عبدالرحمن الوسيلة ومشروع الترجمة الكبير(9)

حوارات وافكار
شذرات علي هامش الذكري:
وكان الوسيلة كثير القراءة دائماً، وشهيته ازدادت بلا انقطاع حتي نهاية ايامه وبعد ان اصدر الدكتور عمر بليل كتابه (two lives) مسجلاً لتجربة معاناته مع مرض “الفشل الكلوي”، ترجمه الوسيلةواعطاه “حياة دنيا” عنواناً، يعرف الكثيرون كتاب “موت دنيا” لمؤلفيه: محمد احمد محجوب، الشاعر ورئيس وزراء السودان الاسبق وكذلك الدكتور عبدالحليم محمد “ابوالطب”. بعد ان انتهاء الوسيلة من ترجمة كتاب د.بليل (اين الترجمة؟) ذهب الي تأسيس مشروع للترجمة اطلق عليه اسم: “مشروع الترجمة الكبير” واختار الترجمات التي انجزها عبدالخالق محجوب “الادب في عصر العلم + الماركسية وعلم اللغات”، فضلاً عن جهود هنري رياض المحامي، بروفيسر محمد عمر بشير والجنيد علي عمر، منصة لانطلاق المشروع. استبشر الوسيلة بالترجمة التي انجزها د.محمد سليمان محمد لـ: 35 من قصائد برتولد بريشت التي اكتمل له ترجمتها وهو رهن الاعتقال في سجن شالا. ومن هنا انطلق مشروع الوسيلة باتصال جهود الشعراء جيلي عبدالرحمن وتاج السر الحسن ومساعدتي الشخصية حين اكتمل لنا اللقاء في الاتحاد السوفيتي وقد اقترن جهدنا بمبادرة د. ايجور يرماكوف المستشار باتحاد الكتاب السوفيت اذ انجز الاتحاد ترجمة ثلاثية الروائي العالمي الطيب صالح “موسم الهجرة الي الشمال + عرس الزين + بندر شاه”. في 1980 ثم توفر لنا انجاز ما تجدونه ادناه:
محمد المكي ابراهيم. “الترجمة بطرف الشاعر مكي”.
كان يحبنى:
онбылвлюблен в меня.
ظهيرة على الشاطئ:
Полденьнаберегу.
زنزباريات:
зинзибарские
جيلي عبدالرحمن:
اطفال حارة زهرة الربيع
Детикварталавесеннегоцвета
بوابات المدن الصفراء.
Воротажелтыхгородов.
الالف على ضفاف الذكريات.
Уживатьсянаберегахвоспоминаний.
تاج السر الحسن:
آسيا وأفريقيا
. Азия и Африка
اكتوبرоктябрь.
كردفانКурдуфан
للشاعر عبدالرحيم ابو ذكري:
الرحيل فى الليل
отъездночью
محمد المكي ابراهيم:
ديوان امتىмоянация
جيلي عبدالرحمن:
ديوان الجواد والسيف المكسور.
Конь и сломанныймеч.
التجاني يوسف بشير:
اشراقة. Восход
ديوان خليل فرح ? تحقيق بروفيسر علي المك.
واخيراً اود ان اذكر ان كل اصحاب هذه الترجمات قد استلموها وفي نفس الوقت وبمساعدة المستشار الثقافي، الاستاذ المرحوم عبدالرحمن دقه والدكتور مامون قد كان جمع وايصال المراجع من الخرطوم الي موسكو امر في غاية السهولة، كما كان عبدالرحمن الوسيلة مبتهج بهذا الانجاز الذي سنتابعه.
شكرا سعادة السفير علي هذه الاضاءة لان اجيالنا التي خمها مايو في زحمته ما كان لنا ان نعرف الكثير الوسيلة والجنيد وغيرهم من طوته اردية النسيان وهم ضمير الوعي الغاء=ئب ونتيجته الحال الخائب كما تري ارجو ان تكتب بالتفاصيل الممله لوصح التعبير عن رجل بهذه الامكانيات وهذه الهمة فقد كان مشروع نهضة بحق اعلم عنه القيل الذي لا يشفي غليل ….هؤلاء قتلناهم بلجاتنا التي تري ورحلوا خفافا من اوزار الوطن !!!
ولد عبد الرحمن عبد الرحيم عثمان (الوسيله) بحي الركابية بامدرمان في عام 1926 لأبوين بسيطين وكان هو أصغر أشقائه وشقيقاته . أما إسم (الوسيله) الذي إقترن به وغلب على إسمه في أحايين كثيره فكان إسم منحه له أحد المادحين في يوم سمايته . أظهر الفتى منذ صغره نبوغا لافتا وذكاء وقادا في جميع مراحله الدراسية وفي المرحلة الثانوية أخذت تتشكل عنده الأشياء متبنيا الأفكار التي تنحاز إلى البسطاء والمعدمين ، غير خافيا إعجابه بالأفكار الثورية التي تناهض الظلم بكافة أشكاله . في تلك الأجواء التي كانت تتشكل فيها الحركة الوطنية أيام المستعمر إنخرط عبد الرحمن الوسيله بكلياته في المظاهرات وهو في المرحلة الثانوية وكان كثير الإعتقال في تلك الفترة .
بعد دخوله جامعة الخرطوم في الأربعينات واصل عبد الرحمن الوسيله نشاطه السياسي خاصة بعد تبنيه الفكر الماركسي كعقيدة فكرية وشكل نشاطه المحموم إزعاجا كثيرا للسلطات التي عملت على فصله من الجامعة وهو في السنة الثانية في كلية الآداب ، مما أضطره لاحقا إلى السفر إلى مصر هو ورفيقه التجاني الطيب ليلتحقا بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) حيث واصلا دراستهما ، غير أن القدر كان يخبيء لهما الأسوأ ، إذ جرى في العام 1948 إغتيال ابراهيم النقراشي باشا رئيس الوزرء المصري في داخل مبنى وزارة الداخلية وإثر تداعيات ذلك الحادث – الذي لا أعرف صلتهما به – جرى إعتقالهما وإرسالهما إلى سجن جبلي في الصحراء حيث قضيا أسوأ عامين في حياتهما . بعد تدخل السياسيين جرى إطلاق سراحهما وعادا إلى السودان .
لكن حالما عادت العافية إلى جسده ، عاد عبد الرحمن الوسيله ليمارس عشقه الخرافي للوطن وعلى طريقته الخاصة : الإنخراط في المظاهرات مهما كانت العواقب ، ليدخل بعدها السجن مرات ومرات وليبرز في سماء السياسة كناشط كبير . في الواقع فإن جيل عبد الرحم الوسيله وعبد الخالق محجوب والأخرين يعتبر الجيل الثانية الذي حمل الراية مباشرة بعد جيل عوض عبد الرازق ورفاقة وواصلوا المسيرة بعد ذلك . في الفترة من عام (1952- 1955) تولى الوسيلة منصب سكرتير الجبهة المعادية للإستعمار وهي النواة الحقيقية للحزب الشيوعي السوداني الذي تغير إسمه لاحقا إلى (حستو) ثم إلى الحزب الشيوعي . لقد كان نشاطه المحموم يشكل إزعاجا دائما حتى للسلطات الوطنيه بعد رجيل المستعمر وربما لا يعلم سياسيا ولج السجون وعرف معاناتها في تلك الفترة مثل عبد الرحمن الوسيله وتكمن واحدة من المفارقات في أنه أقتيد إلى يوم المعتقل يوم عقد قرانه بسبب تسجيل سجل له وهو يهاجم الحكومة ، حكم عليه يومها بالسجن ثلاثة سنوات غير أن إندلاع ثورة أكتوبر قلصت تلك الفترة فخرج من الأسر .
في فترة الديمقراطية الثانية أنتخب عن دوائر الخريجين نائبا في الجمعية التأسيسية هو وسبعة أخرين من الحزب الشيوعي ، غير أن القرار الشهير الذي طال أعضاءالحزب في الجمعية التأسيسة عام 1965 عجل برجيلهم . منذ اواخر الستينات إبتعد عبد الرحمن الوسيلة رويدا رويدا عن عالم السياسة غير لفاءات متفرقة مع الرفاق وقيل أنه تأثر كثيرا بمفاصلة عام 1970 . إرتبط مع عبد الخالق محجوب بعلاقة وثيقة وكان عبد الخالق يقدر موهبته ونبوغه . عرف عنه أنه واحد من أكثر كفاءات الحزب جدارة وإقتدارا على مستوى العمل الحزبي . كان مناضلا جسورا لا يساوم وعرف عنه أيضا إهتمامه بالأدب وإعجابه بالأعمال الشعرية لشعراء مثل شكسبير وغيره ، بالإضافة إلى كونه مترجما بارعا كما ذكر المقال اعلاه .
في سنواته الأخيرة كان يرتاد دار الرياضة أمدرمان وكان له أصدقاء كثر . كان محبا لأسرته وأهله ومحبا لهم . في عام 1983 وبعد معاناة مع المرض أسلم الروح في مستشفى النو بالحارة الثامنة بمدينة الثورة وشيعه الأقارب والأصدقاء إلى مقابر أحمد شرفي . رحمه الله . حينما يكتب التاريخ لا يد أن يجد أمثال عبد الرحمن الوسيله مكانه المستحق فما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن تشفع له بهذه المكانة ، كونه جسد النموذج الأعلى في الحس الوطني .
ولد عبد الرحمن عبد الرحيم عثمان (الوسيله) بحي الركابية بامدرمان في عام 1926 لأبوين بسيطين وكان هو أصغر أشقائه وشقيقاته . أما إسم (الوسيله) الذي إقترن به وغلب على إسمه في أحايين كثيره فكان إسم منحه له أحد المادحين في يوم سمايته . أظهر الفتى منذ صغره نبوغا لافتا وذكاء وقادا في جميع مراحله الدراسية وفي المرحلة الثانوية أخذت تتشكل عنده الأشياء متبنيا الأفكار التي تنحاز إلى البسطاء والمعدمين ، غير خافيا إعجابه بالأفكار الثورية التي تناهض الظلم بكافة أشكاله . في تلك الأجواء التي كانت تتشكل فيها الحركة الوطنية أيام المستعمر إنخرط عبد الرحمن الوسيله بكلياته في المظاهرات وهو في المرحلة الثانوية وكان كثير الإعتقال في تلك الفترة .
بعد دخوله جامعة الخرطوم في الأربعينات واصل عبد الرحمن الوسيله نشاطه السياسي خاصة بعد تبنيه الفكر الماركسي كعقيدة فكرية وشكل نشاطه المحموم إزعاجا كثيرا للسلطات التي عملت على فصله من الجامعة وهو في السنة الثانية في كلية الآداب ، مما أضطره لاحقا إلى السفر إلى مصر هو ورفيقه التجاني الطيب ليلتحقا بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) حيث واصلا دراستهما ، غير أن القدر كان يخبيء لهما الأسوأ ، إذ جرى في العام 1948 إغتيال ابراهيم النقراشي باشا رئيس الوزرء المصري في داخل مبنى وزارة الداخلية وإثر تداعيات ذلك الحادث – الذي لا أعرف صلتهما به – جرى إعتقالهما وإرسالهما إلى سجن جبلي في الصحراء حيث قضيا أسوأ عامين في حياتهما . بعد تدخل السياسيين جرى إطلاق سراحهما وعادا إلى السودان .
لكن حالما عادت العافية إلى جسده ، عاد عبد الرحمن الوسيله ليمارس عشقه الخرافي للوطن وعلى طريقته الخاصة : الإنخراط في المظاهرات مهما كانت العواقب ، ليدخل بعدها السجن مرات ومرات وليبرز في سماء السياسة كناشط كبير . في الواقع فإن جيل عبد الرحم الوسيله وعبد الخالق محجوب والأخرين يمثل الجيل الثاني الذي حمل الراية مباشرة بعد جيل عوض عبد الرازق ورفاقة وواصل المسيرة بعد ذلك . في الفترة من عام (1952- 1955) تولى الوسيلة منصب سكرتير الجبهة المعادية للإستعمار وهي النواة الحقيقية للحزب الشيوعي السوداني الذي تغير إسمه لاحقا إلى (حستو) ثم إلى الحزب الشيوعي . لقد كان نشاطه المحموم يشكل إزعاجا دائما حتى للسلطات الوطنيه بعد رجيل المستعمر وربما لا يعلم سياسيا ولج السجون وعرف معاناتها في تلك الفترة مثل عبد الرحمن الوسيله وتكمن واحدة من المفارقات في أنه أقتيد إلى المعتقل في يوم عقد قرانه بسبب تسجيل سجل له وهو يهاجم الحكومة ، حكم عليه يومها بالسجن ثلاثة سنوات غير أن إندلاع ثورة أكتوبر قلصت تلك الفترة فخرج من الأسر طليقا.
في فترة الديمقراطية الثانية أنتخب عن دوائر الخريجين نائبا في الجمعية التأسيسية هو وسبعة أخرين من الحزب الشيوعي ، غير أن القرار الشهير الذي طال أعضاءالحزب في الجمعية التأسيسة عام 1965 عجل برجيلهم . منذ اواخر الستينات إبتعد عبد الرحمن الوسيلة رويدا رويدا عن عالم السياسة عدا لقاءات متفرقة مع الرفاق وقيل أنه تأثر كثيرا بمفاصلة الحزب في العام 1970 . إرتبط مع عبد الخالق محجوب بعلاقة وثيقة وكان عبد الخالق يقدر موهبته ونبوغه . عرف عنه أنه كان واحد من أكثر كوادر الحزب جدارة وإقتدارا على مستوى العمل الحزبي . كان مناضلا جسورا لا يساوم وعرف عنه أيضا إهتمامه بالأدب وإعجابه بالأعمال الشعرية لشعراء مثل شكسبير وغيره ، بالإضافة إلى كونه مترجما بارعا كما ورد في المقال اعلاه .
في سنواته الأخيرة كان يرتاد دار الرياضة أمدرمان وكان له أصدقاء كثر . كان محبا لأسرته وأهله ومحبا لهم . في عام 1983 وبعد معاناة مع المرض أسلم الروح في مستشفى النو بالحارة الثامنة بمدينة الثورة وشيعه الأقارب والأصدقاء إلى مقابر أحمد شرفي . رحمه الله . حينما يكتب التاريخ لا يد أن يجد أمثال عبد الرحمن الوسيله مكانه المستحق فما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن تشفع له بهذه المكانة ، كونه جسد النموذج الأعلى في الحس والكفاح الوطني .
غياب التعريف بكبار مثقفينا، غض النظر عن انتمائهم السياسي، امر في غاية الغرابة في بلد مثل السودان … كل التقدير للدكتور/ عبد القادر الرفاعي ونرجو ان يتاح لنا الحصول على الكتب التي نشرتها في هذا الشأن.