مقالات سياسية

تتعدد الاسباب … والموت واحد

اصبحنا لانسمع من أخبار السودان غير الكوارث .فبالاضافة الى الاعداد للتنصيب ( من الفعل نصب ) وطلب التبرع المحدد من اتحاد البنوك لهذه المناسبة التاريخية ، وانزال الصحفيين المرافقين لنائب الرئيس من الطائرة (الملك الخاص!) بمافى ذلك ممثلى التلفزيون والاذاعة (الوطنيين !)،نجد اخبارا أكثر كارثية ،مثل :
? اعتصاب تلميذة بالمرحلة الاولية بأحد مناطق دارفور (حيث اصبح التنويع هو الخبر وليس الاغتصاب فى حد ذاته !)
? قتل ثلاث نساء بالانتنوف الروسى بشرق دارفور، بينما روسيا تقف بقوة فى مجلس الامن حماية للنظام الذى اصبحت لديه علاقات حميمة مع النظام الروسى
? الحكم بقطع ايادى ثلاثة طلبة ثانوى لسرقتهم 56 الف جنيها تطبيقا للشريعة وهم من ساكنى معسكرات اللاجئين ،مقابل قانون التحلل وقتل الشهود فى قضايا الملايين !
? موت أحد عشرة شخصا بولاية الجزيرة بسبب تعاطى العرقى
? موت اعداد من طلاب دارفور بجامعات الخرطوم ودنقلا وتشريد الالاف وحرق داخلياتهم
? موت ثمانين بدارفور وثلاثين بالشمالية من طلاب الذهب الاهليين
? موت خمسة وعشرين شخصا بمرض الحصبة (حصبة انقاذى !) واصابة أكثر من اربعة الآف .
? قتل السيد هاشم ? المدير السابق لشركة الاقطان ? أمام منزله من قبل مجهولين (بالطبع) قبل ان يدلى بشهادته كخبير فى قضية فساد الشركة
وهكذا الى مالانهاية بالاضافة الى مصادرة واغلاق الصحف ومنع الاحزاب من عقد لقاءات جماهيرية ….الخ
يحدث كل هذا ثم تستمع الى كلام ماسخ من( المحللين )السياسيين والاستراتيجيين الذين لايزالون يأملون فى لقاء الرئيس ( الذى تمت مصادرة الصحف بناء على أمر مباشر منه ) أو التفاوض مع جهاز الامن المشهود له بوسائل حديثة ومبتكرة فى مجال التفاوض!
وهناك الجالسون على الحائط من المتفرجين وماسكى العصا من ثلاثة ارباعها مع الحكومة وربع متردد مع المعارضة . يقولون المعارضة ضعيفة ومفككة ولاتفعل غير السفر والجلوس فى لوبيات الفنادق ذات الخمس نجوم واصدار البيانات .وكأن هؤلاء لم يسمعوا بحكم الاعدام الذى صدر ضد نقيب الاطباء فى اول ايام الانقاذ ولا ببيوت الاشباح ومن عذب فيها ومن مات تحت وطأة التعذيب ولا باللذين شردوا فى مختلف اصقاع العالم ،ولا بالذين يموتون ويغتصبون كل يوم بدرفور وكردفان والنيل الازرق بل وفى الخرطوم ،ولاعن فاروق ابوعيسى وامين مدنى ولا الراحل فاروق كدودة والبطلة ابنته.
هذا لايعني بالطبع ان المعارضة مبرأة من كل عيب ولكنها تحاول وتتقدم ? ربما ببطئ- تحت ظروف يعرفها جيدا هؤلاء الجالسون على الحائط ، وهى نفسها التى تجعلهم يفعلون مايفعلون بالطريقة التى يفعلون .بينما كان من الممكن ان ينضموا الى المعارضة لاصلاح عيوبها أو حتى الانضمام الى صف الحكومة حتى تكون الكيمان مفروزة بوضوح .
وأخيرا فان من الواضح ان الموت ، بأشكاله المختلفة اصبح يحوم حول رؤوس الجميع والسؤال هو : اليس الافضل والاشجع والاكرم للانسان ان يموت مدافعا عن حقه فى حياة حقيقية من ان يموت موت الضأن؟!

عبدالمنعم عثمان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..