مذبحة بيت الضيافة.. المختصر المفيد

تمر علينا ذكري مذبحة بيت الضيافة? موضوع شغل الكثيرون وكتب عنه الكثيرون وحتي الآن يدور الجدل عنه …من الذي قتل الضباط الابرياء ببيت الضيافة..وما الدافع.. يمكن ان الخص الموضوع فيما يلي:
نجح إنقلاب الرائد/ هاشم العطا في الاستيلاء علي السلطة وضح النهار..وتمت تدابير للقبض علي ضباط مجلس قيادة ثورة مايو الذين يحكمون البلد، ثلاثة وحدات عسكرية رئيسية نفذت الإنقلاب(المدرعات ? الحرس الجمهوري ? مصنع الذخيرة)، تم تكليف الملازم/ احمد جبارة بالقبض علي الرئيس جعفر النميري.. وعندما داهم منزله وجد بصحبته معظم ضباط مجلس ثورة مايو فإعتقلهم جميعاً وأودعوا بالقصر الجمهوري.
تم إعتقال كل الرتب الكبيرة التي شك في ولاءها لمايو وقادة الوحدات العسكرية مثل العميد/ سعد بحر قائد سلاح المدرعات? والعقيد/ أورتشي قائد مصنع الذخيرة وأودعوا ببيت الضيافة الذي كان يحوي ثلاثة غرف توزع فيها المقبوض عليهم والذين تبعوهم حتي بلغ العدد حوالي (بضع وعشرون) ضابطاً بمختلف الرتب من العميد حتي الملازم .
المعاملة في اليومين الأولين كانت جافة وعاني المعتقلون من الأكل والشراب وتغيرت في اليوم الثالث بوجبات طيبة. تناوب علي حراسة المعتقلين جنود الحرس الجمهوري بقيادة ضابط..يتغير كل يوم..وكان الضباط علي التوالي هم: اليوم الاول للانقلاب اجمد جبارة اليوم الثاني/ مدني علي مدني واليوم الثالث يوم المذبحة كان الملازم/ الحردلو .
تم فتح النار في الضباط العزل المعتقلين مما أدي لموتهم جميعاً ونجاة القليل منهم وخرجوا باصابات بالغة، كان الغرض إبادة الموجودين وهو تصرف بعيد عن الخلق العسكري والعرف السوداني. قرابة العشرون ضابطا اهرقت دماءهم ببيت الضيافة وهم علي الارض في الغرف حيث لم يكن بها اسرة يستلقون عليها، نجم عن المذبحة اعدامات بالجملة طالت العسكريين والمدنيين المحسوبين علي الحزب الشيوعي السوداني الذي نسب إليه الإنقلاب، أعدم عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق من قادة الحزب وطالت الاعدامات كل المشاركين في الانقلاب عدا القليلون حيث اعدم عثمان حاج حسين ابوشيبة قائد الحرس الجمهوري والمدبر الاساسي للانقلاب واعدم هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمد الله ورهط من رفقائهم، كانت الدماء تسيل والارواح تزهق بكل الاتجاهات وحدثت مواقف بطولية ممن أعدم من الضباط في الدروة لازال العسكريون القدامي يتحدثون عنها بالفخر والاحترام .
تعددت الروايات حول من الذي قام بتصفية الضباط ببيت الضيافة، ساطوف بكم حولها جميعاً، ولنترك الحكم لاحقاً حيث لا نبغي سوي معرفة الحقيقة فقط. الرواية الاولي تقول أن هناك طرفاً ثالثاً قام بمذبحة بيت الضيافة.. وهو قول إستند عليه الشيوعيون، ويستدلون بالدبابة التي قذفت بيت الضيافة من علي البعد، وهناك من يري أن هناك قوي أجنبية هي من قتلت الضباط ببيت الضيافة وهناك اشارات للمصريين..أما الرواية الاقوي فهي أن ضباط الحراسة هم الذين قامو بتصفية الموجودين .. وهو الرأي الراجح والأقوي حتي الآن خاصة بوجود شاهد عيان هو العميد معاش/ عثمان عبد الرسول الذي ذكر أنه وأثناء جلوسه في غرفة المعتقل دخل عليهم الحردلو وأحمد جبارة وأمر الثاني الأول باطلاق النار علي الموجودين فلما تردد صوب نحوه فوهة البندقية ، وذكر انه تحدث معهم قائلاً (الكلام ده عيب نحن ناس زملاء) فاطلقو عليه النار مما ادي لبتر اصبعين من يديه ومن ثم عالجوه بدفعة من الرصاص علي بطنه ..لكن هناك من يشكك في شهادة عثمان عبدالرسول.
هناك ملابسات غريبة صاحبت الواقعة، والغموض الذي كان يكتنف الحدث بدأ يتكشف قليلاً قليلاً خاصة مع سهولة توفر المعلومة في هذا العصر وبدأ بعد المعاصرين للاحداث يتكلمون عنها، في رأيي ان الأمر أن الجناة أصبحو معلومين ولكن كان هناك أمر يدبر في الخفاء من متابعين للاحداث ليستغلو الموقف لتحقيق أجندة خاصة بهم كتنظيم ليستلمو البلد. خاصة وأن السودانيين للاسف أي واحد شايف نفسو وناسو أحسن ناس. صاحبت تنفيذ الاحكام عصبية وانفعال كبيرين مما ترتب عليه ضياع العدالة المطلوبة التي كفلها القانون للمجرمين والمتهمين وقد يكون في هذا الجو ضاع بعض الابرياء. حتي التقرير الخاص بالحادثة والذي تم انجازه بعد تحقيقات لجنة القاضي علوب (غير موجود).. تطال الاتهامات الدور الذي قام به المقدم صلاح عبد العال مبروك. وهو قد نفي عن نفسه اي اتهام بعد استضافته في احدي اللقاءات التلفزيونية
. موضوع يحتاج لفتحه مرارا وياريت نسمع كلام المعاصرين حتي نستطيع معرفة السياق الذي تم فيه ماحدث.. إجتهدت في النبش خلف هذا الموضوع وفي النهاية إرتأيت أن ألخص ما تحصلت عليه لتعم الفائدة..ولكني أسال هل حقيقة أن الحزب الشيوعي السوداني لا ضلع له فيما حدث كما يدعي منسوبيه؟ هل الصفات الجميلة التي يحملها المتهمين تحول دون ارتكابهم الجرم؟ لماذا لا نسمع رأيا لاهالي المتهمين؟ ما موقف النميري بعد انجلاء الموقف؟ هذا سنحاول استعراضه في مرة قادمة انشاء الله .. مع فائق الاحترام
[email][email protected][/email]
ما حصل بعد محاولة إنقلاب هاشم العطا واضح جداً خاصة بعد فضح إشتراك المخابرات المصرية والليبية وموقف البريطاني المستثمر وما تم من التنسيق بين ضباط مايو الذين كانوا يتواجدون في مصر وما حصل من إنزال الطائرة المدنية في ليبيا والقبض على قادة الإنقلاب وسرعة تنفيذ الأحكام وهذا لم يحصل في أي مكان من العالم ولكن الواضح المقصود تصفية الحزب السيوعي السوداني والذي نفذ موضوع بيت الضيافة كان يقصد ذلك لإيجاد الزريعة لتصفية قادة الحزب المدنيين والذين لا شأن لهم بالإنقلاب وكذلك قادة الإنقلاب في الخارج والذين لا دخل لهم بالتنفيذ ولكن توجد جهة هي التي كانت وراء ذلك كله ووراء وضع الزيت في النار وإشعال الفتنة وهي فعلاً المستفيد الأول وهذا هو الذي حصل .
بغض النظر عن ( الله يرحمهم جميعا ) لكن الملاحظ بأنهم مجموعتين من العسكريين (المغامرين )يقتتلون فيما بينهم ليس للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السودانية ولكن للوصول للسلطة أو على الأقل إقتسام ( الكعكة) .. كانت الموضة فى الجيش السودانى _ وحتى الان – هى الانقلابات وبين عشية وضحاها يصبح الضابط رئيسا للسودان أو على الأقل وزيرا !
حقيقة غائبة ،، عثمان عبد الرسول شهادته عن الحردلو و أحمد جبارة متى قالها ؟؟ قالها بعد أن أصدرت المحاكم اعدام الحردلو وأحمد جبارة الذي لم يذهب في يوم الحادثة إلى بيت الضيافة اطلاقاً ،، إذن فإن شهادته لا قيمة لها لأنها أصلاً لم تقدم إلى المحكمة التي أصدرت الأحكام بسبب أنه كان غائب عن الوعي طيلة فترة المحكامات و الإعدام ،،و الذين يريدون الأعتماد على شهادته كأنهم يريدون تبرير أحكام الأعدام مقدماً قبل المحاكمة ،
الذين أصدروا احكام الإعدام أتو بشهادة عثمان عبد الرسول بعد فترة من تنفيذ الأحكام ، و عثمان عبد الرسول نفسه لم يمثل أمام أي محكمة
فقط انوه ان استلام السلطه تم علي الغداء المعد بعناية بواسطة ابوشيبه وقد تكون المجموعة بقيادة احمد جبارة والسادات كشف الانقلاب وارسل زين العابدين الذي كان يصطاف في مرسي مطروح فارسلة بطائرة خاصة قائلا له (هناك انقلاب علي الغداء اليوم بمجرد ان تجلسوا علي الغداء سيتم التنفيذ )وصل الزين والجميع يتاهب للجلوس وطلب محادثة الرئيس ولكن نميري قال بعد الغداء واصر علي ذلك وبمجرد جلوسهم تم استلامهم واعتقلوا وحملوا في عربه كشف الي الاعتقال.يبقي السؤال هل كان مع الزين ضباط مصريين والغموض يدور في امرين الاول هل كان هناك طرف ثالث اي انقلاب في النص الامر الثاني من قتل الضباط في بيت الضيافه !!!وهل كان جزء من الطرف الثالث ببيت الضيافه لذلك تم الخلاص منهم !!! صلاح عبد العال امره فعلا محير وكذلك تردد ابوشيبه اما عبد الخالق كان معتقلا بالذخيره ثم في القصر ثم منزل ابو شيبه اما الشفيع فساقه حماسة الي نادي العمال واعتقل في الكبري رافضا رجاء اخوته بالا يذهب وهورفض قراءة البيان كما قالوا اذ جاء به غازي سليمان والشفيع لم يشترك وكان ضحية غضبة نميري هو وعبد الخالق وقرنق!!!
أرجعوا لإرشبف التلفزبون ساعتها كنت أتابع مقابلة مع أحد الناجين وكانت رتبته رائد على ما أظن وكان مربوك بعد الحادث وقد كان شاهد عيان تكرر هذا اللقاءعدة مرات مصحوبا بالمارشات العسكرية وقد قال ( ونحن داخل الغرف سمعنا هرجلة الحراس من الخارج ثم بدا لنا صوت دبابات وعرفنا من صوتها أنها دبابات 55 الموجودة بالمدرعات وهى تابعة لنا عندها بدا الضرب نحونا وأول قذيفة أطاحت برأس الشهيد سوركتى وعدة إصابات بالموجودين وهرب جنود الحراسة استمر هذا اللقاء تكرارا وبعدعا اوقف يعنى الضرب الحصل ده من القوة المدرعة وارجعوا للارشيف ان وجد وللتاريخ والأمانة أرجو من الضايط إن يقول الحقيقة للأمانة والتاريخ
ما نعرفه أن الشيوعيين لا يخافون ولايسرقون ولايكذبون ويشهد لهم جل الشعب السوداني بذلك ولقد رايناهم يموتون بشجاعة لا مثيل لها فكيف من لا يخاف الموت يخاف قول الحقيقة بعد اكثر من 40 عاماً هناك شيء غير منطقي وغير طبيعي في الموضوع