شهر الروح وتشذيب الشهوات ..

شهر رمضان .. الذي بالرغم من أنه يوحدنا جميعا عبادةً وتراحماً، ولكن له في كل بقعة من بقاع الاسلام نكهة ومذاق خاص، وغالباً ما تقوم المرأة بصنع هذه النكهة كما في السودان، ولعل نكهته في السودان تبين في أننا نستعد لزيارته الكريمة لنا قبل حوالى الشهرين من حلوله ضيفا كريماً، وذلك من خلال مشروب «الحلومر»، ذاك المشروب المحلي الصنع الذي لا يخلو منه بيت من البيوت السودانية داخل السودان أو خارجه، والذي تقوم نساء السودان باعداده قبل فترة ليست بالقصيرة من شهر رمضان، ليس لتخزينه ولكن لإرساله الى الاحباء بدول الاغتراب والمهجر، تصديرا لنكهة رمضان السودانية لهم، هذه النكهة التي تحرص الجدات على تعليمها ونقل طريقة صنعها لحفيدات النت!!
وهي صناعة لو تعرفون ليست بالسهلة، لأنها تمر بعدة مراحل تنتهي بعملية انضاجه على تلك النار الملتهبة والتي تشارك فيها نساء الحي ـ خاصة الاحياء القديمة ـ جميعهن. ولعل حرصهن على قيام تجمعهن النسائي الاجتماعي هذا هو ما جعل «الحلومر» بلونه المائل الى الحمرة الداكنة وطعمه الذي يجمع بين النقائض من بهارات إلى سكر ـ والذي يبدو انه يعبر عن المزاج السوداني ذا التركيبة المتباينة ـ وهكذا نجد ان المرأة هي من تقوم بتهيئة أفراد اسرتها للدخول في اجواء رمضان الذي تستمتع به على الرغم من زيادة أعباء الأعمال المنزلية عليها، مما يؤدي إلى وجودها أغلب الوقت داخل مطبخها الذي تعتبره مملكة خاصة بها، بل أننا نجد حتى النساء العاملات يحرصن على أن يؤدين واجباتهن المنزلية في رمضان دونما نقصان، الشيء الذي يجعلنا نسأل السؤال المشاكس التالي:
ـ هل سأل أحدكم نفسه كيف كان يمكن أن تكون شكل الحياة دون النساء؟
وأخيراً نقول لكل الأمة الإسلامية عامة رمضان كريم.
وكل عام وأنتم بخير لنسائها اللائي يحرصن على أن يأخذن من فضل الشهر الكريم عبادة مواظبة على صلاة التراويح والتهجد في العشر الأواخر من الشهر الكريم الذي جعل القلم منا يتكئ اتكاءته الروحانية الرمضانية هذه التي بعنوان: إليها!!
قالت لي متعجبة:
من أين أتى هذا التراب الذي يعلو جبينك؟!
فأجبتها:
لقد كنت أصلي على الأرض
فوسوستني مستنكرة بحدة وآنفة:
على الأرض ….. وتلك السجادة الأعجمية الناعمة الموطئ لمن اشتريناها إذن ..إن كنت تعفرين جبينك بالتراب !!!!
امسحيه امسحيه قبل أن يراه عليك أحد.
فرددت عليها بكل هدوء:
على الأرض أصلي من حين إلى آخر ليتعفر ويتعرف جبيني على أصله فدعي عنكِ التعجرف.
فبُهِتَتْ

رندا عطية
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..