العودة لسنة أولى إنقاذ ..!!

في شهر يونيو من العام ٢٠١٣ كان الأمير تميم بن حمد للتو قد فرغ من الاحتفال بعيد ميلاده الثالث والثلاثين.. والده الأمير حمد بن خليفة همس في أذن ابنه آن الأوان لتحمل المسؤولية.. الأمير المتقاعد كان قد تجاوز الستين عاما بقليل.. بالفعل في الخامس والعشرين من ذات الشهر تم تنصيب الأمير تميم أميراً على أغنى دولة في العالم من حيث دخل الفرد.. مضى الأمير الوالد بصحبة الحرس القديم إلى ما وراء المسرح يقدمون النصح والمشورة .
أمس كان الفاتح عز الدين رئيس البرلمان السابق يصف تنحيه من رئاسة البرلمان لخلفه الشيخ إبراهيم أحمد بقوله (ترجل الابن وتقدم الوالد).. ثم أضاف الدكتور الفاتح المنصور إن ولاية الرئيس خيار إلهي لأهل السودان.. ثم واصل الفاتح مسلسل الأدب السياسي قائلا لرئيس البرلمان الجديد ستجدني في مقام ابنك .
لا يبدو أن شيخ إبراهيم أحمد عمر سيكون الاستدعاء الأخير لرجل من الماضي.. في مجلس الولايات تم اختيار الأستاذ عمر سليمان وهو من مواليد الأربعينيات.. عمر سليمان هو الذي قاد عربة العميد (يومها) عمر البشير من جنوب كردفان حتى وصل الخرطوم ليذيع بيانه الأول في تلك الجمعة التي شيعت فيها التعددية والديمقراطية.. الشيخان عمر وعمر تقلبا في المناصب وشغلا المناصب السيادية والتنفيذية.. في مجلس الولايات كان العميد صلاح كرار يقدم نفسه بصفته أحد مدبري انقلاب الإنقاذ.. والرجل لم يستخدم كلمة انقلاب مزاحا ولكن ليذكر الناس أنه يستحق فوائد ما بعد الانقلاب لأن الفشل يومها كان يعني جز الرؤوس.
حتى على مستوى السياسات هنالك ارتداد.. في القريب العاجل سيتم تعيين عدد من الحكام العسكريين في مناصب ولاة كأنما الأيام تعود خمسة وعشرين عاما إلى الوراء.. في مجال الاقتصاد هنالك حديث هامس عن عودة بطاقات السلع التموينية.. سياسة الخصخصة قدم للأمام وأخرى للخلف.
في تقديري الاستعانة بالشيوخ تستهدف إزالة الحرج عن من يريدون مواصلة المشوار.. في العام ٢٠١٣ أجاز الحزب الحاكم وثيقة الإصلاح التي تقتضي تجديد الدماء في الحزب والدولة.. عبر تلك السياسة خرج علي عثمان ودكتور نافع علي نافع وأمين حسن عمر.. كان من المفترض أن تترجل كل القيادة السياسية ويتم إطفاء الأنوار كناية على نهاية تلك الحقبة.. لم يحدث ذلك الأمر بالشكل المخطط له.. بل على العكس تماما تم إبعاد رموز الجيل الذي كان من المفترض أن يحمل الراية.. بات أسامة عبدالله موظفا في شركة الراجحي العالمية والحاج عطا المنان رئيساً لنادي الهلال.. إزالة الحرج تقتضي إعادة بعض الشيوخ بمنطق عامل الخبرة السياسية.
بصراحة.. هنالك أزمة بديل مخطط لها بعناية في الإنقاذ.. هنالك جهة ما تترصد كل من يكون عليه الأمل في قيادة الحزب الحاكم.. حتى على مستوى الأحزاب يحاول الحزب الحاكم التعامل مع أحزاب ضعيفة وقيادات هشة حتى يخاف الشعب من القادم.. ولكن حواء السودانية ولود.
التيار

تعليق واحد

  1. فجر الخلاص

    يلا صلى فجرك فجر الخلاص اهو باح
    علي من قدرك خلى الغيوم تنداح
    غامت وما مطرت جوف الارض ما ارتاح
    لون الغبش اسود لونهم هناك صباح
    صبح الخلاص قرب
    نخلاتنا مانشفت تبت يدا الملاها جراح
    بويتاتنا ماانشقت الا بعد ما غشاها قراح
    بطيناتنا اللما شبعت بطنك مليتها فحاح

    صبح الخلاص قرب
    والليلة وين تنداح

    نصبت و اتنصبت يارقاص ياقرد الطلح
    تلاتين و شن سويت كل البنيتو جرح
    تلاتين وشن سويت قمحت الزرعنا قمح
    تلاتين وشن سويت خربت كل الصاح
    تلاتين و شن سويت وطنا مليتو جراح
    تلاتين و شن سويت كل العلينا فرح
    تلاتين وده السويت كل جسمنا قرح

    يلا امش ارحل
    يرحل معاك الهم
    يوقف نزيف الدم
    السلموا منك كم
    اوجعت كم موجوع واقمت كم ماتم
    ينفك اسر وطنا تانى يتلم
    يلا امش ارحل انشاء الله لا تسلم

  2. (البعاتي)
    يخرج من بين أطراف مقبرة (الاخوان) الاولي يحمل في يده سيخته التي كانت لازمة ايام الطلب وفي اليسري (صرة) فيها مساحيق وعروق الخلط والعجن التي نثرها حين كان واليا علي دارفور فشتت نسيجها الاجتماعي ايدي سبأ وأطلق جنجويدها والوصفة ذاتها ما يزال سمها باتعا والحاجة اليها ماسة فالانقاذ فعلت فعلتها ايضا في نسيج النخبة ودقت اسفين الخلاف بين السيسي وابو قردة فبعد ان كان الضرب تحت الحزام اصبح الان في العلن واللكمة القاضية يسددها( الطيب سيخة) معادا الي دارفور واليا لا شك تصحبه بركات شيخه علي عثمان الذي قبل اياديه منحيا امام الملا فتعديلات بدرية الخياطة سمحت بعودة ( البعاتي).
    صرير الريح والبرد القارس يخرج البعاتي فمن مقبرة الانقاذ الاولي يطل ( ديجانجو) قاطع اشجار النيل التي كانت وصلا بين ام درمان والخرطوم ويمني العقيد يوسف عبد الفتاح نفسه بقسمة الثروة والسلطة فان كان جعله سفارة او امارة فذلك كسب بعد هذا الموات وايضا يعود الفضل الي تعديلات بدرية الخياطة فقد مكنت الكاهن الاكبر من استدعاء ليس الخلايا النائمة وانما الميته روحا ايضا.
    ومن بين انقاض مقابر الاتحاد الاشتراكي البعيدة في التاريخ ومن عمق اربعة عقود تتوكأ د. فاطمة عبد المحمود (بعاتي) اخر تستدعيه تعديلات بدرية ليقف امام المذبح يباركه الحاخام ف (الجماعة) و( السدنة) من صلب نميري وهاهم السدنة دبت فيهم الحياة بعد تعديلات بدرية وجاؤوا تتقدمهم الدكتورة تهش بعصاها علي من بقي من قطيع السدنة فهم الاقدر علي اخراج الشيوعية من عقول مزارعي الجزيرة لاضحاك الحاخام والتامين علي رؤيته النافذه في اهل الجزيرة وفي مشروع الجزيرة.
    البشير يعشق تلك الاعواد فهو يفضل اعواد الثقاب التي سبق ان اشعلها فهو لم يعد يري في الجسم السوداني فرقا فقد مات ذلك الجسد في الصيف الساخن والان البرد القارس تفقد فيه الاطراف الاحساس فصار عند البشير الكل مثل المحكمة الجنائية استسلمت له كما ظنه وصار اللعب سهلا ميسورا ونسي ومن معه قدرة الله عز وجل الذي يغير من حال الي حال وبين غمضة عين وانتباهتها ونساله جلت قدرته بكلماته التامات وذكر طه ويسن وكل ايات القران ان يرد كيد البشير ومن معه وينقذ السودان من هذه المسوخ التي تعيد انتاج ذاتها كلما خبا ضؤها .
    وتقبلوا اطيب تحياتي.

  3. يا عبد الباقى انت قايل السودان منذ 30/6/1989 محكوم بالمؤسسات والدستور والقانون والحريات وفصل السلطات الخ الخ الخ؟؟؟
    يعنى انت تتوقع من حكم انقلب على الديمقراطية والقانون والدستور بقوة السلاح يعمل شنو؟؟؟
    انت قايل حكم الانقاذ زى حكم بريطانيا او امريكا او حتى اسرائيل او غيرهم من الدول الديمقراطية؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..