انقطاع المياه في بلاد النيلين!!

*هذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها أحياء كثيرة في ولاية الخرطوم إلى انقطاع إمداد المياه منها ولفترات طويلة بعد أن اعتاد المواطنون على حالات انقطاع الكهرباء التي عادت تقلقهم في هذا الصيف القائظ.
*عادت أصوات المواطنين تجأر بالشكوى في المناطق التي تعرضت لانقطاع الإمداد المائي لفترات طويلة مثل العشرة والصحافة والحلفاية والدروشاب ببحري والأزهري بالخرطوم والفتيحاب والصالحة بامدرمان، وبلغ سعر برميل المياه في بعضها أكثر من ستين جنيهاً.
*كتبنا أكثر من مرة متحسرين على استمرار هذا العجز الفاضح عن توفير المياه للمواطنين في وطننا الذي أنعم الله عليه بنهر النيل بشقيه الأزرق والأبيض، لم نحسن إستغلاله.
*لا أريد المقارنة بين وضع المياه في السودان وبعض الدول الأخرى لكنها المفارقة الغريبة التي جعلتني إبان أدائي شعائر الحج في عام مضى أندهش من كميات المياه المتوافرة في المملكة العربية السعودية التي كانت صحراء جرداء قبل تتنزل عليها بركات الرحمن الرحيم.
*تعمق إحساسي بالمفارقة الغريبة عندما وجدت أن أستراليا القارة بكل الاحتشاد البشري الذي يفد من كل حدب وصوب تعتمد على الأمطار في توفير المياه الصالحة للشرب ومن المواسير مباشرة دون تكبيد المواطنين مشقة وكلفة شراء “مياه صحة” كما في بلادنا.
*مرة أخرى لم أقصد المقارنة بين السودان وهذه الدول لأنه على العكس تماماً السودان يملك ثروة مائية ضخمة ومع ذلك يعاني مواطنوه بصورة منتظمة من شح المياه ومن عدم القدرة على تنقيتها من التلوث الذي يسببه الإهمال واللامبالاة.
*الآن تتجدد شكاوى المواطنين وترتفع أصواتهم في كثير من احياء العاصمة المثلثة مطالبين بتأمين انسياب الإمداد المائي لهم فهل يجدون أذناً صاغية ومعالجة جذرية؟.
للأسف فقد ابتلانا الله بحكومات تافهة ودون طموحاتنا منذ الاستقلال وحتى الآن ..
هذا تجسيد عملى لغياب التخطيط والرقابة والمتابعة والمساءاة فعند غياب هذه العناصر فى الأدارة يتحول كل مشروع الى (كشوش) لأفائدة ترجى منه سوى صرف الرواتب والأمتيازات واستغلأل العربات الحكومية ….. مصلحة المياه تأخذ حقها مقدما سواْء استهلكنا ماء او لم نستهلك وهذه ميزة تنفرد بها هذه الأدارة دون سواها على مستوى العالم المعاصر وبهذه الخاصيةيفترض ان تقدم للمستهلك مياه صحية نقية فى انابيب من الرجاج الصافى و ليس كمانشاهد مياه ملوثة فى مواسيرصدئة وحتى دى ذاتها استكثرتها على زبائنها …….قال ايه قال عايزين يعملوا طاقة نووية …… والله البلددى بقت مشخبطة شديد دايرة تتمسح باستيكة جديدة ثم يعاد رسمها بطريقة أفضل … اذا تكدس ثلث سكانها فى العاصمة يمارسون السمسرة وغسيل السيارات ومسح الأحذية وبيع المياه والسرقة والنهب والوساطة وبعد ذلك عايزين الخبز والمياه النظيفةوالخدمات الراقية و السلطات كلما أتى فوج تسرع الى توزيع الخطط الأسكانية فى الأودية ومجارى السيول ولأ ترى بأسا فى ذلك دون النظر الى توفير خدمات مرافقة فالهدف هو الحصول على ايرادات تغطى التكاليف الأدارية رواتب عربات حوافز ….الخ هذا والله المستعان على ما يصفون .
هذا نتاج تفريغ الريف من المنتجين وازدياد الضغط على المدن خاصة الخرطوم وطبعا هذا ناتج من الانقلابات العسكرية والعقائدية وكل واحد فيهم بيفتكر انه عبقرى زمانه ويقود الناس مثل القطيع مع انه الديمقراطية بى سجم رمادها جماهيرها فى الريف وبيستمعوا لشكاويهم خاصة فى خدمات المياه والرى والصجة البشرية والحيوانية والتعليم الخ الخ ولو الديمقراطية استمرت بى سجم رمادها كان احسن للبلد لان المواطن فى الريف والمدن هو البيخوف الحكومة وليس العكس لان صوته مهم والديمقراطية فيها القانون والمعارضة ومنظمات المجتمع المدنى والقضاء المستقل والصحافة الحرة مرآة المجتمع!!!
كسرة ثابتة: الف مليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى وسخ ابن كلب وابن حرام عاهر وداعر عطل التطور الديمقراطى فى السودان واقسم بالله ان جزمة النظام الديمقراطى بى سجم رماده اشرف واطهر من اى نظام عسكرى او عقائدى والله على ما اقول شهيد !!!
كالعيس في البيداء يقتلهما الظمأ ،،،،،،،،،والماء فوق ظهورها محول.
خيبة الأمل والرجاء ، والرماد كال حماد، وعشم إبليس في الجنة،أن يشرب الناس في الخرطوم من النيلين.