مملكة أمريكية على أرض سودانية.. ربما يصبح الحلم حقيقة!!

هل تذكرون ذاك الأمريكي الملتحي الذي نشرت له صورا على النطاقين المحلي والدولي قبل نحو عام، وهو يغرس علماً على أرض سودانية ويعلن عن قيام مملكة جديدة، وينصب نفسه ملكاً وصغيرته أميرة عليها، حسناً فهناك الجديد الذي يجعلنا نعيد التذكير به للذين لا يذكرونه ولمن يذكرونه أيضاً ولكن تعاملوا مع خبره باعتباره خزعبلة من أمريكي مخبول، ولا ندري موقع حكومتنا بين هؤلاء وما اذا كانت ممن لا يذكرونه حتى ، أو أنها تذكره ولكن تجاهلت أمره، كان ذلك تقريباً منتصف العام الماضي حين حل هذا الرجل برفقة أسرته بمنطقة بئر طويل بالولاية الشمالية التي تبلغ مساحتها أكثر من عشرين ألف كلم مربع، وأعلنها مملكة خاصة به وبأهله ورفع عليها علمه الخاص، وعن مملكته الجديدة كان الرجل ويدعى (جيرمي هيتون) قد قال إن ابنته الصغيرة (إيميلي) سألته ذات يوم بلهجة جادة عما إذا كان من الممكن أن تصبح أميرة يوماً ما؟ وزاد: باعتباري أبا، أدركت أنها كانت جادة في طلبها، وبحثت في المناطق التي لا يدعي أحد ملكيته لها، وكان من حسن حظي أن اكتشفت هذه المنطقة (يقصد بئر طويل السودانية)، ومن يومها غابت أخبار الرجل ومملكته المزعومة وربما المزمعة، ولكن لم تغب أو تتوقف جهوده لتحويل حلم صغيرته الى حقيقة.

ففي آخر الأنباء أنه الآن يجد ويجتهد لتسجيل ملكية مملكته رسمياً، وخاطب الاتحاد الأفريقي بهذا الخصوص عبر خطاب رسمي لم ينس أن يبعث بصورة منه لدولتي مصر والسودان للعلم (هل استلمت حكومتنا نسختها)، ولعلها خطوة قصد بها مراعاة حقوق الجيرة وبادرة لإقامة علاقات صداقة معهما، بل مضى أبعد من ذلك وبدأ عملياً في اتخاذ خطوة دعائية عملية لمملكته المرتقبة، حيث وقع عقداً خلال الأيام الماضية مع شركة (والت ديزني) الشهيرة لإنتاج فيلم هوليوودي عن مملكته باسم (أميرة السودان) يحكي فيه قصة نجاحه (الباهر) في تأسيس مملكة لابنته (ايميلي)، ويراهن هذا الأمريكي الذي لا نجزم بخباله أو عبقريته على نجاحه في تأسيس هذه المملكة، على حقيقة تاريخية تقول بأن العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة نفسها، تمت المطالبة بها عن طريق عمل بسيط مثل غرس العلم، وما لم يقله وربما لا يعلمه السيد هيتون أن المناطق القصية المنسية والمهملة دائماً ما تكون هدفاً سهلاً يمكن الحصول عليه بوضع اليد، وللسودان في ذلك تجارب مريرة ماثلة وسابقة، منها مثلث اليمي الذي ذهب مع الجنوب، والفشقة وحلايب اللتان مازالت قضيتهما تراوح مكانها، فما المانع والحال هذا أن ينجح هذا الأمريكي في إقامة مملكته المزعومة.. فلا شك أن الأرض السايبة تعلم السرقة تماماً مثل المال السايب كما يقول المثل.

التغيير