مقالات سياسية

بعد غزوه و تدميره، ماذا تريد امريكا من العراق مجددا؟

د. علي حمد ابراهيم

قالت الانباء أن ادارة الرئيس اوباما تفكر فى تقديم الدعم العسكرى واللوجستى الى الكيانات الكردية والسنية مباشرة وبعيدا عن اشراف حكومة العراق المركزية اذا تعثرت جهودها فى تقديم هذا الدعم بطريقة سلسة بسبب خلافات السياسيين فى الحكومة المركزية . بالمكشوف الواضح هذه خطوة ماكرة و خبيثة و ذريعة من الذرائع الامريكية التى لا ينضب معينها للمضى قدما فى اكمال مشروع تفتيت ما تبقى للعراق من مظاهر القوة المعنوية بعد تدمير قوته العسكرية والاقتصادية و كامل نسيحه الاجتماعى والسياسى العراقى بصور باتت تخدم كل المشاريع المريبة . و تضيف المزيد من المشهيات فى موائد الباحثين عن الامجاد العرقية ولو عن طريق تفتيت ما تبقى من العراق المتحد .

لقد كنت من الذين تواجدوا فى العاصمة الامريكية واشنطن ، و على بعد خطوات من البيت الابيض والكونجرس و البنتاجون ( وزارة الدفاع) أثناء حملات ادارة الرئيس بوش الإبن المسعورة لا قناع الشعب الامريكى لشراء مشروعه لعزو العراق تحت دعاوى التصدى لخطر صدام حسين الداهم على البشرية ، و قد اصبح على بعد خطوات قليلة من امتلاك كل انواع اسلحة التدمير الشامل من بايولوجية وكيمائية ونووية .

وقدر لى أن اعيش فى اجواء الاكاذيب الممنهجة التى كانت تؤلفها وتخرجها اجهزة الدعاية الامريكية والصهيونية عن دخاخين المشروم النووي العراقى التى اصبح العالم على قاب قوسين منها او ادنى مما يستلزم تحرك العالم فورا لملافاة ذلك الخطر . و (تحرك) العالم الفورى كان يقصد به أن يمنح الكونجرس الامريكى موافقته على شن الحرب على العراق.

وكان اربعة اشخاص من الاشرار فى الادارة الامريكية يتولون كبر تاليف تلك الاكاذيب واذاعتها فى تناغم تام مع اللوبى الصهيونى فى واشنطن ? هم نائب الرئيس الامريكى ، ديك تشينى ، ووزير الدفاع ، دونالد رمسفيلد ، وكوندليسا رايس ، وزيرة الخارجية . وبول ولفويتز، نائب وزير الدفاع . و هؤلاء جميعا هم هم غلاة المحافظين الجدد الذين وفدوا على الحزب الجمهورى فى اوائل ثمانينات القرن الماضى بعد استقالتهم من الحزب الديمقراطى رافضين ما اسموه ضعف سياساته الدفاعية.

وقد كانوا مدفوعين بحماس شباب يتصور انه قادر على تغيير العالم بالقوة المسلحة. وهذا هو ما طبقوه عمليا فى العراق. وقف الشعب الامريكى محتارا بين ما يعرض عليه من اكاذيب مرتبة بعناية وبين ما يعرف من خطورة الحرب من تجربته مع حرب فيتنام . وزاد من حيرة الشعب الامريكى ما كان يرى من تهافت العملاء العراقيين على بقية القصة المأساة اصبحت معروفة ومعاشة الآن . غزا الرئيس بوش العراق ودمره وسلمه فى نهاية المطاف الى ايران . ولكن هاهى امريكا التى لا تتعظ تغازل الاكراد والعرب السنة من جديد . وتهفو للتعامل معهم كمشروع دولتين عراقيتين منفصلتين فى المستقبل اذا لزم الأمر. نعيد السؤال بغبن شديد : ماذا تريد امريكا أن تفعل بالعراق اكثر مما فعلت به حتى الآن

[email protected]
(الشرق)

تعليق واحد

  1. لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
    استاذنا الفاضل الكريم وسعادة السفير سلام العالم ينهار تدريجيا من مركز الاحداث في عراق القيم والرافدين الذي اصبح مقاطعة ايرانية بسبب المكابرة والجهل وعدم الواقعية الامريكية وبسبب الغزوة الهمجية الغير مبررة ومعروف ان عراق صدام للاسف كان بقايا حطام لدولة دمرتها الحرب العراقية الايرانية الطويلة واخير حماقة غزو دولة الكويت ولكن كل ذلك لاعلاقة له بمبررات الغزو الذي ترتبت عليه اكبر اختلالات استراتيجية ومهددات مباشرة لامن وسلام العالم وحروب وبشاعات مستمرة بسبب تراكم الفشل والمكابرة انقاذ المنطقة يحتاج الي معجزة بعد اختلط الحابل بالنابل.

  2. الخميني هو من بدأ العدوان على العراق في سبتمبر 1980 ولذلك كان االرد عليه حاسما في معركة القادسية الثانية والتي انتهت بهزيمة
    ————————————————–

    كلما اوردته هنا صحيح وسليم ولكنها كانت حرب استنزاف مكلفة وتركت اثار مدمرة علي اقتصاد العراق الذي خاض هذه الحرب دفاعا عن الامن الاقليمي الذي يتعرض اليوم الي تهديد مماثل من نفس ايران.. التي احتلت العراق عمليا وتطمع فيما هو ابعد من ذلك بسبب عبقرية الادارات الامريكية المتعاقبة التي تسببت في كل الكوارث الراهنة دون اعتراف او مراجعة وهم يسيرون من فشل الي فشل ويتعاملون مع طابور الخمينية العراقية بمنتهي الثقة.

  3. اليهود والايرانيين يريدون البترول وتقسيم العراق الي اقليات مهما اختلفت اسمائها او اعراقها اوموالاتها الى كتل متحاربة ضعيفة تتم مساعدة هؤلاء ضد هؤلاء ودولة اخري تساعد هؤلاء ضد هؤلاء

    (((((ليس لها من دون الله كاشفة)))

  4. سعادة السفير اسعد الله يومك،
    هناك حديث في صحيحي البخاري ومسلم (باب الفتن) مضمونه: يوشك الفرات أن ينحسر عن ذهب يقتتل عليه الناس … الي آخر الحديث الذي لا أذكره بالكامل.
    ما اريد قوله هو ان هولاء القوم يعلمون تماماً مخزون ثروات الأرض بالعراق وسوريا وحتي كردستان وتركيا ، إضافة الي مياه الفرات العذبة، وهذا غير النفط طبعاً. انهم يعلمون
    تماماً ما يفعلون – العتب علي امة الأمجاد الغافلة ودولها “النائمة”.
    شكراً جميلاً مع خالص ودي…

  5. لابد ان تبقئ مصانعهم تعمل ووظائفهم تعمل وفرم المنطقة القطرية لتصبح ممالك كما كانت ايام العهد القديم لتتحقق رؤاء سفرهم وسفورهم التمسك بالله وذكره وطاعته سبيلنا الوحيد والعراق لقن الجميع درسا وسيظل يلقن من كان يعبد الطواغي وغيرهم فقد ماتوا والله حي لا يموت وتلك الايام نداولها بين الناس واليوم ان كان لكم سيكون الغد عليكم ويرئ الله ماذا انتم فاعلون وقتها راقبوا تجارنا جيدا وكل من يستورد كسارة لطحن رفاتنا ورفات ابناءنا فهم غالبا لهم ضلع في وفاتنا

  6. ألم تلاحظ ياسعادة السفير بأن كل حاكم متسلط وديكتاتور لدينا كان هوالسبب الرئيسى والمباشر فى تدمير بلاده وتشريد شعبه إبتدأ من ( صدام ) و( الأسد ) و(القذافى ) وصاحبنا ( البشير ) وبعيدا عن نظرية ( المؤامرة) دعنا نلوم هؤلاء المتكبرين الذين بطشوا بشعوبهم وملؤا بهم الزنازين والمعتقلات .. ! ماكان يفعله صدام وغيره فى شعبه ليس له علاقة بالبيت الأبيض أو بالكونجرس أوباللوبى أو بالجمهوريين أو الديمقراطيين .. بالنسبة لصدام كان يحمل ذلك الرمح الطويل ( الدونكيشوتى )ويحارب فى طواحين الهواءويورط جيشه وشعبه فى معارك لاطائل ورائها , لقد أضاعهم وأضاع ثروات العراق الطائلة من ماء ونخيل وبترول بل والأهم الأنسان العراقى ذوالعقل الجبار فلقد أصبح الشعب كله مشرد ( مثلنا) ! من كان يصدق بأن نجد معنا مثلنا نحن والصوماليين متشردا عراقيا أوليبيا !

  7. قصيدة للراحل الفيتوري :
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺻﻮﺗﻚ
    ﺣﻴﻦ ﻳﻐﺪﻭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﺎﺋﺪﺓ..
    ﻭﺗﻨﺴﻜﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻙ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻮﻏﻞ ﻋﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ..
    ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﻔﺴﺠﺔ ﺍﻟﺬﺑﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺒﺼﺮﻭﺍ ﻋﻴﻨﻴﻚ..
    ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻠﺒﺎﻥ ﺗﺮﺍﺏ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺴﻜﻨﻮﺍ ﺷﻔﺘﻴﻚ..
    ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻄﺒﻘﺎﻥﻋﻠﻰ ﺁﺭﺗﺠﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪﻭﻙ..
    ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﺜﻞ ﻋﺸﺐ ﺍﻷﺭﺽ
    ﻓﻲ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ***

    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻜﻨﻮﺍ ﺧﻮﺍﺋﻄﻪ
    ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
    ﻭﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺨﺰﻓﻲ
    ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ
    ﻭﺭﺃﻳﺖ..
    ﺛﻢ ﺗﺤﺠﺮﺕ ﺟﺒﻼ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺱ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺭﺅﻳﺎﻙ
    ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﻮﻥ، ﻳﻌﻠﻘﻮﻥ ﻃﺤﺎﻟﺐ ﺍﻟﻘﻴﻌﺎﻥ
    ﺣﻮﻝ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ
    ﻭﻳﻀﺎﺟﻌﻮﻥ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ
    ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻓﻞ ﻓﻲ ﻫﺰﺍﺋﻤﻬﻢ
    ﻭﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎﻙ..
    ﺗﺮﺗﻘﺐ ﺍﺣﻤﺮﺍﺭ ﻋﺠﻴﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ
    ﻟﻢ ﺃﻙ ﻣﺼﻐﻴﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺩﻣﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
    ﺩﻣﻲ ﺍﻷﺷﺪ ﺗﻮﻫﺠﺎ ﻓﻲ ﻃﻘﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ
    ﻟﻢ ﺃﻙ ﻣﺼﻐﻴﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺩﻣﻲ
    ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻮﻻ ﺷﻤﻮﺧﻚ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
    ﻟﻮﻻ ﺳﻴﻔﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
    ﻳﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﺀ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ..
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺸﻮﺍ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ
    ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﻀﺮﺝ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
    ﺃﻭ ﺗﻜﻔﻦ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ..
    ﺑﺮﻗﻦ..
    ﺛﻢ ﺻﻌﻘﻦ ﻣﻦ ﺻﺎﺩﻓﻦ
    ﺛﻢ ﺗﺸﺎﺑﻜﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻮﺿﻴﺌﺔ
    ﻻ ﺍﺩﻋﺎﺀ، ﻭﻻ ﺿﺠﻴﺞ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻴﻦ
    ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﻴﺞ
    ﻟﻮﻻ ﻧﺨﻴﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ
    ﻋﺎﻧﻖ ﺃﺭﺿﻪ..
    ﻭﻣﻀﻰ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻮﺍ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﻭ
    ﻟﻮﻻ ﺭﺍﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
    ﻭﻣﺠﺪﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
    ﺧﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ***

    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺗﺸﻖ ﺍﻟﻐﻴﺐ
    ﺻﻮﺏ ﻣﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
    ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﻢ
    ﻳﻄﺒﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻢ
    ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ!
    ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺮﻋﺪ
    ﺗﻬﺪﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ
    ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﺪ
    ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﺠﻬﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﺮﻩ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﻣﺮﺕ ﺇﺫﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵﻋﻠﻰ ﺟﺴﻮﺭﻙ
    ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
    ﻣﺮﺕ ﻣﺬﻫﺒﺔ ﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮ
    ﻭﺍﻷﻇﺎﻓﺮ
    ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺮ
    ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﻝ
    ﻣﺮﺕ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ..
    ﺗﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺘﺂﻛﻞ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻝ
    ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﻓﻮﻕ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ
    ﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ..
    ﻫﻲ ﺍﻟﻈﻼﻝ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﺸﻔﻘﻲ
    ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻜﻴﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ..
    ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
    ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻠﻘﻮﺍ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ..
    ﻫﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻫﻮ ﺍﻧﺤﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﻭﺡ..
    ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ؟ ﻟﺤﻴﺜﻤﺎ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺕ..
    ﺃﻡ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ؟
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ***

    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﻛﺄﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻗﻊ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﺜﻘﻮﺑﺔ
    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﻛﺄﻥ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ
    ﺗﺰﻟﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
    ﻛﺄﻥ ﻃﻔﻼ ﺣﺎﻣﻼ ﺣﺠﺮﺍ،
    ﻳﺮﺍﻭﻍ ﻗﺎﺗﻼ ﻣﺘﺮﺑﺼﺎ
    ﻭﻳﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ..
    ﻳﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺟﺪﻭﻻ ﻟﻠﻀﻮﺀ..
    ﺛﻢ ﻳﻐﻴﺐ ﺧﻠﻒ ﻇﻼﻡ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ..
    ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻠﻮﻩ
    ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ
    ﻳﺮﻛﺾ ﻋﺎﺭﻳﺎ
    ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺨﻀﺐ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ
    ﺃﻛﺎﺩ.. ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺻﺪﻕ..
    ﻋﺎﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ..
    ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺨﻀﺐ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ
    ﻭﺃﻟﻒ ﻧﻴﺸﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺮﺻﻊ
    ﻓﻮﻕ ﺻﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﺨﺾ ﺣﺮﺑﺎ
    ﻭﺃﻟﻒ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻗﺼﻔﺖ ﻣﺘﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﺪﻭ
    ﻭﺃﻟﻒ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ
    ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﺫﻟﻴﻞ،
    ***

    ﻟﻤﻦ ﺇﺫﻥ؟
    ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻮﻧﻬﺎ
    ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ
    ﻟﻠﻨﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
    ﺃﻡ ﻟﻠﻄﻔﻞ؟

    ﺃﻡ ﻟﻠﻤﺸﻲ ﺧﻠﻒ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ؟!
    ***

    ﺃﻗﻮﻝ.. ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ
    ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ
    ﺭﺃﺱ ﻣﺜﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ
    ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ
    ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ
    ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻡ ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ
    ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻡ
    ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻋﺸﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ
    ﻭﺍﻟﻜﻔﻴﻦ.. ﻭﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ
    ﻻ.. ﺇﻧﻲ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻗﻮﻝ : ﻻ
    ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺒﺊ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺩﻣﻮﻋﻪ
    ﺇﻥ ﺍﻻﻟﻲ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻵﺗﻲ
    ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ
    ﻗﺪ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻓﻤﻲ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﺧﺠﻮﻝ
    ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻓﻤﻲ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ
    ***

    ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ
    ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﻢ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ..
    ﻭﺍﻟﺼﺪﻑ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ..
    ﻭﺯﻧﺒﻖ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ
    ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ
    ﻓﻮﻕ ﺧﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ
    ﻣﺴﺒﻮﻗﺎ ﺑﺄﺟﻨﺤﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ
    ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻛﺆﻭﺱ ﺭﺣﻴﻘﻬﺎ ﺍﻷﺯﻟﻲ
    ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ
    ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
    ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻧﺸﻄﺎﺭ ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
    ﺷﺎﺧﺼﺔ ﻧﻮﺍﻇﺮﻫﻢ، ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻛﻌﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﺪﺕ ﻋﻠﻰﻋﺘﺒﺎﺗﻬﺎ
    ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ
    ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺎ ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ
    ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻫﻨﺎﻙ
    ﻓﻲ ﺗﻠﻤﻮﺩﻫﻢ ﻳﺘﻘﻠﺒﻮﻥ
    ﻳﻠﻮﻧﻮﻥ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
    ﻭﻳﻘﻀﻤﻮﻥ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺗﻰ
    ﻭﻳﺮﺗﺠﻔﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﺭﻳﻦ ﻻﺳﻤﻚ
    ﻫﻞ ﻋﻠﻤﺖ؟
    ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻮﻓﻬﻢ، ﻭﺑﻄﻮﻥ ﺩﺑﺎﺑﺎﺗﻬﻢ
    ﻳﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﺧﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
    ﻭﺗﺮﺗﺠﻔﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﺭﻳﻦ ﻻﺳﻤﻚ
    ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ..
    ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ..
    ***

    ﻭﺃﻛﺎﺩ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻪ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
    ﻣﺘﻮﺟﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ
    ﺃﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ
    ﻭﺃﻛﺎﺩ ﺃﻭﻗﻦ ﺃﻥ ﺷﻤﺴﺎ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻱﺍﻷﺭﺽ
    ﺃﺩﺭﻛﻬﺎ ﺍﻷﻓﻮﻝ
    ﻭﺃﻛﺎﺩ ﺃﺣﻔﺮ ﻓﻮﻕ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﻄﻠﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    الفيتوري
    ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ 1990-11-4

  8. قصيدة للراحل الفيتوري :
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺻﻮﺗﻚ
    ﺣﻴﻦ ﻳﻐﺪﻭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﺎﺋﺪﺓ..
    ﻭﺗﻨﺴﻜﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻙ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻮﻏﻞ ﻋﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ..
    ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﻔﺴﺠﺔ ﺍﻟﺬﺑﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺒﺼﺮﻭﺍ ﻋﻴﻨﻴﻚ..
    ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻠﺒﺎﻥ ﺗﺮﺍﺏ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺴﻜﻨﻮﺍ ﺷﻔﺘﻴﻚ..
    ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻄﺒﻘﺎﻥﻋﻠﻰ ﺁﺭﺗﺠﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪﻭﻙ..
    ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﺜﻞ ﻋﺸﺐ ﺍﻷﺭﺽ
    ﻓﻲ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ***

    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻜﻨﻮﺍ ﺧﻮﺍﺋﻄﻪ
    ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
    ﻭﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺨﺰﻓﻲ
    ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ
    ﻭﺭﺃﻳﺖ..
    ﺛﻢ ﺗﺤﺠﺮﺕ ﺟﺒﻼ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺱ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺭﺅﻳﺎﻙ
    ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﻮﻥ، ﻳﻌﻠﻘﻮﻥ ﻃﺤﺎﻟﺐ ﺍﻟﻘﻴﻌﺎﻥ
    ﺣﻮﻝ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ
    ﻭﻳﻀﺎﺟﻌﻮﻥ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ
    ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻓﻞ ﻓﻲ ﻫﺰﺍﺋﻤﻬﻢ
    ﻭﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎﻙ..
    ﺗﺮﺗﻘﺐ ﺍﺣﻤﺮﺍﺭ ﻋﺠﻴﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ
    ﻟﻢ ﺃﻙ ﻣﺼﻐﻴﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺩﻣﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
    ﺩﻣﻲ ﺍﻷﺷﺪ ﺗﻮﻫﺠﺎ ﻓﻲ ﻃﻘﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ
    ﻟﻢ ﺃﻙ ﻣﺼﻐﻴﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺩﻣﻲ
    ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻮﻻ ﺷﻤﻮﺧﻚ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
    ﻟﻮﻻ ﺳﻴﻔﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
    ﻳﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﺀ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ..
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺸﻮﺍ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ
    ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﻀﺮﺝ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
    ﺃﻭ ﺗﻜﻔﻦ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ..
    ﺑﺮﻗﻦ..
    ﺛﻢ ﺻﻌﻘﻦ ﻣﻦ ﺻﺎﺩﻓﻦ
    ﺛﻢ ﺗﺸﺎﺑﻜﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻮﺿﻴﺌﺔ
    ﻻ ﺍﺩﻋﺎﺀ، ﻭﻻ ﺿﺠﻴﺞ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻴﻦ
    ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﻴﺞ
    ﻟﻮﻻ ﻧﺨﻴﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ
    ﻋﺎﻧﻖ ﺃﺭﺿﻪ..
    ﻭﻣﻀﻰ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ
    ﻟﻮﻻ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻮﺍ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﻭ
    ﻟﻮﻻ ﺭﺍﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
    ﻭﻣﺠﺪﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
    ﺧﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ***

    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺗﺸﻖ ﺍﻟﻐﻴﺐ
    ﺻﻮﺏ ﻣﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
    ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﻢ
    ﻳﻄﺒﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻢ
    ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ!
    ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺮﻋﺪ
    ﺗﻬﺪﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ
    ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﺪ
    ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﺠﻬﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﺮﻩ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ
    ﻣﺮﺕ ﺇﺫﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵﻋﻠﻰ ﺟﺴﻮﺭﻙ
    ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
    ﻣﺮﺕ ﻣﺬﻫﺒﺔ ﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮ
    ﻭﺍﻷﻇﺎﻓﺮ
    ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺮ
    ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﻝ
    ﻣﺮﺕ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ..
    ﺗﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺘﺂﻛﻞ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻝ
    ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﻓﻮﻕ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ
    ﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ..
    ﻫﻲ ﺍﻟﻈﻼﻝ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﺸﻔﻘﻲ
    ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻜﻴﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ..
    ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
    ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻠﻘﻮﺍ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ..
    ﻫﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻫﻮ ﺍﻧﺤﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﻭﺡ..
    ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ؟ ﻟﺤﻴﺜﻤﺎ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؟
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺕ..
    ﺃﻡ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ؟
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ***

    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﻛﺄﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻗﻊ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﺜﻘﻮﺑﺔ
    ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
    ﻛﺄﻥ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ
    ﺗﺰﻟﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
    ﻛﺄﻥ ﻃﻔﻼ ﺣﺎﻣﻼ ﺣﺠﺮﺍ،
    ﻳﺮﺍﻭﻍ ﻗﺎﺗﻼ ﻣﺘﺮﺑﺼﺎ
    ﻭﻳﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ..
    ﻳﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺟﺪﻭﻻ ﻟﻠﻀﻮﺀ..
    ﺛﻢ ﻳﻐﻴﺐ ﺧﻠﻒ ﻇﻼﻡ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ..
    ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻠﻮﻩ
    ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ
    ﻳﺮﻛﺾ ﻋﺎﺭﻳﺎ
    ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺨﻀﺐ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ
    ﺃﻛﺎﺩ.. ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺻﺪﻕ..
    ﻋﺎﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ..
    ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺨﻀﺐ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ
    ﻭﺃﻟﻒ ﻧﻴﺸﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺮﺻﻊ
    ﻓﻮﻕ ﺻﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﺨﺾ ﺣﺮﺑﺎ
    ﻭﺃﻟﻒ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻗﺼﻔﺖ ﻣﺘﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﺪﻭ
    ﻭﺃﻟﻒ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ
    ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﺫﻟﻴﻞ،
    ***

    ﻟﻤﻦ ﺇﺫﻥ؟
    ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻮﻧﻬﺎ
    ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ
    ﻟﻠﻨﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
    ﺃﻡ ﻟﻠﻄﻔﻞ؟

    ﺃﻡ ﻟﻠﻤﺸﻲ ﺧﻠﻒ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ؟!
    ***

    ﺃﻗﻮﻝ.. ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ
    ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ
    ﺭﺃﺱ ﻣﺜﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ
    ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ
    ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ
    ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻡ ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ
    ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻡ
    ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻋﺸﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ
    ﻭﺍﻟﻜﻔﻴﻦ.. ﻭﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ
    ﻻ.. ﺇﻧﻲ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻗﻮﻝ : ﻻ
    ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺒﺊ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺩﻣﻮﻋﻪ
    ﺇﻥ ﺍﻻﻟﻲ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻵﺗﻲ
    ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ
    ﻗﺪ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻓﻤﻲ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﺧﺠﻮﻝ
    ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻓﻤﻲ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ
    ***

    ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ
    ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﻢ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ..
    ﻭﺍﻟﺼﺪﻑ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ..
    ﻭﺯﻧﺒﻖ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ
    ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ
    ﻓﻮﻕ ﺧﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ
    ﻣﺴﺒﻮﻗﺎ ﺑﺄﺟﻨﺤﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ
    ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻛﺆﻭﺱ ﺭﺣﻴﻘﻬﺎ ﺍﻷﺯﻟﻲ
    ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ
    ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
    ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻧﺸﻄﺎﺭ ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
    ﺷﺎﺧﺼﺔ ﻧﻮﺍﻇﺮﻫﻢ، ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻛﻌﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﺪﺕ ﻋﻠﻰﻋﺘﺒﺎﺗﻬﺎ
    ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ
    ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺎ ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ
    ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻫﻨﺎﻙ
    ﻓﻲ ﺗﻠﻤﻮﺩﻫﻢ ﻳﺘﻘﻠﺒﻮﻥ
    ﻳﻠﻮﻧﻮﻥ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
    ﻭﻳﻘﻀﻤﻮﻥ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺗﻰ
    ﻭﻳﺮﺗﺠﻔﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﺭﻳﻦ ﻻﺳﻤﻚ
    ﻫﻞ ﻋﻠﻤﺖ؟
    ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻮﻓﻬﻢ، ﻭﺑﻄﻮﻥ ﺩﺑﺎﺑﺎﺗﻬﻢ
    ﻳﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﺧﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
    ﻭﺗﺮﺗﺠﻔﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﺭﻳﻦ ﻻﺳﻤﻚ
    ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ
    ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ..
    ﻳﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ..
    ***

    ﻭﺃﻛﺎﺩ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻪ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
    ﻣﺘﻮﺟﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ
    ﺃﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ
    ﻭﺃﻛﺎﺩ ﺃﻭﻗﻦ ﺃﻥ ﺷﻤﺴﺎ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻱﺍﻷﺭﺽ
    ﺃﺩﺭﻛﻬﺎ ﺍﻷﻓﻮﻝ
    ﻭﺃﻛﺎﺩ ﺃﺣﻔﺮ ﻓﻮﻕ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﻄﻠﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ
    الفيتوري
    ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ 1990-11-4

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..