منوتي.. الجود يفقر!ا

تراســـيم..
منوتي.. الجود يفقر!!
عبد الباقي الظافر
قبل أكثر من ربع قرن، كان مدرب كرة سلة أمريكي يطوف أرجاء السودان سائحاً، وقعت عيناه على صبي سوداني فائق الطول.. بائس المحيا.. رقيق القوام.. شديد السُمرة.. لم يكن ذلك الشاب لاحقاً إلا النجم العالمي بول منوت.. الخبير الأمريكي صنع من الخامة السودانية الجيدة، نجماً فى عالم السلة الأمريكية. وبلغ بول من العز مكاناً، أن تشرفت إحدى شركات صناعة السيارات بأن صنعت سيارة خاصة بمواصفات منوت، الذي بلغ من العلو مترين ونصف، وأصبحت هذه الشركة تتباهى بأنّها التي صنعت دابة النجم منوت. ولأنّ الأيام دُول.. تتغيّر الظروف.. وبول الذي يحلو لأنصار فريق الستة وسبعين الأمريكي بمُناداته (مونتي).. يعجز عن توفير ثمن تذكرة طائرة تعود به إلى مَا وراء المحيط الصاخب.. وينشط السيناتور جو ليبرمان وآخرون وينجحوا في جمع تبرعات وجهود تيسّر السبيل لعودة منوتي الى أمريكا. أمس الأول أسلم بول منوت الروح لبارئها.. ولا أحد يعرف تحديداً كم عام قضاها منوت بيننا، هو نفسه لا يعرف تحديداً متى ولد..؟ ولكنه يدرك جيداً أنّه ابن أحد سلاطين الدينكا.. على العموم اتخذ النجم بول أحد أيام أكتوبر 1962م تاريخاً لميلاده.. أغمض منوت عيناه إلى الأبد في مستشفى جامعة فرجينيا.. وأصْدرت كل الأندية الرياضية التي لعب في صفوفها بيانات تذرف الدمع الثخين على فراق النجم بول منوت. ولكن يبدو ان الذي بين الخرطوم والنجم بول منوت ليس عامراً.. منوت كان متعاطفاً مع الحركة الشعبية.. وأنفق بعضاً من ثروته الطائلة في دعم النشاط السياسي للحركة، بل إن رواية سائدة في الإعلام الأمريكي.. ولكنني لم أجد لها سنداً ولا منطقاً، تقول إنّ الحكومة السودانية عرضت على منوت منصب وزير رياضة، إن أسلم وحسن إسلامه.. وتمضي الرواية أن منوت المسيحي رفض العرض الحكومي. لم يأفل نجم منوت بمغادرته الملاعب الرياضية، بل أصبح رجل مجتمع وناشطاً في العمل الخيري.. وأسّسَ مع آخرين مؤسسة شمس السودان المشرقة.. وبول يحسب أنّ الذي أفلسه هو الإنفاق على أعمال البر والإحسان.. ولكن المقربين منه يرون أنه كان كريماً على نفسه وأصدقائه. بول منوت لم تنصفه بلادنا حياً.. لم تعتمده الحكومة سفيراً للابداع.. ولم يعتمده الشارع العام نجماً فوق العادة، ربما الآن جاء يوم شكره بول منوت.. الذي قد يضطرك أن تعرف نفسك في أمريكا أنك من بلد منوتي.. الكرة الآن في ملعب وزير الشباب والرياضة الجديد. ليس من المهم أن نتفق مع كل شخص في رؤاه، ولكن الأهم أن نحترم إبداع كل سوداني.
التيار
قرأت اليوم فى إحدى الصحف الأمريكية تعليق أكثر من رائع عن منوت, حيث كتبت " أن لاعبى كرة السلة فى أمريكا يفلسون لأقتناء المجوهرات والتمتع بالحياة الصاخبة, فى حين أفلس منوت فى بناء المستشفيات فى وطنه". و المقصود طبعاً فى الجنوب.
لأ خليك منصف يا الحلفاوي ( في كل السودان )
عفواً أخ عادل الى حد علمى أنها بالجنوب , وإن كان ذلك صحيحاً فلم أقصد التقليل من هذا العمل الكريم لأن الجنوب هو جزء أصيل من السودان , حتى ولو اختلفت الأراء…أما اذا كانت هذه المستشفيات فى كل السودان فهذا فعلاً شئ يدل على أنه رجل أستحق ويستحق منا كل التقدير و الأحترام, أشكرك على توضيح ما خُفى علىّ, هل بالأمكان تسمية عدد من هذه المشافى حتى تعم الفائدة? وشكراً