أخوان نسيبه وفزاعة الشيوعيين!ا

أخوان نسيبه وفزاعة الشيوعيين!!

تيسير حسن إدريس
[email protected]

ألم يمل المؤتمر الوطني وأخوان نسيبة المعروفون اختصارا (بالكيزان) من ترديد هذا الموال السخيف وتلك الاسطوانة الباهتة المشروخة؟!! عن فزاعة الشيوعيين التي يرهبون بها البشر وذلك بحشرها في أي قضية أو تحرك أو حدث يحدث على الساحة السياسية وكأنما الحزب الشيوعي وكوادره بعبع يجب أن يخافه الناس أو وباء عليهم أن يتقوا شره فإذا اعتقلت المناضلة والناشطة في حركة (قرفنا) المعارضة الأستاذة صفية فأول سؤال يوجه لها (أنت بت شيوعية مش كده؟)!! وأنا على يقين إذا ما حدثت المعجزة وقررت حكومتنا الرشيدة فتح تحقيق في هذه القضية وسؤال الجناة لما فعلوا بصفية ما فعلوا؟؟ فسوف تكون إجابتهم لأنها شيوعية يا فندم!!.
فهذا هو منطق قادتهم ووسائل إعلامهم ألم تنشر إحدى صحفهم مبررة هروب السيد على عثمان من مواجهة (زنقة) جماهير ولاية النيل الأزرق ومطالبهم العادلة بمؤامرة شيوعية قد أعدت وتم تدبيرها بمعاونة الحركة الشعبية لإحراج نائب الرئيس مع جماهير الولاية؟!! وأضافت أخرى تصريحا لأحد قيادات المؤتمر الوطني (اسم الدلع للجماعة) يتهم فيه الدكتورة مريم الصادق المهدي (بأنها منْجرَّة بصورة مريبة خلف مخططات الحزب الشيوعي وتغرد خارج السرب) وكأن الشيوعيين السودانيين قد هبطوا على السودان بالبرشوت من كوكب آخر وليسوا من صلب هذا الشعب مع العلم بأن الحزب الشيوعي وكوادره قد سبق وجوده على الساحة الوطنية ميلاد جماعتهم الضالة المضلة.
فتأملوا بالله عليكم مثل هذا السخف والخطاب الأخرق الذي لا يحترم حق الآخر في إبداء الرأي بل لا يقرُّ بأنَّ للجماهير عقلا تفكر به، وذاكرةً تختزن الأحداث والتاريخ.
ويحق لنا في هذا المقام أن نسأل ما هو الخطأ أو الجرم الذي ارتكبته الأستاذة صفية حتى ولو كانت شيوعية ليفعلوا بها ما فعلوا وهل كونها شيوعية يبيح لهم ارتكاب المعاصي؟!! لا أدري لعل ذلك يندرج تحت فهمهم (لفقه الضرورة) الذي طالما استعملوه لشرعنة المحرمات. ثم ما وجه المعصية في تعاون سليلة الأنصار وحفيدة الإمام المهدي الدكتورة مريم مع الشيوعيين إذا ما رأت في ذلك التعاون الخير لوطنها وشعبها؟!! أليسوا ? الشيوعيون- فصيل سياسي أصيل على الساحة السودانية بدليل رعبهم وخوفهم من نشاطه؟!! وهل هذا التعاون مبرر كافيٌ لتعامل أفراد الأجهزة الأمنية مع الدكتورة مريم بهذه القسوة التي أدت إلى كسر يدها؟!!.
هذه وغيرها أمثلة وغيض من فيض سخف هذه الجماعة تعري حالة المراهقة السياسية المتأخرة التي تعانيها ومنطقها العاجز ومستوى تفكيرها الضحل الذي زين لمنسوبيها امتلاك الحقيقة المطلقة فصدقوا أنهم من الأذكياء وبقية شعب السودان ببغاء أحمق عقله في أذنيه.
لقد طفح الكيل وفاض ولم يعد شعب السودان يحتمل مزيدا من هذه الترَّهات التي يحاول من خلالها أصحاب المشروع الحضاري صرف أنظار الجماهير عن القضايا الأساسية التي تمس لقمة عيشها ومستقبل أبنائها من ضائقة معيشية خانقة وانعدام الأمن وعدم الاستقرار الذي ضرب البلاد (دارفور / النيل الأزرق / جنوب كرد فان والشرق) خاصة بعد أن جربتهم -والتجربة خير برهان- وتجرعت علقم فصل الجنوب بأيديهم الطاهرة!! وبسبب شعاراتهم الجوفاء ووعودهم الكاذبة وذلك الهراء الذي يقدح في وطنية أبناء الشعب السوداني كافة من شيوعيين وغيرهم ويحصر الحق المطلق والفضيلة وشرف الوطنية في حزبهم الضال المضل.
ويجب علينا اليوم أن نوضح لهم وبصورة جلية لا لبس ولا غموض فيها أن شعب السودان يعي المقصود من رفعهم لفزاعة خطر الشيوعيين في كل منعطف و(زنقة) تعصف بهم وترديد تلك الاسطوانة التي ضربتها العته وأكل الدهر عليها وشرب وما عادت تخيل أو تنطلي أو يطرب لحنُها النشاذ أحدًا.
بل ونبشرهم بأن الجماهير تعلم وتميز بين الصالح والطالح من بنيها، والحزب الشيوعي ومنسوبيه الذين ولدوا من صلب هذا الشعب وتربوا في ظل قيمه وشيمه أشرف من الذين ارتموا في أحضان الأنظمة الدكتاتورية والشمولية والعهد المايوي البغيض يشهد عليكم ، وما أنتم فيه اليوم من نعيم ومال سحت لا يحتاج إلى دليل.
فبينما تتطاول وتتبارى قياداتكم التقية وأفراد جماعتكم الرسالية في البنيان وتشييد القصور المنيفة وامتطاء الفارهات مثنى وثلاث لا يجد سكرتير ُالحزب الشيوعي الذي ظلَّ مناضلا عن قضايا وهموم شعبه بيتًا يؤويه فيسكن في بيت أخيه، و يتوزع كوادره ومنسوبيه ما بين معتقل ومشرد في ظل دولة التمكين الحضارية، ووفق قوانينها القمعية والفاشية، مالكم كيف تحكمون أم حسبتم أن لنا (قرون) و(رياله) سائلة على الذقون؟!.
إن حقدكم الدفين على الشيوعيين معلوم، وهو ليس غَيْرَة على دين أو هو لله كما تدعون فأنتم تعلمون أنهم خير منكم خلقًا ودينًا بل هو لأسباب أخرى مخفية وعُقَد نفسية فبرنامج الحزب الشيوعي الذي يهتم بالشرائح الضعيفة في المجتمع التي تنكرتم لها وأكلتم بالباطل مال أيتامها هي مرآة الصدق التي تعذبكم وترون أنفسكم فيها عراة مجردين من مخيط ومحيط الشعارات الكذوبة والإدعاءات المخادعة ومتى ما تمت المقارنة يزداد وضوحا تناقضكم وحجم وسلبياتكم فالمقارنة بالنقيض توضح وتجلي الحقائق.
وهذا هو جوهر المأزق المزمن الذي أنتم فيه و يدفعكم دائما لتبني النهج المدمر في الصراع السياسي ضد الحزب الشيوعي في محاولة بأسه لإزالته عن طريقكم علكم ترتاحون من وجوده الذي يكشف تناقض الأقوال والأفعال في حياتكم ويذكركم بالمفارقة المشينة بين المنهج والتطبيق الذي وصل حد العلة وبضرورة العلاج منها رغم رفضكم التسليم بوجودها كحال الكثير من المرضى النفسيين.
نسأل الله لكم الشفاء والهداية ولشعب السودان من شيوعيين وغيرهم من شروركم الوقائية فاختلاف الرأي السياسي والفكري لا يدفع الشخص السوي بأي حال من الأحوال للكيد الأسود والفجور في الخصومة التي هي من صفات المنافقين والعياذ بالله واختم حديثي بقول صديقي القرفان من الكيزان مستنكرا للفزاعة: (هو لو الشيوعيين الجد موجودين ديل كان ببرطعوا في البلد كده؟!!) سؤال يستحق أن نسمع الإجابة عليه من الحكيم نقد إذا سمحت ظروفه!!.
* أطلقوا سراح الحكيم الأستاذ محمد إبراهيم نقد يا طيور الظلام!!
تيسير حسن إدريس09/03/2011م

تعليق واحد

  1. يا ريت لو جربنا حكم الشيوعيين كان على الأقل وزعوا قروش الزكاة لأن مساندة المسحوقين جزء من قناعتهم حتى لو أكلوها إسمهم حمر وما عندهم دقون يتستروا وراها!!

  2. كلام 100%يقيم و (يفرقن) مابين اصحاب الحق الذين هم مع ال95% من افراد الشعب السوداني وما بين اصحاب الباطل آكلي السحت المتطاولون في البنيان الذين هم مع 5%…….ولكن أرى أن الكاتب لم يوفق بالاستشهاد (بصديقه من الكيزان)وكلنا قرفانين وبطنا طامة منهم ,لان اصحاب الوجعة حقا (والحادبين معهم على الوطن)كانو ا ومازالوا وسيظلون هم الجادون وإن طالت (برطعت المبرطعون) فكلما طالت هذه (البرطعة) إشتد وعظم حسابها….وبعد حساب (طيور الظلام) ستحلق طيور السلام مغردة…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..