طائرة قناة الجزيرة المفقودة في الصحراء الليبية
طائرة قناة الجزيرة المفقودة في الصحراء الليبية
سارة عيسي
[email protected]
كلما أرى المذيع السوداني محمد الكبير الكتبي وهو يقرأ بعض التقارير الإخبارية في قناة الجزيرة تأخذني الذكريات بعيداً ، إلى ايام ساحات الفداء وسيرة الإنتصارات العطرة في جنوب السودان ، فقد كان يُطلب منا أن نصدق كل ما نسمعه أز نراه في التلفزيون السوداني ، في تلك الحرب فقد أمتزج الخيال بالأسطورة، فقد حاربت حتى القرود والفيلة والتماسيح والغربان ، فهي الحرب الوحيدة التي تحالف فيها الإنسان مع الحيوان ، ولكن تلك الحرب قد أنتهت ، أو على ألأقل قد أنتهت من الناحية الفكرية والثقافية ، ولذلك تُعتبر قناة الجزيرة هي المحطة المناسبة لهؤلاء الرجال ، نعم هم من مذيعي الدرجة الثالثة أو مذيعي الليل حيث يسهرون حين يخدع جمال ريان للنوم العميق ، ولذلك تُعتبر قناة الجزيرة هي المأوى لكل من محمد الكبير الكتبي أو عمار عجول والذي كان يُعرف سابقاً في التلفزيون بإسم عمار عبد الرحمن .
و في آيام حرب الخليج الثانية في عام 91 طُلب من معدي الأخبار في التلفزيون السوداني رصد الأهداف الجوية التي يسقطها نظام صدام حسين ، وكنا نكبر ونهلل عند تلقينا لاي خبر جديد يضاعف عدد تساقط تلك الأهداف المعادية ،وفي د أحد الايام بلغ عدد الأهداف الجوية التي اسقطها نظام صدام حسين 245 هدفاً ، طبعاً هذا وفقاً للمصادر العراقية ، ونحن بالبساطة السودانية أعتبرناها 245 طائرة حربية ، و هذا يعني أن قوات التحالف فقدت أكثر من 500 قتيل في ليلة واحدة وذلك لو افترضنا أن هذه الأهداف كانت طائرات عمودية ، وبالمقابل ، اكثر من ألفين قتيل لو كانت هذه الطائرات من الطراز الذي يسمونه بي 52 ، المهم فرحنا لهذا الخبر وخرجنا في الشوارع ونحن نردد أنشودة جوليا بطرس ..وين الملايين …الشعب العربي وين .
لكن في المساء عاد الإعلام العراقي ونشر الخبر بصورة مختلفة وذكر أن كلمة “هدف ” تعني صاروخ أو طائرة ، لذلك وضعنا الإعلام العربي المُنحاز لصدام حسين في حيرة ، فهو مثلاً لم يقل لنا كم عدد الصواريخ التي أسقطها حتى نخصمه من عدد الطائرات المغيرة ، وبذلك نستطيع أن نحصي عدد القتلى الفعليين الذين سقطوا من قوات التحالف ، لكن المحصلة النهائية أن الإعلام العربي تلاعب بنا وخدعنا وخدع أنظمته وقادته .
ولم يمر وقت طويل على تلك الحرب حتى أعاد الحدث نفسه من جديد ، والمشهد منقول من قناة الجزيرة ، والمشهد بدأ بنقل صورة لمقاتلين ليبيين معارضين لنظام القذافي وهم يتخندقون حول كثيب رملي ، جلهم يطالعون السماء والتي بدت زرقاء مثل شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، أحد المقاتلين يحمل رآية خضراء مثل رجل الخط في مبآراة كرة القدم ، صاحب الراية أعطى إشارة للمدفعجي وأمره بإطلاق النار نحو هدف محدد في السماء ، طبعاً المصور لا يستطيع توجيه كاميرته نحو الهدف المعادي خوفاً من النيران الصديقة فأكتفى فقط بنقل صورة المدفع المضاد للطائرات وهو يوجه زخات الرصاص نحو السماء الصافية ، بدأ المقاتلون يهتفون الله أكبر الله اكبر مما يعني أن شيئاً هاماً قد حدث ، وفي شريط مباشر وهام وعاجل الذي تكتبه قناة الجزيرة باللون الأحمر حتى تجذب المشاهد نقلت القناة أن المقاتلين أسقطوا طائرة عمودية واسروا طاقمها المكون من خمسة أفراد ..ثم ختمت الخبر بعبارة سوف نوافيكم بالمزيد بالتفاصيل ، طبعاً أنا أعلم أن المروحيات الروسية المقاتلة أشبه بعربة “التكتك ” أو الرقشا بالسوداني ، لذلك أستغربت ، فربما تكون هذه الطائرة سقطت بسبب الحمولة الزائدة ، فعادةً أن حمولة هذا النوع من الطائرات لا تزيد عن راكبين وهما الطيار والمدفعجي ، لكنني لعنت الشيطان وصدقت الخبر وقلت دعونا ننتظر التفاصيل اللاحقة فربما يكون العقيد الليبي قد اقترح على المصنعين زيادة عدد الكراسي ، والمضحك في الأمر أن الذين أطلقوا هذا الخبر الكاذب كانوا أول من صدقوه ،لدرجة أن المحلل الفلسطيني عزمي بشارة أكد أن المقاتلين الليبيين لوحدهم قادرين على إسقاط كل طائرات القذافي من دون اللجوء للمجتمع الدولي وفرض حظر الطيران ، بعد قليل عادت قناة الجزيرة وأكدت الخبر وزادت عليه أن طاقم الطائرة كان يضم خمسة أفراد وهم أسرى ويتعالجون في أحد المستشفيات ، ولكنها لم تنقل لنا على الأقل صورة الطائرة وهي تحترق ، سهرت ذلك الليل وأنا أنتظر بترقب مصير هؤلاء الطيارين ..فهل هم فعلاً مرتزقة من سوريا وأوكرانيا ؟؟ أم هم مواطنون ليبيون ؟؟ لكن بعد طول الإنتظار عادت القناة وأكدت أن جثث الطيارين وُجدت متفحمة ولا يُمكن التعرف عليها إطلاقاً ، وبذلك تكون قناة الجزيرة قد نفت الخبر بكذبة أخرى .
لذلك ليس علينا التعامل مع المادة التي تبثها قناة الجزيرة عن ليبيا بأنها مادة خبرية ، فهي تمارس ما يثعرف في الإعلام الحربي بالتوجيه المعنوي ، فالصراع الذي يدور في ليبيا الآن هو حرب أهلية وليس تظاهرة سياسية كما حدث في مصر وتونس ، فالكل يحمل السلاح في ليبيا ، ولذلك من الخطورة بمكان دعم اي طرف في هذه الحرب ، وقد راينا ماذا فعل التدخل الدولي في الصومال والعراق وأفغانستان ، ولكن لا أعتقد أن زعماء قطر والذين هم يقلدون العقيد القذافي في صرف أموال شعبهم على هذه المشاريع الأممية يعلمون أن المحصلة النهائية أنه لا منتصر ولا مهزوم في هذه الحرب لكن الخاسر الأكبر سوف يكون هو الشعب الليبي ، صحيح أن الشيخ القرضاوي سوف يشفع لشهدائهم يوم القيامة لكن هذا لا يعني أن يموت الشعب الليبي من غير أن يحين أوانه .
سارة عيسي
اتلهي
في يوم ستندمين على هذا المقال المتخاذل
الكتبي و عمار وفوزي وغيرهم بالجزيرة محل فخر و إعزاز لنا
و لو كانوا كما تقولين (دبابين) لما هاجروا و تكبدوا مرارة الغربة
و بعدين (عجول) هو جد عمار تماما كما الكتبي
الموضوع كان سوف يكون جميل إذا لم تتعرضي للشخوص.
كلامك لايسر وانت غير مسروره ياساره باين عليك لجان شعبيه كثير من الشعب الليبي في الميدان يواجهون ظلم هذا الطاغيه ان كنت تعتبرين القذافي شعب في مواجهة الشعب الليبي ليك حق اما هذا الهراء الذي تذكرينه عن الجزيره قاله كل الدكتاتوريين واعلامهم الموجه لمصلحتهم وضد شعوبهم راينا امس التلفزيون المصري يصر على عرض النيل هادئا رقراق وبالمقابل قناه الجزيره كانت تنقل احداث موقعه الجمل والبلطجيه وعصابات النظام وشرطته بسياراتها تدهس في الشعب لولا الجزيره ما راينا كل ذاك ايتها الساره وان شاء الله سترين على شاشه الجزيره ثوار الشعب الليبي منتصرين على المعتوه وفلوله في كل شارع وكل زنقه
عمار عجول او عمار عبدالرحمن يعمل في قناة الجزيرة الأسلامية الحمساوية بعقد عمل مزور ، أما محمد الكبير الكتبي ، و نسبة لحجمه الرهيب و المخيف و الذي يشبه حجم أبطال المصارعة الحرة ، فقد رأى القائمين على امر القناة ان يتم الآستعانة في قراءة التقارير من وراء كواليس .
اصبت كبد الحقيقة فلقد عد لا اثق بالجزيرة وشكرا لهذا المقال الرائع
لا أدري من اين لك بهذه الأفكار الغريبة..والتحليلات التي تهومين بها في سراب خيالك.. نحن لسنا مختلفين حول اجندة الجزيرة التي اصبحت فاقعة ولكن هذا لا يقلل من مهنيتها وجراتها في التواجد عند مكان الحدث وزمانه..
والحقيقة تشخيصك للحالة الليبية جانبه الصواب .. ولعل الخجل من المجاهرة برايك هو الذي منعك من اطلاق نداء لمساندة القذافي في تقتيل شعبه الذي رفع رايات التحرر من طغيانه المؤبد..
فحرام عليك ان تساوي بين .السيف ودم الضحية أمام كاميرات عيونك العشواء..
فالشعب الليبي فضل الموت بارادته في مواجهة حياة الذل تحت قيادة رجل ان سألوا حتي زوجته .. بعد ان يعطوها الأمان منه ..فانها ستشهد بأنه مجنون..وفاقد القيد.. وانتي ايضا ارعي بي قيدك .. ولا ترتعي بعيدا في قضم خضرة الثورات..التي يجب ان تتمنينها في ديار ك .. لتجبر الجزيرة علي نقلها والقرضاوي بالدعاء لشهدائها ..لان الشفاعة يا شافعة يا جاهلة من لدن الشفيع الذي اصطفاه الله نبيا للهداية ..يا هداك الله. وكوني بشارة ..وسارة من آمة محمد خاصة وان اسم ابوك عيسى ..الذي بشر بنبي من بعده اسمه أحمد..
لا فض فوك يا بنت حواء وكفي