مابين ضلال القيادات وأحباط العمل المسلح هل يفتت أبناء السودان

قرأت كغيري من السودانيين تصريح أركو مناوي عن حق تقرير المصير لدارفور الذي سيتصدر نقاشات الجبهة الثورية في أجتماعها القادم من الغرائب أن يصدر تصريح مثل هذا من سياسي ورجل يحمل السلاح ضد السلطة هل نقول أنه فشل في مشروعه المسلح أم هذه ضلال الذين يودون تفتيت السودان الوطن لدويلات وما بين هذا وذاك وجه شبه كبير بل من سوف يسمع لمن قتل وحرق وشارك في جزء من جرائم النظام القائم اليوم هل سوف ينطي هذا السلوك الغريب علي جماهير شعبنا
أقول أن الاستعمار الأوروبي لبلدان كثيرة في العالم جعل الشعوب يترحمون علي الأنظمة والحكام الذين خلفوا المستعمر بعد خروجه كانوا من السوء بحيث أن الشعوب ترحمت بسببهم على أيام الاستعمار وعلى الرغم ما كانت فيهم من إيجابيات على قلتها وانحصارها في مناطق قليلة أو هموم ضاعت هي بدورها في ظل السياسات الفاشلة والصراعات الدموية على السلطة! وصحيح أن هناك بلداناً شهدت حالة من التطور والتنمية أفضل بكثير بل وبما لا يقارن مع أحوالها أيام الاستعمار؛ إلا أن السبب في ذلك يعود إلى امتلاكها لثروات ضخمة في باطن الأرض مع قلة في عدد السكان مما أدى إلى تحولها إلى مجتمعات رفاهية كما أن الأنظمة السياسية التي نشأت ظلت على علاقات قوية ظاهرة وباطنة بالاستعمار وتحت إشرافه ورعايته وغالبا فإن التحرر او خروج المستعمر لم يكن نتيجة عمل ثوري مسلح! بل نضال حق
أبلج لذلك نجد العمل المسلح في ظل السلطة الوطنية يقال عنه خيانة بل الان يندرج تحت قائمة الارهاب وهل حقق السلاح حل لقضايا الوطن أم كان مطية لنيل مناصب وجزء من الثروة وما أتعس ما نالوا من حقوق قد يكون الذين نالوا أو قبضوا ثمن العمل المسلح قلة وكان الخسران المبين لكل شعب السودان هذه هي الحقيقة بلغة بسيطة رغم قسوة هذا الواقع يريد المناضل أن يمزق الوطن ويدمر دولة السودان من خلال حق تقرير المصير لدارفور في البداية هنالك سؤال بريء من فوض هذا الرجل بالعمل علي طرح حق تقرير المصير لدارفور والان وفي هذه الظروف هل هذه هي وثيقة برلين التي قيل أنها وضعت حتي دستور الدولة الجديدة هنالك ما يطيخ في دوائر القرار الاوربية وعواصم القرار الدولي ونحن ننفذ هذه الاجندة بغياء منقطع النظير لا نناقش أو نتسأل أو حتي نقول أين مصلحة السودان الوطن مما يجري معارضة تريد السلطة بأي ثمن وعلي ركام الوطن ونظام يريد الحكم بأي أسلوب حتي ولو كانت كراسي الحكم منصوعة من جماجم هذا الشعب لك الله شعب السودان العظيم !
ويبدو أن ترحم أهل السودان على الماضي الجميل لا يقتصر فقط على عهود الاستعمار فحتى توالي العهود الوطنية وراء بعضها صاحبه ظهور المشاعر والتقييمات نفسها فقد راحت كل أمة لعنت أختها السابقة على طريقة أهل النار، وصار كل يغني على ليلاه أو زمنه هو ويبكي عليه ويصوره للناس بأنه كان الزمن الجميل! ففي الجزء الجنوبي الذي ذهب وأصبح دولة لم يكن نادراً أن تسمع بعض كبار السن يترحمون على أيامهم يرون ضعف السلطة مقارنة بهيبتها أيام كانوا مع السودان الكبير رغم أن الفوارق المادية ليس لصالح زمن الانقاذ أو الاحزاب أو نميري بأي معياروفي المقابل فقد جاء زمن ترحم فيه السودانييون علي أيام الأتراك والانجليز في المناطق التي ظلت تحت سيطرتهم، وعرفت تحت حكمهم أشكالاً من التطور المادي أبرزها البدء في إنشاء السكة حديد وإنشاء شبكة البريد البرق والردايو وبناء مؤسسات تعليمية وصناعية والتعليم المجاني والمشاركة الشعبية في إدارة شؤون المواطنين! وأبناء الوطن الان يريدون تقرير المصير كأن الاغلبية الاخري من طينة لا تعرف غير تقطيع الوطن وأن ترمي بكل الابناء خارجه
هذه ضلال القيادات التي تعتقد أنها ملهمة وتاريخية وتملك الحل لمشاكل البلد وهي لا تري غير مصالحها وما تود من نصيبها في السلطة والثروة ما أبغضهم لقد فشلوا في أسهل مهمة هي العمل المسلح كيف يفعلون فعل الاعمار والانجاز الاصعب لقد ضلوا ضلالا بعيد
وبعد هذا الفشل يودون تمزيق البلاد لكي يدخلوا التاريخ كما سطر التاريخ أبشع وأفشل الرجال مزقوا أوطانهم
للأسف لا يدرك عشاق المناصب و الكراسي انهم قد يصبحون ديكتاتورين يوماً ما و ربما هم ديكتاتورين قبل ان يصلوا اليها و سيلعنهم التاريخ ذات يوم اذا أخطأوا لأن التاريخ لا يخلد أقزاماً و حيث ان كل أنسان لا يخلو من الخطاء فما بالك بمن يتولون المناصب و يخوضون في الخطاء ذاته حتى و لو كانوا معصومين. فمن يتولى أي منصب مهما كبر او صغر لا يخلو من الانتقاد حتى و لو كان عادلاً فما بالك لو كان ظالماُ
و حيث ان المنصب و الكرسي أمانة فلا يتولاها الا من يستطيع تحمل مسؤوليتها فالمناصب الكبيرة تحتاج لقادة قادرين على تحمل الاعباء و الاحاطة بكل وسائل القيادة و الصبر على المحن و القدرة على السباحة في وجه التيار . و لذلك ليس كل فرد بالإمكان ان يطلق عليه لقب قائد الا اذا كان قوياً فالمؤمن القوي خير و احب الى الله من المؤمن الضعيف . و كم سجل التاريخ قادة عظام قادوا شعوباً الى بر الامان و لعن قادة ضعافاً دمروا شعوبهم و مزقوا اوطانهم
و لذا فان التاريخ و الشعوب ايضاً لا تخلد الا اصحاب المبادئ ممن يثورون بأخلاق الثورة و كبريائها لغرض الثورة على الظلم فقط لا لغرض تولي المناصب و الا ما لفرق بينهم و بين ممن كان قبلهم ممن ازاحوهم عن الكراسي ليتولوا بدلاً عنهم المناصب و الكراسي . و كأنها لم تكن لغة ثورة بل لغة حسد لمن كان يتربع قبلهم على الكراسي و لغة طمع ايضاً في تلك الكراسي . فلا يمكن ان نطلق لقب ثائر على من يبحث عن كرسي . فالثائر برئ من اطماع الحكم و التسلط
لن نترك لكم الامر مرة أخري أعترفوا بأنكم فشلتم في تحقيق أي أنجاز يذكر وليس عيبا أن يفسح القائد المجال لاخرين يعملون من أجل الوطن سوف ترون أسلحة لم تروها من قبل وصمودا ضد أي تمزيق جديد للسودان
وأننا علي الدرب سائرون

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اعتقد فعلا نحن في حاجة لاكثر من تحليل!!لدراسة اجتماعية واخلاقية ونفسية!للواقع والسلوك السوداني الالان بعيدا عن الشعارات والتطبيلات الجوفاء!!!والتدثر وراء العظمة الزائفة!!التي يناقضها واقعنا البائس!!!!في كل مناحي الحياة!!!!فمن غير الممكن ان يكون التاثيرالبيئي او السياسي هو العامل الوحيد لما نحن فيه من تشرزم وتمزق وتفتت وازدواجيه وتفاخر وانصرافية وتشرزم وخوف وفشل مزمن في احداث تغيير حقيقي للواقع الاجتماعي او السياسي او الاقتصادي الذي نعيشة !!!او حتي وجود نوايا صادقة في القيام بنثل تلكم الخطوات بعيدا عن الجهوية والقبلية والطائفية اوالمصالح الشخصية الضيقة المتفاطعه مع الخارج المستغل لبؤس الداخل!!!!!! ففعلا من فوض هذا طفل الشوارع القائد في زمن الغفلة الانقاذية لمثل هذا الحديث الدال علي فشله فيما ادعاه من معارك وقتال ثم مناصب ومنال وعودة عندما قل المال!!!!! وهل يحسب نفسه سيقود دارفور اذا قدر له مافي خياله المريض!!!! وباي قوة هل وعيدا من الغرب كما وعد الجنوب او مال من الشرق ليس له حدود!!!ام هي سيادة قبيلته التي تملاء بر دارفور دون قبائله الممتد شئوا وليست عابرة للحدود!!!!! ام هو وعيد ابن عمه في شاد التي لايملك فيها غير قصره المحاط باالجنود!!!!!!!!! انها ياسيدي الففلة وزمان المهازل في وطن الجدود!!! اضحي كل عئ فيه يطالب بدولته !!حتي لو بيت من الطين في اقاصي الحدود!!!! فطالب ومني نفسك!!! فالجنوب المحتذي لما ينل مناله بئسا الا بعد سنوات وقتال امتد الي عهود!!!ولم تسوغه المانيا في لبله او املته يوم سبت كيانات اليهود!!!!

  2. هذا النظام نظام حسن الترابي وقبيلته ذو الوجه المخفي له وهو يمثل دور زعامة المعارضة ليلغي دورها ويقوم هو بذلك والآن وبعد انشغال العالم بمهام أخري في بقاع مختلفة بدأ يكشف عن وجهه الحقيقي وذلك بتمثيلية التقارب مع النظام وهو بدبر لإستمراره الي الأبد والثمن الباهظ لذلك وهم يمارسون القبلية بأبشع صورها فتجد الترابي والبشير وسوار الدهب من نفس القبيلة الواحدة يعتلون هرم الدولة ويدثرون بثياب القومية ولا أحد يتحدث عن قبائلهم وهم من قبيلة واحدة وضيعة لم تذكر في تاريخ السودان القديم إلا عرضاُ وبينما إذا اتي شخص آخر يهاجم بقبيلته وجهته وبالذات إذا كان من دارفور أو من شرق السودان أو جبال النوبة أو من جنوب النيل الأزرق أو من بقية انحاء السودان الكبير فيمكنني أن أطلق عليهم مهندسي التشرذم والتفتيت فما مصلحة دارفور مثلا في البقاء مستعمرة من قبل امثال هؤلاء الذين يدسون سم الفتن بين القبائل حتي يضمنون استفحال العداء الداخلي حتي لا ينعموا بالإنفصال إذا انفصلوا كما حدث في الجنوب مع العلم ان نفس القبائل موجودة بجمهورية تشاد فلماذا لم نسمع بالحروب القبلية بين القبائل العربية وغير العربية بتشاد جارة دارفور ما يؤكد انها فتنة مفتعلة تزول بزوال المؤثر سواء كان تغييراُ للنظام او إنفصالاُ كما حدث بالجنوب نعم مصلحة دارفور الحقيقية في التغيير أو الانفصال لتنعم بمواردها الغنية والعلاقات المفتوحة مع العالم الخارجي فأسألكم بالله كم طبع هؤلاء من العملة بمطابع العملة المحلية بإسم السودان ودارفور وكم كان نصيب دارفور منها كما أن للدولة الحق في إستيراد السلاح لحماية مصالح الدولة السيادية فماذا كان نصيب دارفور من ذالك السلاح المستورد بإسمهم وماذا كان نصيبهم من البترول المستخرج من أراضي غرب السودان والجنوب وما هو نصيبهم من التنمية في قطاع الطرق والكهرباء والخدمات الأخري وما هو نصيبهم من الوظائف السيادية العليا والوسيطة والدنيا مثلا ضباط جهاز الامن والشرطة والوظائف الاتحادية وإذا نظرنا الي بقية النمازج الأخري لنطبق عليها نفس الاسئلة مثلا شرق السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق وأقصي الشمال ووووو نحلص الي ان الحل الوحيد …….هو التشرذم والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..