بين أيلا وأردوغان

لطمة التنبيه التي تلقاها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التركية أول أمس بفقدانه للأغلبية البرلمانية التي ظل يتمتع بها منذ أكثر من عشر سنوات كانت بمثابة رسالة تنبيه قصيرة من الشعب التركي الذي شارك أردوغان حلمه المشروع في بناء تركيا كقوة اقتصادية بارزة والذي استطاع هذا القائد الملهم أن يحققه بإنجاز طفرة شاملة في فترة وجيزة، والرسالة تقول إن الشعب التركي لم يكن معنياً بفكر أردوغان بقدر ما هو معني بما حققه له أردوغان من مكاسب عظيمة وتقدم اقتصادي كبير وغير مسبوق في تاريخ تركيا الحديث، كما شهدت تركيا أيضاً استقراراً سياسياً ملحوظاً.. لكن توجهات الرئيس التركي مؤخراً ودخوله في تجاذبات المنطقة وأوحالها كانت قد كونت مخاوف لدى الشعب التركي من ضياع ما تحقق له، فجاءت نتيجة الانتخابات محبطة لأردوغان وحزبه الذي فقد أغلبيته في البرلمان محرزاً نسبة 41 بالمائة تجعله فقط متفوقاً على الآخرين لكنه يحتاج لتحالف سريع ينقذ به موقفه.. وهذا الذي حدث لحزب العدالة التركي يؤكد أن المحك والفيصل لكسب أو خسارة رضا الجماهير في هذا الزمان يرتبط فقط بالنجاحات والمكاسب التي تتحقق للشعب على مستوى الاستقرار والتنمية وليست التوجهات الفكرية والأيدلوجية التي لا تشفع لصاحب الإنجاز نفسه للعبث بها بعد تحقيقها.
معادلة قياس الرضا بالقدرة على الإنجاز غض النظر عن التوجهات الفكرية والأيدلوجية هي التي دفعت بالكثير من الأصوات المعارضة السودانية والشباب الساخط على الحكومة في الأسافير من أبناء ولاية الجزيرة خلال اليومين الماضيين دفعت بهم للاستبشار والتفاؤل بتعيين السيد محمد طاهر أيلا واليًا لولاية الجزيرة، ليس تناقضاً مع موقفهم السياسي، لكن بحسب نظرتهم لتجربة أيلا في ولاية البحر الأحمر غض النظر عن موقفهم السياسي الكلي من نظام الإنقاذ، لأن هناك لحظة وعي تفرض عليك أن تتحلى بالدقة والموضوعية في تقييم الموقف وهذا الوعي يتوفر عند الكثير من الشباب المؤيد والمعارض.
فمنصب الوالي ليس منصباً سياسياً فقط بل هو منصب سياسي وتنفيذي وخدمي.. ولو كان هناك إنجاز تنموي وخدمي متفرد وإمكانيات خاصة تميز شخصاً عن الآخر على مستوى قدراته في إدارة الحكم وإيجاد الحلول وتحقيق النهضة فإن ذلك يفرض على من يمارسون السياسة أياً كانت مواقفهم لأجل المصلحة العامة، مصلحة أهل السودان، أن يدعموا الأصلح والأنجح والأنسب غض النظر عن انتمائه الحزبي والسياسي، وأنا هنا لا أتحدث من موقف محدد تجاه والي الجزيرة الجديد محمد طاهر أيلا.. مؤيداً أو معارضاً له لكنني أحاول عقد هذه المقارنة للمقاربة بين حالة الترحيب بأيلا في الجزيرة والتي تجاوزت حدود مناصري الحكومة وبين تراجع موقف أردوغان وحزبه بسبب ما يعتقد الشعب التركي أنها توجهات بدأ يتخذها تهدد مكاسبهم ومصالحهم ومصالح بلادهم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
صدقت اخي جمال وهذا ما كنت اقوله يوم اعترضنا علي الانقاذ فيما فعلت بالبلاد وكنت اقول دائما كمواطن لا يهمني من يحكمني ايا كان المهم من يقدم لي خياة واستقرار وخدمات وكنت اقول لمخالفي ان الانسالن يريد ان يعيش لا يريد ان يفكر قبل ان يعيش لذلك انتقدت الانقاذ ولا زلت …الانقاذ جاءت تنقذ السودان مما كان فيه وفيه كان 4انواع من زيت الطعام انتاج محلي وفيه كانت مخازن الميناء مليئة بالصادر النافع وفيه كان التعليم يحث الخطي للاصلاح اكثر واكثر والصحة من اولويات الحكومات وكانت البواخر في ميناء بورسودان تقف 3شهور في النتظار دورها للدخول للميناء وكانت الميناء تعمل 24 ساعه وكان مشروع الجزيرة قابلا للاصلاح والامتداد وكانت سكه ملئ السمع والبصر و15باخرة في اعالي البحار بيعت خردة كلها ويوم وقوع الانقاذ خرجت 4بواخر تحمل سماد طبيعي صادرا والان ماذا تري جاءت الانقاذ وحاربت بفكر فضاع الفكر وضاعت التنمية وهاهو الحصاد والان فقط بعد 25سنة رجعوا لقفة الملاح و70مليار من البترول اين ذهبت !!!
المقارنة مجحفة وغير موفقة …حين تقارن اردغان بشخص يستثمر في خدمات الناس بما يعزز موقفه المالي .ويتظاهر كانه صاحب انجاز .ايلا مجرم بسبب تدميره للنسيج الاجتماعي ولم يستطيع توفير مياه لسكان الولاية وتوقفت المصانع في زمانه .وانه عمل علي بيع مدراس للاستثمار الطفيلي ..اما سكان الريف فاوضاعهم ماساوية .