انجازات نعترف بها للبشير

و يظل البشير وحده يكرر ببلاهة شديدة و عناد أخرق سياسة فاشلة في إدارة البلاد على كافة الأصعدة و يدير أذنا صماء و عينا عمياء و عقلا متحجرا في الانتصاح بما يشير عليه به الآخرون و لذلك تراه أبدا يهرول مكبا على وجهه لا يمشي على صراط مستقيم . قد تكون سائرا بنا أيها البشير و لكن في أي اتجاه؟ هل يتبعك الناس؟ أنت سائر نعم و لكن إلى أي هدف؟ أم هو السير من أجل السير ليغني لك البشر و الطير أن سير سير يا بشير؟ الطفل الصغير تراه يعزز ايجابيا أو سلبيا تجاربه البسيطة فيقبل على هذا و يدبر عن ذاك بنجاح نسبي و المزارع البسيط لا يكرر تجربة زراعته الفاشلة في السنة المنصرمة للسنوات القادمة حتى البهائم تستفيد من تجاربها السابقة بألا تسقط فيما سقطت فيه من قبل.

اعتبر البشيرييون السودان بما و من فيه ضيعة خاصة بهم حتى بلغ بهم الأمر أن استباحوه و أعملوا الفوضى في كل أجزاءه تلك الفوضى التي ضربت أركان الدولة أولها الإنسان السوداني الذي استهدفوه بالاقصاء لعدم الولاء ثم ضيقوا عليه في أسباب رزقه و ساموه الأمرين و شقوا عصا جماعته حتى صار لا يأمن الفرد بين أهله ثم عمدوا إلى الدستور الذي فصّلوه على مقاسهم و القضاء الذي أناخوه فبرك دون قيام و الجيش الذي اختلط حابل دعمه السريع بنابل قواته المسلحة المسخة لما استبعدوا شرفاءه و ولوا الأجراء منهم ثم إنهم عمدوا إلى الشباب فاستسعروهم على إخوتهم فصاروا ينبحون صباحا و يعضون ليلا و بدلا من كتب في أيديهم حملوا سيخا و هراوات تلك اللغة المثلى لديهم في اخراس كل من لا يوافقهم رأيا و مذهبا. و حتى تلك القرى الآمنة مكروا و فتنوا بينها فاستحكم العداء فيها و قتل الرجل أبناء عموته و خؤولته و لا يبالي بأيتام و أرامل أو بمصير أخروي مع الله. و مدوا أيديهم إلى المال العام فبنوا و نكحوا مثنى و ثلاث و رباع و هرّبوا المال إلى خارج البلاد حتى باتت الخزينة فارغة بعد امتلاء و بات الجنيه صريع أمام الموج الدولاري العاتي.

و إنهم ليفعلون كل ذلك باسم الدين و هو براء منهم و إنهم ليجهرون بوطنيتهم التي بيعت رخصية و بشيرهم تارة ينكس علما سودانيا في جزء سوداني ضيعه و أخرى يسكت خاسئا و وجلا عن حلايب و شلاتين و يحد مديته عملا و أملا منه في فصل دارفور بحمل أهلها حملا إلى ذلك.

خسئت و بئست أيها البشير و رهطك النعاج الذين بنوا لك صرحا و زينوا لك سوء عملك فرأيته جميلا بعين كليلة و إن ما صنعته يداك لبناء شاهق منه حتما ستتردى و حينها لن تنفعك مظلة و لن يزود عنك من تؤول عليهم لأن مصيرهم بين نطيحة و موخوذة.
لا ينفك البشيرييون يتمشدقون بلا حياء على الشعب السوداني بانجازات هي في الحقيقة مصائب جرّت و ستجر ويلات عظام على المدى الطويل. و إن تعجب فمن رئيس تُجدول له زيارة رسمية و يتجمهر الناس لأجله الساعات الطوال تحت الشمس الحارقة ثم يأتي و لا يأتي إلا بشتائم أو كذب صريح أو التكلم بانجازات على شاكلة نجيب ليكم كهرباء .. كنتو ما بتعرفو الهوت دوك و تشربو ببسي ثم يختم الأمر بتهليلات و تكبيرات لا تدخل أذنا لأنها ما خرجت من القلب.

ليتكم وقفتم على ما يعتمل في صدري من غضب عليهم و إني لعازمة على تحريره و إطلاق قيده ليتفجر بركانا يغلي و لا أبالي.

[email][email protected][/email]