جعفر خضر .. رمز فريد من رموز النضال

حين رأي النور لاول مرة عام 1970 لم يكن احد من الاهل يتوقع ان يكون لهذا المولود شأن عظيم, وان مدينة القضارف قد حظيت بمدافع عن حقوق البسطاء وبمناضل عنيد سيشار اليه بالبنان, الا ان التاريخ لوحده كان يرقب ويسجل, وما سجله له التاريخ هو مفخرة للمدينة وللمناضلين في كل مكان.
هو جعفر خضر الحسن الفكي الذي عرفته شوارع ومنتديات مدينة القضارف كخطيب مفوه وكمدافع عن حقوق الانسان، وكناشط سياسي, وكشاعر ثوري, يلقي قصائده الحماسية يحث فيها الجماهير علي مقاومة النظام الفاسد والرمي به في مزبلة التاريخ. انه لم يغب يوما عن اداء واجبه هذا. وجعل حتي من منزله مقرا للقاءات الشباب الثائر.
خاض جعفر خضر معترك النضال منذ ان كان طالبا في المرحلة الثانوية وثم الجامعية، وفي كل هذه المراحل كان دائما في المقدمة, هو القائد الذي لا يلين ولا يهادن. يقود المظاهرات الطلابية في الخرطوم في التسعينات من القرن الماضي, وكانت السلطة تستعمل اقسي الاساليب القمعية لتشتيت المظاهرات من قنابل مسيلة للدموع والعصي والرصاص والركل والضرب, فيضطر الطلاب للهرب فتحصل المطاردات والاعتقالات.
الا ان جعفر, وهو يجلس علي كرسيه المتحرك, لا يترك ميدان المعركة, حيث دخان القنابل يملأ الجو, وحيث يلعلع الرصاص, ويكثر الضرب والركل, بل يبدو انه يستمتع بهذا الجو المفعم بروح المقاومة والثورية والثبات والاقدام.
وما ان يعود الطلاب الي الجامعة حتي يحثهم جعفر من جديد للمزيد من المقاومة والتظاهرات وعدم الاستسلام.
وجود هذا الشاعر المتحمس علي كرسيه المتحرك, وعدم قدرته للجري والمطاردات واصراره علي مواصلة المظاهرات والصدام، كان مصدر الهام لجماهير الطلاب واعجاب لشجاعة هذا الثوري الفريد.
بعد تخرجه من جامعة الخرطوم عام 1996م من كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية رجع الي مسقط راسه ليواصل رسالته. ومدينة القضارف تفخر بابنها جعفر, المدينة التي رأي فيها النور ودرس فيها, ووهب نفسه وماله ووقته من اجل خدمتها.
فهو يقوم بمشاركة كوكبة فريدة من شباب منتديى شروق الثقافي بتنظيم الندوات واللقاءات الجماهيرية والاعتصامات والمواكب التي ارتقت بالنشاط السياسي المعارض كما لم يحصل في اي ولاية اخري.
هم جعلوا من المنتدي الثقافي منارة لنشر الوعي وتصعيد روح المقاومة ضد السلطة الاجرامية, فيؤمه شباب المدينة وينهلون من الروح الثورية ويتعلمون ضرورة الانحياز للجماهير والتفااني في الدفاع عنها.
يوالي المنتدي تعرية سياسة السلطة الاجرامية للجماهير, وكيف ان ثروة البلاد تنهب, والحروب تشعل, والجنجويد يبيدون, والابرياء في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق يتساقطون, ونساء دارفور باسم الدين يغتصبن, والمجاعات تنتشر, والقوت والدواء ينعدم, والأراضي في حلايب والفشقة تحت الاحتلال تقبع, ومواطنو القضارف يعانون من العطش والامراض المعدية, بينما هم يغذون الميزانية المركزية بمليارات الجنيهات سنويا, فتبني بها القصور الخاصة في كافوري, وتهرب موارد البلد الي ماليزيا وبنوك خارجية اخري تحت اسماء افراد العصابة الحاكمة ونسائهم.
لا يكتفي جعفر ورفاقه بالتعرية فقط, بل يناشدون الجماهير بان تتضامن مع ضحايا الحروب وتطالب بمحاكمة مجرمي الحرب بمن فيهم عمر البشير وكل المتورطين في الابادات والفساد مهما كان موقعهم ويدعونها للتحرك لتحقيق مطالبها.
لم يكن نشاط جعفر مخفيا عن الاجهزة الامنية, فهي وضعته تحت الرقابة اللصيقة منذ ان كان طالبا, وطالما اخضعته للاعتقالات والملاحقات والتعذيب والتهديد بالتصفية الجسدية.
يجب ان نذكر هنا ان المناضل جعفر, وهو يقاوم النظام بكل هذه الجسارة, هو مقعد لا يستطيع الحركة لوحده, وكم وكم تتركه الاجهزة القمعية جالسا علي كرسيه دون أكل وشراب ودون قضاء الحاجة. هو يحتاج لمن يساعده للحركة وتناول الوجبات في المعتقل والسلطة تمنع ذلك امعانا في التعذيب ومحاولة لكسر شوكته.
لكن جعفر لم ولن يلين أو يهادن, وكأن ذلك التعذيب لا يزيده الا عنادا فوق عناد, وثورة فوق ثورة, ويخرج كل مرة من الاعتقال وهو اكثر صلابة, اكثر اصرارا علي مواصلة النضال, اقوي عودا من ذي قبل. انه صار ملهمة للشباب الثائر ومثالا يحتذي به.
لا تكتفي الاجهزة القمعية بالتعذيب والتهديد والاساءات, بل تصادر ممتللكاته الشخصية من لابتوبات, وموبايلات وكمرات وكتب ومقالات ولا تفكر في اعادة ممتلكاته هذه له. لكنه كل مرة يأتي بمقتنيات جديدة لمواصلة المسيرة.
لقد صار المعتقل مأوي لجعفر, فان خرج اليوم فلا شك انه غدا عائد.
لكن جعفر ورفاقه لا يلينون ولا يهادنون …
هم صاروا رمزا للصمود والاصرار والمثابرة.
هم صاروا اسماء في تاريخ المقاومة.
الا ليت الشباب في كل مدن السودان يحذي حذو جعفر ورفاقه في منتدي الشروق, يخاطبون الجماهير, ويحثونها علي المقاومة, يكشفون الاعيب الانقاذ, ينظمون مواكب الاحتجاجات والاعتصامات حتي يتم اقتلاع النظام.
فلنتضامن مع جعفر ورفاقه ونطالب باطلاق سراحهم…
فلنعوض لهم اجهزتهم المصادرة…
فليتواصل النضال حتي اسقاط النظام ..
فلتعم الحرية والديموقراطية ..
حتي يتحقق حلم جعفر تماما كما كتب ذات مرة من معتقله:ـ ?لقد طال اشتياقنا لزمن يأتي نعبّر فيه عن رأينا دون أن نوصم بالمخربين …أن ننام ملء جفوننا دون أن نحترس من مداهمة الأمن, أن ننام في بيوتنا دون أن نضطر لدسدسة أجهزتنا خوفا من لصوص الأمن . فإما أن يأتي ذلك الزمن أو فمن الأفضل لنا أن ننام كما نام صلاح سنهوري في شبر من الأرض عند رب رحيم ?..
التحية للاخ المناضل العزيز جعفر خضر وربنا يعطيه العافية انشاء الله حليل زمن داخلية ترهاقا وعصام ومبارك واولاد الدوحة وعوض الله وحسن وحسن وعبدالقالق وولاد الاهلية وبشير بانقا حمودة والبروف صلاح وعب الاله ومها والبروف محمد هاشم عوض رحمة الله علية
التحية للاخ المناضل العزيز جعفر خضر وربنا يعطيه العافية انشاء الله حليل زمن داخلية ترهاقا وعصام ومبارك واولاد الدوحة وعوض الله وحسن وحسن وعبدالقالق وولاد الاهلية وبشير بانقا حمودة والبروف صلاح وعب الاله ومها والبروف محمد هاشم عوض رحمة الله علية