هدف ملعوب وسادن مغلوب

عندما تقول وسائل الإعلام الحكومية أن المرتبات ستزداد بنسبة 30% بعد تشكيل حكومة المؤتمر الوطني،فاعلم بأن التضخم وارتفاع الأسعار سيصل إلي 60%،وهكذا تربح الطفيلية 30%،ويخسر الناس 30% من مرتباتهم،وهو مسلسل يسمي(النهب المصلح)علي وزن الفول المصلّح والقصة الشهيرة الحقيقية .
في أوائل التسعينات أراد واحد من مسؤولي انقلاب يونيو أن يحدد أسعار الأطعمة بمطاعم الخرطوم،فوضع قائمة بسعر الأصناف المختلفة كالعدس والبيض واللحوم وخلافه،ولم ينسي الفول حيث وضع سعراً قدره كذا لصحن الفول المصلّح.
ولما كان تعريف كلمة(مصلّح)غير موجود في قاموس(المنجد)لصاحبه منير البعلبكي،فقد بات الأمر بحسب مزاج أصحاب المطاعم،فتطلب انت الزبون الفول المصلّح فيأتيك فول سادة وعلي سطحه حبة جرجير،وعندما تحتج يقال لك هذا هو الفول المصلح.وفي رواية أخري شوية بصل مهروس بدلاً عن الجرجير،وعندما ترتفع أسعار البصل ينقلب إلي شوية عجور،وهكذا وهي سمات العجز الإداري،التي تولد القرارات العجيبة.
ما وراء حكاية زيادة العلاوات وليس المرتبات قصة بطلها المؤتمر الوطني،وكاتب السيناريو فيها صندوق النقد الدولي.
تزداد العلاوات وليس المرتب الأساسي حتي لا تدخل الزيادة في المعاش مستقبلاً،ولنقل بنسبة 30%،ثم تصدر بعدها القرارات الحكومية برفع أسعار المشتقات البترولية والقمح بحجة رفع الدعم،وسيوافق البرلمان الجديد عليها،بعد ان يقدم وزير المالية خطبته العصماء عن سير أداء الموازنة،وعجزها،وتشوهاتها،وما شابه ويطلب من النواب(ونصفهم سيكونون نائمين لأن نوم النائب عبادة)الموافقة علي زيادة أسعار تلك السلع بواقع كذا في المية.
وعندما يطلع الصباح يفاجأ الناس بأن زيادة ال30% اتلحست مع زيادة سعر اللبن ناهيك عن الرغيف والبصل والكسرة واللحوم والزيت وغيرها من ضروريات الحياة.
ومن تضريبات الطفيلية أنها عندما تخسر 500 مليون جنيه في زيادة العلاوات،ستربح 5 مليار جنيه من زيادة الأسعار،وقس علي ذلك بقية ما تسمي(بالبشريات)التي تعلن عنها وسائل إعلام السدنة والتنابلة.
البشريات الحقيقية لشعبنا هي تخفيض سعر الرغيفة إلي قرش واحد،ورطل السكر إلي جنيه واحد،وصحن الفول المصلّح بربع كيلو جبنة إلي جنيه واحد،وإلغاء أي رسوم علي العلاج والتعليم في المؤسسات الحكومية،وهي بشريات ممكنة متي ما انخفضت ميزانية الأمن والدفاع من 13 مليار جنيه إلي 3 مليار جنيه،لتذهب ال10 مليار إلي ما يهم الناس.
ولكن هذه البشريات،لا تأتي تلقائية،بل يسبقها تسخين الأجواء،حتي لا يهدأ للسدنة أي بال،لو(طفوا)المظاهرات في مدني،تندلع في شارع كرري جنب العدني،ولو سار العسكر نحو المناصير،تنفتح جبهة جديدة في البسابير،ولو استعان التنابلة بالجنجويد،ينازلهم عمال السكة حديد.
دخلت المباراة السياسية وطرفيها المعارضة والحكومة،إلي شوطها الثاني،ومع ان فريق الحكومة،لديه تفاهمات مع الحكم،يعني تفاهمات في شكل(ظرف سمين)،واستنفد تبديلاته،إلا ان إحتياطي المعارضة الآن علي الخط في عملية تسخين،والهدف يأتي في ربع الثانية كما كان يقول(علي الحسن مالك)،كورنر مصلّحة وضربة رأسية في التمانيات،والسدنة ونظامهم إلي سلة المهملات.
[email][email protected][/email]