والماء فوق ظهورها محمولُ ..

عند بدايات عهد حكومة مايو في نسختها الثورية كان مبعث إهتمام قائدها الرئيس الراحل جعفرالنميري عليه الرحمة أهل الريف ، قبل أن ينحرف قطاره عن خط الجماهير .. وكانت حملة محاربة الطش التي تركزت عليها جهود الحكومة مدعومة بالجهد الشعبي قد أنزلت من الرذاذ الحلو ما بلل شفاه البشر ورطب جسد الحجر و أروى حلوق الأغنام والإبل والبقر .. فكانت تلك من مسببات إستقرار الرحل في كثير من الفيافي التي أجدبها الجفاف !
لم تكن العاصمة في ذلك الزمان تعرف معنى العطش ولا الجوع ولا إنقطاع الكهرباء .. الى ان إختلت فيها التوسعات الإسكانية و السكانية التي قامت ترهلاتها بلا خطة ولا دراسة توازن مابين الواقع على بساط الأرض والمطلوب من حجم الخدمات التي تفي حاجة الناس ولو في حدها المعقول أو الآدني !
فاصبحت العاصمة قرية كبيرة ولم تعد مدينة بالمعنى الحديث المتعارف إلا من بنايات شواهق تعكس مظهراً متناقضاً مع الجوهر المزري الذي يعيشه غالبية السكان الذين تكدسوا في العمق والأطراف يتجاذبون ثوباً قصيراً عن جسد حاجتهم الخدمية .. اللهم إلا القلة الذين يملكون القدرة على لي أذرع كل الضوائق ولا يشعرون بما يعانيه الآخرون من عنت وشقاء في سبيل كهرباء تعينهم على مقاومة حر الصيام أو رشفة ماء تبلل شفافههم المشققة !
الخرطوم بمدنها الثلاث وتخومها التي لا ينطبق عليها مسمى الحضر باتت كالعيس يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول .. فهي تمدد ارجلها على نيلين و لكن كفها عاجرة عن تناول الماء لترفعه الى فمها الظامي .. فتحرجت عاصمتنا من درة كانت تغسل مساء بالماء والصابون و تبتسم فيها الزهور لملامسة الأضواء التي أطلقت حسان ذلك الزمان إسم الخرطوم بالليل على ثيابهن الذاهية تيمناً بذلك الجمال الليلي الساحر.. فتحولت الى مسخ يصعب تسميته حيال منظر براميل المياه التي تجرها الدواب في مشهد مخجل حتى لتلك التي تجرها !
ولست أدري إن كانت اولوية والي الخرطوم الجديد الذي يندفع بمكايينة الرئاسة انه سيولي هذه المشكلة جل إهتمامه حتى نعطي الصحافة ذريعة لتقول فيه أنه الوالي الذي لا يبيت في كنف ولايته عطشان .. مثلما كانت تطلق على سلفه الخضر أنه الوالي الذي لا ينام في ليله جائع ..ولعلهم كانوا يقصدون طالما أنه تحلل من طعم الأكل .. فلماذا يتذكر الجوع !

تعليق واحد

  1. الخرطوم هاجر اليها اهل الارياف وزاد الضغط على الخدمات الخ الخ وهذا يدل على فشل حكم الانقاذ او الاسلامويين الواطى فى تنمية الريف كما ان عدم الاستقرار السياسى والدستورى وانتشار الحروب جعل معظم الميزانية تذهب للجيش والشرطة والامن وياريتهم بيحاربوا فى اجنبى محتل او معتدى بل يحاربوا سودانيين يريدون حكما ديمقراطيا عادلا ولحماية حكم اتى بانقلاب على الشرعية فى 30/6/1989 اما باقى القريشات فذهبت فى اشياء لا علاقة لها بالتنمية مثل المباتى الفاخرة وغيرها ما لم تحل المشكلة السياسية وتتوقف الحروب وتهتم الحكومات بالتعليم والصحة والبنية الاساسية للانتاج فى الريف وتوفير الحد الادنى من المعيشة الكريمة للمنتج فى الريف والحضر حتى نزيد من صادراتنا الخ الخ فالوضع سيسوء اكثر واكثر فى كل المجالات نحنا يا جماعة حاكمننا ناس ما عندهم رؤية وطنية صادقة بل كل همهم الاستمرار فى السلطة ولو ادت لتمير الوطن وتمزيقه!!!!
    كسرة:الخاين والعميل هو الذى لا يجمع اهل الوطن فى حوار سلمى لحل مشكلة الحكم والسياسة والدستور بالتراضى والتوافق ويضرب فى معارضيه وهو اصلا جا بانقلاب مسلح على الشرعية ويتغاضى عن المحتلين والمعتدين على اراضى الوطن من الاجانب!!!

  2. الخرطوم هاجر اليها اهل الارياف وزاد الضغط على الخدمات الخ الخ وهذا يدل على فشل حكم الانقاذ او الاسلامويين الواطى فى تنمية الريف كما ان عدم الاستقرار السياسى والدستورى وانتشار الحروب جعل معظم الميزانية تذهب للجيش والشرطة والامن وياريتهم بيحاربوا فى اجنبى محتل او معتدى بل يحاربوا سودانيين يريدون حكما ديمقراطيا عادلا ولحماية حكم اتى بانقلاب على الشرعية فى 30/6/1989 اما باقى القريشات فذهبت فى اشياء لا علاقة لها بالتنمية مثل المباتى الفاخرة وغيرها ما لم تحل المشكلة السياسية وتتوقف الحروب وتهتم الحكومات بالتعليم والصحة والبنية الاساسية للانتاج فى الريف وتوفير الحد الادنى من المعيشة الكريمة للمنتج فى الريف والحضر حتى نزيد من صادراتنا الخ الخ فالوضع سيسوء اكثر واكثر فى كل المجالات نحنا يا جماعة حاكمننا ناس ما عندهم رؤية وطنية صادقة بل كل همهم الاستمرار فى السلطة ولو ادت لتمير الوطن وتمزيقه!!!!
    كسرة:الخاين والعميل هو الذى لا يجمع اهل الوطن فى حوار سلمى لحل مشكلة الحكم والسياسة والدستور بالتراضى والتوافق ويضرب فى معارضيه وهو اصلا جا بانقلاب مسلح على الشرعية ويتغاضى عن المحتلين والمعتدين على اراضى الوطن من الاجانب!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..