ثلاث قضايا اضافية لوالي شمال دارفور الجديد

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تهناة المهندس عبدالواحد يوسف لتوليه المسؤولية الولائية لشمال دارفور ينبغي ان نشيد بنهج الشوري الذي عطر به علاقته بابناء الولاية في الخرطوم الذين اعتقد انهم اصحاب خبرات واسعة يمكنهم مده باراء وافكار مفيدة تساعده علي قيادة الولاية بنجاح غير مسبوق هذا من جانب ومن الجانب الاخر فان هذا النهج قطعا يساعد علي توطين الثقة وتمتين العلاقة بالمثقفين مع خلق الشعور بالتفاؤل بعد الاحباط الذي اصابهم سنين طويلة علاوة علي انه يجدد زراعة الامل في قلوبهم ببداية عهد يبشر بالامن والعدل والتنمية
لقد قرأت خبر لقاء الوالي بابناء شمال دارفور من خلال المقال الجيد الذي كتبه مشكورا الاخ عزالدين علي دهب في صحيفة الراكوبة الالكترونية بتاريخ 11 يونيو 2015 الذي اشار الي ان عددا مقدرا من مثقفي ابناء شمال دار فور لبوا دعوة الوالي مما يدل علي انهم متفائلون بقدومه املا في حل معضلات الولاية التي استعصت علي الاخرين ممن سبقوه . ورغم اشادتي بنهج الوالي المشار اليه الا انني اؤكد للاخ المهندس عبدالواحد ان تولي مسؤولية شمال دارفور ليست نزهة لان تركة المشاكل التي خلفها الوالي السابق رهيبة لذا فالمسؤولية عصية تحتاج الي شدة وصرامة واصرار وعزيمة قوية وحيادية تامة لازالة الامراض العضال التي اصابت الولاية وعلي رأسها ” الانفلات الامني ” الذي نتج عنه دمار شامل للمجتمع وانهيار كامل لهيبة الدولة بحيث اصبح الجنين في بطن امه يشعر بالخوف وعدم الاطمئنان لأن هناك من المتفلتين والخارجين علي القانون الطلقاء ممن لا يترددون في قبر بطن امه بعيار ناري او بالسونكي او باغتصاب الام ليقضي علي حياة الجنين قبل ان يري النور . لذا لو نجح الوالي الجديد في اعادة هيبة الدولة وتأمين سلامة المواطن في نفسه وعرضه يكون فائزا عند الله سبحانه وتعالي الذي ذكر الامن قبل كل شيئ لأن الأمن يوفر الطمأنينة للانسان لكي يعبد ربه بغير وجل ممن سواه فقد وردت في أياته الكريمات ذكر الأمن ” لايلافي قريش الافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ” وكذلك الايات ” ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين ” فالكلمات ” أمنهم من خوف واذا مسه الشر جزوعا ” تؤكد ان اعظم نعمة للانسان هي توفر الامن علي حياته وعرضه وممتلكاته والا فلا قيمة بتاتا للحياة .
حسنا فعل السيد الرئيس بحضه الولاة الجدد علي الاهتمام بثلاث قضايا وهي( توفير الامن والعدل بين الناس وتوفير الخدمات الاساسية)
ولاشك ان هذه قضايا اساسية وسيهتم بها الولاة ولكن اخي الوالي اسمح لي ان اضيف للائحة الرئيس ثلاث قضايا اخري هامة ذات خصوصية لشمال دارفور.
الامر الاول : العمل علي اغاثة النازحين في المعسكرات بتوفير الحد الادني من الغذاء الذي يسد رمقهم ويحفظ أدميتهم واسباب بقاءهم احياء فالجوع كافروقد يكون سببا للنهب والتفلت قال سيدنا علي رضي الله عنه ” لوكان الجوع رجلا لقتلته ” . وبدون ادني شك في ان الدولة تعلم ان اكبر معسكرات تضم النازحين في السودان هي في شمال دار فور ( ابو شوك وزمزم وطويلة الخ ) وما تم حتي الان من اغاثة نذر يسير واحوال هؤلاء لا يسر حتي العدو ناهيك عن شخص ولاه الله لرعايتهم فهذه قضية مسؤولية ربانية فاذا ماتوا من الجوع ناهيك عن المرض فالسؤال عن عدم اغاثتهم يواليك عند الله فتأمين الغذء لهم ضرورة دينية واخلاقية فعليك به .
الامر الثاني : شر البطانة الهتافة المضللة : اعتاد نفر من الناس في الفاشر علي التقرب زلفي للحاكم بالتطوع بنقل معلومات مضللة عن الناس والمجتمع بغرض ترضية الوالي وايجاد الحظوة عنده ولتحقيق مصالح شخصية وهكذا خلقوا فتنا ساعدت علي ظهور خلافات عرقية وصدامات قبلية ادت الي اقتتال ازهقت فيه المئات من الارواح لذا اتمني ان لا يفتح الوالي تكية في منزله لقطع الطريق للبطانة المضللة . هذا وبالتأكيد فان طلب النصح الايجابي لمصلحة المجتمع والاستنارة بالرأي المفيد من اصحاب الخبرات الواسعة امر حميد ومفيد اذا استوجب نطاق التصدي للقضايا ذلك وفي هذا الاطار فاني اري ان اصدق اثنين ملمين تماما باحوال دار فور وشئون الولاية يمكن الاستفادة من خبرتهم هما : 1) الوالي الاسبق لشمال دار فور الفريق ابراهيم سليمان حسن لخبراته الكثيرة في الشؤون العسكرية والامنية والادارية وصدقه في قول الحق .
2) الشيخ حماد عبدالله جبريل رجل الادارة الاهلية صاحب الخبرة الواسعة في شئون الادارة الاهلية والنزاعات القبلية والمصالحات ولموقفه المحايد دوما في مجتمع دار فور .
الامر الثالث : ضرورة التشدد في محاربة النعرات العرقية والقبلية : ان مجتمع دار فور لم يعرف في تاريخه السابق الصراعات العرقية فالكل كان يحترم الاخر ويقبله بصرف النظر عن قبيلته او عرقه . ويبدوا أن اللعنة اصابت اهل دارفور فخلال العقد الاخير انحدرت المفاهيم في مجتمع دار فور لمستوي مفاهيم عهد الجاهلية وظهرت مليشيات عرقية مارست أسوأ انواع الاعتداء الهمجي بقتل ونهب المدنيين الابرياء والاعتداء علي النساء بالاغتصاب والحاق الاذي الجسيم بالكل . وبسبب هذا التصرف الجاهلي حدث انفراط امني لم يسبق له مثيل انهارت بسببه قيم الاسلام وتبع ذلك انحلال رهيب في اخلاقيات المجتمع وتمزق شامل للنسيج الاجتماعي الدار فوري واعتقد أن الله سيرفع الرحمة والبركة من مثل هذا المجتمع الذي لا يتق الله في خلقه قال سبحانه وتعالي ” ولو ان أ هل القري أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ”
اخي الوالي عليك بمحاربة النعرات العرقية القبلية تثبيتا للعدل واعلاءا للدين وعليك باجراء مصالحات قبلية حقيقية وليست صورية وبتنفيذ مقررات تلك المصالحات بدقة والالتزام التام بعدم تبني الدولة دفع الديات عن المجرمين بل الزام القبائل ومرتكبي الجرائم بدفع الديات وعليك الاخ الوالي بالاجتهاد في رتق النسيج الاجتماعي الذي تمزق ليقبل الناس علي بعضهم للعيش في تراضي ووئام لان موارد دار فور كافية للجميع اذا تخلي الناس عن الانانية . واعتقد ان ألياتك في هذا العمل اولا يقينك بالله وثانيا تمكين رجال الادارة الاهلية وتوعيتهم بواجبهم الديني وتحديد مسؤولياتهم ومحاسبتهم دون مجاملة اذا انحازوا وحادوا عن جادة الحق والعدل ولا تأخذك لومة لائم اذا أخذت المجرم بالشدة والبرئ بالرأفة والرحمة لأن الله سينصرك ما دمت سائرا في طريق الحق .
ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار…………………..اللهم هل بلغت فاشهد
بروفسير عبدالرحمن بشارة دوسة
الولايات المتحدة الامريكية
[email][email protected][/email]
اخى العزيز عهد الادارات الاهلية قد ولى.اين نصيب السلطة و الثروة لدارفور؟تحدث عن هذه الامور بدلا عن امور عفا عليه الزمن.تجراؤا و لو مرة لمواجهة هؤلاء المجرمين الظالمين.تريدون ان تكونوا امراء لهؤلاء الابطال الاشاوش؛وفى نفس الوقت ضعفاء امام الجبناء.متى تطالبون حقوق شعوبكم؟ تريدون تحكمون شعوبا بلا حقوق فى اوطانهم؟. نعم الحرب مدمر و لكن ضرورى احيانا؛ هل تعلم ان usa حصيلة حرب؟الى متى نعيش بدون حقوق؟ اريد ان اكون ضابطا،مستشارا فى الرئاسة؛موظفا فى البنك المركذى،سفيرا او دبلوماسيا….فى بلادى وان اكون شريكا فى القرار لا ان اكون ضيفا.ماذا قال عمر البشير؟ البريد حقوقه يحمل سلاح ،الان حمل السلاح امر مشروع لنيل الحقوق .الا يكفى ستون عاما بدون حقوق؟ ضعهم وشانهم و التاريخ لايعود.