معايير و مواصفات

:: على سبيل نموذج.. قبل أسابيع، أغلقت السلطة الصحية بالخرطوم أشهر مطاعم شارع النيل، ثم أصدرت بياناً يؤكد أن المطعم خالف (البنود الصحية)، ثم شرح البيان البنود التي خالفها المطعم بالنص القائل : المدخل غير جيد، فتحات مياه الغسيل بلا غطاء، التهوية الصناعية غير كافية و تراكم الزيوت على ارضية المطعم، وهكذا.. وما لم يكن طبيعياً أن وكالة السودان للأنباء هي نشرت حدث الإغلاق و بيان السلطات الصحية، ولذلك تساءلت : منذ متى تنشر وكالة سونا للأنباء الأخبار والأحداث ذات الصلة بمخالفات المطاعم والكافتريات و ستات الشاي ..؟

::ومرت الأيام، و إلى يومنا هذا، لم يحاكموا صاحب هذا المطعم..والأدهى والأمر، لم يغلقوا المطعم بالنيابة والمحكمة كما ينص القانون..ولكن المؤسف في الأمر أن الرسالة وصلت، وهي (التشهير ليس إلا)..نعم، ربما كان المطعم مخالفا لما أسموها بالبنود الصحية، وهذا يستدعي (العقاب القانوني)، ومن واجب الصحف ( نشر الخبر)، ليتعظ أصحاب المطاعم الأخرى.. كل هذا لا خلاف عليه.. ولكن، هذا لم يحدث..بل تم التشهير بالمطعم وصاحباه عبر وكالة سونا وكل الصحف، ولم يتم إغلاق المطعم يوماً أو أسبوعاً، ولم يقدموا صاحبه للعدالة..صمتوا، وكأن الغاية كانت هي التشهير و إشانة السمعة، وليس المحاسبة والإصلاح..و لذلك لايخطئ من يحلل هذا الحدث بما يشير إلى أن هناك – على بعد مائة متر غرب أو شرق المطعم – يقف صاحب ( مصلحة خاصة)..!!

::وكثيرة هي النماذج ، أي حرب المصالح الخاصة في الحياة العامة لم – ولن – تتوقف.. ولذلك، عندما تُعلن وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن إغلاقها مدارس خاصة ( 30 مدرسة)، وبعض رياض أطفال لعدم مطابقتها للمعايير والمواصفات العلمية و لمخالفتها (شروط الوزارة) ، فقبل التهليل والتكبير والتصفيق، علينا أن نسأل وزارة التربية والتعليم : (ما هي شروطك ومعاييرك ومواصفاتك؟)..نسأل وفي الخاطر إكتشاف أولياء أمور التلاميذ قبل أشهر مدرسة ريان العشوائية بالكلاكلة وهي تخدع التلاميذ وأسرهم ب (إمتحانات مزورة).. وبالمناسبة وعدتنا الوزيرة بالإستقالة بعد إنتهاء الإمتحانات، ولم تف بالوعد ..!!

::والمهم، مع إعلان أغلاق المدارس والرياض المخالفة للمعايير والمواصفات والشروط العلمية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، كان على السادة بالوزارة توضيح هذه المعايير والمواصفات والشروط العلمية، وذلك ليبلغ أولياء الأمور عن كل المدارس والرياض المخالفة.. والمؤسف أن المدارسة العشوائية تلتزم بسداد رسوم التأسيس – وغيرها من الرسوم – لخزائن السلطات، ومع ذلك هي مدارس عشوائية وغير معترف بها..نعم، فالسلطات تعترف بالرسوم التي تدفعها تلك المدارس، ولكنها لاتعترف بالمدارس..وهذا لا يحدث إلا في السودان ..!!

::وعلى كل حال، نأمل أن تكون البيئة المدرسية الصالحة من المعايير التي لم تلتزم بها المدارس المخالفة، وكذلك الفصول وتهويتها وسعتها المانعة للتكدس والزحام، ثم كفاءة الإدارة وكادر التدريس والإجلاس المريح للطالب، وإكتمال الكتب و أدوات التعليم بما فيها المعامل بالثانويات..هل تلك هي المعايير والمواصفات التي خالفتها المدارس والرياض وأغلقتها وزارة التربية؟..إن كانت تلك المعايير والمواصفات مفقودة في المدارس والرياض التي تم إغلاقها، فالقرار الوزاري يستحق التهليل والتكبير والتصفيق..علماً لو تم تطبيق هذه المعايير العلمية والمواصفات المهنية على كل المؤسسات التعليمية في بلادنا، فلن تنجو من عقوبة الإغلاق حتى ( وزارة التربية)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ربما كان الموضوع كله رسالة تحذير من كوز أشد شراً إلى كوز أقل شراً (هذا إن كان في الدنيا كلها كوز “أقل شراً”)

  2. بالمناسبة ماذا حدث في قصة صاحب المطعم الذي كان يخلط اللحمة بالاسفنج في ام درمان وهل ماتت القضية غايتو يا صحفيين بقيتوا زي الاندروس تفوروا في قضية وبعد داك تهمدوا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..