هل يتربص الحرس القديم بالحكومة في البرلمان؟

بسم الله الرحمن الرحيم
في الاجتماع الأول الذي عقده المكتب القيادي للحزب الحاكم..لم يتوصل المكتب إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة..ذلك رغم وجود لجنة مسبقة لترتيب أمر التشكيل الوزاري..وخرج الجميع متجهمين كما جاء في الأنباء..بل صرح الرئيس للبرلمان بأنه لا توجد أخبار..وسُرب أن ابراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان ..كان من أكثر المقاومين للحرس القديم.. واحتاج التوصل إلى التشكيل ثلاثة اجتماعات عاصفة ..ليستقر التشكيل على ترهل وزاري وجد انتقاداً من البداية..لكن معظم الحرس القديم كان خارج التشكيلة..وإن لم تخل منهم..
وتأتي أهمية ملاحظة غيابهم من أن الترشيح لدوائر البرلمان .. كان حافلاً بهم..حتى استيأس الناس من أي تغيير ذي معني..وإذا استصحبنا قراءة الاستاذة النابهة شمائل النور والاستاذ رزق..فإن التشكيل قد انتهى من الحزب بتسليمه لابراهيم محمود المنشغل لفترة طويلة بالأعباء الوزارية..كما انتهت الحركة الاسلامية بإيلاء أمرها للزبير..ما يعني حسب شمائل بأن الرئيس قد تأبط المنظومتين لضعف قمتهما..وإن آخر رموز الجبهة قد أزيح بهم حسب رزق..
ولأنه لا توجد سياسة بلا صراع ..ومع خلو البرلمان من معارضين ذوي خطر..فإن الراجح أن القطة لن تجد إلا بنيها لتقتات بهم..حيث لا يمكن تصور سكوت الحرس القديم على ما لحق بهم .. وبحكم معرفتهم بأدق التفاصيل عن حزبهم وحكومتهم وأفرادها..فإن حرب الوثائق لن تكون كافية هنا ..بل سيكون التربص بالحكومة وتعطيل كل إجراء أو تحرك يؤثر في مصالحهم الشخصية التي تعهدوها بالبناء طوال فترة مكوثهم ..من أهم سمات المرحلة القادمة ..وستكون دعاوى تقوية البرلمان ودوره..وعدم وصمه بالتبعية للجهاز الحكومي والاكتفاء بدور البصم على ما يأتي من الجهاز التنفيذي برئاسة رئيس الجمهورية هي الذريعة في ذلك .وهكذا سيوحَى للناس أن البرلمان إنما يقوم بدوره الرقابي بفعالية افتقدها طويلاً..بينما الواقع تحرُكُه بالنكاية على الرئيس والحزب.. ومن الخطل الظن بأن رواتب المجلس وامتيازاته التي تمثل مجرد دريهمات للكثيرين منهم ..ستكون غاية مبتغاهم..فنافع لم يكن ليصرح بأن إحالة زوج ابنته للمعاش مفاجأة سارة..لو لم يكن ضامناً للبلاوي التي جهزها له لمواصلة حياة مرفهة..ولا يعقل أن صلاح قوش لم يكن يفكر في طلوع الكفر مرة أخري بعد أن أزيح بخطوات مهينة..ولم يكن صلاح كرار ليصرج بأنه غير نادم على المشاركة في الانقلاب وأنه فخور به نظير ما يضاف إلى حسابه المصرفي بنهاية الشهر..وإذا قدر للمعارضة أن تستفيد من هذا الواقع ..فلا يستبعد أن يطفو على السطح في لحظة مناسبة ..طالبو النجاة من السفينة الغارقة ..حيث لن تكون لهم قناعة ابن نوح وقتها .. بل التشبث بنعيم الفانية..لحظة تيقنهم من اقتربهم من أبواب الآخرة .
[email][email protected][/email]