لاءات الشعب

لاءات الشعب
بقلم إبراهيم إسحق عمر الأنصاري
الرئيس عمر البشير إستولى على الحكم بانقلاب عسكري في 30 يونيو 1989م ، وأطلق عليه زوراً وبهتاناً إسم ( ثورة الإنقاذ الوطني) ، و في بيانه الأول تعهد للشعب السوداني بانقاذ الوطن من تخبطته في دياجير الأزمات السياسية و تدهوره الاقتصادي و تخلفه الاجتماعي و حروبه الأهلية ، وأنه لا ولن يفرض في شبر من أرض السودان ، ويصون عزته وكرامة شعبه ، ويحافظ على مكانة البلاد وإستقلالها المجيد ، و يصون الوحدة الوطنية من الفتنة السياسية ، ويحارب الفساد والمفسدين ، ويعمل على وقف الحرب ويجلب السلام العادل الشامل الدائم ، ويقيم العدل والمساواة بين كافة فئات الشعب السوداني ، وظل يحكم السودان ربع قرن من الزمان ، ونظم وأجرى خلال سنوات حكمه عدة إنتخابات رئاسية وبرلمانية ، و فاز هو بكل الانتخابات الرئاسية المزورة والمزيفة التي أجريت ، وفاز أعضاء حزبه ( حزب المؤتمر الوطني الحاكم ) بأغلبية المقاعد البرلمانية ، وظل يقسم بالله العظيم في كل دورة رئاسية جديدة أن يتولى رئاسة الجمهورية في عبادة الله وطاعته مؤدياً لواجباته ومسؤولياته بجد وأمانة وإخلاص، عاملاً لنهضة البلاد وتقدمها وحماية سيادتها و توطيد دعائم الحكم الديمقراطي اللامركزي ، متجرداً من كل عصبية أو هوى شخصي ، وأقسم بالله العظيم أنه سيحترم الدستور والقانون وإجماع الرأي العام ، وأن يتقبل الشورى والنصيحة ، و أشهد الله على قوله ، و رغم كل تعهداته للشعب السوداني وأداءه للقسم الغليظ في بداية كل فترة رئاسية بانه سيعمل على إصلاح شأن الوطن وتحسين حال المواطن ، إلا انه في حقيقة الأمر أدخل وأغرق البلاد في أزمة وطنية شاملة ، وأن الأوضاع اليوم أسوء و بألف مرة مما كانت عليه قبل يوم إنقلابه المشؤوم ، بل و تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، و يقف الكل شاهداً على ما ألت إليه الأوضاع في السودان اليوم ، فقبل يومين من إعلان نتيجة إنتخابات أبريل 2015م التي أجراها عمر البشير وعصابته المتسلطة رغم أنف الجميع ، لقد كتبت رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية عمر البشير ، و ذكرت فيها بعض الحقائق السياسية عن نظام حكمه و نتائج سياساته الرعناء والظالمة والخاطئة والطاغية منذ أن إستولى على الحكم بانقلاب عسكري ، وقدمت له عدة نصائح مطالباً إياه بالتنحي والتخلي عن الحكم طواعية وتسليم السلطة للشعب صاحب الحق الأصيل و المصلحة الحقيقة ليحكم نفسه بنفسه في جو ديقراطي تعددي راشد ، إلا أنه لم يأخذ ولم يزعن لنصيحتي ، وأغلق أذنيك ، هذه بطينة وتلك بعجينة ، وأعلن فوزه بنتيجة مزورة 200% في إنتخابات شهد العالم كله بعدم نزاهتها وشفافيتها وديقراطيتها ، وقاطعها كافة فئات الشعب السوداني مقاطعة صامتة وشاملة ورافضة له ولحزبه الحاكم ، و في مطلع يونيو القادم ( 262015م ) أي بعد ثلاثة أيام سيؤدي عمر البشير اليمين الدستورية أداء القسم لفترة رئاسية جديدة ( ثالثة) ، ففي كل المرات السابقة ظل يكرر ويكرر نفس التعهدات وصيغ القسم أمام الشعب والتي كانت عبارة عن جمل وعبارات وكلمات بدأت وإنتهت عند شفتاه الغليظتان ونتيجتها ( صفر في صفر ) والشعب زهج و قرف و عكر من عباراته المكررة وتعهداته ووعوده الفارغة وشعاراته المنمقة ، فهذه المرة ندعوه أن يؤدي اليمين الدستورية و يقسم ويحلف بصيغة ( لاءات الشعب ) هذه ، وأن يحفظها عن ظهر قلب ، ويتغني بها وينشدها ويرقص ويتراقص بها في حفل تنصيبه وتعينه رئيساً ( ملكاً ، سلطاناً ، إمبرإطوراً ، ديكتاتوراً طاغياً مستبداً ظالماً فاسداً مفسداً قاتلاً مغتصباً مشرداً مهجراً للشعب السوداني ، مخرباً مدمراً مفتتاً لوحدة السودان ) ، و أن يلتزم بها وينفذها بحذافيرها ويتخذها ويعتمدها منهاجاً ودستوراً وقانوناً لإدارة شؤون العباد والبلاد ، والتي حتماً ستخرجه من هذه الورطة التي هو فيها و تخرج السودان وشعبه من هذه الأزمة التي أدخلنا فيها بأفاعيله السياسية العشوائية الارتجالية التخطبتية ، فهل سيأخذ وينفذ السيد الرئيس حتى و لو ( لا ) واحد من هذه (اللاءات ) ؟ محاولةً وسعياً جاداً منه من أجل سودان واحد موحد ، وطن يسع الجميع ، سودان ديمقراطي بحكم راشد و رائد ومتفرد ، أم لا حياة لمن تنادي !!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخوة في ادارة الراكوبة الكرام
    تحية طيبة
    واشكركم علي نشر مقالي اعلاه ..و اود ان اشير الي انه لم يتم نشر القصيدة المرفقة مع هذا المقال وهي قصيدة بعنوان ( لاءات الشعب) وهي مرتبطة ومكملة لموضوع المقال …. ونرجو نشرها حتي تكتمل موضوع المقال والهدف من كتابته ونشره.
    وشكرا

  2. لاءات الشعب

    لا عرقيـــــة و لا قبليــــــة ……… أمــــة واحـــدة سودانيـة
    لا عنصريـــة و لا جهويـــــة …. دولـــة واحــــدة قويــة
    لا أحاديـــــة و لا مركزيـــــة ….. حكومــة قوميـــة فدراليــة
    لا حزبيـــــة و لا شموليـــــة …… تعدديـــة فكريـة و سياسيــة
    لا دينيـــــة و لا طائفيـــــة …… دولـــة مدنيــــة تقدميــة
    لا عربيـــــة و لا إفريقيـــــة …… هوية سودانية أصالة و خصوصيـة
    لا دكتاتوريـــة و لا تسلطيـــــة …… حكومة وحــدة وطنية توافقيــة
    لا إنتهاكـــات و لا قهريـــــة …… حريـات و حقوق إنسان أساسيــة
    لا تجـــاوزات و لا عشوائيــــة ….. سيــادة قانــون و مؤسسيــة
    لا تخبـــــط و لا فوقيــــــة ….. إدارة رشيدة بخطط إستراتيجيــة
    لا ارتجاليــــة و لا جزئيـــــة …… معالجات عادلة و حلول جذريـــة
    لا إنقلابــــات و لا إنتفاضــــات …… تداول سلمي بضمانات دستوريــة
    لا تزويـــــر و لا تزييـــــف ….. إنتخابــات نزيهــة و شفافيــة
    لا حـروب أهلية و لا نـزاعات قبليـة ….. سلام شامــل و وحـدة وطنيــة
    لا أزمات اقتصادية و لا ضائقة معيشيـة …..تنمية مستدامة و رفاهيـة اجتماعيـة
    لا ظلــــــم و لا طغيـــــان …… عدالـــــة و ديمقراطيـــة
    لا تمييـــــز ولا تهمـــــيش ……. مســـــاواة و حريـــــة
    لا إقصــــاء و لا إستعـــــلاء …. تشكيلــة عرقيـــة و ثقافيــة
    لا إحتكــــار و لا إستحــــواذ ……. قسمة عادلـة و مشاركة حقيقيــة
    لا محابـــــاة و لا محسوبيــــة ……. كفـــــــاءة و تخصصيــة
    لا أفضليــــة و لا طبقيــــــة ……. مسـاواة و عدالــة إجتماعيــة
    لا جهـــــل و لا رجعيـــــة ……. معرفة وثقافة و تكنولوجية علميــة
    لا تطــــرف و لا إرهـــــاب …… تعايش أديان و طــرق مذهبيــة
    لا اعتـــــداء و لا تدخــــــل …….. حسن جــــوار و حياديـــة
    لا صــــراع و لا صــــــدام …….. حوار حضارات من أجل الإنسانية
    لا محوريــــة و لا تبعيـــــة ……. إستقلاليـة و سيـــادة وطنيــة

    تأليف إبراهيم إسحاق عمر الأنصاري ….

  3. الاخوة في ادارة الراكوبة الكرام
    تحية طيبة
    واشكركم علي نشر مقالي اعلاه ..و اود ان اشير الي انه لم يتم نشر القصيدة المرفقة مع هذا المقال وهي قصيدة بعنوان ( لاءات الشعب) وهي مرتبطة ومكملة لموضوع المقال …. ونرجو نشرها حتي تكتمل موضوع المقال والهدف من كتابته ونشره.
    وشكرا

  4. لاءات الشعب

    لا عرقيـــــة و لا قبليــــــة ……… أمــــة واحـــدة سودانيـة
    لا عنصريـــة و لا جهويـــــة …. دولـــة واحــــدة قويــة
    لا أحاديـــــة و لا مركزيـــــة ….. حكومــة قوميـــة فدراليــة
    لا حزبيـــــة و لا شموليـــــة …… تعدديـــة فكريـة و سياسيــة
    لا دينيـــــة و لا طائفيـــــة …… دولـــة مدنيــــة تقدميــة
    لا عربيـــــة و لا إفريقيـــــة …… هوية سودانية أصالة و خصوصيـة
    لا دكتاتوريـــة و لا تسلطيـــــة …… حكومة وحــدة وطنية توافقيــة
    لا إنتهاكـــات و لا قهريـــــة …… حريـات و حقوق إنسان أساسيــة
    لا تجـــاوزات و لا عشوائيــــة ….. سيــادة قانــون و مؤسسيــة
    لا تخبـــــط و لا فوقيــــــة ….. إدارة رشيدة بخطط إستراتيجيــة
    لا ارتجاليــــة و لا جزئيـــــة …… معالجات عادلة و حلول جذريـــة
    لا إنقلابــــات و لا إنتفاضــــات …… تداول سلمي بضمانات دستوريــة
    لا تزويـــــر و لا تزييـــــف ….. إنتخابــات نزيهــة و شفافيــة
    لا حـروب أهلية و لا نـزاعات قبليـة ….. سلام شامــل و وحـدة وطنيــة
    لا أزمات اقتصادية و لا ضائقة معيشيـة …..تنمية مستدامة و رفاهيـة اجتماعيـة
    لا ظلــــــم و لا طغيـــــان …… عدالـــــة و ديمقراطيـــة
    لا تمييـــــز ولا تهمـــــيش ……. مســـــاواة و حريـــــة
    لا إقصــــاء و لا إستعـــــلاء …. تشكيلــة عرقيـــة و ثقافيــة
    لا إحتكــــار و لا إستحــــواذ ……. قسمة عادلـة و مشاركة حقيقيــة
    لا محابـــــاة و لا محسوبيــــة ……. كفـــــــاءة و تخصصيــة
    لا أفضليــــة و لا طبقيــــــة ……. مسـاواة و عدالــة إجتماعيــة
    لا جهـــــل و لا رجعيـــــة ……. معرفة وثقافة و تكنولوجية علميــة
    لا تطــــرف و لا إرهـــــاب …… تعايش أديان و طــرق مذهبيــة
    لا اعتـــــداء و لا تدخــــــل …….. حسن جــــوار و حياديـــة
    لا صــــراع و لا صــــــدام …….. حوار حضارات من أجل الإنسانية
    لا محوريــــة و لا تبعيـــــة ……. إستقلاليـة و سيـــادة وطنيــة

    تأليف إبراهيم إسحاق عمر الأنصاري ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..