا كبيراً أو صغير، رجلاً أو إمراة، فقيراً أو مسكين..!

فكم هززت رأسي، وأنا أتابع هذا المقطع، الذي جعلني أشعربالحسرة والشفقة، على هؤلاء المساكين، الذين وظفتهم العصابة الحاكمة ضد مصلحتهم ومصلحة أهلهم وأخوانهم في الذين تربوا وعاشوا معهم، وقاسموهم الحلوة والمرة، لخدمة مخططاتها الشريرة، فكم من أمثال هؤلاء من المتعلمين والمثقفين والسياسيين، وغيرهم الذين باعوا ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم وعزتهم وكرامتهم، لمجموعة من المجرمين، لا أصل ولا فصل لها، أصلها وفصلها بنته على إنتماءات وأصول، وإدعاءات كاذبة باطلة، لذلك مهما حكمت وتحكمت في مصائر الناس، ستظل، محل إزدراء، من كل الشرفاء، سواء حكمت يوماً، أو عاماً، أو دهراً، أو قرناً.. لانها ساقطة في مهاوي الظلم والظلام، والكراهية والأحقاد، لذا ستظل عارية، من قيمنا وأخلاقنا السودانية السمحة. بل مصابة بالإعاقة الحضارية، لذا تعادي الأحرار، وتوظف الجهلاء وضعاف النفوس والضمائر، لمحاربة الحرية، ومقاتلة الأحرار، الذين خرجوا بعد أن أصبحت أبواب الحياة والحرية مسدودة أمامهم، يقاتلون الظلم والظلام دفاعاً عن الحرية، لانهم أحرار لا يقبلون ان يعيشوا الذل والمهانة، ولا يركعون عبيدا تحت أحذية الطغاة..

الطيب الزين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هؤلاء اخي الزين مرضي نفسيا وذوي عاهات كما تفضلت . يحاولون اقناع انفسهم بانهم اعلي شانا وانقي عرقا ولكن لن يستطيعوا الخروج من جلودهم التي تحتوي اجسادهم النتنة , فسيظلزن حبيسي انفسهم المريضة الي يوم القيامة.
    مساكيييين
    شفاهم الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..