مرضى الكلى..لا وجيع

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل ستة أعوام نشرت تحقيقاً في صحيفة (الرأي العام) عن معاناة مرضى الكلى ، و كانت مناسبة ذلك التحقيق توقف متكرر لعدد من مراكز غسيل الكلى عن العمل ومعاناة عدد كبير من المرضى جراء ذلك .

الآن وبعد مرور ستة أعوام على هذه الحادثة ما زال الوضع كما هو معاناة مستمرة لمرضى الفشل الكلوي تنهش في صحتهم و تذيقهم الأمرين معاناة المرض من جهة و فشلهم في الحصول على جلسة غسيل من جهة أخرى فالدولة عاجزة عن توفير مراكز غسيل تغطي حاجتهم .

إن أصعب اللحظات التي تمر على مريض الفشل الكلوي هو إحساسه بالعطش و عدم استطاعته الشرب لأنه يعجز عن إخراج هذا الماء مجدداً آلام مبرحة و أجساد منهكة و بشرة محترقة جراء تعدد جلسات الغسيل هذا إن توفرت و إن لم تتوفر يتضاعف العذاب ضعفين و تتوالى الآلام و الأوجاع.

و على مدار العام الماضي قام مرضى الفشل الكلوي بعدة احتجاجات أغلقوا على إثرها الشارع العام عندما لم يجدوا بداً من الالتفات لأوجاعهم وقتها حاول الجميع إلقاء المسؤولية عن عاتقهم و تحميلها للطرف الآخر .

تبادل الاتهامات ما بين وزارة الصحة و مراكز الغسيل ووزارة المالية أصبح كمثل لعبة ( الاستغماية ) الجميع يختبئون في جحورهم ويتوارون عن الأنظار ويتركون المريض معصوب العينين يبحث على غير هدى عن ضالته وبقية اللاعبين يضحكون عليه و يمارسون تبادل الأدوار في تمثيلية مملة والمريض يحاول و يحاول الإمساك بأحدهم و في طريقه لذلك ربما يسقط وربما يموت .

يوم أمس قام مرضى الفشل الكلوي بمدينة مدني بإغلاق الشوارع احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي و المياه إضافة إلى تعرض العديد منهم لحالات استفراغ نتيجة لعطل أصاب فلتر الماء وأدى إلى حدوث تورم في أجزاء من أجسامهم هذا بالإضافة إلى أن الكثيرين منهم يطول انتظارهم لدورهم في الغسيل والذي يتأخر كثيراً نتيجة لكثرة عدد المرضى مقارنة بالسعة التشغيلية لمراكز الغسيل حيث إن عدداً كبيرًا منهم ما زال خارج قائمة الغسيل و ذلك بسبب محدودية عدد الماكينات .

من المفارقات أن وزارة الصحة بولاية الجزيرة لم تعلق على الأمر مطلقاً و ذلك بسبب مقاطعة الصحف و بعض أجهزة الإعلام لأخبار الحكومة و ذلك احتجاجاً على منعهم من تغطية فعاليات سابقة.

تبقى أوجاع و آلام مرضى الفشل الكلوي في انتظار استيقاظ الحكومة من سباتها العميق أو انتظار دعم الخيرين بإنشاء مراكز غسيل للكلى تخفف من أوجاع هؤلاء المساكين .

*نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. حتى لا نندم ونرمي باللوم على الإنقاذ وحدها

    كدي اشرحي لي العنوان ده يا من المساطب

    وبعديك كان ما لومنا الانقاذ نلوم منو؟ نلوم رهف يعني

  2. عزيزتي الكاتبة ,تحية طيبة.
    اعتقد ان معالجة مشاكل مرضى الكلى في السودان اكبر من دعم الخيرين , فهي تحتاج الى دعم حكومي ماديا أي بتقديم الاموال و الاجهزة و اجرائيا بتسهيل الاجراءات و و توفير البانات و النعلومات و الاحصائيات و التنسيق مع الخيرين و منظمات المجتمع المعنية.يجب الا ننسى أهمية الشفافية فيما يتعلق بهذه الخدمات
    أين ديوان الزكاة من هذا و أين الجبايات التي تحصدها المحليات . اذ يجب على هذه المحليات ان تساهم في عمليات الغسيل لابنائها .

    سؤال أخير : هل تفشي امراض الكلى في السنوات الاخيرة أمر طبيعي أي أنه أمر حتمي لا يمكن تجنبه أم أن ورء الاكمة ما وراءها

  3. يعاني مرضي الكلي في السودان مثل هذه المعاناة الرهيبة في بلد تصرف فيه المليارات علي الاحتفالات وشراء السيارات الفارهة والهدايا للمقربين والمسؤولين وتدفع كذلك المليارات في الانتخابات وشراء الذمم والولاءات وحتي للطلاب من منسوبي المؤتمر الوطني يتم شراء السيارات لهم بالمليارات وكمان آخر موديل ويعلن ذلك في الصحف بلا خجل .
    بلد يقول فيه رئيسه وفي العلن وفي لقاء تلفزيوني شاهده الملاييين انه لا يملك الا القليل المتمثل في بيت بالطائف وبيت بكافوري ومزرعة نموذجية دخلها السنوي مليار ونصف المليار إضافة إلي شقة بمجمع النصر بلد سرقت ونهبت موارده و ثرواته من قبل النظام وجماعة المؤتمر الوطني الحرامية .
    وبعد كل ذلك يصرح الرئيس وجماعته بانهم اعادوا سيرة الصحابة ابوبكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز في بذل النفس في الاهتمام والتفاني لخدمة الرعية والزهد في الدنيا والطهر .
    وتهليل تكبير أرمي قدام . هي لله هي لله لا لسلطة ولا لجاه .

    نسال الله أن يشف صدور قوم مؤمنين . آللهم آمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..